علي محمود خاجه

خاب ظني يا خالد

صدر بيان في الأسبوع الماضي من شباب أعرف معظمهم، ولا أشك في إخلاصهم لوطنهم وحرصهم على عزته أبدا.
إلا أن بيانهم ذا المطالب المحددة (الأحزاب والدائرة الواحدة والوصول إلى الحكومة البرلمانية) خيب ظني جدا، وأشعرني أن عدوى الخضوع والتراجع أصابتهم.
فقد طالب الموقعون على البيان الأغلبية النيابية المبطلة تحديداً دون غيرهم بتبني المطالب الآنف ذكرها كي يتجدد دعم الشباب لهم، وهم بهذا المسلك منحوا الأغلبية المبطلة طوق نجاة لا يستحقونه أبداً، ناهيكم عن اختزال تبني هذه المطالب للأغلبية دون سواهم وهو أمر لا أفهمه إطلاقا من هؤلاء الشباب.
فماذا لو أعلن مرشح من خارج الأغلبية تبني هذه المطالب، التي هي بالمناسبة تتناسب مع أجندة الكثير من المرشحين من خارج نطاق الأغلبية؟ فلمن سيكون الدعم حينها؟
يبقى هذا الأمر فنياً وقابلاً للجدال، لكن سبب خيبة ظني في بيان زملائي بل إخواني من الموقعين عليه هو ما سأكتبه في السطور التالية:
قبيل انتخابات فبراير صدرت وثيقة شبابية أعدها ووقع عليها معظم موقعي بيان الأسبوع الماضي، وبإمكانكم الاطلاع عليها من خلال هذا الموقع: http://www.kwtvision.com/ وتضمنت هذه الوثيقة 31 نقطة تغطي مجالات متدهورة كثيرة في الكويت، وهي بمنزلة تعهد نيابي لمن سيفوز بالانتخابات حينذاك، وقد نصت النقطة الأخيرة من البيان على ما يلي: “أن يكون هذا التعهد الأساس الموضوعي لمحاسبتنا من قبل الناخبين وتقييم عملنا، في حال حصولنا على ثقة الناخبين، وذلك اعتبارا من الجلسة الأولى لمجلس الأمة”.
ارتكزت الوثيقة على رئيس جديد ونهج جديد، وعلى الحرية والعدالة والمساواة والعمل وفق أسس موضوعية بعيدا عن الشخصانية وردع التجاوز على الحريات العامة، وتطوير قوانين الحريات وإصلاح القضاء، وكشف الذمة المالية، ودعم القطاع الخاص، والمعالجة الشاملة لقضية البدون، وحل المشكلة الإسكانية وتطوير المناهج الدراسية، وتعديل لوائح المجلس، بالإضافة إلى الأحزاب وتعديل الدوائر والوصول إلى الحكومة البرلمانية.
والسؤال: ما الذي تحقق من مطالبكم يا إخواني كي تقلصوا 30 مطلباً إلى ثلاثة مطالب فقط؟ فالحكومة لم تأت بنهج جديد والسلطتان قيدتا الحريات، والعمل كان شخصانياً، والقضاء لم يصلح، وقانون المحكمة الدستورية لم يستعجل، ولا الإسكان ولا المناهج ولا البدون وجدوا حلاً!!
قد يقول مدافع إن تلك الأمور متفق عليها، ولم تخالفها الأغلبية المبطلة، آسف ولكنكم كاذبون فملف الحريات تحديداً اغتيل على أيدي سلطتي المجلس السابق، سواء عبر ترهات المناور ورفاقه أو أسلوب الحكومة القمعي بدءاً من التعدي على البدون، ومروراً بمعرض الفنانة شروق أمين، وحفل الجامعة الأميركية، وجامعة الخليج وغيرها من تعديات مقيتة.
للأسف أني أجدكم اليوم انجرفتم إلى كبريائكم الذي لا يقبل على ما يبدو أن يقر بخطئه في دعم من لا يستحق الدعم، وها أنتم اليوم تقلصون مطالبكم وتنزلون سقفكم لتحقيق أهواء أغلبية مبطلة لم تحقق ربع مطالبكم، وستحظى بدعمكم فور إعلانها تبني ثلاثة مطالب بدلا من ثلاثين.
* خالد المقصود بالعنوان هو صديقي العزيز خالد الفضالة.

خارج نطاق التغطية:
رفع الإيقاف الأولمبي الذي حرم أبناء الكويت من رفع علمهم دوليا لخمس سنوات يثبت بشكل قاطع أن الإيقاف أكذوبة كويتية صنعها بعض أبناء الأسرة ومن معهم كي يستفردوا بالرياضة، ويدمروا ما تبقى منها، فهل وصلت الرسالة؟

سامي النصف

One Man One Vote

الديموقراطية بمفهومها العام هي رجل (أو امرأة) واحد له صوت واحد، وهي كذلك تعدد دوائر انتخابية يزداد تباعا ليضمن تمثيل جميع الشرائح السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة تحت قبة البرلمان، لا تقوم الديموقراطية الحقة على مفهوم الغلبة العددية، أو السماح بممارسات تعزل وتمنع تمثيل الآخرين، وهو أمر ـ للعلم ـ سيزداد سوءا مع التحول لمشروع الدائرة الواحدة.. المدمر.

****

إن الحل الحقيقي والأمثل للأزمات السياسية الطاحنة التي عشناها بعد التحول لـ «نبيها خمس» هو بالعودة لمشروع الدوائر الـ 25 الذي كان يضمن تمثيلا عادلا لشرائح المجتمع الكويتي ومناطقه (الجهراء على سبيل المثال)، ثم عند الحاجة «زيادتها» كما يحدث في العالم أجمع الى 30 دائرة لإخراج 60 نائبا ومن ثم زيادة عدد الوزراء إلى 20 وزيرا لمنع تقلد أي وزير لأكثر من وزارة لتقليل المسؤولية السياسية عليه وجعله يتفرغ لوزارة واحدة يمكن له تطوير أدائها والرقي بأعمالها، لما هو قريب مما نراه في الدول الخليجية الشقيقة.

****

وهناك مثلبان رئيسيان في وضعنا الانتخابي الحالي، أولهما إمكانية سقوط مرشح قوي يحصل على 5 آلاف من أصوات الناخبين لصالح 4 مرشحين ضعاف لا يحوز أي منهم إلا على دعم وتأييد 1500 ناخب إلا أن تحالفهم معا سيعطيهم 6 آلاف صوت مما سينجحهم جميعا وقد بانت تلك الظاهرة السالبة واضحة في الانتخابات الاخيرة عندما فشلت شخصيات وطنية بارزة لصالح التحالفات الخفية والظاهرة.

المثلب الثاني هو إنجاح ناخبين لمرشحين سيئين لا يعلمون عنهم شيئا بالتضاد مع رغبة الناخبين في مناطق هؤلاء المرشحين ممن يعلمون عنهم كل شيء، فقد تسببت تحالفات معينة في فرض نجاح أسماء محروقة

لا تستحق النجاح في مناطقها، وفي هذا السياق سينتج عن التحول لمشروع الدائرة الواحدة «سيئ الذكر» اختفاء شرائح مهمة في المجتمع الكويتي كرجال الاقتصاد والمثقفين والوطنيين والحكماء والعقلاء والنساء والقبائل والطوائف الصغرى بشكل دائم، وفي ذلك ظلم لن يشعر به إلا من سيكابده حينها من الداعين إليه هذه الأيام.

****

آخر محطة: ثبت مرارا وتكرارا أن تنازل السلطة التنفيذية عن حقوقها لا ينتج عنه إلا المزيد من التدهور في حال البلد والمزيد من الأزمات السياسية مع خسارة الأصدقاء وعدم كسب الاعداء، لذا فإن كنت ذا رأي فيما يخص الأوضاع الانتخابية الخاطئة فكن ذا عزم وقرار، فمصلحة الكويت وشعب الكويت ومستقبلها فوق الجميع.

احمد الصراف

مخلوقات الله الأربعة

نحن الآن في العقد الثاني من القرن 21، ومر العالم خلال هذا القرن وما قبله بأحداث مهولة، وطرأت عليه تغيرات هائلة وتقدم اقتصادي وادبي وعلمي غير مسبوق بتسارعه، ومع كل هذا بقي أو فضل الكثيرون العيش في زمن غير زمننا، وقد لا يلام البعض منهم، ولكن يفترض أن الغالبية تدرك إلى حد ما ما يجري حولها، وخاصة في المجتمعات الخليجية، التي تتوافر لديها المادة لشراء كل وسيلة اتصال ومعرفة ممكنة، ومع هذا نرى الكثير منهم يفضلون البقاء على جهلهم، ولذا تراهم يجلسون، وافواههم فاغرة، وعقولهم شاردة أمام خطيب أو داعية، وعشرات المايكروفونات والكاميرات امامه، وهو يقول كلاما لا يسمن ولا يسد جهلهم ومع هذا لا أحد من مستمعيه يود سؤاله من اين وكيف اتى بمثل هذا الكلام ومدى احتمال صحته؟ وفوق هذا يكررون طقوس الجلوس والبحلقة وفغر الفاه المرة تلو الأخرى من دون هدف او فلاح أو رشاد أمام الخطيب نفسه من دون كلل ولا ملل وكأن ما يقوله درس في الحياة! إن هذه السلبية المفرطة، والعجز عن مجرد التفكير في الشك في ما يقوله أي خطيب أو داعية، وفقدان القدرة على طرح السؤال، هو من أسباب عجزنا التام عن تحقيق شيء يذكر. وهذه السلبية هي التي تدفع هؤلاء الدعاة للإفراط في الخيال وذكر كل ما يعن على بالهم طالما لم يسبق لأحد أن تساءل او شكك في أقوالهم وادعاءاتهم! وفي خطبة لرجل دين سعودي يقول بكل ثقة واطمئنان إن الله (والذي يفترض أنه خالق الكون بنجومه وكواكبه ومجراته وتريليونات موجوداته التي تمتد لتريليونات أخرى من السنوات الضوئية) قد خلق «بيده» اربعة اشياء فقط وهي العرش، الذي بناه على الماء، وهو الذي يجلس عليه. كما خلق القلم وخلق ثالثا آدم بيده ورابع الأشياء خلق جنة عدن، ثم قال لبقية الأشياء في الكون: كن فيكن! ويستطرد في خطبته وعلى وجهه كل امارات المعرفة والجدية بأن سماكة السماء الواحدة هي مسيرة 500 عام، وأن طول المسافة بين السماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام أخرى، وهكذا حتى نصل للسماء السابعة! ولمزيد من التفصيل يمكن لقارئي المقال على الإنترنت الضغط على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=hYHXE–bj24&feature=related
وهكذا نرى كيف تضيع مليارات ساعات العمل في الاستماع لمثل هذا الكلام العجيب، الذي وإن ثبت شرعا، فإنه لا يفيد أمما وشعوبا نائمة وعاجزة عن صنع ما يفيد وتشكو في الوقت نفسه من نقص معرفي مخيف، بالرغم من ثرائها النقدي الكبير. فهل من حل للخروج من هذا المأزق؟ وهنا نشمل الجميع ولا نتكلم عن رجال دين بعينهم، وندين دور الكثيرين منهم في تكريس التخلف من خلال إلهاء الشعوب بما لا طائل من وراء ذكره، يحدث ذلك في الوقت الذي يمكن ان يكونوا فيه مصدر معرفة وثراء إنساني واسع، ولكن من الذي بإمكانه تعليق الجرس؟

أحمد الصراف