سامي النصف

من دمّر «الكويتية» وينوي تدمير الكويت؟!

  في عام 2007 قرر مجلس ادارة «الكويتية» ممارسة صلاحياته التي نص عليها النظام الأساسي للمؤسسة والقيام بعملية تجديد وتحديث «مستحقة» لأسطول «الكويتية» تمهيدا للتحول للربحية ومن ثم تسهيل ـ بالتبعية ـ عملية تخصيص «الكويتية» حالها كحال شركات الأردنية والمصرية والميدل ايست والإماراتية والقطرية وجميع شركات الطيران في العالم التي لا يتم تخصيصها وهي في أسوأ حالاتها بل يتم شراء الطائرات الحديثة لها بالأقساط المريحة التي سيتحملها المستثمر بعد الشراء ويقوم بتحصيلها من عائد بيع تذاكر السفر لاحقا، ولم يعمد أو يقبل مجلس إدارة «الكويتية» آنذاك بوضع غرامات وجزاءات على إلغاء الصفقة كحال العباقرة من المفاوضين النفطيين في «فضيحة الداو» ممن مازالوا يسرحون ويمرحون ويستمتعون بمناصبهم ورواتبهم وفوقها بونص 4 رواتب من أموال الشعــب الكويتـي المستباحـة مكافـأة لـ «سوء الاداء»!

***

ألغى ـ وبشكل مستغرب ـ أحد الوزراء القرار السيادي والفني لمجلس إدارة المؤسسة والمتضمن تحديث الأسطول عبر شراء طائرات ايرباص وبوينغ بأفضل المواصفات الفنية وأفضل الأسعار وعن طريق شركة مساهمة كويتية تملك المؤسسة حصة أساسية فيها، فقدم مجلس إدارة المؤسسة استقالته، ومما زاد الأمر غرابة قرار الوزير بقيامه بمفاوضة شركات صناعة الطائرات وحده رغم أنه لا يملك أي خبرة في هذا المجال! وعندما فرضت عليه مشاركة فريق فني من المؤسسة عاد للقول انه سيترك الأمر للمستثمر وهو أمر لو كان يؤمن به حقا لما قرر مفاوضة شركات صناعة الطائرات منذ البداية!

***

وممن لعبوا دورا أساسيا في «جريمة الكويتية» الحالية وجعلوا مصير الآلاف من أبنائها على «كف عفريت»، بعض أعضاء مجلس الأمة ممن احترفوا مهنة تدمير الكويت والمؤسسات الكويتية عبر إلغاء كل المشاريع الاستراتيجية مثل حقول الشمال وتحديث اسطول الكويتية و«B.O.T» ودعم الشركات المساهمة الكويتية، مما جعل أغلب الشركات عرضة للإفلاس ومن ثم ضياع مدخرات آلاف الكويتيين، تم ذلك بإطلاق المسميات المرعبة والمغرضة على تلك المشاريع مثل سرقة العصر، سرقة القرن.. الخ، والحقيقة ان من يطلقون تلك المسميات الكاذبة على مشاريعنا الاستراتيجية الكبرى دون قرينة او دليل هم في الأرجح عملاء العصر وخونة القرن ممن يتسلمون الأموال الحرام من الخارج لتدمير الكويت بعد ان نجحوا في تدمير.. «الكويتية»!

***

آخر محطة:

هناك من يريد مواصلة مشروع خراب الكويت عبر معارضته هذه الأيام لمشروع محطة كهرباء الزور كي نصبح مثل الصومال والعراق ولبنان التي تأتيها الكهرباء ساعة في اليوم وتنقطع عشر ساعات ليتم إعلان وفاة مشروع كويت المركز المالي البديل الوحيد للنفط، فمن سيترك بلدانا خليجية تتلألأ بها الأضواء ليزور او يستثمر في بلد مظلم مثل الكويت؟! توكلوا على الله ووقعوا وعجلوا بمشروع محطة الزور وتحديث اسطول «الكويتية» وغيرها من مشاريع استراتيجية كبرى قبل.. وقوع الفأس بالرأس.

احمد الصراف

ماذا قالت موري؟

تقول السيدة اليابانية موري، المتزوجة من كويتي، إن الشعب الياباني الذي كان يوما من أكثر الشعوب انغلاقا على نفسه اصبح اليوم منفتحا على العالم، وحقق خلال الستين عاما الماضية تقدما صناعيا واقتصاديا فاق اي دولة اخرى، وأن اليابان تدين بتقدمها لمزايا شعبها، ووطنيتهم ومثابرتهم على العمل الجاد. وقد ظهرت فضائل الشعب الياباني واضحة للعيان في محنته الأخيرة، وسجلت عدسات تلفزيونات العالم جلدهم وتآزرهم الفريدين. وتستطرد موري في القول إن اليابانيين بشكل عام علمانيون، ولا يميلون في الغالب للارتباط بأي مؤسسة دينية، أو خلط الدين بالسياسة، ولا يعني لهم دين الشخص الآخر شيئا، لا في الزواج ولا في العمل، وبالتالي بامكان اي فرد الاعتقاد بما يشاء من دون خوف من اقصاء أو توقع عقاب أو نفي في الأرض، فالحرية الدينية مطلقة وفريدة في تنوعها، وسبب ذلك يعود الى أن الغالبية تقوم بخلط ديانة الشنتو بالبوذية، ولا يترددون في اضافة شيء من المسيحية إليها، وعلىالرغم من كل ضعف «وازعهم الديني» هذا فانهم يتمتعون بشكل عام بمجموعة خصال حميدة وعظيمة يندر وجودها مجتمعة في أي شعب آخر. وقد ساهمت تقاليد اليابان ودستورها الحديث، الذي شارك الجنرال الاميركي ماك آرثر في صياغته، في تطور علمانيتهم ورفض المعاداة على أسس دينية. ومن خصال اليابانيين الحميدة الصدق والأمانة في العمل مع انفسهم ومع الغير، كما أنهم شديدو الهدوء في أحاديثهم وتحركاتهم، وتلاحظ ذلك في الأماكن المكتظة كالمطارات ومحطات القطار ودور السينما وغيرها، حيث بالكاد تسمع لغوهم، فهم يتحدثون بأصوات كالهمس، ولا تسمع صراخ دعاتهم في المعابد، ولا ضجة الباعة في الأسواق. كما انهم كثيرو الاحترام لبعضهم بعضا، ومن الصعب أن تجد من يتجاوزك في الدور حتى في أصعب المواقف. ولديهم جلد على العمل وقدرة على الاتقان، وجلدهم وجديتهم لم ينزعا الرحمة من قلوبهم، فهم رحماء مع بعضهم بعضا، ومنظمون، وعلى استعداد تام للتضحية بالنفس في سبيل المجموع، وقد ظهرت حقيقة فضائلهم في محن عدة، وكل ذلك بسبب ما يؤمنون به أو «الضمير الحي»، الذي يتحمل المسؤولية! وفي شرح لما تعنيه المسؤولية لدى الياباني مقارنة، فقد قامت شركة اميركية باجراء استقصاء رأي لمجموعة من سائقي المركبات في اميركا واليابان، ووجهت إليهم سؤالا محددا: انهار فجأة الطريق أمامك نتيجة زلزال، وأصبحت منعزلا عن العالم، وكان هناك هاتف عمومي، وليس في جيبك غير قطعة نقد تكفي لاجراء مكالمة واحدة فبمن تتصل؟ %90 من الاميركيين قالوا انهم سيتصلون بأسرهم للاطمئنان عليها، أما اليابانيون فقد قال %70 منهم انهم سيتصلون برؤسائهم لأخذ التعليمات منهم بما عليهم القيام به!

أحمد الصراف