يستخدم الغرب اصطلاح Islamophobia (الإسلاموفوبيا) للتعبير عن الخوف من كل ما يتعلق بالإسلام، حضورا وعادات وافكارا واسلوب حياة. وقد كتبت عشرات المؤلفات وألقيت مئات المحاضرات ووضعت آلاف الدراسات عن هذا الموضوع، ولا يزال الأمر في بدايته! ولا يقتصر هذا العداء أو التخوف على المجتمعات التي توجد فيها أعداد كبيرة من المسلمين، بل أصبح يشمل جميع المجتمعات الغربية، الأمر الذي سيؤثر حتما في سياسات الهجرة والعيش المشترك فيها. وما يجعل الأمور أكثر تعقيدا وخطورة هو الحجم البشري الضخم الذي اصبح يشكله المسلمون في العالم، وما تجمع لدى البعض منهم من ثروات نقدية نتيجة امتلاكهم لعصب انتاج النفط وغالبية احتياطياته المعروفة، وأخيرا للحالة البائسة التي تعيشها غالبية مسلمي العالم، التي تجعل من أوضاعهم قنبلة موقوتة، وهنا مكمن الخطر، أو هكذا يتصور الغرب! من جانب آخر تشعر غالبية المسلمين، والفقراء منهم بالذات، وهم الأكثر، ان الغرب من جهة، وضعف الإيمان الديني من جهة أخرى، هما سبب كل مشاكل المجتمعات الإسلامية، وأن لا خروج من هذا الوضع البائس بغير التمسك بالدين ونشره! وعندما ينتشر الإسلام ويتسيد أتباعه العالم سيختفي الفقر وتنتهي الأمراض! ولكن بما أن الغرب هو العقبة الكأداء أمام تحقيق مثل هذا الحلم، فلا مفر بالتالي من معاداته، والسعي الى تحطيمه في مرحلة لاحقة، ودفع شعوبه لاعتناق الإسلام، وذلك قبل أن ينتهوا من تآمره على الإسلام والمسلمين وإفنائهم، خاصة أن الغرب يمتلك أسلحة الدمار الشامل اللازمة لأداء هذه المهمة، هذا غير اكتفائه ذاتيا بما يلزم لاستمرار وجوده ورفاهيته! وهنا لا نبالغ إن قلنا ان هناك أنظمة غربية، أو أجهزة سرية متخصصة، تعمل علنا وسرا على التدرب في كيفية محاربة مسلمي العالم، أو على الأقل تحييدهم أو القضاء على ما يشكلونه من خطر على المجتمعات الغربية المتقدمة، خاصة أميركا! ولكن هل لدى أي دولة إسلامية، او المسلمين مجتمعين، أي خطة أو استراتيجية، على فرض أن الكبار يعرفون ما تعنيه الكلمة، لمواجهة مثل هذا المصير الذي يبدو يوما عن يوم أنه الاحتمال الأكثر قابلية للحدوث في السنوات العشر المقبلة، على أقصى تقدير؟! الجواب بطبيعة الحال هو «لا» كبيرة، وبالتالي لماذا كل هذا الإصرار «الأهبل» على معاداة الغير، والغرب بالذات، ونحن بكل هذا الضعف والهوان؟! ول.مَ نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى «رهطا» منا يسعى بكل جهده وزبيبته تسبقه لأن يرعب الغرب ويجعله يحترس منا جميعا، ويعمل لتأمين مجتمعاته من آفاتنا؟ أقول ذلك ليس لإيماني بأننا على باطل وهم على حق، او العكس، فليس لدي أداة لقياس ارجحية أي الرأيين، ولكني أتكلم من منطق واقعيتي، فطالما أننا لسنا بقدر المهمة في مواجهة الآخر، لا بالسلاح ولا بالغذاء ولا حتى بالعصي والحجارة، فالأولى أن نهادنهم، وأن نعمل أولا على تقوية مجتمعاتنا، ورفع مستوى الرفاهية فيه، ووقتها سنكتشف أن لا أحد يود التضحية بما لديه لكي يقضي على الآخر، وإن الغرب ليس عدونا بقدر ما نحن أعداء بعضنا بعضا، ونحن السبب في جهلنا وتخلفنا وفقرنا!
أحمد الصراف