أثناء حديثه في برنامج «المواجهة» الذي تقدمه قناة الوطن التلفزيونية قال المحامي خالد الشطي، إن من قام بالمجزرة في منطقة «الحولة» المنكوبة في سوريا هم الارهابيون! وعندما علقت عليه بالقول نعم هم ارهابيو الشبيحة! ثار وقال: لا.. بل هم الجيش السوري الحر!
أنا أفهم أن «أفزع» لديني.. ووطني.. وقبيلتي.. وحتى حزبي، لكن ان أنتصر وأفزع لدولة اجنبية على حساب الدين والانسانية فهذا أمر عجيب! قد يقول قائل ان الانتصار هنا للمذهب وليس للدولة. فأقول حتى المذهب الشيعي يرفض هذه الاعمال ويستنكرها، فأتباع آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرحمون الحيوان فكيف بالانسان؟!
التفسير المنطقي لهذه «الفزعة» انها انتصار ودفاع عن ايران وليس سوريا، لان ايران ترى في سقوط نظام الاسد سقوطا لحزب الله اللبناني، وبالتالي الغاء الهلال الشيعي في ايران والممتد خلال العراق وسوريا ولبنان، وهذا كلام قيل وما زال يقال، لكن لم اتوقع ان يصل الامر الى هذا الحد وهو يرى كل هذا الدمار والقتل والذبح والترويع.. ثم يقول ان من يقوم بهذه الاعمال هم المقاومة السورية! قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – انصر اخاك ظالما او مظلوما! قيل نعرف كيف ننصره مظلوماً ولكن كيف ننصره ظالماً؟ قال (ما معناه) تمنعوه من الظلم! وهكذا كان الاولى بأن ننتقد ما يحدث في سوريا على يد الشبيحة ونظام الاسد بدلا من تأييدهم ودعمهم نفسياً ومعنويا!
***
• النائب الدويسان يُحمل الحركة الدستورية الاسلامية مسؤولية ما حدث في «الداو»، واول مرة أعرف أن تيارا سياسيا يتحمل تبعات مشروع حكومي! واذا كان يقصد وزير النفط الاسبق فلماذا لا يحمل المسؤولية لمن أوقف المشروع وألغاه مع علمه بوجود شرط جزائي بهذه القيمة المخيفة؟! والا ابوي ما يقدر الا على امي؟!
***
• آخر النكات الغبية التي بدأنا نسمعها أخيراً أن «حدس» مسيطرة على القطاع النفطي! انا سمعت انها مسيطرة على التربية، لكن القطاع النفطي؟! على كل من صفحات القبس اتحدى اي كاتب يثبت ان الحركة الدستورية كانت مسيطرة في اي مرحلة زمنية على القطاع النفطي او حتى وزارة التربية! وانا بالانتظار.
الشهر: يونيو 2012
حفظ لكم الملك حياً وميتاً!
يقال إن العبقري الملك عبدالعزيز بن سعود، طيب الله ثراه، عندما حكم ووجد أن الأمن مستباح والقتل قائم، أعلن أنه لا قتيل يقع إلا وبالقرب منه قاتل يؤخذ الحق منه، وان لم يوجد أخذ رجل من أقرب بيت لموقع الجريمة وطبق القصاص عليه، ولما عرف الناس أن هناك محاسبة شديدة على كل جريمة ترتكب وكل خطأ يقع استتب الأمن ولم يطبق قانون البيت الاقرب لموقع الجريمة كونه أدى وأوفى بالغرض.
*****
يتزامن هذه الايام حادث حريق سوق الفلاجيو في قطر والاجراءات الشديدة والرادعة التي صاحبته مع فضيحة مليارات «الداو» التي بدأ الناس يشعرون مع كل يوم يمر بأنها ستذهب «سهود ومهود» وسيصبح الفاعلون شهودا ولن يحاسب أحد على ما حدث وسيبقى المسؤولون في مواقعهم اقتداء بتجربة سوق المناخ، وهي أكبر كارثة مالية وحادثة نصب في تاريخ الانسانية ولم يحاسب أو يسجن أحد من فرسانها وفاعليها حتى ليوم واحد.
*****
فآخر من تمت محاسبته على خطأ أو جريمة ارتكبت بحق الكويت هو فراش البلدية الشهير، وقد بدأ بلدنا منذ أن توقف عن محاسبة المخطئين والمتجاوزين بل ومكافأتهم وفي المقابل محاسبة ومعاقبة الاكفاء والأمناء والمجدين، بعمليات تراجع وتأخر واسعة في كل المجالات حتى سبقنا الآخرون بسنوات وعقود ويبقى من يتساءل عن سبب تخلفنا وتقدم الاشقاء وسبب تراجعنا في مؤشرات الشفافية العالمية؟! عدم المحاسبة هو السبب الرئيسي!
*****
وأخطاء فادحة شهدناها خلال السنوات الماضية ولم يحاسب أو يعاقب أو يعف من نصح وأشار بها مما تسبب في توريط القيادات السياسية بمواقف كان لها أفدح الضرر عليها وعلى البلد والنظام بالتبعية دون أن يسمع أحد بمحاسبة لاحقة لمن دعا وشجع على اتخاذ مثل تلك المواقف التي دخلت التاريخ، ألم يحن زمن المحاسبة والإعفاء والتغيير والتطهير على كل المستويات ومعها توقف القيادات السياسية عن أن تصبح مصدا لأخطاء الآخرين من القريبين أو البعيدين؟!
*****
آخر محطة: يروي التاريخ أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان أوصى حين موته بأن يدفنه باللحد الداهية عمرو بن العاص، فلما تم ذلك الأمر رفع الخليفة الجديد يزيد بن معاوية السيف على ابن العاص واشترط عليه أن يعلن البيعة له أو أن يدفنه بالقرب من صاحبه، فأعطى عمرو بن العاص البيعة مرغما وقال ليزيد مشيرا للجثمان «لقد حفظ لكم الملك حيا وميتا». وكم في التاريخ من حكايات وعظات وعبر.
استمرار إتلاف العقول
يصف داعية معروف أعراضا مرضية تظهر على بعضهم، منها كثرة التعرق، أي أن يديه تقطران عرقا، ووجهه ينضح بالعرق، وتجده يشكو من حرارة دائمة، في الوقت نفسه الذي لا يشتكي فيه غيره من الحر! فمثلا تجد الجو جميلا وعاديا، ولكنه يشكو من الحر، ويتعرق ويطلب زيادة قوة تبريد التكييف! كما نجد أنه يكثر من السرحان، ويسوق السيارة ويتعدى الاكزت (هكذا) ويقصد المخرج، ويتساءل بينه وبين نفسه: أنا وين؟ ويكثر من النسيان، ويميل الى الفتور، وكثرة الجلوس، ويردد «مالي نفس أقوم»، ويشعر بتكاسل دائم، كما نجد في بطنه غازات كثيرة تتعبه، وأحيانا يشعر بآلام أو «نغزات» على جانبي خاصرته، او بطنه أو تحت الثدي أو خلف ظهره، طبعا هذه العلامات ربما تظهر كلها أو يظهر بعضها! كما نرى، عند القيام بعلاجه، أن عينيه تدمعان من غير بكاء أو شهقات، بل نرى فقط دموعا تخرج من العين، وربما يعرق جبينه. انتهى شرح الأعراض!
ويقول إنها جميعها أعراض دخول الجن في الجسد، وتلبسه للانسان! وهذا ما ورد على لسان الداعية السعودي محمد العريفي الذي سبق أن قال في مقابلة تلفزيونية أخرى ان اليهود في اسرائيل يكثرون من زرع شجر «الفرقد» ليختبئوا خلفه عند هجوم المسلمين عليهم لافنائهم! وقال في مقابلته عن تلبس الجن ان علاج هذا المرض يكمن في قراءة سور قرآنية محددة، اما قيام «المتلبس بالجن» بقراءتها بنفسه، أو الطلب من شخص آخر تلاوتها عليه، وان هذا كفيل بتخليصه من التلبس!
ولو تمعنا في الأعراض التي ذكرها الداعية، من أن كل من تعرقت يداه أو شعر بعدم ميل للحركة وبالحرارة والنغزات أو شعور بغازات في البطن، فهذا يعني أن أكثر من %90 من الكويتيين، على الأقل، قد تلبسهم الجن في وقت من الأوقات! ولو كان علاج التلبس بمثل هذه السهولة، لما كان هناك من لايزال فيه جن!
ان ذكر مثل هذه الأقوال في وسائل اعلام ومشاهدة الصغار والبسطاء لها كفيل بتخريب عقولهم وتسطيح تفكيرهم وابعادهم عن الطرق الحديثة لعلاج مثل هذه الأعراض التي قد يكون سببها وجبة دسمة، أو قلق من أمر ما، أو اي شيء آخر غير دخول الجن فيهم! ومؤسف أو مخيف حقا تزايد استخدام مثل هذا «اللامنطق» في وصف احوالنا، وعلاج أمراضنا، وكأننا تخلينا جميعا عن عقولنا، والحقيقة أن مسؤولية وسائل الاعلام المرئية بالذات في افساح المجال لمثل هذه الاقوال أكبر من مسؤولية قائليها، ولكن من يود ان يستمع للحكمة أو يتعظ…لا أحد تقريبا!
أحمد الصراف
قدر إسرائيل والثورة السورية..!
مما لا شك فيه أن النظام السوري يحتضر وفي طريقه الى الزوال طاويا معه صفحات سوداء من تاريخ سورية ولبنان. حيث أفسد حكم الطغاة هناك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأديان طالها فساد الديكتاتور. ومع ذلك مازالت الثورة تزداد اتساعا وعمقا في المجتمع السوري مع استمرار فشل حلول النظام الدموية.
وبغض النظر عن مدى صحة الشائعات التي راجت مؤخرا عن مقتل كبار اركان النظام السوري، فهناك مؤشرات واضحة على قرب سقوط بشار وأعوانه، ومن أهمها تشكيل«حكومة الوحدة الوطنية» في إسرائيل منذ بضع أسابيع، حيث جرى العرف في اسرائيل على تشكيل مثل هذا النوع من الحكومات في أوقات الحروب والأزمات الكبرى، وقد حاول الإسرائيليون والإعلام الغربي تبرير هذا الإجراء على ضوء احتمال ضرب اسرائيل للمفاعلات النووية الإيرانية لتخفي غايتها الحقيقية وهي الاستعداد للحظات الأكثر خطورة في تاريخ الكيان الإسرائيلي وهي سقوط النظام السوري الذي طالما كان يحمي حدودها.
وتكمن الخطورة من وجهة نظر الإسرائيليين فيمن سيخلف النظام السوري، فالثورة في سورية تختلف كثيرا عن حالة الثورة في مصر، فالجيش المصري لم يتورط في قمع الثورة المصرية كما فعل الجيش السوري، كما ان المؤسسة العسكرية المصرية مؤسسة وطنية لا تعتمد على العرقيات او الطوائف كما هو الحال في الجيش السوري الذي تحول الى «سوكيورتي للبعث والطائفة» دون سواهما.
لذلك لن يسمح للجيش السوري بإدارة البلد بل ربما يعاد تشكيله من جديد، ولا أحد يعرف ما شكل النظام السوري الجديد؟ ولكن بكل تأكيد لن يكون مواليا لإسرائيل التي ستتعرف على القلق والخوف مرة اخرى، خاصة ان الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية قائمة على أساس «المناطق الحدودية الآمنة» وبعدم وجود قوات معادية بمسافة لا تقل عن 40 كلم!
وفي لبنان يحاول السوريون وأتباعهم اعطاء انطباع لما ستكون عليه الحالة بعد سقوط بشار فأخرجوا «فيلم الحرب الأهلية» بين السنة والعلويين في طرابلس.
بكل تأكيد لن تكون هناك حروب أهلية في سورية، فالسكان أغلبيتهم من السنة ولا قبل لأحد على مواجهتهم بالقوة، كما ان المجتمع السوري سيفوت الفرصة على الأعداء فهو شعب مثقف وواع وعروبي الهوى ولا يميل للتعصب الديني.
وحتى مع أسوأ سيناريوهات الحرب الأهلية والإرهاب الإسلامي التي يروجون لها ستواجه إسرائيل قدرا مأساويا وتحديا لم يسبق ان واجهته منذ حرب الاستنزاف!