سامي النصف

كيف تهدم الكويت في 6 خطوات مضمونة؟!

الكويت لا تختلف اطلاقا عن دول منطقة الشرق الأوسط الأخرى (رجل العالم المريض كحال الدولة العثمانية بداية القرن الماضي) التي تملأ أدخنة حرائقها السماء، وتعم الفوضى مدنها وتسيل الدماء أنهارا في شوارعها، مشروع هدم الكويت القائم على قدم وساق يمر بـ 6 خطوات مضمونة هي:

1 ـ تشويه سمعة قياداتها السياسية ورجالها المخلصين أمثال الرئيس العاقل والحكيم جاسم الخرافي وعبدالعزيز العدساني وصالح الفضالة وغيرهم، وإرسال جيوش الظلام للطعن بهم والإقلال من شأنهم عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، وأعجب شخصيا من بلد به مثل هؤلاء الحكماء ولا يستمع لنصحهم كل صباح ومساء.

2 ـ ضرب صلب العمل الديموقراطي بتحويله من لعبة رياضية جميلة كحال جميع الديموقراطيات الأخرى، يهنئ بها الخاسر في التصويت من فاز به، الى حرب شعواء كحال داحس والغبراء يلجأ خلالها من يخسر التصويت الى الفوضى والخروج للشوارع والميادين.

3 ـ التعدي على القضاة الأجلاء وأحكامهم الشامخة التي هي عنوان الحقيقة، ومحاولة جعلهم ضحايا لجرائم الابتزاز الشنيعة عبر تسليط المرتزقة والغوغاء عليهم لمعرفة الخفافيش والأجراء والمرتزقة بأن انهيار جدار القضاء سيتسبب في انهيار الدولة وتفشي الفوضى وبدء عمليات التفجيرات في الأسواق والأماكن العامة والقفز على البيوت الآمنة وقطع أعناق قاطنيها كما يحدث على بعد أمتار قليلة من حدودنا الشمالية، لينتهي الأمر بعد ذلك بهجرة دائمة للخيّرين من أهل الكويت لصالح قوى الشر والعمالة والاسترزاق.

4 ـ كسر هيبة السلطة والدولة وتشجيع الغوغاء على التعدي على رجال الأمن وكبار ضباط الداخلية، والدور قادم سريعا على ضباط الجيش والحرس الوطني والأميري فلم تحرق البلدان ومنها لبنان والصومال والعراق الا بعد تحييد قوى الأمن والجيش عبر الإساءة اليها والحط من شأنها (العملية قائمة كذلك في الشقيقة الكبرى مصر).

5 ـ استخدام أموال مشروع «الفوضى الخلاقة» لخلق ظاهرة «الإعلام المدمر» الذي هو أسوأ بكثير مما سمي «الإعلام الفاسد»، فالأخير يضر بالأفراد والأول يدمر الأوطان عبر تجنيد إعلاميين بارزين لتحريض الشباب الغر على بلدانهم وجعلهم في حالة غضب دائم وشعور كاذب بالظلم واسألوا لبنان ما فعلته ثنائية الإعلام المدمر والشباب المغرر به طوال أعوام 1975 ـ 1990.

6 ـ تشجيع خلافات أبناء الأسرة الحاكمة، فكلما هدأت أعيد اشعالها وصب الوقود عليها، والحقيقة ان بعض أبناء الأسرة، حالهم حال بعض الساسة والإعلاميين، ليسوا فوق مستوى الشبهات، حيث لا يمكن فهم ما يعملون ويفعلون الا ضمن مخطط تدمير البلد، ولعن الله حب السلطة والقوة والمال الذي يعمي العقول وما يفعله بالنفوس.

***

آخر محطة:

 (1) بمناسبة ظهور نتائج الامتحانات هذه الأيام، أداء وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك يقارب العشرة على العشرة، فالحقوق ـ كما يقال ـ تريد.. حلوق، وعلى رجال الحكم والحكومة النطق كي يفهم الناس رسائلهم الخيرة ودون ذلك سيسيطر الأشرار والغوغاء وأصحاب الأجندات على الشارع الكويتي.

(2) الأسرة الحاكمة ملزمة هذه المرة بأن تخرج وتوزر أفضل أبنائها فقد وصلت السكين الى الأعناق وإذا لم تنحوا خلافاتكم جانبا وتستخدموا أفضل سيوفكم هذه الأيام فمتى ستستخدمونها إذن؟! هل ستنتظرون نجاح مشروع الحكومة الشعبية المدمر كي تتحركوا وتقدموا الأكفاء‍ والأمناء والحكماء من أبنائكم؟! لست أدري.

احمد الصراف

العودة للحفاة والحجاب

يبدو أن مقال يوم الأربعاء الماضي عن الحجاب والحفاة أثار شجون البعض فكانت هذه التعليقات:
يقول سالم، المصري، إنه يقوم، ومنذ عشرين عاما تقريبا، بتوصيل والده لمحله التجاري، وإعادته للبيت مساء، ويقول إن والده قليل الكلام، ومع هذا كثرت تعليقاته في السنوات الأخيرة بخصوص ما كان يراه من مظاهر خلاعة وطريقة لبس الفتيات والسيدات في الشارع، أو وهن يقدن مركباتهن! وأنه دأب في الاشهر الأخيرة على التطاول على البعض منهن لفظا، وشكواه لا تنحصر فقط في عدم ارتدائهن للحجاب، بل وفي إصرار البعض منهن على كشف أجزاء كبيرة من أذرعتهن، وأن الأخلاق، بنظره، أصبحت في الحضيض، وأن هذا لا يرضي الله ولا رسوله، وأن على الحكومة أن تفعل شيئا لوقف هذا الانحدار والتسيب الاخلاقي المستشري. ويقول سالم انه كان يتفق كثيرا مع ملاحظات والده ويشاركه الشعور نفسه، وانه كاد في أحد الأيام أن يوقف سيارته ويوجه صفعة لتلميذة مدرسة بسبب قصر «تنورتها»، وانه لم يتردد في توجيه ملاحظات عدة للبعض منهن، وكان يتساءل دائما عن سبب سكوت السلطات عن هذا التسيّب وان في الأمر مؤامرة على الشعب، وتخريب أخلاقه لتسهل السيطرة عليه! ويقول ان مقالي عن الحجاب وحفاة الأقدام لفت نظره إلى حقيقة أنه ووالده، وطوال العشرين عاما الماضية على الأقل، لم يشكوا يوما من أكوام الزبالة في طريق ذهابهما وإيابهما، والتي كانت انظارهما تقع عليها كل يوم، ولا آلاف الذباب الذي يغطي زجاج مركبته كلما اضطر للتوقف بجانب أحد اكوام القاذورات، ولا عشرات المتسولين الحفاة الأقدام من بائعي العلكة الذين يدقون، بمذلة واضحة، على زجاج السيارة عند إشارات المرور متوسلين ومتسولين قروشا بسيطة، وإمارات الجوع والحرمان من الأكل والدراسة وربما النوم، بادية عليهم! كما لم تهزه ولا والده أو تلفت نظرهما عشرات الحفر التي كانا يضطران يوميا للوقوع فيها، ولا زحمة السير الخانقة، وعشرات القضايا والمآسي التي يصادفها كل من يسير أو يتحرك في شارع قاهري، ولكنه كان يشعر ويلاحظ كم كانت الدماء تفور في رأسه ورأس ابيه لرؤية من تقود سيارتها المكشوفة، مثلا بغير، غطاء رأس أو حجاب، وبذراع مكشوفة!
ويقول الصديق نور رازق، انه ذهب وزوجته في أحد الأيام لتخليص معاملة رسمية وهناك طلب منه «رئيس القسم»، بكل خشونة، تكليف ساع محدد بمهمة إنهاء المعاملة، والعودة في اليوم التالي لتسلمها، وهنا شعر بأن في الأمر شيئا، ولم يخب ظنه، حيث طلب منه الساعي دفع مبلغ كبير لـ «البيه»، كرشوة، لإنهاء المعاملة، وحيث ان زوجته كانت مضطرة لها فقد الحت عليه بدفع «المقسوم»، وهكذا كان، وعاد في اليوم التالي معها لمكتب رئيس القسم الذي رحب بهما، هاشا باشا، وطلب منه توقيع الأوراق في أماكن محددة من النماذج الرسمية، وأن يكتب اسم والدته وزوجته كاملين! وهنا أخذ الرئيس النماذج وفحصها ورفع رأسه ونظر إليه قائلا: أنت مسلم؟ فرد نور: نعم، والحمد لله! فقال له رئيس القسم، الذي سبق أن قبل رشوته، والذي تغير موقفه منه بسببها واصبح اكثر لطفا: كنت فاكرك مسيحي! يا أخي، ما دام انت مسلم، مش حرام عليك مخلي مراتك من غير حجاب؟!

أحمد الصراف