عادل عبدالله المطيري

تقسيم سورية والدولة الطائفية!

منذ أيام أعلن مسؤول قوات حفظ السلام الدولية في سورية، ان البلاد دخلت رسميا في الحرب الأهلية، بينما لايزال مبعوث الأمم المتحدة (السيد كوفي أنان) يتحدث عن مبادرته، ويتساءل هل فشلت أو انها في طريقها الى ذلك! الجميع يبحث عن حل للمشكلة السورية ولكن من وجهة نظر مختلفة ولتحقيق مصالح معينة.

لا أحد يشكك في أن النظام السوري سيسقط قريبا ـ حتى بشار نفسه لا يتجاهل تلك الحقيقة، ويعلم ان خياراته محدودة جدا، ومصيره لن يكون أفضل من مصير القذافي!

ويبدو ان خيار الأسد لم يعد إخماد الثورة، بل يبدو انه يسعى الى تقسيم سورية لدويلات طائفية، أملا في إيجاد مأوى له داخل الأراضي السورية في دولة ذات طبيعة طائفية علوية تحميه من الآخرين.

ولذلك بدأت قواته بالعبث في جغرافية سورية السكانية، لإعادة توزيعها على أسس طائفية، فكان التهجير للمناطق المختلفة طائفيا، وكانت المجازر والإبادة الجماعية من نصيب القرى الصغيرة غير العلوية التي تقع داخل محيط المدن ذات الكثافة العلوية (الحولة ـ والحفة).

ومن أهداف الأسد ايضا ـ إنهاك الجيش النظامي ـ الذي سيصبح قريبا جيشا معاديا له، خصوصا بعد ان يهرب هو وعصابته الى دولتهم الطائفية التي يجهزون لها في اللاذقية وطرطوس والقرى المحيطة بهما!

روسيا تعي ذلك جدا، ولا تنفك بتزويد طرطوس بالمؤن والعتاد العسكري الذي يخزن هناك، وإعطاء الطاغية بشار الفرصة تلو الأخرى عن طريق المبادرات الديبلوماسية، لإنجاز هذا المخطط الشرير!

حتما لن تكون إسرائيل والدول الكبرى سعيدة، بأن تعود سورية دولة عربية حرة وموحدة، لأنها ستحدث تغيرا في توازن القوى بمنطقة الشرق الأوسط، ولأنها ستكون فاعلا رئيسيا في أي معادلة سلام أو حرب قادمة!

لاتزل الفرصة سانحة للثوار وللدول العربية التي تقف خلفهم لإحداث التغيير المرتقب، فمستقبل المنطقة كله معلق على ما ستؤول اليه الأمور في الشام.

 

احمد الصراف

دعوة صحية

قلت له لماذا تصر على «الاستمتاع» بالحياة بطريقتك الغريبة هذه؟ إنك تدمر صحتك! فقال إن أسرته لم يعرف عنها لا الغنى ولا «العمر الطويل»، وبالتالي لا شيء لديه يخسره في هذه الدنيا، فالحياة على أي حال قصيرة، وسيستمتع بها حتى «الثمالة»، وطالما فيه «عرج ينبض»، وأنه سعيد بحياته ويتلذذ بها، ولا شيء بعدها يهم! قلت له إن كلامه يحمل معاني فلسفية كبيرة ويصلح لدرس جميل، إن كان بالإمكان التحكم في حياته ومسارها واختيار ساعة الموت، شنقا أو برصاصة مسمومة! فقال إنه في غير وارد القيام بشيء من هذا، فقلت له إذاً ما الضمان من أن ينتهي ما لديك من مال، وما لديك ليس بالكثير اصلا، وتعمر بأكثر مما تتوقع، وتصاب في اواخر ايامك بمرض شديد يقعدك عن الحركة أو يسبب لك آلاما مبرحة، واحتمال ذلك وارد بقوة بسبب معيشتك غير المكترثة، فكيف ستتدبر الأمر حينها، بلا صديق ولا مال ولا علاج؟ وقلت له إن الطريقة التي يعيشها الآن، بكل ما فيها من عدم اكتراث ولا مسؤولية وحب للحياة ونهل من متعها، خاصة ان المرء قد يموت في أي لحظة، جذابة للكثيرين، ولكن بما أننا غالبا لا نختار لحظة موتنا، فما الذي سنفعله إن تقدم بنا العمر، ولم نمت، ونحن سكارى، واصبحنا عجزة ومفلسين؟ هنا سكت وقال إنه بدأ منذ فترة يشكو من آلام في صدره ولا يعرف كيف يعالج الأمر، مع قلة ما لديه من مال، ومن دون تأمين صحي! كما أنه غير قادر على التوقف عن التدخين، فالسيجارة سلوته وطريقة لنسيان آلامه، فهو يداويها بالتالي كانت هي الداء. فطلبت منه ان ينتحر، فرفض طلبي ضاحكا واشعل سيجارة جديدة!
والآن نعود لكلام العقل ونقول إن على أولئك الذين يودون إطالة أعمارهم حتى المائة وما بعدها، إن بالاستفادة من الجينات القوية التي ورثوها، إما بالمحافظة عليها أو الارتقاء بصحتهم الجسدية والنفسية والعقلية، إن لم يرثوها، فعليهم جميعا ألا ينسوا الأمور الحيوية التالية، فهي كفيلة بأن تجعلهم غالبا أكثر صحة وإشراقا. أولا يجب ألا نفكر في التوقف عن العمل، حتى لو احلنا قسرا إلى التقاعد، فإن علينا أن نجد ما نقوم به كل يوم، فليس اصعب من القيام صباحا من دون أن يكون هناك ما يتطلب أداءه! كما علينا الاهتمام الشديد باسناننا، بفرشاة ومعجون والأهم بتمرير الخيط بينها. كما علينا أن نتحرك بشكل دائم، ففي الحركة بركة. ولا ننس تناول المواد التي تحتوي على الألياف، خاصة في وجبة الإفطار. وألا تقل ساعات نومنا عن ست، وأن نشعر بالتفاؤل الدائم ونقلل من عصبيتنا، ونمارس هوايات سهلة، وأن يكون لدينا ضمير حي في تعاملنا مع الغير، وأن نكون نشطاء اجتماعيا، فالإنسان بفطرته «حيوان اجتماعي».
وأخيرا نتمنى للجميع حياة سعيدة!!
• • •
• ملاحظة: نكرر كتابة ونشر مثل هذا المقالات لنذكر، أساسا، انفسنا بها، بعد ان تقدمنا في العمر واصبحت الذاكرة «مو لي هناك».

أحمد الصراف