بعد اكثر من خمسة عقود قضاها في خدمة الاسلام والمسلمين وخدمة بلده المملكة العربية السعودية، رحل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي.
كان رحمه الله (رجل دولة) بكل ما تحمله الكلمة من معان وافعال، احب بلده فعمل له بكل اخلاص وتفان منذ شبابه الى قبل مماته بساعات قليلة.
كان سموه قريبا من الجميع، وينزل الرجال منازلهم، احب الدين ورجاله فأحبوه، حمل هم الامن والامان لبلاده فحققه.
ولم يبخل بجهد او نصيحة لأشقائه العرب، فكافأوه بأن يكون الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
كان الامير نايف قائدا استراتيجيا ولم يكن رجل أمن فقط، وكلنا يتذكر معالجته لقضية «الارهاب» التي عصفت بالمملكة العربية والعالم أجمع، ويرجع الفضل لله سبحانه ومن ثم الى استراتيجية الامير نايف في انحصار موجة الارهاب.
حيث لم يعتمد الحلول الامنية فقط في محاربة الارهاب، بل كان يؤمن بأن الفكر التكفيري لا يحارب الا بالفكر الاسلامي الصحيح، فنجح سموه في انتشال المجتمع من براثن القاعدة وافكارها الهدامة والتي شكلت تحديا مصيريا هدد كيان الدولة.
وبالرغم من ذلك، لم تمنعه شدته وصرامته مع خصومه «الارهابيين» من ان يكون رحيما، فسارع بإنشاء برنامج «المناصحة» حيث يتحاور العلماء والدعاة مع الارهابيين المغرر بهم في المعتقلات من اجل اعادة تأهيلهم واصلاح من تأثر منهم بفكر «الفئة الضالة» الاسم الذي كان يطلقه سموه على اتباع القاعدة والتكفيريين والتفجيريين، ليوحي لهم بأنهم ضلوا السبيل وغرر بهم، وان بإمكانهم العودة الى الاسلام الصحيح، فكان يشجع ويدعم من يتوب منهم بتوفير فرص العمل والزواج والسكن، كل هذا لتجنيب البلاد الفتن، ويمنع قتل الارهابيين انفسهم وقتل الابرياء من ابناء المجتمع معهم.
حقا فقدنا اميرا رائدا في الفكر والأمن والانسانية، وقبل هذا وذاك، فقدنا شقيقا للكويتيين نحبه في الله.. ولله، ندعو الرحمن الرحيم ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.