أصبح الملعب السياسي في الكويت مزدحما باللاعبين، ومن أهم الفرق أو الفرقاء السياسيين الموجودين: فريق الحكومة وحلفائها، وفريق الأغلبية البرلمانية ومريديها، وعادة ما يسعى كل منهم لتحقيق الصدارة على حساب الآخر، وتكون المنافسات بينهم كمباريات «الكلاسكو» حاسمة وجماهيرية وتمتد تأثيراتها إلى خارج الملعب!
أما في الفترة الأخيرة ومع بعض الاستثناءات البسيطة (استجواب الشمالي والرجيب) فقد كان فريق الأغلبية يحاول جاهدا المحافظة على علاقات طيبة مع فريق الحكومة ومدربه الجديد، وبدوره أيضا فريق الحكومة يبادل الخصم نفس المشاعر الطيبة، ولذلك بدأنا نلاحظ أن لاعبي الحكومة الأساسيين يتعمدون فتح المرمى لمهاجمي الخصم لتحقيق بعض الأهداف الجميلة!
مشاهدات جديدة فيها الكثير من «الروح الرياضية» كانت مفقودة بالسابق.
أما الجمهور السياسي فيبدو انه في حيرة من أمره، فلم يعتد على الاجواء الجديدة الخالية من «الأكشن» السياسي..!
ومن تأثيرات التقارب الحكومي ـ البرلماني على الجمهور، انه لم يعد يميز بين ألوان الفريقين المتباريين، حيث بدأت له متقاربة جدا، فلم يعد يفرق بين من يلعب مع الحكومة ومن يلعب عليها، ومن يمثل فريق البرلمان ومن يمثل الحكومة، لذلك بدأ الجمهور يشجع كل الهجمات الرائعة من كلا الفريقين، فتجده تارة يصفق لوزير وتارة أخرى لنائب..!
وبالإضافة إلى الفريقين الكبيرين، توجد بعض الفرق السياسية الصغيرة في هذا الدوري السياسي ـ مثل فريق الأقلية الذي نزل للتو إلى الدرجة الثانية هذا الموسم لصالح الأغلبية الحالية ـ وهذا الفريق الثالث يلعب فيه بعض السياسيين من بقايا فريق الحكومة السابق، سواء في البرلمان أو في الظل خارج الدوري الرسمي، ويمتاز هذا الفريق باللعب الخشن وعلاقته الحميمية بحكام المباريات.
في النهاية نحن كجماهير سنشجع اللعب السياسي النظيف والملتزم بالقانون والاخلاق، لأننا مع تحقيق الأهداف لمصلحة الكويت والكويتيين، سواء جاءت من فريق الحكومة أو البرلمان.