سامي النصف

فضائح النفط وروائحه الكريهة!

  الشكر الجزيل من الشعب الكويتي لأعضاء المجلس الاعلى للبترول السابقين الاخوة: موسى معرفي وعبدالرحمن الهارون وعبدالرحمن المحيلان وخالد بودي، على موقفهم الوطني الصلب من إلغاء عقد «الداو»، والشكر موصول للسيدين علي الهاجري وناصر المضف اللذين أبعدا من مجلس ادارة مؤسسة البترول لإصرارهما على محاسبة المتسببين في فضيحة «الداو»، وفي هذا السياق ومن خبرة لجان تحقيق الماضي، لن يتقدم أحد بالشهادة ضد مسؤول مازال قائما ع‍لى رأس عمله أو أمام لجنة تضم أحد المتسببين في تلك الكارثة التاريخية التي يصح أن يطلق عليها مسمى «فضيحة العصر»، لذا فليتم إيقاف المشتبه بهم عن ممارسة أعمالهم وليبعدوا عن لجان التحقيق التي يجب أن يحدد لها زمن معين لإنهاء أعمالها كي لا تسجل تلك الجريمة الكبرى.. ضد مجهول!

***

وكارثة أكبر أعلن عنها في صحف أمس المهندس والمسؤول النفطي السابق أحمد العربيد ونضيف لها ما هو أكبر منها، فقد ذكر العربيد أن الغاء مشروع حقول الشمال الاستراتيجي بسبب الغوغاء السياسية تسبب في خسارة الكويت لـ 70 مليار دولار (سبعين وعلى يمينها 9 أصفار)، وهناك كارثة أكبر تسبب فيها ذلك الالغاء وتهدد بوقف إنتاج النفط الكويتي، فقد كان أحد الاهداف الرئيسية من تطوير مكامن حقول الشمال عبر التقنيات الحديثة هو إما مضاعفة إنتاج النفط الكويتي أو جعل حصة الكويت تنتج من تلك الحقول لإراحة حقل برقان وحقول الجنوب التي تدهورت أحوالها، خاصة برقان لدرجة باتت تهدد الكميات المنتجة منها بعد أن اختلطت بالمياه ويعتزم مهندسون مختصون مقابلة القيادة السياسية في القادم من الايام للتحذير من تلك الكارثة القائمة والقادمة والتي يسكت عنها مسؤولو القطاع النفطي وتلك بذاتها جريمة كبرى أخرى في حق الشعب الكويتي وفي حق من ائتمنهم على تلك المراكز.

***

باتت معالم الفساد الشديد تتضح بفضيحة الداو، ففكرة المشاركة صحيحة، إلا أن هناك من خطط لجعل الكويت تبلع الموسى لأجل مصالحه الشخصية، فإن استمر عقد الداو وتم توقيعه حصل على رشاويه وعمولاته من قيمته المبالغ فيها، وان تم إلغاؤه حصل على عمولاته عبر ما سيتحصل عليه من مبلغ التعويض الضخم والذي يخدم هدفا آخر هو إرغام الدولة على التوقيع رغم الاجحاف الشديد بحق الطرف الكويتي تحت سيف بند الجزاءات والتعويضات.

***

ان هناك خطائين لا يعملون صحا واحدا وهناك أطراف متضادة، إلا أنها جميعا مذنبة في تلك القضية ومن تلك الاطراف:

1 – من فاوض وقبل بذلك العقد وأسعاره المبالغ فيها وشروطه المجحفة وشقه الجزائي غير المسبوق في مثل تلك العقود.

2 – من عارض الاتفاقية طالبا «الالغاء» لا «التعديل» من النواب وهو يعلم بذلك الشرط المجحف ثم سكت مع لحظة الالغاء ولم يطالب بمحاسبة أصحاب الفساد والرشاوى التي ادعى أنها سبب معارضته لذلك الاتفاق الحيوي، بل ورضى ببقاء المفاوضين في مواقعهم دون تحقيق أو محاسبة، وفي ذلك تناقض رهيب يحتاج للايضاح والمحاسبة.

3 – من لم يسع للوصول لاتفاق مع شراكة الداو «قبل» صدور الحكم فيما يسمى «بالاتفاق خارج المحكمة» وهو أمر شائع جدا في الغرب لتفادي الغرامات المغلظة.

4 – تعاقب القوانين في العادة المحرضين بمثل أو أكثر من الفاعلين، لذا فمن هدد وتوعد الحكومة آنذاك بالثبور وعظائم الامور والاستجوابات والإسقاط حتى استجابت لطلبه بإلغاء العقد هو في النهاية شريك أساسي لها في ذلك الإلغاء الذي بلغت كلفته ما يقارب 10 مليارات من غرامات وأرباح فائتة وتزداد الخسارة على المال العام مع كل ساعة وثانية تمر نبيع خلالها نفطنا بشكله الخام بأبخس الأثمان بدلا من تصنيعه وتكريره عبر تلك المشاركة وعبر مشروع المصفاة الرابعة.

***

آخر محطة:

(1) ولا يزال الفساد النفطي مستمرا ويحتاج الى قرار سريع بإيقافه، فالنفط الكويتي الناضب سريعا لا يملكه المسؤولون أو العاملون بالقطاع النفطي، بل كل الكويتيين، وإدارة القطاع النفطي تختلف تماما على سبيل المثال عن إدارة الاستثمار التي يمكن لقراراتها أن تتسبب في جني الأرباح عندما يخسر الآخرون، لذا تستحق البونص والمكافأة، أسعار النفط في الصعود أو النزول لا دخل للعاملين في القطاع النفطي بها، وعليه لا يجوز على الإطلاق أن يضاف لرواتب النفط التي تعادل 3 – 4 أضعاف رواتب قطاعات الدولة الاخرى رغم «تطابق» ظروف العمل وحجم الإنتاجية وهو ظلم فادح، 4 رواتب إضافية كل عام بحجة المشاركة في النجاح! واذا لم يكن هذا فسادا ما بعده فساد وتعديا صارخا على أموال الشعب الكويتي، فما هو الفساد وما هو التعدي إذن؟!

(2) نرجو من وزير النفط القادم الذي نرجو أن يأتي من خارج القطاع النفطي أن يوقف تلك الجريمة الشنعاء بحق المال العام ضمن خطة اصلاح لذلك القطاع الحيوي الذي فاحت روائحه بعقد الداو وعقد شل والبونصات والمكافآت وتجاوزات التعيينات، أو أن يعطي كل الكويتيين المحترقين بنيران الغلاء ومستلزمات الحياة (وهم الملاك الحقيقيون للنفط) اربعة رواتب زيادة كل عام على أن تشمل العاملين في الحكومة والقطاع الخاص والمتقاعدين.

(3) نمى الى علمنا أن مسؤولا نفطيا كبيرا وفي بحثه عن الشعبوية للتغطية على ما يعمله، أمر بصرف الرواتب الإضافية له وللعاملين، وبكلفة تجاوزت مئات الملايين من الدنانير دون الرجوع لمجلس الوزراء، فالنفط حسب مفهومه نفطه وله أن يتصرف في عوائده كما يشاء.

احمد الصراف

معجزة الغريبة

قد لا تلتفت له للوهلة الأولى، أو يسترعي انتباهك بشدة عندما تصادفه، ولكن ما أن تجلس معه أو تستمع الى أحد أعماله الفنية تكتشف كم هو كبير، وكم هي متضاربة ومتضادة تلك المشاعر الفياضة التي تتصارع في داخله، نتيجة تمازج وتداخل ثقافاته التي نشأ عليها، وتشرب منها حتى الثمالة، ورغبته في أن يعطي وطنه شيئا كبيرا، والتي خلقت منه فنانا مميزا، سيكون له دور كبير في تطوير الفن الموسيقي بشكل عام في الكويت، ويساهم في اضاءة شمعة كبيرة تساعد في تبديد الظلام الفكري والاسفاف الفني الذي يحيط بنا، هذا هو نواف الغريبة الذي قام بمساعدة كبيرة من بيت لوذان، رئة الفن والثقافة والأدب في الكويت، وبدعم من الرائعة الشيخة فرح الصباح، بإقامة أمسية أكثر من خيالية، ربما سننتظر كثيرا للاستمتاع بما يشابهها مرة ثانية. لقد نجح الغريبة ليس في امتاعنا بمعزوفاته الرائعة وفنه الرفيع، بل وفي جمع كل تلك المواهب الشابة في عمل موسيقي قل نظيره، أقول ذلك من دون مبالغة، فقد نجح في خلق توليفة موسيقية شاركت فيها مغنية الأوبرا أماني الحجي ونورا قاسم وفيفيان الشحروري ومنتصر الفارسي وهادي خميس وفيصل مرعي، الذين أمتعونا باصوات أكثر من واعدة، هذا اضافة إلى مبدعين آخرين من عازفي عود وأورغ وكمان وسكسافون وترمبيت، امتازوا جميعا بانسانيتهم الرائعة، ان بانتماءاتها أو بابداعاتها! لقد كان عطش الجمهور لمثل ذلك الفن واضحا، خاصة عندما مزج الغريبة اليامال الخليجي بالأوبرا الايطالية مع خلفية من آلة النفخ التي يستخدمها الأوبورجينيز، فأسمعنا مقطوعة جميلة ومبدعة في كل نغمة ولفتة.
شكرا للفنان الغريبة، ولكل من ساهم في ذلك العمل من أمثال القلاف، والقلاف الآخر، وسليق ومينا والقطان والقطان الآخر، وجومانا والسالم والفرج والبلوشي ومارينا وراشد والزنكي والوتيد وثاني وزهرة وغانم والسالم والفرج و«أوانا» وحاجي وجومانا، الذين أشعرونا جميعا وهم يغنون ويعزفون، كم تداخلت أنفاسهم مع فنهم وعشقهم اللامتناهي له. أما الغريبة، قائد تلك الأوركسترا الجميلة وواضع ألحان تلك الأمسية، فقد أبدع في مناجاة كل آلة موسيقية وقعت يداه عليها، ونجح باقتدار في وضع مقطوعات تحمل تأثيرات هندية وخليجية وأفريقية وأوروبية واسترالية أصلية في قالب دولي جميل. نعم، ما استمعنا له تلك الليلة في بيت لوذان أمر قد لا يتكرر مرة اخرى، ولكننا سنسعى وآخرون من محبي فن نواف الغريبة إلى أن تكون هناك حفلة ثانية وثالثة ورابعة، ففي كل أجواء الحرمان الفني التي نعيشها، إن نتيجة سطوة وتقدم القوى المتخلفة، أو بسبب تخلف القوى المتقدمة، لا يبقى لنا غير نواف وأمثاله، فشكرا كبيرة له، ولكل من عزف وغنى معه، وشكرا كبيرة أخرى لبيت لوذان، وكل رعاة تلك الأمسية.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

من الذي يستخف بعقولنا؟

كتب أحدهم ينتقد جمع التبرعات للشعب السوري المنكوب في الديوانيات، وليته انتقد الشكل القانوني للجمع، بل تجاوز انتقاده الى عرض صور للمجازر التي ارتكبها الجيش النظامي العلوي ضد الأطفال والنساء، حيث أعلن اكتشافه الفذ بان صورتين من الصور المعروضة ليستا للمجازر التي تعرض لها الشعب المنكوب، وعقد مؤتمرا صحفيا لاثبات ان النواب المجتمعين في ديوان النائب المحترم جمعان الحربش انما يدلسون ويستخفون بعقول الشعب الكويتي!
صاحبنا لم يجد ما يعبر به عن تعاطفه مع الشعب السوري الا انتقاد عرض صورتين في الديوانية، واحدة تبين انها ليست صورة طفل مضرج بدمائه، وانما هي لشاب حي يرزق في شوارع حولي! أقول لصاحبنا «هذا اللي الله قدرك عليه؟!». لم يشغل بالك الا عرض صورة امرأة يمنية منكوبة بدلاً من امرأة سورية ثكلى؟!
هل تعتقد ان جمع تبرعات لمدة ليلة أو ليلتين في ديوانية بالصليبيخات هدفه إلهاء كل الشعب الكويتي عن موضوع «الداو»؟ أليس هذا هو الاستخفاف بعقول أهل الكويت عندما تظن فيهم هذه السذاجة، حيث ينشغلون بديوانية الحربش وهايف والمسلم عن قضية الداو التي تتصدر عناوين الصحف يومياً؟!
إذا نزع الله الرحمة من قلبك فلا تحسدهم على ما أنعم الله به عليهم من رحمة تمتلئ بها قلوبهم، لكن ما ألومك وين تجيك الرحمة؟!
***
المتسبب في تحميل الكويت هذه الخسائر يجب ان يعاقب ويأخذ جزاءه! هذه هي القاعدة التي يجب ان نتفق عليها جميعاً أثناء تناول موضوع «الداو».
الخلاف من هو المتسبب؟! هل هو الوزير السابق؟ أم أعضاء المجلس الأعلى للبترول؟ أم الحكومة السابقة؟ أم البرلمان السابق؟ أم الصحافة التي دفعت في اتجاه الالغاء؟ أسئلة اعتقد ان الاجابة عنها تحتم علينا الانتظار لحين ظهور نتائج التحقيق!
***
كيف حال المواطن السوري الذي يعيش تحت قصف المدافع وبين اشلاء أهله ودمائهم ويشعر بان أميركا لا تريد اسقاط النظام المجرم، كما ان روسيا والصين تدعمان هذا النظام؟!
اللهم اني أعوذ بك من قهر الرجال.