شيخ الدين جاسم مهلهل الياسين اقترح أن يُربط النائب “التافل” (لم يقل السافل… والتافل، لمن لا يتحدث اللهجة، اسم الفاعل لفعل تفلَ أي بصقَ) أقول اقترح أن يُربط التافل بسارية العلم تعزيراً.
وأقول للشيخ الياسين: لماذا نعاقب الثور الذي دمّر البستان، ولا نعاقب صاحب الثور الذي سمّنه وربّاه لمثل هذا اليوم، ثم أوصله بنفسه إلى البستان وأطلق قيده، واختبأ يراقبه من خلف الجدار؟ وإن سألتني يا شيخنا المفضال عن صاحب الثور فسأحيل سؤالك إلى زملائك في الجريدة التي تكتب فيها علّ أحداً منهم يساعدنا في البحث عن وسائل الإعلام التي وفرت له البرسيم والعلف، وأشركته في مسابقة “مزاين الإبل” وهو ثور.
وسنسأل، أنت وأنا، بعض كبار التجار وكبار المسؤولين السابقين وكبار الطائفيين، وهم كلهم كبارٌ صغار، عمن سمّن الثور أيضاً، فقد نصل إلى نتيجة، ونعرف المستحق الحقيقي للعقاب.
الناس يا شيخ تعرف “ما في بطون التمر”، وتعرف الكوع من البوع. ثم إنه لا يصح ربط القاذورات بعَلَم الدولة، حمى الله العلم من النجاسة والقذارة، وحماك وحمانا.
يا شيخنا، وأنت بهذه الحكمة التي تبدو على محياك وتظهر في حديثك، ألا تظن معي أن مسؤولية تسمين الثور تقع أيضاً على عاتق من سكت عنه طوال فترة تسمينه وتمرينه وتجهيزه لمثل هذه اللحظة؟ بل وهاجم كل من صرخ محذراً من خطورة إطلاق الثور في البستان وفي شوارع المدينة، على أنني أجزم أن “تفلة التافل السافل” أجلك الله وأجل القارئ، أغضبت، أول ما أغضبت، أصحاب الثور أنفسهم، فالتفلة كانت من ضمن “المقرر”، هذا صحيح، لكن الثور استعجل بها، فلخبط “العملية” كلها، تماماً كما لو قامت جماعة إرهابية بتلغيم جسد أحد الانتحاريين، وعبأت جيوبه بالقنابل اليدوية، وأمرته بالتسلل إلى المرفق الفلاني، وحذرته من تفجير نفسه قبل أن يتمكن من تدمير أكبر مساحة ممكنة من المبنى، وقتْل أكبر عدد من الناس، لكن الانتحاري، الذي هو هنا “السافل التافل”، استعجل ففجر نفسه أمام البوابة، فلم يتهدم شيء من المبنى ولم يمت أحد، باستثناء إصابة طفيفة أصابت أحد الموجودين.
يا شيخنا المفضال، إن رمانا أحد بحذائه فهل نحاسب الحذاء أم صاحب الحذاء؟ مع تأكيدي على أن الحذاء يجب أن يمزّق ويُرمى في الحاوية.
عد بذاكرتك، شيخنا، إلى “ندوات تسمينه” وتفحص الوجوه جيداً، ودعني أنبّهك وأنبه الناس وأحذركم بجملة واحدة “ثمة ثيران أخرى لاتزال في البستان، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد”، وأيضاً وأيضاً، اسأل، إذا رغبت، زملاءك في جريدتك التي تكتب فيها عنه، لعلهم يفتونك فتفتينا.
اليوم: 13 مايو، 2012
لماذا عمرو موسى هو الأفضل؟! (1)
اقتداء بمناظرات مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة جرت مناظرة الخميس الماضي بين السيدين عمرو موسى وعبدالمنعم ابوالفتوح، وتشتهر الديموقراطية الأميركية، وهي الأكثر تقدما في العالم، ليس فقط بالمناظرات بل بقيام ناخبيها في الأغلب باختيار ديموقراطيين للمجلسين التشريعيين وجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة لتحقيق توازن استراتيجي يفيد الأمة (منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1865 تم انتخاب 18 رئيسا جمهوريا و9 ديموقراطيين)، كما لا يغفر الشعب الأميركي للرئيس او مرشح الرئاسة أبدا عدم صدقه وقد عزل الرئيس نيكسون لا لقلة كفاءته أو نقص خبرته أو لتجاوزه على المال العام، بل.. لكذبه على الشعب الأميركي.
***
وكانت المناظرة قد تأجلت من 3/5 إلى 10/5 بطلب من المرشح ابوالفتوح ثم تأخرت ساعتين لتأخر وصوله بسبب زحمة السير (!) والمناظرة بذاتها وقبل ان تبدأ نصر لعمرو موسى وخسارة لابوالفتوح الذي اتهم منافسه بأنه من «الفلول» الذين يرفض لقاءهم او العمل معهم بل طلب في لقائه مع جريدة «الأنباء» في 9/5 تحويلهم إلى محاكم «ثورية» وتعليقهم على المشانق وهو نفس طلب سيد قطب في أغسطس 1952 من الثورة آنذاك وهو أمر تحقق ودفع ثمنه الشهيد قطب والاخوان والشعب المصري قاطبة، وكان ابوالفتوح قد رفض مناظرة مرشحين آخرين أمثال حمدين صباحي الا انه قبل بمناظرة ومصافحة من اتهمه بكل الموبقات مما يعني عدم جدية أو صدق تلك الاتهامات.
***
وقد تعرض د.أبوالفتوح للسجن لمدد طويلة في دول عالم ثالث لا يشكل المعتقل فيها «تهذيبا، وإصلاحا» بل إخراج اسوأ ما في الإنسان من كذب وتلاعب وإخفاء ما يعتقده وحقد أسود على الأوضاع والمجتمعات التي تخلت عنه وتطرف وتشدد مبطن في الآراء «حوّل المعتقل الشهيد سيد قطب من مفكّر إلى مكفّر».
لذا لاحظ الجميع كم الحقد والكراهية التي تعكسها أقوال ولقاءات ومواقف أبوالفتوح تجاه المؤسسة الأمنية والجيش ورجال النظام السابق ما يعني انه سيشغل مصر والشعب المصري بعمليات تطهير واجتثاث وانتقام للأربع او الثماني سنوات المقبلة تكرارا لـ«روشتة» ما حدث في العراق بعد عام 2003 عندما فكك وعزل الجيش ورفع شعار التطهير والاجتثاث فعم القتل والخراب والدمار ارض الرافدين ورفعت رايات القاعدة السوداء (ظهر في أحداث ميدان العباسية التي أيدها أبوالفتوح رايات القاعدة السوداء وحضرها محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري محاطا بالملثمين)، ولنا عودة في مقال الغد لما يقوله أبوالفتوح وما تظهره في المقابل الحقائق وهل كانت المناظرة محايدة ام ان هناك دلالات على تسريب محاورها لأحد الطرفين ما يعطيه أفضلية على المنافس بعكس ما يحدث في مناظرات أميركا وأوروبا الملتزمة بالحياد وعدم التسريب.
***
آخر محطة:
(1) في عام 2010 وقبل ان يفكر بالترشح لرئاسة مصر، اصدر د.ابوالفتوح كتاب «شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر» روى خلاله قصص ظلمه وتعذيبه واساءة معاملته التي قلنا انها احالت سيد قطب من مفكر الى مكفر وقسمت الاخوان الى معتدلين من اتباع الإمام حسن البنا ومتشددين، ويظهر ابوالفتوح ضمن صفحات الكتاب تشدده وتطرفه الذي يحاول اخفاءه الى هذه الأيام حيث يقول: «ان من اقدار الله الطيبة ان نلتقي أولا بأفراد التنظيم الخاص من المتشددين قبل لقائنا مع القيادات الأكثر اعتدالا أمثال الأستاذ عمر التلمساني، الذين لو التقيناهم أولا ما انضممنا لجماعة الاخوان المسلمين».
(2) في آخر ذلك الكتاب يضع صوراً مختارة له مع شخصيات عامة يرى بالطبع اهميتها حيث وضع صورته مع الشيخ القرضاوي والمرشد مأمون الهضيبي.. الخ، وجميع تلك الشخصيات خصها بصورة واحدة لهم معه عدا شخصية اختصها بصفحة كاملة من الكتاب وصورتين – لا واحدة – معها، ما يعني عقلا ومنطقا اعجابه الشديد بها وقد كانت هاتان الصورتان ـ للعلم ـ للسيد.. عمرو موسى!
(3) كيف يستقيم بعد هاتان الصورتين، والصورة الواحدة كما يقال بألف كلمة، تصديق ما يقوله ابوالفتوح في حملته ضد شخصية جل ذنبها انها نافسته على مقعد الرئاسة؟! أي ان كان موسى بهذا السوء فلماذا وضع صورته؟! وان كان شخصية مصرية وطنية كان يفتخر بها حتى عام 2010 فلماذا «يتبلى» عليها هذه الأيام؟!
التكالب على الخير والشر
يقول القارئ خ. مشاري، انه ورواد ديوانه ضاقوا ذرعا بما يحصل في البلد من تسيب وخراب، فكل صباح سرقة وكل عصرية جريمة وكل مساء خبر لا يقل سوءا عما قبله، وكأننا نعيش مسلسل رعب وفضائح لا نهاية له. ويقول انه يصعب عليه تصديق أن الدولة جادة في تحصيل مئات ملايين الدنانير عن فواتير الكهرباء، أو وضع حل نهائي لقضية «البدون»، أو محاسبة المسؤولين عن سرقات مولدات كهرباء صيف 2007، أو الكارثة البيئية الأكبر في تاريخ الكويت والمسماة بمحطة مشرف، أو كارثة اطارات رحية وأمغرة، أو محاسبة المسؤولين عن وفاة المرحوم سمير سعيد وغيره في سيارات اسعاف خربة، أو أن الدولة لا تعرف من يقف وراء تعطيل مشاريع حيوية كالجامعة واستاد جابر وجسر الصبية، وفضيحة الداو ومخالفات عقد شل، وغير ذلك المئات من القضايا والمخالفات! ويقول انه لا يعرف كيف يمكن أن تمر آلاف مطالبات الاعاقة المزورة من دون حساب والتي كلفت، ولا تزال تكلف الدولة عشرات ملايين الدنانير شهريا، وكيف يستمر تبوؤ الكويت للمرتبة الأولى في عدد قضايا الطلاق بين الدول العربية، ولا يرفع أي مسؤول حاجبه متسائلا! ويستطرد السيد خ. قائلا انه كان سيقبل بكل ذلك على مضض شديد، بالرغم من عدم وجود ما يدعو لكل هذا الخراب والتلف، فنحن لم نصل بعد لمرحلة الصراع على اللقمة، فالكويت لم تكن في تاريخها بمثل هذا الغنى المادي! كما أنه كان سيقبل بكل التسيب والفساد على أساس أن هذا هو السائد في دولنا، فلماذا تكون الكويت استثناء؟ ولكن ما يزعجه بالفعل هو كل هذا التدين الذي انتشر اخيرا كالنار في الهشيم، وأصبح ظاهرة لافتة للنظر! فقد اعتاد منذ التحرير تقريبا على الصلاة في مسجد يرتاده عادة الكبار، ولاحظ في السنوات الأخيرة تزايدا مطردا في أعداد المصلين في هذا المسجد، وحتى في غيره، اضافة للجامع الموجود في حيه السكني! ويتساءل عن السبب في وجود مسارين متضادين ولكن متوازيين في الوقت نفسه، زيادة في أعداد المصلين، والراغبين في الحج والعمرة، وزيادة موازية في أعداد المفسدين والمخربين؟ وكيف وصلنا لهذا الدرك من التسيب الاداري والحرمنة وانعدام الشرف والانحلال الوظيفي والانهيار شبه التام في الخدمة الطبية والتعليمية مع كل زيادات الدخل والمنح والعطايا والتدين واللحى والبسملة والحوقلة المستمرة؟ ولمَ كل هذا التكالب على «مظاهر» التدين، بحيث أصبحت فيه اللحية هوية وعلامة انتماء دينية وكلمة المرور Password لفتح الكثير من أبواب المسؤولين ومراكز اتخاذ القرار؟ وكيف يمكن انقاذ البلد في ظل كل هذا الخراب؟
ونقول للسيد «خ» ما سمعه كابتن طائرة، توشك على السقوط، من برج المراقبة عندما طلب منهم التعليمات بما عليهم القيام به بعد ان تعطلت كل أجهزة الطائرة وفقدت توازنها واحترقت محركاتها، بأن عليه رفع يديه للسماء وأن يكرر وراءه: اشهد أن لا اله الا الله، واشهد أن محمدا رسول الله!
أحمد الصراف
ليش الزعل..؟!
انزعج كل غيور من تصرفات نائب في مجلس الامة، سواء في جلسة الاستجواب او بعدها، وانزعاجهم من باب الحرص على المؤسسة التشريعية من انحراف مسيرتها، والبعض استغرب من عضو في المجلس يتصرف بهذا الشكل! واقول لهذا البعض: لماذا الانزعاج؟ هذا العضو جاء به قطاع من الشعب الكويتي كان يرى في وصوله هو وصاحبه علاجا لظاهرة التأزيم! وهذه النتيجة: انحراف في اداء المؤسسة التشريعية وسعي حثيث لتخريبها! وكنت قد ذكرت في هذه الزاوية ان اول من سيندم على نتائج الانتخابات هم اهل الجابرية الذين اتوا بهما.
عندما يكون الانسان ذا تاريخ حافل فإنه كلامه يكون «مأخوذ خيره».. فالذي عليه عشرات القضايا لا يمكن ان يكون ممثلا للامة كما يفترض في عضو مجلس الامة!
واحد طبعه غلب تطبعه.. وما نفع فيه نجاحه ممثلا للامة.. والثاني مزور في جنسيته.. ولا يستحق ان يمثل اهل الكويت الذين يعرفون منبعه ومنشأه وقدومه للبلاد حديثا، ناهيك عن عشرات القضايا في المحاكم كلها تطعن ضده.. والثالث لم يستطع ان يخفي مشاعره مع «عدو شعبه» ووصل به الامر الى توزيع دستور جديد للبلاد التي تعاني من نظامها والكل يعلم المسرحية الهزلية للاستفتاء التي جاء بها هذا الدستور المزور للارادة الشعبية!
الغريب ان هؤلاء الثلاثة هم اكثر من يطالب بمحاربة ازدواجية الجنسية..! يا سبحان الله.. ولو بحثنا اكثر لوجدنا العجب العجاب! لكن يا غافلين لكم الله!
***
• استجواب الشمالي سيكشف نوايا النواب..! فمن يرد الاصلاح يدل بابه، ومن يرد التكسب الاعلامي.. يدل بابه! والتسابق الى قطف الثمار بداية الانهيار!
• محشوم يا حمد المطر.. واحمد ربك ان اساءتك جاءت من واحد معروف.
***
• الجميع يشكو من توقف قطار التنمية.. والجميع يحمل الحكومة المسؤولية… اما انا فأحمل الحكومة ممثلة بالبنك المركزي ومجلس الامة مسؤولية تعطل التنمية..! وللحديث تفصيل في مقال لاحق باذن الله.
• المكاتب الهندسية مفتاح للتنمية.. تشجيعها.. دفع لهذه العجلة.. محاربتها تعطيل لها، والذي يحصل اليوم ان الجميع يحاربها ويتعمد تدميرها.. واخطر خطوات خصومها ما يشاع من ان قراراً سيصدر لتوزيع اختصاصات لجنة البيوت الاستشارية على كل الوزارات والمؤسسات الحكومية.. وهذه بداية النهاية لهذه المكاتب.. واكبر دليل مشاريع الطيران المدني الاربعة والتي تمت في غفلة وبعيدا عن المراقبة.. والايام ستكشف المستخبي!