حذرت جهات عدة، ومنها القبس، من الطريقة التي تدار بها الأندية الصيفية، وطالبت بمراقبة ما يجري فيها حرصا على سلامة الشباب وأمن الوطن، علما بأن هذه النوادي لا يرتادها عادة غير الذكور، أما الاناث فلا يبدو أن أحداً يهتم بهن! وحدها الكبيرة «لوياك» استطاعت، بجهود تطوعية ذاتية، أن تنتشل الشباب، من الجنسين، من الفراغ والانحراف والارهاب، وتعطيهم ما هم في أمس الحاجة إليه، أي المعرفة والتدريب والمهارات وصقل المواهب والثقة بالنفس والانفتاح. ولم تقتصر برامج لوياك على فترة الصيف، بل شملت العام كله، ولم تنحصر أنشطتها على الكويت، بل امتدت الى أفريقيا، وفتحت أخيرا أفرعا لها في الأردن ولبنان.
قال جبران قبل 100 عام: لو «رأيت الجميع ضدك والألوان غير ألوانك والكل يمشي عكس اتجاهك، فلا تتردد وامش وراء قلبك وتمسك بمبادئك ولا تأبه لهم، حتى وان اصبحت وحيدا ولا تتردد، فالوحدة أفضل من ان تعيش عكس نفسك ارضاء لغيرك»! وهذا ينطبق على مؤسسي «لوياك»، الذين لم تثنهم اي صعوبة أو توقفهم العراقيل، ولم يلتفتوا لكلمات الاحباط، بل استمروا واستطاعوا خلال عقد من تثبيت اقدامهم راسخة، وانتزاع اعتراف الدولة بهم، لما حققوه من انجازات كبيرة ومتعددة نراها اليوم في كل مكان.
بدأت فكرة لوياك بعد وقوع أحداث 9 سبتمبر، عندما وجدت مجموعة من السيدات، وعلى رأسهن، فارعة السقاف، أن أفضل رد على تلك الأحداث المؤسفة يكمن في تغيير استراتيجية الاهتمام بالشباب، والانتقال من الطرق التقليدية السائدة إلى طرق أكثر تقدما، وتماشيا مع العصر باستخدام أفضل الأفكار لملء أوقات فراغ الشباب بما يفيد، وابعادهم عن مراكز خلق الارهاب والتطرف! وهكذا بدأ العمل قبل عشر سنوات بمجموعة صغيرة، لينتشر ويشمل الآلاف، ويتضمن عشرات الأنشطة والبرامج، وليمتد جغرافيا إلى دول عدة، وكل ذلك في فترة قياسية، وبجهود تطوعية لمجموعة لا تطمح لغير الخير لوطنها وأمتها والبشرية!
ان حرب «لوياك» السلمية والايجابية على قوى التخلف والجهل لم تمر من دون مصاعب، كما أن جهودها الضخمة واضحة. وأتذكر أننا كنا قبل 30 عاما تقريبا نميز طلبة المدارس الخاصة عن غيرهم، بتعدد لغاتهم وثقتهم بأنفسهم، مقارنة بغيرهم. أما اليوم، ومع زيادة مخرجات المدارس الخاصة، فقد اصبح المميزون من الشباب في المجتمع هم غالبا من الذين اتيحت لهم فرصة التدرب في برامج «لوياك» العملية والفنية والتعليمية! والرابط التالي يعطي فكرة أفضل عن أنشطة هذه المؤسسة الرائدة:
www.youtube.com/watch?v=wZoyh77_g7c
وحيث إن تحقيق كل ذلك يتطلب الكثير، فإننا، من موقع المسؤولية بدورها في المجتمع، نطالب القراء الكرام بأن يحذوا حذونا، ويتبرعوا بما تجود به أنفسهم للوياك. وللراغبين في التبرع اما الاتصال بالسيد فريدي هاتف 99047713 لتحصيل المبلغ، أو ايداع مبلغ التبرع في أي من فروع البنك الوطني، حساب «لوياك للتدريب الاهلي والاستشارات الاحصائية» رقم: 0473443420101، والاتصال بعدها بالسيد فريدي لإعلامه بمبلغ التبرع، والاسم لارسال كتاب الشكر، ولكم الشكر.
أحمد الصراف