فوضى، واستعراض عضلات، واندفاع البعض لتسجيل اسمه على أكبر مساحة من العَلَم، كما يفعل عساكر الرومان عندما ينتصرون في معاركهم. هذا ما تفعله أغلبيتنا البرلمانية هذه الأيام.
أكرر وسأظل أكرر وألتّ وأعجن ما قلته: في السياسة، كما في المعارك العسكرية، يجب أن يبتعد القائد العسكري، أو يُمنع عن اتخاذ القرارات، فور انتهاء المعركة مباشرة، إلى أن يستفيق من نشوة النصر أو سكرة الفوز، فللنصر سكرة مدمرة تفوق سكرة الخمرة، يفقد معها المنتصر عقله، فيتمادى ويظن أنه الإسكندر المقدوني، وقد يتمادى أكثر فيحسب أنه جنكيز خان، صاحب أقوى جيوش العالم وأشرسها، فتتوزع قواته وتنقسم على نفسها فتُهزم شر هزيمة وتُسحق شر “سحقة”، واسألوا أخانا أدولف هتلر، الذي كان يقرر الهجوم على الدولة الأخرى فور انتصاره على الدولة الأولى، كل ذا بسبب نشوة النصر، إلى أن انتهى به المقام مثل العجوز التي لا تجيد سوى الولولة ونثر التراب على الرأس. وأخشى على أغلبيتنا من الولولة ولطم الخدود بسبب نشوة النصر.
وكما أن المعارك السياسية نسخة طبق الأصل من المعارك العسكرية، كذلك هي نسخة من التجارة وفنون التجارة، والتجارة تحتاج إلى إنسان بعقلين ومعدتين وقولونين، إذا تلف أحدهما اشتغل الآخر مباشرة، وأنفين، يستنشقان المكسب والخسارة من على بعد، ومرارتين، ومن كل شيء اثنين، أو أكثر. التجارة كالصبية لا تهوى الخفيف، بل تبحث عن الواد التقيل، الذي يمتلك حبالاً طويلة من الصبر و”الثقل”.
وأغلبيتنا البرلمانية بنصف معدة ونصف عقل ونصف قولون ونصف أنف ونصف مرارة، ولا تجيد التجارة، ولا تتقن الغزل ولا التعامل مع الصبايا، ولا هذا ولا ذاك. هي أغلبية، كما اكتشفت، تجميع صيني، وبلا كفالة من المصنع، ما إن يشاهد أحدهم، أو قل بعضهم، الميكروفون، حتى يصرخ: سأقدّم استجواباً لفلان بن علان، وسأحتل شمال كاليفورنيا، وجنوب جبال الأورال، وغرب المنقف، فقط بسكين المطبخ! يقول ذلك وهو يلعق الدم ويرفع لثته ليرينا أسنانه. يا عمنا “تيمور لنك” ارفق شوي حماك الله، واحرص على النساء والأطفال والأسرى ودور العبادة.
وأجزم أن أول استجواب يجب تأجيله هو استجواب كتلة الشعبي لوزير المالية مصطفى الشمالي، حتى وإن وافقت الأغلبية عليه وقررت استعجاله لقطع الطريق أمام بعض القرارات الكارثية، وكذلك استجواب النائب النقي الصيفي الصيفي لوزير الشؤون، وهو الوزير الذي يحفظ عن ظهر قلب تعاليم كتاب “بو جعل”، وغيرهما من الاستجوابات. يكفي أن تجتمع اللجنة التنسيقية للأغلبية برئيس الحكومة وتحذره، باسم الأغلبية، من كيت وكيت وكيت، وأجزم أنه سيوافق “بلا مهر”، وسيأتيها رده: “شبيك لبيك”. وانتهينا. ولا حاجة إلى أن ترينا الأغلبية لثتها لنكتشف شراستها وقدرتها على خوض الحروب، فدماء القتلى في المعارك السابقة تكفي لإقناع كل من لا يقتنع.
يا أيتها الأغلبية، إن خمرة النصر قد أسكرتكِ فترنحتِ، فاهرعي إلى أقرب “دوش” لتضعي رأسك تحته، واحرصي بعده على تناول قدح كبير من القهوة السوداء. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
الشهر: أبريل 2012
الانقسام الحقيقي هو بين ثقافتين (2 ـ 2)
وتبقى الكويت منقسمة بين ثقافة ترى ان إظهار الانتماء لغير الكويت خيانة ما بعدها خيانة، وثقافة ترى ان عدم إظهار الانتماء للخارج على حساب مصلحة الكويت هو.. خيانة ما بعدها خيانة!
*****
ثقافة ترى ان كل الحكومات التي تشكل في البلد وكوادرها الإدارية هم في النهاية حكومة دولة وشعب الكويت التي اذا نجحت أعمالها نجحنا وإذا أخفقت أو غرقت غرقنا معها، وثقافة ترى ان كل الحكومات في الكويت وكل الوزراء والوكلاء.. إلخ مهما تغيروا وتبدلوا هم أعداء حقيقيون ومحتلون يجب محاربتهم وعرقلة أعمالهم طوال الوقت عن طريق الأزمات والاستجوابات.. إلخ ولا يهم بعد ذلك ما يحدث.
*****
ثقافة ترى ان دعم الآداب والثقافة والرياضة والفنون والتعليم المتطور وسيلتنا للارتقاء ببلدنا بين الدول، وثقافة ترى وجوب محاربة كل ما سبق، وان الدروشة والتخلف عن مواكبة علوم العصر هو ما يمنحنا المكانة الراقية والمتقدمة بين الأمم.
*****
ثقافة ترى ان العالم قد تخلى عن مبدأ الحكومة الكبيرة الشيوعي وان القطاع الخاص هو البديل الوحيد الذي يجب تشجيعه ودعمه لتوظيف آلاف الشباب القادمين لسوق العمل، وثقافة ترى ان كل التجار مهما صغروا أو كبروا هم شريحة مجرمة! يجب ان تشتم ليلا وتعرقل أعمالها بالتشريعات الجائرة نهارا ولا مانع في نهاية المطاف من تطفيش المستثمرين المحليين والأجانب والتحول للماركسية التي تمتلك فيها الدولة كل شيء وقتل حلم كويت المركز المالي.
*****
ثقافة ترى ان الشهادات العلمية العليا يجب ان تكون انعكاسا حقيقيا لثقافة وابداع ومثابرة الحائز عليها بعد جهد جهيد، وثقافة ترى ان الشهادات العليا هي مكسب لذاتها، لذا يجب الحصول عليها بالشراء والتزوير والانتساب للجامعات «الطرثوثية» التي لم يسمع بها أحد.
*****
ثقافة تؤمن بالعمل التطوعي المجاني الذي يخدم الكويت، وثقافة ترى ان من الغباء الشديد ان تخدم وطنك دون مقابل، فلكل شيء ثمن بالحلال أو بالحرام!
*****
ثقافة ترضى وتقنع بالقليل من الوطن، وثقافة هي كالنار الموقدة كلما أكلت قالت: هل من مزيد!
*****
ثقافة محبة متسامحة معمرة ترى ان رأيها صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب، وثقافة استبدادية ديكتاتورية مدمرة ترى ان رأيها صواب لا يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ لا يحتمل الصواب أبدا.
*****
ثقافة تشجع الود والتصالح بين أبناء الوطن الواحد، تقابلها ثقافة لا تتوقف عن تشجيع ودعم خلق الفتن ونشر البغضاء والحقد والكراهية كل يوم بين المواطنين.
*****
ثقافة هي أقرب لحال الأم الحقيقية في قصة المرأتين مع سليمان الحكيم، وثقافة هي أقرب لحال الأم الزائفة في تلك القصة المعروفة، فلا مانع لديها عند الاختلاف من تصعيد الأمور حتى لو وصلت الى حدود الحرب الأهلية مع الآخر.. الذي هو مواطن كحالها!
*****
ثقافة تحيط بالمؤمنين بها المرايا فلا ترى إلا نفسها ومصالحها الذاتية والكراسي التي تلتصق بها وتضحي بالكويت وشعبها لأجلها، وثقافة كسرت المرايا فلا ترى إلا مصلحة الكويت وشعبها الذي تضحي لأجله بدمها ومالها.. هذه الأيام وضمن هذه الفقرة الأولون مقدمون والآخرون.. مؤخرون.
*****
آخر محطة: فضحنا الثقافتين وأوضحنا الخط الفاصل بينهما ولنا ان نختار بعد ذلك إلى أي من الثقافتين سننتمي، حضرا وقبائل، سنة وشيعة، «بدون» ومقيمين، فإما ان ننحاز لثقافة تعمير الكويت وبقائها وطنا دائما مزدهرا للجميع، أو الى ثقافة الأنانية والدمار والرحيل.. ولن تسلم الجرة كل مرة!
لم تخضع لهايف وسارت على القاعدة
أبداً… وزارة الأوقاف لم تخضع للنائب هايف، ولم ترفع علم الاستسلام الأبيض للشيخ هايف، أو زميلنا المحامي أسامة المناور، ومن رافقهما من ركاب القطار الديني المتزمت، مثلما صورت الأمر جريدة الجريدة بالأمس، فوزارة الأوقاف عندما قررت فتح أبواب مساجد السنة تقريباً طوال اليوم مثل مطاعم خدمة ٢٤ ساعة، وإلغاء الرقابة على خطب الجمعة، كرد فعل، لإلحاح الشيخين ومن معهما من نواب الأغلبية في مجلس تورا بورا بفرض الرقابة على الحسينيات ومساجد الشيعة التي لا يتجاوز عددها الثلاثين مسجداً وأقيمت على نفقة الأهالي أنفسهم ومن دون أريحية وهبات الحكومة مثل مساجد السنة، لم تشذ وزارة الأوقاف عن النهج الحكومي المتأصل في عمق وجدان سلطة الحكم بركوب الموجة وليس مواجهتها.
لا حاجة الآن للكلام عن الحكومة، فالحكومة هي الشيوخ، والشيوخ هم الحكومة، ويعلمنا التاريخ أنهم غير قادرين على المواجهات السياسية (ولا أقصد هنا شكليات الرد على استجوابات معروفة نتائجها مسبقاً) ويفتقدون قدرات الإقناع العقلية، ودائماً يؤثرون سكة السلامة والمشي “تحت الساس” متى هدد أي عوير وزوير بمساءلة الحكومة بالاستجواب أو إغراقها بالأسئلة البرلمانية، أيضاً الأمر في جل المطالبات الشعبوية التي كانت تقضم خاصرة مستقبل الوطن كانت الحكومة (أو الحكومات السابقة طالما أنها كلها حكومات شيوخ أصحاب القرار النهائي، أما بقية الوزراء فهم كمالة عدد) تبصم بالعشرة عليها بعد اعتراضات شكلية واهية.
وفعلت الأمر نفسه في جل المشاريع التي حاصرت حرية المواطن وفرضت علية الرؤية الأحادية للجماعات الدينية الحاكمة بأمر الواقع المهترئ، كانت حكوماتنا تركض خلف مرضاتهم من قانون العزل الجنسي (منع الاختلاط) في الجامعة، وقبله بأكثر من عقد من الزمان حرمت غير المسلم من حق اكتساب الجنسية الكويتية، ثم سارت الأمور تدريجياً بفرض النقاب على الحياة الاجتماعية بكل صورها شيئاً فشيئاً، ونتذكر حروب معارض الكتاب التي أضحت معارض هباب مع استثناء الفترة البسيطة التي كان فيها الراحل الشيخ سعود الناصر وزيراً للإعلام حين وقف صامداً أمام أحزاب الخروع، ودفع الثمن بعد ذلك بخروجه من الوزارة، كان سعود الناصر يملك القدرة على مواجهتهم سياسياً بخطاب العقل والمنطق، تلك القدرة المطلوبة سياسياً افتقدها الكثير من الوزراء من بعده، ولنا ان نتأمل قليلاً اليوم كيف كنا بالأمس، وكيف أصبحنا الآن في ساحات الثقافة والفنون والأدب وهامش الحريات الشخصية!
أبداً وزير الأوقاف لم يتصرف على غير المألوف لسلطة ركوب الموجة، ولم يشذ عن القاعدة، فهنيئاً لنا بحكم “القاعدة” والسائرين بهديها إلى أجل غير معلوم!
مناشدة لجلالة ملك البحرين
سيدي عبدالهادي الخواجة، يا رمز النضال والحرية، أتمنى أن يرى مقالي النور وأنت لا تزال على قيد الحياة بعد أن أصبحت أكثر قرباً للموت. اتمنى أن تحيا لتعيش وترى أحلامك وأمانيك كإنسان حر قد تحققت بفضل صبرك ونضالك وصيامك، أتمنى أن تبقى حياً، ليس من أجل أسرتك الصغيرة الجميلة وعائلتك الأكبر وأقربائك ومحبيك الكثر فحسب، بل وأيضا من أجل وطن لم تغادره يوماً إلا مجبراً، وما عدت له إلا مخيراً، أتمنى أن تعيش لتضرب لنا المثل في التضحية ونكران الذات، وأن تبقى رمزاً للفداء من أجل سامي مبادئك وقيمك وقيم مواطنيك في البحرين والخليج! سيدي عبدالهادي، ولست مغالياً في أن أخاطبك بسيدي، فقد قمت بما لم أستطع أنا وغيري القيام به، وفعلت ما فعلت وضحيت بالرغم من كل رغد حياتك وضمان مستقبلك، ضحيت بكل شيء، ليس فقط من أجل ما تؤمن به بل وأيضاً من أجل غد أفضل لوطنك وأمتك وقيادتك. أتمنى أن تبقى حياً لتبقي شعلة الأمل حية في قلوبنا جميعاً، بعد أن صدئت آمالنا وكلّت عزائمنا وتراخت قبضاتنا وتعبت سواعدنا وبحت أصواتنا، وبقيت أنت المثال الحي الذي نريد أن نكونه ولسنا بقادرين على ذلك، فأنت الناطق باسم الحرية والكرامة والإنسانية، وأنت صوتنا الهامس والمتكلم بلساننا والمعبر عن أمانينا بغير إشارة.
أتمنى على جلالة ملك البحرين، ولسنا نطالب بالكثير، إصدار عفوه السامي عن المناضل والمواطن البحريني عبدالهادي الخواجة ليس فقط لأنه يستحق الحرية، بعد اضراب عن الطعام دام شهرين في تضحية لم تشهد لها المنطقة مثيلا، بل وأيضا من اجل شعب البحرين الكريم الذي يستحق من جلالتكم الكثير ويتطلع للأكثر، ولا أخالك باخلا عليه بشيء، فالبحرين ليست بحاجة لــ«بوعزيزي» وأنت ملكها، وأن تعمل يا جلالة الملك على أن تقر أعين والدي عبدالهادي برؤيته مطلق السراح حراً أبياً كوطنه الكبير، وأن تسعد أسرته وأهله ومحبيه به بعد كل ماعاناه، وكل هذا ليس بالكثير على شخصكم الكريم، فلا تخيب آمالنا وأمانينا أيها الإنسان الكبير.
أحمد الصراف
شكراً.. وزير الأوقاف
الاسلوب الذي اتبعه وزير الاوقاف جمال الشهاب في تعامله مع الاستجواب المزمع تقديمه اليه اسلوب حكيم، ودليل بعد نظر وتقييم عاقل للامور، فهو اولاً ابتعد عن العناد واسلوب «تكسير الروس»، فلم يكابر ويدع عدم وجود خلل في وزارته، كما انه لم يعاند ويقل: «لن نتنازل.. فإن تنازلنا اليوم زادت طلباتهم غداً» كما كان يقول كثيرون ممن سلفه.. بل بادر باصدار قرارات ادارية بسيطة ولم تكلف الوزارة شيئاً لكنها كانت كافية لعلاج ازمة قادمة!!
المساجد في الكويت يجب ان تتبع وزارة الاوقاف وتكون تحت اشرافها.. ولا يجوز القول ان من يبنيها ويتكفل بصيانتها والصرف عليها هو من يديرها!! فلو فتحنا هذا الباب لأصبحت الامور فوضى.. فكثير من المواطنين لديهم القدرة على بناء مرافق ومنشآت وكذلك الصرف عليها.. مثل بعض المدارس وبعض المساجد وحتى الجمعيات التعاونية، وصالات الافراح، فإن تركنا الادارة لهم ومنعنا الجهات الحكومية عن مراقبتها والاشراف عليها فسيصبح البلد ممتلئا بالفوضى، لذلك جاء قرار الوزير بمراقبة مساجد الشيعة في محله وله ما يبرره، والدولة غير عاجزة عن الصرف على هذه المساجد.
اما الحسينيات فقد اعلنت الوزارة انها لا تعتبر دور عبادة، وتعاطف الكثير من الناس مع هذا القرار وباركوه.. لكن ما الذي طرح الموضوع للنقاش من جديد؟! ان ما يحدث في بعض الحسينيات احيانا من تعد على ثوابت الدين هو الذي اثار موضوع مراقبة الحسينيات، لذلك نقول للاخوة ابناء الطائفةالشيعية: ان اردتم ان نتعاطف معكم ونؤيد ابعاد الحسينيات عن رقابة وزارة الاوقاف فاضمنوا لنا بقاء هذه الاماكن بعيدا عن التجريح المستمر في امهات المؤمنين واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما كانت حسينيات زمان عندما كان طعامها يوزع على كل اهل الكويت، اما اليوم فمع الاسف البعض حتى حرم اكل الحسينيات من كثر ما يقال فيها من كلام لا يقبل شرعاً ولا عقلاً.
ارجع الى موضوعي الاول.. شكرا يا وزير الاوقاف على تعاملك مع موضوع استجواب النائب المحترم محمد هايف.. واتمنى من الاخ وزير الداخلية ان يتعامل بالروحية نفسها التي تعامل فيها زميله مع الاستجواب او الاستجوابات التي ستقدم اليه، وان نبتعد عن التعالي والمكابرة.. فالاخطاء موجودة والاعتراف بها فضيلة.. وانكارها عناد.. كما اتمنى من كتلة الاغلبية ان تخفف عنا «شوي» وتتفرغ للتشريع المفيد.. وتبتعد عن اجواء التوتر والتأزيم.. فبهذه الاجواء تعيش الاقلية وتقتات كما ثبت ذلك من استجواب رئيس الحكومة الاخير.
الانقسام الحقيقي هو بين ثقافتين (1 ـ 2)
الانقسام الأخطر في الكويت ليس انقساما فئويا (قبائل، حضر) أو طائفيا (سنة، شيعة) بل هو انقسام في حقيقته بين ثقافتين تضم الأولى قبائل وحضرا، سنة وشيعة، و«بدون» ومقيمين، وتضم الثانية كذلك قبائل وحضرا، سنة وشيعة، و«بدون» ومقيمين، وحل اشكال الكويت يكمن في تحديد وكشف الثقافتين ثم توحدنا جميعا على احداهما ومحاربة الأخرى حتى تختفي ويتوقف تفرقنا.
***
فانقسامنا هو بين ثقافة ترى ان الكويت وطن باق بقاء الدهر لنا ولأجيالنا من بعدنا، وثقافة ترى ان الكويت بلد زائل وطارئ ومؤقت ومن ثم علينا ان نتصرف معه على هذا الأساس فنأخذ منه كل ما يمكن اخذه وحمله ولا مانع ان ندمر في طريقنا كل شيء جميل فيه!
***
ثقافة ترى ان الولاء الأول والأخير للكويت فهي الأصل وكل ما عداها فروع، وثقافة ترى ان ولاءها الأول والأخير لعائلتها أو قبيلتها أو طائفتها وكل ما عداهم بما في ذلك الوطن هم.. فروع!
***
بين ثقافة ترى ضرورة تنمية الثروة كي تحافظ لنا على بقائنا وكينونتنا كما حدث عام 1990 وان دينارنا الأبيض يجب ان نحتفظ به للأيام السوداء القادمة ـ وما أكثرها ـ وثقافة ترى تبديد واقتسام الثروة الحاضرة على منهاجية «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» ولا شيء يهم بعد ذلك.
***
ثقافة تؤمن بأن الكويت دولة وقانون ومؤسسات يجب توقيرها واحترامها وان الجميع تحت طائلة القانون، وثقافة ترى ان الكويت هي دولة شريعة الغاب فلا احترام للمؤسسات والمباني ولا للتشريعات وان الجميع فوق القانون!
***
ثقافة تحرص على وحدتنا الوطنية ومصلحة الكويت حتى لو ضحت وبذلت، وثقافة يقوم حراكها كل صباح على ضرب الوحدة الوطنية وإشعال الحرائق بالنسيج الوطني تحت ألف ذريعة ومسمى.
***
ثقافة ترى ان الكويت هي للجميع من أبنائها والحائزين جنسيتها، وثقافة ترى ان الكويت هي للقلة من أبنائها وان الباقين هم من الطارئين الذين يجب طردهم وسحب جنسياتهم!
***
ثقافة ترفض ان تغش بلدها لحرمة ذلك دينيا ووطنيا، وثقافة ترى ان الغاية تبرر الوسيلة، فكل شيء مسموح به للحصول على أكبر قدر من كعكة المال العام الحرام، فالمشاريع الكبرى هي سرقات كبرى للكبار، وللصغار بالمقابل ان يواصلوا نهب الكعكة عبر ادعاء الإعاقة والأمراض النفسية (الكويت الأولى عالميا ما شاء الله في المعاقين والمرضى النفسيين الكاذبين) حتى لا يبقى شيء من الدولة.. الكعكة!
***
ثقافة تقوم على الصدق في الرأي واحترام الرأي الآخر فلا تستخدم إلا أرقى الكلمات عند الخلاف، وثقافة بالمقابل تقوم على الشتم والقدح والسب واختلاق الأكاذيب ضد الخصم عند أول بادرة تباين في الرأي.
***
ثقافة تقوم على توقير وتقديم المصلحين والخيرين والمخلصين للكويت، وثقافة تقوم على الطعن بهم وتقديم كل من يجمع ما بين.. الحرمنة والحمرنة من المخادعين والمضللين والمغررين.
***
ثقافة ترى ان الدستور والوطنية والتدين هي إيمان خالص واستحقاق واجب لخدمة الكويت وشعبها ومصالحها العليا، وثقافة ترى ان الدستور والوطنية والتدين هي لباس خارجي دون مضمون يحق استخدامه لحصد المكاسب والمغانم المالية والشخصية.
***
ثقافة تغتم وتهتم وتحزن على ما آل اليه حال البلد، وثقافة تنعم وتسر كلما زاد الضرر في أرجاء الوطن.. ونستكمل في الغد الفرق بين الثقافتين!
***
آخر محطة:
إذا كان هناك ولاء حقيقي للكويت ومواطنيها وناخبيها، فالواجب ان تتوقف المناكفات «الطفولية» القائمة بين الأكثرية والأقلية، وان تتوقف معها الاستجوابات «الكيدية» لرئيس ووزراء الحكومة الحالية وضرورة إعطائهم الفرصة للعمل، فالمتضرر الأكبر من المناكفات والاستجوابات القائمة هو الشعب الكويتي كافة، وأجزم أنه لو حل المجلس وجرت انتخابات نيابية اليوم أو بعد شهر أو سنة لغير الشعب الكويتي 40 ـ 50% على الأقل من نوابه الحاليين بسبب سوء الأداء وخيبة الأمل.. وكفى!
أحلام أبرار
أرسلت القارئة «أبرار» رسالة أشعرتني قراءتها بحزن، حيث قالت فيها: يا أستاذي، أرسل لك رسالة سبق وأن بعثت ما يماثلها لأبي، ولا تسألني لماذا اشاركك فيها، فلا جواب لدي، وربما لأنك أبي الفكري، ولكني أرسلها مع شعور ورغبة قوية في أن يساهم إرسالها في تغيير واقعنا وحالنا، وأن يذهب إلى الأبد إحساسنا باليأس والخوف والفشل! أتمنى أن تقرأ رسالتي لعلك تستطيع فعل شيء، وأن تكتب وتبين ما نحس به نحن الشباب، فقد عجزنا وأصبحنا نشعر، وكأننا غرباء في وطن ليس لنا غيره.
كتبت لأبي قائلة: يا أبي، يا موطن أحلامي وآمالي، لا اعرف لماذا اكتب لك ما أريده في عيد ميلادي، بعد أن حققت لي كل طلباتي، ولكنك كنت دائما السيد الحامي، انت أبي الغالي! أريد يا أبي الكويت وطنا تعيش وتكبر فيه كل أحلامي وأحلام صغيرتي وقادم احفادي، وطنا لا اشعر فيه بالخوف من أفكاري وعلى أفكاري. وطنا تكبر فيه أماني وتتحقق فيه آمالي، وتعيش فيه ليلى ابنتي اسعد أيامها وأيامي، وطنا لا أحس فيه أنني صفوية مجوسية إيرانية أو شيء ثان، وطنا لا أخاف فيه من أصحابي ولا خلاني، وأن أحبهم واستمر في حبهم من كل أعماقي. لا أريد يا أبي أن أعيش في زمن بني عثمان ولا خصومهم من عباس ومن قبلهم من أمية سفيان، ولا فاطمي أو سلجوقي أو وهابي أو إخواني! أريد أن أعيش زمني وأسمع ألحاني واحب غيري واحترم جيراني وأساعدهم، لأي دين او ملة أو مذهب انتموا واية لغة تكلموا فهم اهلي واحبتي، وليسوا بكفرة او زنادقة أو اي أمر أول أو ثان، أساعدهم لله في الله، لا أبغي أجرا ولا إحسانا، وأن أكون أفضل سفيرة لوطني وإسلامي، ولأعيش حياتي متسامحة ومنسجمة مع ذاتي ووجداني، ومحبة للآخر بكل مروءة ومن دون إيثار ولا أحزان.
أبي العزيز أريد وطنا جميلا في عيدي هذا، وطنا يتسع لي ولغيري، فأنا لا انتمي لما يقولون ويدعون، أنا انتمي إلى تراب هذا الوطن، ففيه خلقت وبه عشت وعليه اموت، الكويت وطننا الأول والأخير مهما قال وادعى وطالب الحاقدون، هذا الوطن الذي رفضت تركه في محنة غزوه، ليأتي اليوم أولئك الذين تركوه جريحا، ليتكالبوا عليك كتكالبهم على امهاتهم! هذا موطننا وهذه ارضنا وسنموت دونها، ولن نتركها لهم ليعيثوا فيها فسادا كما يشتهون، فلا وجود لك ولنا ولهم من غيرها. فاكتب لهم يا استاذي، اكتب لمشايخنا وشيوخنا ولمن انتخبنا، ولعقلائنا، اكتب لهم لا ليقفوا معنا بل مع الحق، مع الوطن، مع الكويت الحبيبة التي يبدو انهم سيضيعوها بحقدهم وصلفهم وجهلهم، وهم الذين لم يشموا ويعرفوا إلا بالأمس عبق رائحة ترابها الذي يسكن في قلب كل مواطن مخلص ومحب.
(ابنتك أبرار)
أحمد الصراف
ماذا ننتظر من جمعية حقوق الإنسان؟
لا يصح أن تكون الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان مكاناً لـ”الرزة” وتحقيق وجاهات اجتماعية، أو أن يتصور أن فوز السادة أعضاء مجلس إدارتها الجديد هو تكريس لعملية انتقام من الأعضاء السابقين، وبالأخص الزميل علي البغلي ومواقفه السياسية التي كان يعبر عنها في كتاباته اليومية، والتي باجتهاد الكثيرين أو القليلين لم تكن متسقة مع ما يجب أن يكون عليه الفكر المفروض لرئيس جمعية ليس لها من هم غير قضية حقوق الإنسان.
مجلس الإدارة الخاسر لم يكن محصوراً في شخص رئيسه، وقدم أعضاؤه الكثير لقضايا حقوق الإنسان، وأخص منها قضية البدون على سبيل المثال.
فقضية حقوق الإنسان أسمى من علي ومن الجمعية ومنا كلنا، وأهم ما يجب أن نحشره في رؤوسنا وأن يكون دستوراً غير مكتوب للجمعية هو النأي بالجمعية عن التجاذبات السياسية، وألا تكون ساحة للصراعات السياسية والاجتماعية أياً كان وصفها؛ حضر- قبائل، سنة- شيعة، إسلاميون – علمانيون، حكوميون- معارضون، فقضية الجمعية الأولى والأخيرة هي كلمة “الإنسان” بالمطلق، بحقوقه وحرياته كما وضع إطارها العام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية، وبصرف النظر عن أصله وفصله أو معتقده الديني.
عزل “الرأي السياسي” الذي يخضع لمصالح واجتهادات متغيرة ومتناقضة هو أولى أولويات ما يجب أن تنتهجه الجمعية، ومن المحزن ما قرأته من تعبيرات عن مشاعر “الشماتة” والانتشاء بلحظة الفوز من بعض المتحمسين للقائمة التي فازت والتي لم تضم امرأة واحدة، وخلت من أي وجود شيعي، فهل أفهم أن الأغلبية في الجمعية العمومية التي صوتت للقائمة الفائزة لها مواقفها ضد المرأة وضد الشيعة! إذن أي حقوق إنسان وأي “بطيخ” معفن نتحدث عنه الآن إذا كانت تلك قطرة في أول الغيث للجمعية؟
يبدو أن الجمعية أضحت مرآة عاكسة لنتائج انتخابات مجلس الأمة الأخيرة والفكر المهيمن في المجتمع الكويتي اليوم، لننتبه هنا، فما يصح للبرلمان لا يصح لغيره من مؤسسات المجتمع المدني، فالمجلس هو نتاج عمل سياسي بداية ونهاية، بينما جمعية مثل حقوق الإنسان يجب أن تكون نتيجة إيمان أخلاقي سامٍ بحقوق الإنسان أولاً، وبمبدأ المساواة ثانياً.
أسئلة كثيرة تدور في رأسي الآن عن أولويات مجلس الجمعية الجديد، هل سيكون منها أوضاع البدون، والخدم، والعمالة الأجنبية وحقوق المرأة التي يجب عدم حصرها في “الانتخاب والترشيح”، كما قد يفهم يتامى عقيدة “أنا الخليجي”.
هل سنرى أعضاء من الجمعية في منطقة تيماء كـ”غيتو” البدون يضربون به في اعتصاماتهم، ثم يزج بهم في المحاكم الجزائية كلما عبروا بصورة سلمية عن تطلعاتهم في المساواة والكرامة؟!
هل سنسمع لهم ضجيجاً رافضاً وحركة دائبة لا تتوقف تنتصر لحقوقهم كما كانت تفعل مها البرجس التي خسرت في الانتخابات وخسرتها قضية “الإنسان”؟!
وهل سنشاهد صوراً في الجرائد لابتهال الخطيب وهي تذرف دموع الحزن في معمعة عمليات تأديب البدون؟!
هناك الكثير من الأسئلة. كم أحلم أن أرى تمنياتي لقضايا حقوق الإنسان تصير واقعاً حياً، وليست أوهاماً فارغة.
نصائح شرطي
أنقذت نصائح هذا المقال، التي جمعها ضابط شرطة اميركي، حياة الكثيرين، وبالرغم من أن بعضها قد لا ينطبق على بيئتنا، لكننا، إن بسبب سفرنا لدول أخرى أو لما تتعرض له مجتمعاتنا من تغيرات كبيرة، لسنا بمأمن عنها تماما، ومن المفيد بالتالي معرفة كيفية التصرف عندما تتعرض حياتنا، او حياة من نحب للخطر. وعليه يرجى قراءة هذه النصائح والاحتفاظ بها، للاطلاع عليها قبل الإجازة، او بين الفترة والأخرى.
أولا، علينا أن نتذكر أن الكوع هو اقوى نقطة في الجسم، ويجب عدم التردد في استخدامه بضرب خاصرة أو بطن من يحاول الإمساك بنا من الخلف، وأن نهرب بأقصى سرعة فور شعورنا بارتخاء قبضة المعتدي من حولنا!
ثانيا، إذا شهر مجرم عليك سلاحا طالبا محفظتك أو حقيبة يدك فلا تسلمه إياها يدا بيد، بل قم أو قومي برميها لنقطة يده، والفرار بأقصى سرعة في الاتجاه الآخر، وغالبا لن يلحق بك، فهؤلاء بحاجة للمال، وليس للبشر.
ثالثا، إذا تعرضت للخطف ووضعت في صندوق سيارة فتذكر ان أضعف أجزائها من الداخل هي مصابيحها الخلفية، وهنا لا تترددي، أو تتردد في كسرها بقدميك واخراج احدى يديك منها مؤشرا للسيارات والمارة، وتأكد أن الخاطف لا يعلم ما تقوم به!
رابعا، بعد انتهاء البعض من التسوق، وخاصة النساء، يقوم بالمكوث في السيارة لبعض الوقت وإجراء بعض الحسابات، وهذا ليس تصرفا سليما، فعليهم التحرك من الموقف فور وضع المشتريات في صندوق السيارة.
خامسا، إن فوجئ أحدنا بمن يصوب سلاحا الى رأسه طالبا منه قيادة السيارة واتباع التعليمات بالتوجه الى مكان معين، فيجب ألا نتردد في قيادة السيارة باقصى سرعة والارتطام بأي جسم صلب نراه أمامنا، فهذا سيشغل كيس الأمان الموضوع في منتصف مقود السيارة ويحمينا من الارتطام بزجاج السيارة الأمامي، ولكنه حتما سيقتل الخاطف، الجالس في المقعد الخلفي، أو يجعله عاجزا، لأنه غير محمي، ولم يستخدم حزام أمان.
سادسا، عند الاتجاه الى السيارة في اي مرآب (كراج) يجب اتخاذ الحذر والتأكد من خلو المكان مما يريب، وعدم الانشغال بالهاتف مثلا عن الالتفات في كل الاتجاهات ومن ثم التأكد من عدم وجود احد في السيارة قبل ركوبها. وعلى السيدات اخذ حذر أكبر إن كانت السيارة تقف بجانب سيارة شحن صغيرة، فسجلات الشرطة بينت أن الخاطفين يفضلون سيارات الشحن الصغيرة للقيام بعملياتهم.
سابعا، تجنب استخدام السلالم في مواقف السيارات، وخاصة في فترات المساء.
ثامنا، عندما يطلب منك شخص غريب، وأنت تقود سيارتك في مكان عام مثلا، الوقوف للتحدث معك، فمن الأفضل عدم الرد، وإن كان لا بد، فمن خلال فتحة صغيرة في زجاج النافذة بالكاد تكفي لسماع الصوت.
تاسعا، عندما نسمع جلبة خلف السيارة فور تحركنا، فعلينا أخذ الحيطة قبل ترك السيارة لمعرفة مصدر الجلبة، فأحيانا يكون احدهم مختبئا خلف حاوية وما ان يخرج السائق من سيارته، وعادة ما يترك بابها مفتوحا، يقفز ذلك الشخص لداخلها، ويهرب بها وبما فيها.
نتمى السلامة للجميع، مع تحياتنا.
أحمد الصراف
الشعب الكويتي أصله.. يوناني
الشعب الكويتي هو الوحيد في العالم الذي:
٭ تجد فيه ان اكبر محاربي الفساد فاسد، والاكثر دفاعا عن الدستور الاكثر اختراقا له، والأعلى صوتا في الوطنية لا وطنية عنده، والأكثر ليبرالية لا يقبل قط الرأي الآخر، والأكثر تدينا الأكثر ضررا بفعله وقوله بالدين الذي يدعي الدفاع عنه!
٭ لا يفرق بين مسؤول يوفر على المال العام مليارا، ومسؤول يكلف المال العام مليارا فكله عند الكويتيين.. بصل!
٭ الذي يبكي دما لارجاع بلده الضائع وعندما يرجع بلده يبدأ من يومه الأول بالعمل على.. اضاعته مرة أخرى!
٭ كلما طال أمد ممارسته للديموقراطية.. زاد ضيقا بالرأي الآخر!
٭ أكثر المتجاوزين على القانون هم من يفترض بهم الحفاظ عليه من نواب ورجال أمن!
٭ يدفع حتى فاتورة العلكة بالجمعية بـ«الكردت كارد»!
٭ يسكن من يعمل في غربه بالشرق، ومن يعمل في شماله بالجنوب لذا تبقى الشوارع مزدحمة طوال الوقت بسبب تنقل هؤلاء ولا يعرف احد لماذا لا يسكن من يعمل بالشرق في الشرق والشمال بالشمال.. الخ حتى تقل زحمة الشوارع؟
٭ يصر في كل بيت يبنيه على وجود غرف للضيوف وصالات ضخمة لاستقبالهم إلا أنه يحرص كل الحرص على.. الا يستقبل ضيوفا في بيته قط!
٭ يبني أفضل البيوت وأكثرها كلفة ولا يضع اسمه على باب او جدار بيته.. خجلا مما فعل!
٭ يدعي الجميع فيه انهم مظلومون من وطنهم بينما تظهر الحقائق ان احدا لم يظلم وطنه في التاريخ.. كحال المشتكين!
٭ يحسده العالم على أوضاعه المعيشية والحريات التي يتمتع بها الا انه يتصرف وكأنه الاتعس.. في الكون!
٭ يسقط في انتخاباته النيابية العقلاء والحكماء ثم يستغرب بشدة من عدم سيادة الحكمة والعقل على أعمال.. مجلسه النيابي الذي انتخبه!
٭ يقترض بملء ارادته من البنوك والشركات ثم يلوم الحكومة والبنوك والشركات على ما قام به و.. ينسى لوم نفسه!
٭ ينتخب من عرف عنه تعطيله لقضايا التنمية عبر المواقف والتشريعات ثم يشتكي بعد ذلك من توقف عمليات التنمية في البلد.. يا حرام!
٭لديه مزارع لا زرع بها وقسائم صناعية لا صناعة فيها واسطبلات لا خيل بها وجواخير لا مواشي فيها وحتى مدارس وجامعات.. لا علم بين جدرانها!
٭ يعجب بما لدى الآخرين حتى لو كانت صحراء قاحلة ويشتكي مما عنده حتى لو كانت جنات عدن!
٭ يتسابق متشددوه على اصدار التشريعات التي تحد من الانفتاح الاجتماعي في البلد، وما ان تبدأ العطلة حتى يتسابق متشددوه للسفر وعائلاتهم الى.. اكثر بلدان العالم انفتاحا!
٭ تدمع مقلتاه عندما يشاهد ويسمع الاوبريتات والأغاني التي تحث على الوحدة الوطنية، ويبدأ قبل ان تنتهي تلك الاعمال الفنية بضرب الوحدة الوطنية ضربا موجعا!
٭ يحتاج الى عبقري ليخلق له مشكلة واحدة في بلد وافر الثروات قليل السكان صغير المساحة الا انه استطاع بذكاء فريد ان يخلق مشاكل في بلده تزيد على مشاكل الصين والهند وبنغلاديش معا!
٭ لا امطار ولا انهار لديه ومع ذلك فهو الأكثر اسرافا وسفها في استخدام المياه العذبة النادرة!
٭ يظهر وبنجاح مذهل ان بلده لا مستقبل له فيقضي على أمنه الغذائي عبر الصيد الجائر الذي قضى على 85% من ثروته السمكية، ويدمر انتاجه الزراعي عبر تجزئة وتحويل المزارع المنتجة الكبيرة الى.. مزارع صغيرة للترفيه لا للانتاج!
٭ تقوم فيه الأكثرية النيابية بعمل ما كانت تنتقده عندما كانت اقلية، والاقلية بما كانت تنتقده عندما كانت اكثرية والخاسر في كل الاحوال هو.. الكويت وشعبها!
***
آخر محطة: هناك آثار يونانية قديمة في جزيرة فيلكا تثبت بشكل قاطع ان أصول الكويتيين جميعا يونانية بدلالة تشبهنا سياسيا بأهل بيزنطة القديمة في حمقهم وجدلهم العقيم الذي استمر حتى لحظة السقوط، واقتصاديا بأهل أثينا الحاضرة بسفههم الشديد في صرف مواردهم المالية.