يقال إن أضعف الحكومات هي الحكومات الائتلافية التي تتشكل من مجموعة أحزاب، لأن مصيرها يكون أحيانا معلقا في يد حزب سياسي صغير جدا!
وكذلك حال الأغلبية البرلمانية الحالية في مجلس الأمة الكويتي، حيث جمعتها «عصا» الحكومة السابقة والتي قد تفرقها «طبلة» الحكومة الحالية، وأقصد بعصا الحكومة السابقة خروجها الصارخ على القواعد الدستورية والسياسية مما أدى إلى توحيد قوى المعارضة السياسية في جبهة واحدة، وهذا بالتأكيد حدث استثناء لا يتكرر كثيرا وإن كان مشابها لأحداث دواوين الاثنين في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تشكل تحالف سياسي من نواب المجلس المنحل آنذاك وبعض السياسيين، عندما تعطل العمل ببعض مواد الدستور وحل البرلمان حلا غير دستوري وتشكلت في حينها جبهة سياسية معارضة من كل أطياف المجتمع، استمر هذا التجمع أو التحالف حتى تحقيق هدفه الأساسي وهو عودة الحياة الديموقراطية مرة أخرى، وبعدها انتهى تجمع دواوين الاثنين، ونشبت خلافات سياسية بين ممثليه في مجلس الأمة، وأتوقع ألا يكون مصير الأغلبية البرلمانية الحالية أفضل من مصير تجمع دواوين الاثنين.
فالتنسيق بين كتلة نيابية مكونة من 33 نائبا عملية صعبة ومعقدة جدا، فأي أغلبية برلمانية لا يجمعها وعاء فكري واحد لا يمكن أن تستمر، حتى ولو اتفقوا على بعض الأولويات ربما سيختلفون على طريقة تحقيقها.
كذلك تواجه الأغلبية البرلمانية صعوبة في التنسيق فيما بينها بالشق الرقابي للعمل البرلماني، فقد رأينا أكثر من مرة كيف أن الأغلبية البرلمانية بالكاد تنجح في وقف نوابها عن تقديم استجواباتهم منفردين.
الأغلبية البرلمانية هشة جدا حتى ان مجرد إقامة ندوة فكرية «كملتقى النهضة» كاد يعصف بها، حيث عارض قيامه بعض نوابها وأيده البعض الآخر، وجميعنا رأى التراشق الإعلامي بين نواب الأغلبية أنفسهم.
ربما تنجح الحكومة في المستقبل بتمزيق هذه الأغلبية على خلفية إقامة احتفالات أو مؤتمرات فكرية وسياسية أو حتى محاباة طرف على آخر داخل الأغلبية في التعيينات أو المناقصات، فلا يمكن أيضا أن تبقى الحكومة رهينة للأغلبية النيابية على طول الخط، وعندها سنتأكد أنه إذا ما كانت الشعوب العربية تنطبق عليها المقولة الشهيرة «تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا» فإن نواب وممثلى الأمة هم عكس شعوبهم «تجمعهم العصا وتفرقهم الطبلة».
والدنيا ربيع «عربي» والجو بديع «وربما فظيع» «أفلّي» على كل المواضيع!