حسن العيسى

بغيناكم عون…

“بغيناك عون طلعت فرعون”، هذا المثل ينطبق على جماعة الإخوان أو حدس في مواقفهم بمجلس الأمة، أو كما تتمثل تلك المواقف في تصريحات بعض الأعضاء المحسوبين على الجماعة، ففي بطولات المزايدات الدينية، وحين يرفع كل من “هب ودب” حراب الدفاع عن الإسلام “الحقيقي” كما يسوق هذا النعت مشايخه من “اكليروس” القرن الواحد والعشرين، لا نسمع أي صوت فيه “ريحة” عقل أو لمسة عقلانية من “المعتدلين الإخوان”، فهم من روج بالأمس أنهم يمثلون صوت الاعتدال والنصح الهادئ في طرحهم الدعوي، وأنهم بحكم تاريخهم السياسي الأعقل والأكثر تفهماً لظروف التغيرات الاجتماعية في كل دولة إسلامية.
إنهم دخلوا عالم السياسة من أوسع أبوابها، واحتلوا الصدارة والمراكز المتقدمة في الربيع العربي لقدراتهم الكبيرة في التنظيم مع الدعم المالي الذي سكب بغير حساب في جيوبهم من دول الخليج من أيام معارك الثروة ضد الثورة، وانتصار فريق الثروة بسلاح البترودولار وغطرسة واستبداد الأنظمة التي رفعت الشعارات الثورية واستولت على الحكم في خمسينيات القرن الماضي.
المهم أننا اليوم لم نعد نفرق الخيط الأبيض من الأسود في الطرح الديني الإرهابي القائم على نفي الآخر والطرح المعتدل الذي يفترض أن يكون دستور الإخوان.
كيف أفرق الآن بين السيد مبارك البذالي (وأتمنى على صحافتنا نشر أخباره بدون صوره) الذي يريد إقامة جولات تفتيشية في الجزر الكويتية ليحرق مكامن الفسق والفجور، وأعضاء محسوبين على حدس في اللجنة التشريعية بعد أن أوصت تلك اللجنة بعقوبة الإعدام أو المؤبد لمن يسيء للذات الإلهية أو الرسول أو زوجاته…!
ماذا تركت اللجنة التشريعية للقضاء من حرية في تقدير العقوبة المناسبة حسب ظروف كل تهمة والمتهم! وهل بذلك النهج “الدراكوني” في التشريع تنتصر اللجنة للإسلام أم تنفِّر الغير من روح الإسلام وجوهره الغائب عن تجار السياسة الدينيين، أين صوت الاعتدال والعقل من نواب حدس في الطرح الطائفي المتشنج من بعض النواب! هل هناك أي فرق بين الخطاب السياسي للنائب محمد هايف أو أسامة مناور وبين خطاب الحربش أو محمد الدلال (الاثنان من حدس) في دعوات الرقابة على الحسينيات ومساجد الشيعة؟ ولا أفهم كيف مرر رجل القانون والمحامي محمد الدلال العضو في اللجنة التشريعية مثل ذلك الاقتراح المرعب في عقوبة الإساءة للذات الإلهية والرسول؟ هل فكر أن مثل ذلك الطرح سيسيء للدين الإسلامي في المحافل الدولية بأكثر مما ينفعه؟… فهل هذا أهون الشرين وأخف الضررين…!
أسئلة كثيرة تدور في رأسي عن الحدود الفاصلة بين الدولة البذالية التي سترفع أعلامها في جزيرة كبر غداً والدولة الحدسية التي رفعت أعلامها على كل التراب الكويتي.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *