سيدي عبدالهادي الخواجة، يا رمز النضال والحرية، أتمنى أن يرى مقالي النور وأنت لا تزال على قيد الحياة بعد أن أصبحت أكثر قرباً للموت. اتمنى أن تحيا لتعيش وترى أحلامك وأمانيك كإنسان حر قد تحققت بفضل صبرك ونضالك وصيامك، أتمنى أن تبقى حياً، ليس من أجل أسرتك الصغيرة الجميلة وعائلتك الأكبر وأقربائك ومحبيك الكثر فحسب، بل وأيضا من أجل وطن لم تغادره يوماً إلا مجبراً، وما عدت له إلا مخيراً، أتمنى أن تعيش لتضرب لنا المثل في التضحية ونكران الذات، وأن تبقى رمزاً للفداء من أجل سامي مبادئك وقيمك وقيم مواطنيك في البحرين والخليج! سيدي عبدالهادي، ولست مغالياً في أن أخاطبك بسيدي، فقد قمت بما لم أستطع أنا وغيري القيام به، وفعلت ما فعلت وضحيت بالرغم من كل رغد حياتك وضمان مستقبلك، ضحيت بكل شيء، ليس فقط من أجل ما تؤمن به بل وأيضاً من أجل غد أفضل لوطنك وأمتك وقيادتك. أتمنى أن تبقى حياً لتبقي شعلة الأمل حية في قلوبنا جميعاً، بعد أن صدئت آمالنا وكلّت عزائمنا وتراخت قبضاتنا وتعبت سواعدنا وبحت أصواتنا، وبقيت أنت المثال الحي الذي نريد أن نكونه ولسنا بقادرين على ذلك، فأنت الناطق باسم الحرية والكرامة والإنسانية، وأنت صوتنا الهامس والمتكلم بلساننا والمعبر عن أمانينا بغير إشارة.
أتمنى على جلالة ملك البحرين، ولسنا نطالب بالكثير، إصدار عفوه السامي عن المناضل والمواطن البحريني عبدالهادي الخواجة ليس فقط لأنه يستحق الحرية، بعد اضراب عن الطعام دام شهرين في تضحية لم تشهد لها المنطقة مثيلا، بل وأيضا من اجل شعب البحرين الكريم الذي يستحق من جلالتكم الكثير ويتطلع للأكثر، ولا أخالك باخلا عليه بشيء، فالبحرين ليست بحاجة لــ«بوعزيزي» وأنت ملكها، وأن تعمل يا جلالة الملك على أن تقر أعين والدي عبدالهادي برؤيته مطلق السراح حراً أبياً كوطنه الكبير، وأن تسعد أسرته وأهله ومحبيه به بعد كل ماعاناه، وكل هذا ليس بالكثير على شخصكم الكريم، فلا تخيب آمالنا وأمانينا أيها الإنسان الكبير.
أحمد الصراف