أجرت وكالة رويترز لقاء مع جمال البنا، شقيق مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين، وهو مفكر «إسلامي» كبير وله أكثر من مائة مؤلف وعشرات المقابلات التلفزيونية والمقالات المستنيرة، قال فيه ان من الأفضل لمصر حاليا أن يقودها رئيس «علماني»، وإن الخلط بين السياسة والدين مآله الفشل، مؤكدا أن شقيقه لم يكن ليقر خطط «الإخوان» في الحكم الآن، وأن هناك فرقا كبيرا جدا بين وضعهم فى الأربعينات والآن، وأن طموحات حسن لم تكن سياسية، بل جعل الإسلام منهج حياة! وحول المخاوف من صعود «الإخوان» والسلفيين، قال ان هناك تخوفات حقيقية لأن الرؤوس التي ترأس «الإخوان» والسلف ليس لديها أفكار من يحيا حياة العصر، أو يفهم كيف تنهض الدول فيه! وقال إن جماعة «الإخوان» صارت أكثر تشددا بمرور السنين في شأن حقوق المرأة بسبب انتشار الفكر الوهابي المتشدد، مضيفا أن السعودية حولت النساء إلى «شبح أسود»، وهنا يشير للنقاب والقفازات السوداء التي ترتديها النساء في المملكة، وأن الحجاب ليس من الإسلام وإنه تراث خليجي (!!). وقال انه يرفض خلط الدين بالسياسة، ويخالف في ذلك «الإخوان» الذين يرفعون شعار «الإسلام هو الحل». ويضيف «أي دولة تقوم على الدين لا بد أن تفشل، وتجربة ذلك موجودة في الإسلام والمسيحية». واوضح ان هؤلاء حققوا النجاح الانتخابي بدعم من شعور السخط الذي عانوه لعشرات السنين بسبب الاستبداد وليس بسبب تأييد شعبي لبرنامجهم، كثيرون من الذين انتخبوهم كانوا يقولون: «جربنا الاشتراكية والناصرية والقومية العربية، فلماذا لا نجرب الإخوان؟».
ويعتقد البنا أن من مصلحة مصر أن يحكمها رئيس ليبرالي، قائلا إن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي كان الأنسب لرئاسة البلاد لكنه أعلن انسحابه من السباق!
هذه ليست شهادة رجل عادي، وشاب غر، بل هي شهادة مفكر كبير جاوز التسعين، ولا يزال متوقد الذهن عالما بما يقول، فمتى يأتي وقت الانصات لصوت العقل، وتغليب المنطق على العاطفة؟
أحمد الصراف