سامي النصف

الاستفتاءات و..مقال واحد لا يكفي!

دعونا في مقال سابق لاجراء استفتاءات واستطلاعات للرأي وقلنا إنها عملية معلنة ومصاحبة للانتخابات الرئاسية والتشريعية في الدول الأخرى، وقد دلنا أحد الأصدقاء على موقع إلكتروني اشتهر بقيامه بذلك الأمر وهو أمر يشكر عليه صاحبه، وبودنا ان لو قامت إحدى الجهات الحكومية بالاتفاق مع صاحب ذلك الموقع ضمن عقد ومقابل مالي لضمان الشفافية المطلقة لذلك العمل السياسي والمجتمعي العام، ثم العمل بعد ذلك على نشر نتائج تلك الاستفتاءات تباعا ودون حساسية في وسائط الإعلام الحكومية والخاصة ما دام قد تم ضمان شفافيتها وحياديتها لما في ذلك من فوائد جمة للمرشحين والناخبين وللكويت عامة.

****

وفي هذا السياق يرى البعض أن من مستلزمات الحيدة في الاستطلاع: الاختيار «العشوائي» لمن سيتم سؤالهم في الدوائر المعنية، والحقيقة أن ذلك فهم خاطئ وينتج عنه عادة البعد عن الدقة المطلوبة للاستفتاءات، والإجراء الصحيح هو الاختيار «الدقيق والمدروس» للعينة كي تعكس أعداد وأرقام الناخبين ضمن تقسيماتهم الفئوية والطائفية والقبلية والاجتماعية وحتى السياسية والاقتصادية إن أمكن ثم يتم الاختيار العشوائي ضمن تلك العينات وهو ما يضمن دقة النتائج، ودون ذلك قد يصدف أن تكون العينة العشوائية بالمطلق ضمن مكون واحد من مكونات الدائرة فتعكس نتائج غير حقيقية.

****

دقة العينة للعلم هي ما يجعل استطلاع رأي لألف شخص في الولايات المتحدة التي تضم 50 ولاية و300 مليون نسمة في قارة تمتد من جزر هاواي إلى ألاسكا، ومن نيويورك إلى شيكاغو وتكساس وكاليفورنيا يعكس بشكل دقيق جدا النتائج النهائية التي تعلن بعد ذلك لانتخابات الرئاسة أو المجالس التشريعية والتي يصوت فيها ما يقرب من 100 مليون أميركي، اختيار العينة في الاستفتاءات أمر مهم والحال كذلك مع كبر الشريحة التي كلما كبرت زادت النتائج دقة، ومعها كيفية طرح الأسئلة التي يمكن لها أن تدفع الإجابة بهذا الشكل أو ذاك.. إذا لم نكن حذرين.

****

ونعلم جميعا الكلفة المالية الضخمة للجهات التي تقوم بالاستطلاعات في الكويت هذه الأيام ومن ثم يجب أن يكون هناك مردود مالي يعود على تلك الجهات، ولكن من الملاحظ أن هناك إعلانات مع الصور لبعض المرشحين على صفحة الموقع الذي يجري تلك الاستفتاءات وهو أمر قد يظهر تعارض المصالح والابتعاد عن متطلبات الحياد بل قد يظلم من وضع إعلانه وصوره من المرشحين على الموقع حيث لو صادف ان تصدر المرشح المعلن أرقام الاستفتاءات بحق فسوف يشكك كثيرون في تلك النتائج وسيعتبرون أنها رد جميل وأمر دبر بليل، ولو أظهرت النتائج تخلفه عن منافسيه لكانت خسارته مضاعفة، والحل يدعو للبعد عن مثل تلك الإعلانات.

****

آخر محطة: أقرأ لبعض الزملاء الأعزاء هذه الأيام مقالات شديدة الفائدة للناخبين تساعدهم على حسن الاختيار، معرفتنا بضعف الذاكرة الجمعية والفردية للشعب الكويتي تدعونا للطلب من الزملاء الكتاب أن يعيدوا تكرار تلك الأفكار الخيرة في الطريق لانتخابات 2/2 وعدم الاكتفاء بمقال واحد.

احمد الصراف

سرقات فكرية

دانت لجنة في السعودية، تختص بالنظر في المخالفات التابعة لإدارة حقوق المؤلف، والمشكلة بقرار من وزير الثقافة والإعلام، دانت رسميا رجل الدين عايض القرني، مؤلف كتاب «لا تيأس»، في القضية المرفوعة من السيدة سلوى العضيدان مؤلفة «هكذا هزموا اليأس». وصرح محاميها، حسبما نشر مؤخراً في الصحف، أن اللجنة الموكلة لها مهام النظر في الكتابين أنهت أعمالها بتأكيد وجود سطو واعتداء على كتاب موكلته، وأنه حصل على تقرير اللجنة الذي حكم نهائياً بإدانة القرني.
وقد سبق أن كتبت مقالا عن هذا الموضوع قبل عدة أشهر، عندما ظهرت الفضيحة للعلن، ولكن القبس ارتأت وقتها عدم نشر المقال، الذي تعرضنا فيه لعملية السطو، وتساءلنا: كيف يسمح رجل دين، معروف ويفترض أنه «نزيه»، لنفسه بالسطو على نتاج فكر غيره، ويستمر في عمله، ويستمر مريدوه بالتوافد عليه، وسؤاله في ما يشغلهم من أمور دينهم ودنياهم؟! وتساؤلنا لم يكن لنا بقدر ما كان لغيرنا، من المغترين بفكر واخلاص هؤلاء، فالقرني قد لا يختلف بالطبع عن إمام المسج والداعية وغيرهما ممن وردت أسماؤهم في فضائح كبيرة، ليس آخرها ورود أسماء بعضهم بين «القبيضة»! ولا يختلف ما يوجد بيننا عما هو موجود بين رجال ونساء العقائد الأخرى، ففضائح سرقات أموال المحسنين من صناديق الخير في الكنائس لا تزال تزكم الأنوف، وستستمر كذلك، والهالة الدينية التي يحاول هؤلاء إسباغها على أنفسهم ليست في الغالب إلا غطاء لضعفهم وهوان أنفس الكثيرين منهم!
ما صدر في السعودية من حكم يعتبر سابقة في منطقة لا تضع عادة اعتبارا لأي حقوق فكرية، وسيردع اي سرقات مستقبلا، نقول ذلك مع شعورنا بأن فكرة كتاب العضيدان سبق أن تطرق لها الأميركي ديل كارنيغي في كتابه الشهير قبل نصف قرن «دع القلق وابدأ الحياة»!
***
ملاحظة: تقيم الجمعية الثقافية النسائية في مقرها بالخالدية ندوة في السابعة من مساء اليوم، يحاضر فيها المفكر السعودي إبراهيم البليهي، نتمنى الالتقاء بكم.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

شلّة المقاطعة …لا تنتخبوا حسن

منذ استجواب سمو رئيس الوزراء في ديسمبر عام 2010 على خلفية أحداث “ديوان الحربش” سيئة الذكر، وتحديداً بعد جلسة عدم التعاون في يناير من العام الماضي، ومجموعة المعارضة تتغزل بالنائب السابق والمرشح الحالي الدكتور حسن جوهر، فأصبح بنظرهم البطل الشريف، الصوت الحر، الضمير الحي، صوت بعشرة أصوات، وغيرها من ألقاب تمجيدية.
وبعد تردد أخبار عن تردده في الترشح للمجلس المقبل تهافتت نفس المجموعة وغيرها للتداعي من أجل نصرة جوهر والتركيز على أن الصوت الأول يجب أن يكون له بحكم مواقفه المشرفة.
ممتاز، وأنا أؤيدهم بأن مواقف جوهر كانت جيدة في القضايا السياسية التي طرأت على الساحة خلال العامين الماضيين، ولا بد لي هنا أن أستعرضها كي أبتعد عن الكلام المرسل الذي يردده الكثيرون.
مر على المجلس السابق ستة استجوابات قدم بعدها طلب طرح الثقة وعدم التعاون تسلسلها هو التالي:
– استجواب وزير الداخلية على خلفية الإعلانات الانتخابية، وقد اتخذ جوهر من الامتناع موقفاً في قضية طرح الثقة، والامتناع برأي المعارضة هو تأييد للوزير.
– استجواب رئيس الوزراء على قضية الشيكات الممنوحة لنواب، جدد جوهر التعاون مع رئيس الحكومة لأن الاستجواب لم يكن مقنعاً.
– استجواب وزير الداخلية الثاني على خلفية إخفاء رد النيابة عن النواب بقضية الإعلانات، اتخذ جوهر مجدداً موقف الممتنع.
– استجواب وزير الإعلام السابق أيد جوهر طرح الثقة بالوزير لقناعته بتقصيره.
– استجواب رئيس الوزراء حول أحداث “ديوان الحربش”، أعلن الدكتور جوهر موقفه بعدم التعاون لأن ما حدث في ذلك اليوم يعد من أسوأ الممارسات طوال تجربة الكويت الديمقراطية.
– استجواب رئيس الوزراء على خلفية “قوطي الكلينكس” امتنع النائب جوهر عن التصويت على عدم التعاون.
إضافة إلى رفض الدكتور حسن لإحالة أي استجواب إلى المحكمة الدستورية أو اللجنة التشريعية، ورفضه أيضا لسرية الاستجوابات.
تلك هي مواقفه على خلفية القضايا السياسية وهي، أي القضايا السياسية، الأكثر تأثيراً في الرأي العام حالياً.
وبناء عليها، فأنا أعتقد أن “شلة المقاطعة” أو المقتحمين، سمّوهم كما يحلو لكم، يجب ألا تصوّت لحسن جوهر، بل يجب عليها أن تهاجمه وتتهمه بعقد الصفقات أيضا لأن مواقفه وباختصار مطابقة لمواقف كتلة العمل الوطني التي تُهاجَم من نفس “الشلة”، بل أحيانا مواقف “الوطني” أقوى من مواقف جوهر.
بالمناسبة جوهر خرج من “الشعبي” ولم يعد إليه، فلماذا لم ينضم الشريف البطل، الصوت الحر، الضمير الحي، لمسلّم والسعدون وكل هذه الصفات فيه؟
لا تنتخبوا حسن فإن فعلتم فأنتم متناقضون كعادتكم، فتنتخبون حسن في الأولى وتحاربون من تتطابق مواقفهم معه في الدوائر الأخرى.

سامي النصف

الخطة الحقيقية لتدمير الكويت (3)

ونستمر في كشف مخططات تدمير الكويت القائمة والمعمول بها منذ سنوات والتي تسببت بقصد وتعمد في إشغالنا بالأزمات السياسية المتتالية عديمة الفائدة، مما أدى الى تخلفنا وسبق الجيران لنا، وتحول تجربتنا الديموقراطية بالتبعية من القدوة الحسنة لشعوب المنطقة الى مثال مسخ رديء ومسيء ومرعب لا يريد أحد الاقتداء به، ضمن المخططات القديمة والمستجدة الهادفة لإكمال عملية تدمير الكويت التي حاربنا الأعداء الخارجيين لإفشالها، وحان الوقت لمواجهة أعداء ومخربي الداخل:

****

بعد أن تم تحصين النواب عبر منع إنشاء لجنة قيم، ما دفع البعض منهم للفساد والإفساد، وبعد أن دمر الهيكل الإداري للدولة عبر التسلل من الأبواب الخلفية للوزارات للتآمر مع الفاسدين من إداراتها على المصلحين من وزرائها، حان الوقت لإفساد الوزراء عبر إعطائهم «العصمة» كحال النواب وإبعادهم عن المحاسبة وحصرها برئيس الوزراء الذي يطالبون باستجوابه على أعمال وزرائه! بعكس نصوص الدستور وأحكام المحكمة الدستورية ورغبة الآباء المؤسسين الذين نأوا برئيس الوزراء عن تقلد أي وزارة كي لا يحاسب على أعمالها فقرر أصحاب الأنياب الزرقاء المسمومة محاسبته على أعمال 15 وزيرا حتى يفسد الوزراء كما فسد النواب فالسلطة المطلقة.. مفسدة مطلقة!

****

ومن مشاريع تدمير العمل السياسي الإساءة والابتذال الشديد للأدوات الدستورية كالاستجواب وطرح الثقة وإعلان عدم التعاون، وذلك عبر إصدار الأحكام المسبقة قبل المداولة، واستخدام الألفاظ المسيئة في مخالفة صريحة للمادة 134 من الدستور التي تنص على: «ألا يتضمن الاستجواب عبارات غير لائقة أو فيها مساس بكرامة الأشخاص»، وهل بقيت كرامات في استجوابات السنوات الأخيرة؟!

ومن مشاريع تخريب العمل الديموقراطي في الكويت مساءلة حكومات قبل أن تعمل، وقبل أن تؤدي القسم، وهو ما يخلق أعرافا برلمانية مدمرة تبقى بقاء الدهر لا مثيل لها في العالم أجمع.

****

ومن التدمير السياسي المتعمد إلى التدمير الاقتصادي للبلد عبر المحاربة الشديدة للقطاع الخاص واتهام رجاله بكل الموبقات في وقت يفرش لهم السجاد الأحمر في الدول الأخرى، كي نصبح دولة «شيوعية» أخرى تحمل ميزانيتها العامة بكل شيء، فتسقط كما سقطت الدول الماركسية الأخرى، ومن تدمير القطاع الخاص الى تدمير القطاع الحكومي عبر إلغاء مشاريعه الكبرى الهادفة لخلق بدائل عن إيرادات النفط، وذلك عبر إطلاق تسميات «شمقمقية» عليها كتسميتها بـ«سرقة العصر» و«بوق ولا تخاف».. إلخ.

****

وفي خطة التنمية عيوب عدة يعلم بها الراسخون في علوم التخريب والتدمير، حيث إن جزءا كبيرا من مشاريعها يقوم على الشعبوية والترضية السياسية والدعم الحكومي دون مردود مالي على الدولة (المبالغة في إنشاء المستشفيات والجامعات والمساكن وضخامة حجم بعض المشاريع)، وبدلا من تعديل مسار تلك الخطة التي تشتمل على إنشاء شركات «دائمة» لأعمال «مؤقتة» غير مضمونة الربحية، يقوم البعض بالتهديد والوعيد للالتزام الحرفي بها بدلا من تعديلها وتغليب المشاريع الاقتصادية المدرة للمال على مشاريع الترضية السياسية فيها، والى مقال الأربعاء وختام سلسلة المقالات الهادفة لكشف مخطط التدمير والتخريب، وسنتطرق خلاله للمزيد من القضايا كالأسباب الحقيقية لوضع الشروط التعجيزية أمام مشروع الوحدة الخليجية ومطالبات فرض الضرائب على المواطنين والمقيمين في وقت نسعى فيه لمشروع كويت المركز المالي البديل للنفط القائم على عدم وجود ضرائب، فمن سيستثمر في الكويت التي تفرض الضرائب في ظل عدم وجود ضرائب لدى الجيران والأهداف التخريبية الحقيقية لقميص عثمان المسمى.. خصخصة الكويتية؟!

****

آخر محطة: لم يدمر دولنا العربية شيء مثل الأحزاب المستبيحة لكل شيء، واسألوا أهل لبنان والصومال والعراق وغيرهم عن أدوار تلك الأحزاب التي كفرت الناس بالديموقراطية في المنطقة، وتسببت في التعصب والتخندقات الفئوية والطائفية وضرب الوحدة الوطنية ومن ثم إشعال الحروب الأهلية فيها، لذا لم أستغرب ع‍لى الإطلاق سماع فحيح الدعوات المغرضة لإنشاء الأحزاب المفرقة والمخربة التي تعطي الشرعية للتخندقات الفئوية والطائفية والقبلية القائمة كي يتم تدمير مستقبلنا كما دمر.. ماضينا وحاضرنا!

احمد الصراف

عالم جون لينون الرائع

يعتبر نجم فرقة البيتل الراحل جون لينون الأكثر شهرة والأكثر إثارة في تاريخ الغناء الحديث، وقد ترك، قبل مقتله، بصمات واضحة على الثقافة الفنية الغربية وعلى حركة السلام والمحبة، ولا تزال اغنية imagine، التي كتبها ولحنها قبل 30 عاما، تحتل المركز الثالث ضمن قائمة أشهر 500 أغنية في كافة الأزمان. ويقول صديق انه ليس هناك شيء أكثر روعة من العالم الذي يصفه لينون في اغنيته. ومن وحي هذه الاغنية، كتب عالم الاحياء والباحث الشهير ريتشارد داوكنز، يقول انه كم جميل ان نتخيل عالما بغير انتحاريين او «11 سبتمبر»، أو حرق باصات لندن وقطارات مدريد او رسوم الدانمرك، وبغير حملات صليبية او غزوات مضادة، أو حروب دينية، ومن دون تقسيم الهند، ومن بعدها باكستان، وموت وتشريد عشرات الملايين وحرق مدن وتدمير قرى وتسميم آبار، أو تخيل عالما بغير حروب عربية فلسطينية يهودية، او تصفيات الصرب والكروات لمسلمي البوسنة، واضطهاد المسيحيين لليهود، وطردهم والمسلمين من الاندلس! أو عالما بغير محاكم التفتيش وافران الغاز النازية، ومذابح دير قانون ودير ياسين، وقتلى ايرلندا وجرائم الشرف، وضحايا المثليين، وجرائم الاعتداءات الجنسية في بعض الكنائس الكاثوليكية! تخيل عالما بغير مبشرين انجيليين، ودعاة يطلبون من اتباعهم ان يعطوا «الرب» من مالهم حتى الألم! تخيل عالما بغير طالبان، ولا تدمير لتماثيل بانيان، ولا صراع الشيعة والسنة في العراق وباكستان، ولا قتل ولا هدم ولا تفجير لمساجد بعضهم البعض في كراتشي ووزيرستان والحلة وكردستان! تخيل عالما بغير مدارس دينية تنشر الكراهية، وتحض على قتل ابناء الآخرين وتشريدهم وحرق زرعهم وفناء نسلهم! تخيل عالما بغير معسكرات تدريب على القتل وجز رقاب كالخراف، وتقطيع الاوصال على صيحات «الله أكبر»، وأمام عدسات التلفزيون! تخيل عالما بغير كراهية ولا إقامة حد ولا قمع باسم الدين، ولا ضرب للنساء بالسياط، ولا شج للرؤوس في المناسبات! تخيل كم سيكون العالم جميلا من دون كل هذا التطرف والتشدد والغلو القاتل!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

أكتاف السيدة الباردة

أنا على استعداد لأن “آخذها كعّابي”، وأمشي في طول الأرض وعرضها، من الغلاف إلى الغلاف، بحثاً عمن يراهنني على أن الشعب السوري من بين أذكى خمسة شعوب على مستوى العالم.
لا مقارنة بين العقل السوري وبقية العقول العربية، آسيويّها وإفريقيّها، باستثناء العقلين العراقي واللبناني. ولو كان للعقول بطولة رياضية، لما نزل العقل السوري من منصة التتويج…لكن من أين جاء هذا التفوق؟ الله ورسوله أعلم، لكن يبدو لي أن للمناخ ارتباطاً وثيقاً بالعقل والمدارك.
و”القمع يقتل القمح”، و”البعث يخنق البحث”، وفي سورية يسيطر القمع والبعث، وخيرٌ لك، إن كنت سورياً نابغة، أن تربط طموحك بحبل متين وتكتب عليه “ملح” لتصرف عنه الأنظار، وتخبئ أحلامك بين ثنايا البطاطين، وتتظاهر بالسّفه وتمشي مشية السكران كي ينظر إليك النظام بازدراء ويتركك في حال سبيلك (النظام يتقن كل النظرات إلا نظرة الشفقة)، قبل أن تتدبر تذكرة طيران إلى حيث لا بعث.
وحتى لحظة كتابة المقالة، لم أعرف السبب الحقيقي لكل هذا الفزعة الروسية المستميتة دفاعاً عن بشار الأسد وزواحفه السامة. طرقتُ الأبواب كلها، وسألت، وقرأت، بحثاً عن سبب مقنع لهذه الفزعة فلم أجد.
الأدهى أن السيدة الروسية الباردة تخلت بسرعة عن معطف الفرو الليبي رغم أنه الأغلى والأحلى والأكثر دفئاً، وتمسكت بالمعطف السوريالرقيق الذي يزحم خزاتنها ولا تحتاج إليه ولا ترتديه إلى أن كساه الغبار. فهل فقدت هذه الروسية الباردة الباهتة عقلها أم أنها ندمت على التنازل عن المعطف الليبي بلا مقابل، وقررت تعويض خسائرها بمعطفها البالي هذا.
وإذا كانت المشاريع الروسية العظمى تتكاثر وتتوالد بطريقة أرنبية في ليبيا القذافي، فإنها في سورية لا تملأ معدة العصفور، إلا إذا تم التوقيع في أيام الثورة على مشاريع جديدة مجحفة، ظاهرها البناء وباطنها حماية البعث. ففي الأيام هذه، لن يتأخر بشار ثانية واحدة عن تنفيذ أوامر السيدة الروسية، بدءاً من الاعتناء ببصيلات شعرها وتدليك أكتافها وتقطيع البصل وتنظيف صالة منزلها بعد السهرة، وانتهاء بارتداء ملابس السفرجية والوقوف خلف طاولة طعامها.
السبب الوحيد المقنع في غضبة السيدة الروسية في دفاعها عن بشار وزواحفه، هو أن إيران، المملوءة حد التخمة بالمصالح الروسية، طلبت، أو قل اشترطت، الحماية الروسية لنظام البعث السوري، في مقابل مشاريع ضخمة أخرى في إيران وسورية تُمنحان لروسيا.
وأظن أن على جامعة الدول العربية، إذا كانت نيتها صافية لإيقاف الدم السوري المنسكب، أن تتعهد للسيدة الروسية بتوفير مشاريع كبرى لها في عدد من الدول العربية النفطية شريطة أن ترفع غطاء حمايتها عن بشار. وقتها، سترمي السيدة معطفها في أول حاوية قمامة في الطريق العام إلى حقول النفط.

سامي النصف

الخطة الحقيقية لتدمير الكويت! (2)

ومن ضمن مخطط تدمير الكويت الذي ينادي به ويسوق له اصحاب الاجندات الخاصة من ذوي الانياب الزرقاء ويتبعهم للاسف بجهل وغواية بعض السذج من الناخبين والمرشحين:

****

الدعوة للتحول للدائرة الواحدة الذي يثبت خطؤه حتى دون تفكير كونه امرا غير معمول به في «جميع» الديموقراطيات الاخرى فهل الداعون له اذكى واكثر خبرة بالعمل الديموقراطي من الاميركان والالمان واليونان واهل اليابان؟! حال دعوتهم الحالية كحال دعوتهم المدمرة السابقة لـ «تقليص» عدد الدوائر في وقت «تزداد» فيه الدوائر بالعالم اجمع وكان القرار الصحيح هو في زيادة عدد دوائرنا من 25 الى 30 ليزداد عدد النواب والوزراء بالتبعية وكي تشمل تلك الدوائر المناطق الجديدة ويخصص البعض منها للاقليات من قبائل صغيرة وشرائح اجتماعية وسياسية مختلفة كي يمثل الجميع في البرلمان ولا يشعر احد بالغبن ولتقليل الكلفة المالية للترشح الذي هو احد اهم اسباب الفساد التشريعي نظرا لكبر الدوائر والمطلوب هذه المرة التحول للدائرة الواحدة كي يتم اقتتال الكويتيين من قبائل وحضر، سنة وشيعة، بعد ان كبرت الكعكة واصبحت بحجم الكويت وميزانيتها العامة الشهية.

****

الدعوة للنزول للشارع الذي قد ينتهي كذلك بالتناحر والاقتتال، فيكفي ان تطلق رصاصة في الظلام او ان تنفجر قنبلة بالجموع ليشتعل البلد كما حدث في لبنان عام 75 عندما نزل الناس للشوارع وانطلقت رصاصة مجهولة لتقتل الزعيم معروف سعد لتبدأ على إثرها شرارة الحرب الاهلية «المعلنة»، كما تسببت التفجيرات في جموع الشيعة بالعراق في شرارة الحرب الاهلية «الخفية» القائمة هناك، والارجح ان مخطط تدمير الكويت يمر بهذا المسار، السؤال المحير الذي يجب ان يتم سؤاله لكل مرشح يدعو الجموع للخروج للشارع هو: ما فائدة مجلس الامة اذن؟ ولماذا يترشح من يدعو لذلك لعضوية مجلس «صوري» لا تحل الاختلافات والمشاكل فيه؟!

****

وما وضعت المحاكم منذ الازل الا كبديل للتناحر والتقاتل والشقاق والاختلاف بين الناس وعمود الخيمة الذي تقوم عليه المحاكم هو القبول بحكمها والا فما فائدة وجودها؟! ان مخطط تدمير وتخريب الكويت يمر برفض احكام المحكمة الدستورية كي تبقى الخلافات دون حسم او فصل وهو ما يدفع الناس للخروج للشارع والفوضى واقتحام المباني العامة «مجلس الامة، مجلس الوزراء، البنك المركزي، قصر السيف ..الخ» وقد وصل الامر هذه المرة لاقتحام مجلس الامة فأين سينتهي؟! سؤال اسألوه كناخبين للمرشحين الداعين للخروج واسألوهم عن فائدة محكمة احكامها غير ملزمة، والاهم: ما البديل عن تلك الاحكام لحل الخلافات؟!

****

ومن ضمن مخطط التدمير والخداع الادعاء الكاذب بمحاربة الفساد التشريعي والقبيضة ..الخ، مع العمل على العكس من ذلك تماما عبر محاربة انشاء لجان قيم كحال «جميع» الديموقراطيات الاخرى التي تحارب وتردع وتعاقب المسيء والفاسد من النواب «ارجعوا الى من حارب انشاء تلك اللجان العامة في المجالس المتتالية»، ومثل ذلك من كان يقف دائما ضد رفع الحصانة عن المسيئين من النواب مما دفعهم للفساد والافساد، ومثل ذلك المحاربة المخادعة والخفية لقوانين الذمة المالية عبر فرض عقوبات «مضحكة» كغرامة الف دينار لمن يزيف ويكذب في اقراره المالي، نصيحة اخرى للناخبين اسألوا المرشحين كبروا او صغروا عما اذا كانوا سيؤيدون انشاء «لجان قيم» في البرلمان المقبل لمحاسبة النواب بعد كل ما حدث فإن رفضوا او تعذروا فاعلموا انهم من كبار الفاسدين في الخفاء، واحجموا واحجبوا اصواتكم عنهم ان كنتم تنوون بحق تطهير بيت الامة من الفساد والفاسدين الظاهر منهم والخافي.

****

ويمر قطار تدمير الكويت بعدم الاكتفاء باصدار تشريعات مسمومة مخربة اوقفت حال التنمية في البلد وافشت البطالة بين الشباب الذين تسفك دموع التماسيح على احوالهم كحال التشريعات التي أوقفت مشاريع الـ «B.O.T» وعطلت حق الشركات المساهمة في توفير الرعاية السكنية للشباب بقروض واقساط ميسرة (المورغج) كحال جميع الدول الاخرى، ومعها مشروع تدمير «الكويتية» عبر ايقاف تحديث اساطيلها، وهي التي توظف الآلاف من خيرة الشباب الكويتي الفني ممن اصبح مستقبلهم على كف عفريت بسبب الاصرار على المضي في التشريعات المدمرة لها رغم وضوح خطئها وضوح الشمس في رابعة النهار والتي تسببت في تعاظم خسائرها عشرات الاضعاف.. وإلى مقال الغد.

****

آخر محطة: لو بنيت بيتا مستخدما مقادير محددة من الاسمنت والحديد والرمل والحصى ثم انهدم البيت مع لحظة اكتمال بنائه فهل من الحكمة او العقل ان تعيد بناءه مرة اخرى بنفس المقادير؟! ان اردنا تغيير مسار الكويت الماضوي الذي جعل الجيران يسبقوننا بسنوات عادية كادت ان تصبح ضوئية فعلينا ان نغير من طرق تفكيرنا ومنهاج اختيارنا والا فسنرجع الى ما كنا عليه ونشتكي منه وبشكل امرّ وأقسى.. مازال في الوقت متسع فلنحسن الاختيار هذه المرة بعد ان أسأنا وبحق الاختيار مرات ومرات ولنعط فرصة للدماء الجديدة… ولنا عودة.

احمد الصراف

سخافة النظرية

نجحت قوات فيديل كاسترو في 1959/1/1 في دخول العاصمة الكوبية هافانا، بعد فرار دكتاتورها «باتيستا»، ومنذ 53 عاما وأميركا تحاول التخلص من الحكم الشيوعي فيها، وفشلت في ذلك عشرات المرات، وحتى محاولات المافيا الكوبية لم تجد نفعا، كما فشلت محاولة غزو الجزيرة عسكريا في بداية عهد «كنيدي» وبقيت كوبا شوكة في خاصرة الولايات المتحدة حتى اليوم، بالرغم من جهود 11 رئيسا اميركيا، على مدى نصف قرن! كما فشلت اميركا بمقدار أكبر في إسقاط النظام الشيوعي في فيتنام، وخسرت في حربها عشرات تريليونات الدولارات، هذا غير أرواح عشرات الآلاف من جنودها! وخسرت أميركا في العراق، وفشلت في تحقيق غالبية اهدافها، كما لا تزال تعاني الكثير، مع قوات الناتو، في حربها مع رجال عصابات طالبان في أفغانستان! ومن المتوقع أن تمنى بالفشل نفسه إن هي اختارت الوقوف علنا مع إسرائيل، إن قررت هذه الهجوم على إيران!
باستعراض أمثلة الفشل العسكرية والمخابراتية هذه، وحالة الضعف الاقتصادية التي تعيشها أميركا بشكل عام، نجد أن من الصعب تقبل ما يتم ترويجه من أنها تقف وراء كل عمل شرير يقع في بلادنا! فهذه الإمبراطورية التي وضعت طوال نصف قرن نصب عينيها أمن إسرائيل، فشلت، بعد أكثر من نصف قرن، في أن تؤمن السلام الكامل لها مع جيرانها المتعبين، لا يمكن أن تكون الإمبراطورية نفسها التي تقف وراء الربيع العربي، وأنها التي أوعزت للبرجوازي التونسي «البوعزيزي» بإشعال النار في نفسه، والموت بمأساوية، والتضحية بوظيفته المرموقة، كصاحب عربة خضار مصادرة! أو أن نقول انها التي ألّبت الشارع التونسي ودفعت بن علي للفرار، لينتهي عهده إلى الأبد! أو أن نقول، بسبب عجز حالنا وهوانها، أن أميركا هي التي طلبت من مخابراتها دفع مئات آلاف الشباب في القاهرة والاسكندرية للخروج للشارع، واطاحة حكم حسني مبارك الموالي تماما لأميركا! ويد أميركا التي فشلت في فيتنام وكوبا والعراق وافغانستان، والتي امتدت لأكثر من 7000 كلم لتمسك بــ«زمارة» رقبة القذافي وتزهق روحه، وهي اليد نفسها التي فشلت في الإمساك بــ«عنق…» كاسترو، بالرغم من أن كوبا لا تبعد عن أميركا بأكثر من 150كلم!
ما يحدث في دولنا ما هو إلا نتاج لتخلفنا العلمي والثقافي والدراسي والصناعي.. إلخ، الذي سهل للآخرين، أيا كانوا، استغلال وضعنا لمصلحتهم. فالبوعزيزي لم يحرق نفسه بسبب البطر والشبع، والشعب التونسي لم يتظاهر لفشله في اختيار أفضل عروض العمل المقدمة اليه، وشوارع القاهرة لم تحترق لخلو مصر من الفساد والبطالة، والتظاهرات فيها لم تنطلق تأييدا لمطالب ممثلي الصف الأول في هوليوود لزيادة أجورهم، وثوار بنغازي لم يحرقوا طرابلس ويضحوا بأرواح الآلاف منهم، لأن القذافي حرمهم من «السلمون» والكافيار، بل حدثت كل تلك الانتفاضات والثورات الشعبية لأن ظروف قيامها تهيأت في زمن أصبح فيه الإنسان يطالب بالخبز ومعه الحرية والكرامة! فالرجاء من المؤمنين بنظرية المؤامرة احترام عقولنا، ولو قليلا، فهناك فرق بين المؤامرة وبين هوان النفس والجهل والتخلف التي تمهد الطريق لاستغلال الآخرين لنا.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

عادل عبدالله المطيري

جرائم ذوي النفوذ!

لا يخلو أي مجتمع في العالم من الجريمة، بكل أنواعها وأحجامها، والكويت ليست الاستثناء حتما، فوسائل الإعلام المحلية تنشر كل يوم عددا لا بأس به من الجرائم التي تمتلئ بها سجلات مراكز الشرطة والمحاكم، وهي بالتأكيد جرائم شخصية أو عامة ولكنها ليست مهمة، وفي المقابل لا نسمع عن محاكمات كبيرة لقضايا كبيرة تتعلق بالفساد السياسي والاقتصادي أو حتى الصحي والتربوي، باستثناء «الإيداعات المليونية» والمتهم بها بعض النواب السابقين، لا أكاد أصدق أن الكويت تخلو من «المجرمين ذوي الياقات البيضاء» كما يطلق عليهم عالم الاجتماع الأميركي «أدوين سذرلاند 1883 – 1950»، والذي يقصد بهم المجرمين ذوي النفوذ وكبار المسؤولين والتجار والسياسيين، وسبب التسمية يعود الى أن أصحاب الطبقات العليا في المجتمع الأميركي آنذاك كانوا يرتدون القمصان البيضاء، بينما تلبس الطبقة العاملة القميص الأزرق، وهؤلاء المجرمون ذوو الياقات البيضاء أو «ذوو البشوت السوداء» ان صحت الترجمة الكويتية هم من أخطر أنواع المجرمون، ذلك أن لجرائمهم أبعادا كبيرة وخطيرة على المجتمع ككل، لأن جريمتهم أكبر تكلفة وأوسع تأثيرا من الجرائم العادية، ففساد الرجل السياسي أعظم من فساد المواطن البسيط، والموظف الصغير جريمته محدودة بينما كبار الموظفين فسادهم عظيم!

إن انتشار الفساد يؤدي الى انهيار الأمة، وما أبلغ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة رضي الله عنها عنه انه قال «إن قريشا أهمهم المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله، ومن يجترئ عليه إلا أسامة، فكلمه أسامة، فقال الرسول: أتشفع في حد من حدود الله، ثم خطب فقال: إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، فأمر النبي بقطع يدها».

إلى متى ونحن نرى فسادا ولكن لا نرى المفسدين، نرى محاكمات ولا نرى أحكاما!

ومنطقيا.. لا جريمة بلا مجرمين، وبما أن هناك جرائم كبيرة، إذن يوجد مجرمون كبار من كبار القوم حيث يقف القانون عاجزا عن تحقيق العدالة ضدهم، لأنهم، كما يقول عالم الاجتماع سابق الذكر، إما أنهم محصنون سياسيا أو أنهم يمتلكون علاقات مهمة جدا يتحصنون خلفها!

لا أعلم لماذا تذكرت قصيدة الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد «احترامي للحرامي…جالس بالصف الأمامي» وأهديها الى كبار المجرمين في بلدي العزيز الكويت.

 

سامي النصف

الخطة الحقيقية لتدمير الكويت! (1)

  لست من المؤمنين بشكل عام بنظرية المؤامرة الا ان هناك أقوالا وقبلها أفعالا حذرنا وما زلنا نحذر منها، ظاهرها رحمة ودعوات تتدثر بالوطنية، وباطنها عذاب شديد ودمار شامل للكويت ـ حاضرها ومستقبلها ـ يرفع راياتها بتعمد وقصد بعض المرشحين من ذوي الأنياب الزرقاء ناقعة السم ويتبعهم بجهل شديد مرشحو الجهل والغفلة ورافعو راية «مع الخيل يا شقرا»!

***

لذا نضع أمامكم وبعد متابعة سنوات عدة تفاصيل تلك الخطة وطرقهم الماكرة والخبيثة للوصول لمبتغاهم مستغلين طيبة الناس وضعف ذاكرتهم وأخطاء الحكومة لا لتصليح الأوضاع وتحويلها للأفضل بل لزيادتها سوءا وتخبطا كي يصبح الدواء أكثر سمية وخطورة من المرض ذاته، فإن اقتنعتم بشكل كلي او حتى جزئي بما نطرح فواجبكم العمل بإيجابية شديدة على افشال مخططهم الهادف لتدمير حاضر بلدكم ومستقبل أبنائكم وتحويل رفاهكم الى «عازة» وأمنكم الى خوف عبر حجب الصوت عنهم والتحول مما يريب الى ما لا يريب، وإليكم بعض دعواتهم المخربة التي ظاهرها رحمة ودغدغة وباطنها كما ذكرنا.. عذاب شديد.

***

الدعوة الى شعبية الحكومة الممهدة للاستباحة الشاملة للوزارات ونهب الميزانية العامة للدولة ومعروف ان الشعوب العربية قد نكصت عن الديموقراطيات في الخمسينيات والستينيات بسبب استباحة الحكومات الشعبوية للوظائف والمناصب والأموال واهدائها للأتباع وهو أمر شاهدنا مثله عندما تقلد بعض النواب للوزارات الخدماتية فوزعوها كغنائم حرب على الأقارب والأحبة بتهليل وتأييد ممن يدعون زورا وبهتانا الحفاظ على كيان الدولة ومالها العام، ان الأسرة الحاكمة هي الوحيدة التي تقف على مسافة واحدة من جميع ألوان الطيف الكويتي والتي لا يشعر أحد بالظلم والغبن متى ما أتى القرار من أحد منها (انظر المقالين الرائعين للزميلين العزيزين م.غنيم الزعبي حول أم الفرعيات في «الأنباء»، وصالح الغنام حول قواة العين في «السياسة»، أكثر الله من أمثالهما).

***

وضمن المخطط المدمر دعوة البعض ممن يرفع راية الدستور الغريبة والعجيبة الى مخالفة الدستور عبر الدعوة لحرمان الوزراء من التصويت ومن ثم اخراجهم من قاعة عبدالله السالم والحقيقة ان التعيين في المجالس التشريعية ليس بدعة بل قائم على قدم وساق في أرقى الديموقراطيات وأكثرها قدما وعراقة، حيث يتم التعيين في مجلس اللوردات البريطاني ومجالس الأعيان والشورى في الوطن العربي والإسلامي وحتى الشيوخ الأميركي الذي كانت الولايات تعين أعضاءه لعقود قليلة ماضية، ان مخطط التدمير يهدف من خلال حرمان الوزراء من التصويت على المشاريع والمقترحات والقوانين الى حرمان الكويت والمجلس من الأصوات العاقلة التي تنظر لحاضر الكويت ومستقبل أبنائها، كما يهدف ذلك المخطط الى اسقاط احد سدود الحكمة كي يجتاح طوفان الشعبوية والغوغائية كل ما هو عاقل وجميل في البلد وهو أمر مطلوب وبشدة ضمن ذلك المخطط.. واتبعنا لمقال الغد الهادف لأن نصوت جميعا ونحن نعرف حقيقة ما نصوت له.

***

آخر محطة:

(1) من الحكمة أخي الناخب وأختي الناخبة ان تبتعد في تصويتك عما يريب الى ما لا يريب، وممن عليه شبهة الى من لا شبهة عليه، ومن لديه مخططات وأجندات الى من لا مخططات وأجندات لديه الا أجندة حب الكويت وعدم التغرير بشعبها.

(2) ولماذا نصوت لمن تظهر سيرتهم في الماضي القريب والبعيد انهم فضلوا مصالحهم ومطامعهم الشخصية على مصالح الأوطان ومن تسببوا في الفوضى واقتحام بيت الشعب ـ بيتنا جميعا ـ وإيقاف المشاريع التنموية وحرمان الشباب من فرصتهم بالحصول على السكن المناسب بالسعر المناسب وإفشاء البطالة بين الشباب عبر منع الدولة من دعم الشركات المساهمة كما حدث في جميع الدول الأخرى مما تسبب في إفلاس عشرات الشركات وطرد آلاف الكويتيين بالتبعية.