حدثت يوم الجمعة بقعة سواد غائرة في الوجه الكويتي بمنطقة تيماء، استعملت فيها الحكومة سكاكين البلطجية وهراوات الأمن، وتوهمت الحكومة أنها تفرض سلطة الأمن وحكم القانون على مساكين البدون حين أرادوا الخروج في تجمع سلمي يعبرون فيه عن مأساتهم مع هذه السلطة الحاكمة التي خلقت أزمتهم بداية وأدامتها إلى غد مجهول. عقدة “هيبة” الأمن الجوفاء حركت جحافل القوات الخاصة ورجال المباحث حين تخفوا في المسجد بشكل مصلين، بينما هم “شبيحة” الكويت اليوم، فما الفرق بين شبيحة الشام وشبيحة الخليج، والإنسان المقهور واحد تلاحقه عصا الظلم والاستبداد هنا أو هناك. رفضت وزارة الداخلية الإصغاء إلى صوت العقل وأبسط مبادئ حق التعبير الإنسانية، وركبت رأسها وعلقت على صدرها “يافطات” تقول “حذرناكم ولا تلوموا إلا أنفسكم”، وبنعرات الغطرسة الأمنية تم ضرب وملاحقة المتجمعين من البدون، وخرجت معظم مانشيتات صحافة الظل المتكسبة من بركات السلطة لترينا جرحى رجال الأمن وقوات الرعب الخاصة…! ندعو بالسلامة لهؤلاء “المتعورين” من شباب الأمن الأشاوس، فهم عبد المأمور وينفذون الأوامر حسب “كليشهات” وتلقينات الكبار، لكن إعلامنا الموقر لم يقدم خبراً أو صورة واحدة تظهر حال المضروبين المصابين من البدون، مروا عليهم مرور الكرام، وهكذا يكون الحياد والموضوعية في نقل الأخبار “ولا بلاش”…! لوسائل إعلامنا عذرها في ريائها وتكبرها في غض الطرف عن نقل الصور لمصابي البدون، فالناس على دين ملوكهم، وأهل الديرة أصحاب الجناسي العتيقة على ملة حكومتهم في تعاملها مع البدون، فهم الدخلاء (البدون) على جنات العطايا والسخاء الكويتية. ما حدث أمس الأول عيب كبير ووصمة قبح على جبين الكويت، فهل تدرك السلطة اليوم ما قد يحدث غداً، بعد أن أزهقت كرامات وحريات البشر على مذابح نعرات الأمن!
الشهر: يناير 2012
«البدون» والوزير
أعتقد أن «البدون»، أو المقيمين بصورة غير قانونية في البلاد، والذين لا تخلو دولة في العالم منهم، وعبر اكثر من 40 عاما، تعرضوا، وما زالوا يتعرضون في الكويت، لظلم واجحاف كبيرين، وسبب ذلك يعود بالدرجة الأولى والثانية والثالثة إلى تقاعس مختلف حكوماتنا، والسلطة بالذات، عن وضع حل لأوضاعهم عندما كانت أعدادهم لا تتجاوز المئات، واستمر التجاهل مع ارتفاع العدد إلى عشرات الآلاف، ثم ليصل التجاهل إلى ذروته مع وصول أعدادهم، لما قبل الغزو والاحتلال الصدامي، ما يقارب المائتي ألف، قبل ان ينحسر حاليا لما يزيد قليلا على المائة ألف! ولا اعتقد أن أي مواطن عاقل، حتى وبعد مرور كل هذا الوقت، يعتقد أن بالإمكان منح جميع هؤلاء جنسية الدولة لكي تنتهي معاناتهم مرة وإلى الأبد، ففي المسألة تعقيدات كثيرة واختراقات وتحفظات أمنية وأخلاقية وسياسية عميقة، تساوي إن لم تزد على حجم كل الظلم والإجحاف اللذين لحقا بهؤلاء، وبالتالي ليس هناك من حل، حسب ما هو واضح، غير السير قدما في الاجراءات التي يتبعها الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، والتي كانت بدايتها منحهم العلاج والتعليم المجانيين، وإصدار شهادات الميلاد، والوفاة لهم (ربما كنا الدولة الوحيدة التي لا تعترف بمن يولد أو يموت على ارضها)، والاعتراف بعقود الزواج بينهم، وبين غيرهم، وغير ذلك من الخدمات والحقوق الإنسانية الأساسية التي لا يمكن تصور معيشة إنسان بكرامة من غيرها! ويعتبر منح هذه الامتيازات والخدمات لهؤلاء خير دليل على مدى عدم إنسانية الطريقة التي عوملوا بها طوال الفترة السابقة، علما بأن الوضع لم يتغير لمصلحتهم لولا الجهود الخيرة لأطراف عدة! وبالتالي نعتقد ان ليس هناك من سبب يدعو «البدون»، حاليا على الأقل، للتظاهر، بل يجب عليهم العمل بصورة إيجابية أكثر والتعاون مع وزارة الداخلية، من خلال اختيار لجنة تمثلهم للتفاوض مع الجهات المعنية! أما ما يحدث الآن من تظاهر وفوضى واعتصامات وتعطيل وعرقلة لمصالح الناس، واشغال لطاقات وقوى الأمن، فلن يسرع، باعتقادنا، كثيراً في حلحلة أوضاعهم، خاصة أن وزارة الداخلية تعاملت حتى الآن مع المقيمين بصورة غير قانونية بطريقة تتسم بالحكمة، وسمحت لهم بحرية التعبير عن آرائهم وعرض مطالبهم كاملة وايصال صوتهم الى من يعنيه الأمر، ونقصد هنا الحكومة ووزير الداخلية، الذي تبنى مشكورا قضيتهم. كما أعتقد أن بتعاونه مع الجهة المعنية الأخرى سيصل لحلول كثيرة من شأنها رفع مستوى معيشة هؤلاء بيننا ومنح المستحقين منهم، وما أكثرهم، جنسية الدولة!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
شخصيات في الأحداث
وزارة الإعلام التي كانت من الوزارات السيادية المهملة منذ زمن طويل تمر هذه الأيام بعصرها الذهبي بوجود وزيرها الشاب الباسم ووكيلها الشاب الحازم، أمر كهذا يعني في بلدان العالم الأخرى ان الوزارة ستنعم بفترة هدوء وسكينة لسنوات طوال مادامت تدار باقتدار وكفاءة وأمانة.
****
في الكويت وحسب مخطط التدمير والتخريب الذي تطرقنا له في مقالات سابقة، ستتعرض الوزارة عما قريب للهجوم والتهديد والوعيد لصرف مسؤوليها عن مشروعهم الإصلاحي الهادف لتطوير أدائها ومحاربة الفساد في أروقتها والحفاظ على المال العام فيها من الهدر، وما عليكم الا الانتظار قليلا لتعرفوا شخوص المخربين والمغرضين من خلال تهديداتهم الجوفاء والفارغة التي من واجب كل الإعلاميين المخلصين التصدي لها.
****
سطعت شمس الحقيقة بالأمس من القادسية عندما امتلأ مخيم المرشح علي الراشد بالآلاف المؤلفة من محبي الوطن من رجال ونساء، الحالمين بكويت جديدة تقوم على العقل والحكمة والبعد عن التشنج والأزمات السياسية المصطنعة المعرقلة لمسيرة تقدمها، كلمات القاضي والنائب والوزير علي الراشد الذي جمع العلم والخبرة والمعرفة بأعمال السلطات الثلاث، الهادئة والصادقة والقائمة على الحقائق والمستندات والأرقام أذابت كل التخرصات والأكاذيب وبددت كل الاشاعات التي تختلقها الخفافيش القابعة في الكهوف والجحور.
****
معروف ان كثرة مرشحي اي تكتل تعني قوته وثقته بنفسه، اما ترشيح القلة القليلة فيعني الضعف وان الناس قد انصرفوا عن التيار المعني وعليه لماذا لم يقم التيار السلفي الكويتي بالاكثار من مرشحيه وخاصة الشباب منهم لاظهار مثل تلك القوة والمنعة؟ ولماذا لم تضم قوائمه دماء شابة كحال الكابتن عمار العجمي الذي نعرف كفاءته وأمانته واعتداله ووطنيته التي عكسها صموده ومقاومته إبان الغزو الصدامي الغاشم؟!
****
آخر محطة:
(1) لقاء ولا أروع للشيخ السلفي عبدالرحمن عبدالخالق أجرته معه الزميلة «الوطن» حول الشأن المصري امتلأ بمقولات الاعتدال والقبول بالرأي الآخر واشتمل على عدم فرض الحجاب او النقاب على المرأة واقرار وجودها كنائبة ووزيرة وتقديم الوزير الليبرالي والعلماني على الاسلامي ان كان أكفأ منه.. الخ، تساؤلنا المحق هو: لماذا نسمع دائما مقولات وأحكاما وفتاوى شديدة القتامة والرفض للآخر بحق شعبنا المغلوب على أمره من قبل بعض نوابنا وساستنا ومرشحينا؟!
(2) أسس مجلس منطقة اليرموك لجنة «اصلاح ذات البين» برئاسة المختار النشط عبدالعزيز المشاري تشمل حل الخلافات التي تقع بين الزوجين والجيران وشركاء العمل وكل أنواع النزاع بعد ان انتشرت الخلافات بين الكويتيين أكثر من انتشار ذرات الغبار الكثيف أيام «البوارح»، وجميع تلك الخلافات قائمة وبحق على.. لا شيء.
(3) نرجو ان تنشأ في الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة لجان مماثلة حيث أصبحت كلفة تلك الخلافات «الطفولية» بين الكويتيين بالمليارات فكل جهد يعمل يعرقل ويلغى بجهد مماثل في.. الاتجاه المعاكس.
(4) الشكر الجزيل للمهندسين الكفؤين أحمد الصبيح وأسامة الدعيج على عملهما الدؤوب لتذليل العقبات وتسهيل الأمور أمام المراجعين في بلدية الكويت، وأكثر الله من أمثالهما.
الطبيب المعمر
يعتبر الياباني شيجياكاي هينو هارا Shigeaki Hinohara أكبر طبيب معمر في العالم، فقد أنهى دراسته قبل 70 عاما، ولا يزال يمارس المهنة في المستشفى الذي اسسه وسط انقاض مدينة طوكيو بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واطلق عليه اسم «سينت دوك». كما يقوم هينو هارا الى اليوم بالتدريس في الكلية التابعة للمستشفى العالمي، على الرغم من انه اصبح يقارب المائة عمرا!
عندما بلغ هينو هارا الخامسة والسبعين قام بتأليف أول كتبه، وبلغ عددها الآن 150 كتابا، منها «عش طويلا، عش بجودة»، والذي بيع منه اكثر من مليون و200 الف نسخة! وهو يشجع قرّاءه ومرضاه، واتباعه في حركة «المعمرون الجدد»، على اتباع نصائحه، وأسلوب حياته. ويقول إن الطاقة تنبعث من الشعور بالسعادة، وليس من الأكل الجيد والنوم الطويل، وان علينا ان نتذكر جميعاً، عندما كنا صغارا، أننا اثناء لعبنا كنا ننسى تماما الاكل او النوم، وان من الممكن، كبالغين، ان نتبع الامر ذاته الآن، وألا نقيد انفسنا بمواعيد محددة للاكل والنوم! ويقول إن جميع معمري العالم، بصرف النظر عن جنسياتهم او اعراقهم، يمتازون باعتدال وزنهم، وانه لا يتناول غير القهوة وبعض الحليب وملعقة من زيت الزيتون مخلوطة بكأس عصير برتقال صباحا! اما الغداء فيتكون من الحليب وبعض البسكويت، او لا شيء، ان كان مشغولا باداء عمله، وانه غالبا لا يشعر بالجوع عند انشغاله، اما عشاؤه فيتكون من الخضار وقطعة سمك مع الرز، ويتناول 200 غرام من اللحم الصافي مرتين اسبوعيا. ويقول إن من الافضل ان نخطط ليومنا مقدما، وان نحتفظ بجدول اعمالنا. وجدوله مزدحم حتى عام 2014 بمحاضرات وعمل مكثف في المستشفى، وانه يخطط للاستمتاع ببعض الترفيه في 2016، ومنها حضور دورة الألعاب الاولمبية في طوكيو. ولا يعتقد هينو هارا ان على الانسان عدم التقاعد عن العمل، وإن لا بد فيجب ان يكون متأخرا جدا، وان سن 65 للتقاعد، الذي وضع قبل نصف قرن، لا يصلح لانسان اليوم الذي اصبح يعمر اكثر، فمعمرو اليابان فقط يزيدون على 36 الفا، وغالبيتهم تجاوز المائة، ومتوسط العمر فيها وصل الى 86 عاما للنساء و80 للرجال.
ومن المتوقع ان يصل عدد من تجاوز المائة عام 50 ألفا بعد 20 عاما، وقال ان من الضروري ان نشارك الآخرين في ما نعرف، ولذلك فهو يلقي سنويا اكثر من 150 محاضرة، ويعتقد ان علينا حمل اغراضنا، بدلا من تكليف الآخرين بها، وان نستخدم الدرج، بدلا من المصعد، فهذا يحسن من صحتنا. ويقول إن الألم امره غريب، وليس من طريقة للتخلص منه سوى بنسيانه عن طريق اللعب، فلو اشتكى طفل من ألم في سنه مثلا فليس هناك شيء افضل من اللعب معه لينسى. وقال إن من المهم ان يكون في حياتنا مثل أعلى، فقد كان والده الذي انهى دراسة الطب في اميركا عام 1900 مثله الأعلى، ومنه تعلم الكثير، من ذلك الإيمان بأننا يجب ان نعطي المجتمع اقصى ما نستطيع، ولذا هو يعمل كطبيب متطوع منذ ان كان في الــ65 من عمره، ولا يزال يعمل 18 ساعة اسبوعياً من دون مقابل، ويستمتع بكل دقيقة من ذلك.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
من خِشته تعرف وجهته
اللهم ارزق ذلك المراهق الفوّال (يعمل صبيّاً عند بائع الفول) المصري البسيط، الذي تساءل مذهولاً: “معقولة… كل حاجة عاوزها حألاقيها في الجنة؟”، فقيل له: “طبعاً كل حاجة… قل كده أنت عاوز ايه من ربك في الجنة؟”، فأجاب كمن يحلم بتحقيق الخيال: “عاوز محل تمليك ع الناصية في الجنة وقدرة فول كبيرة أوي، وأبقى أنا المعلم، والمسلمين كلهم واقفين على باب المحل طوابير طوابير” ثم رفع يديه باستجداء العبد لربه: “ياااا رب”. ويوقفني أحد البسطاء، محدودي التعليم، في السوق ليقنعني بضرورة نجاح نواب المعاملات مهما قبضوا من أموال أو رِشا (جمع رشوة): “أنا معك في وجوب نجاح نواب المعارضة في الانتخابات، لكنني أيضاً أتمنى نجاح من يخدمني وينجز معاملاتي” ويكمل حديثه بكل ما أوتي من جدية: “رئيس القسم في مقر عملي يكرهني (يدوّر علي الزلة)، وأريد مَن ينقلني من القسم، وأحتاج إلى نائب يقوم بهذا الأمر! ستقول لي إنه نائب حرامي؟ وليكن، ألف مليون عافية على قلبه إذا كان يسرق ويخدمنا… أنا في حاجة إلى نوعين من النواب، نائب يعضّ أنف الحكومة إذا لعبت بذيلها (هكذا وصف المشهد) ونائب ينقلني من وظيفتي وينقل غيري من وظيفته إذا ضايقنا رؤساء الأقسام”. أشباه صاحبنا هذا وأشباه صاحبنا الفوال من البسطاء أكثر مما نتخيل، أعدادهم تخوّلهم ترجيح كفة نائب وأكثر من نواب “حاضر عمي”. وقد قرأت عن قائد عسكري برتغالي في العصور الوسطى، كان ينتقي خيرة جنوده من خلال أشكالهم وطريقة أكلهم وجلوسهم ومشيهم. كان يمعن النظر في وجه الجندي لفترة معينة، ثم ينظر إلى طريقة أكله، وكيف يضحك، وكيف يمشي، وكيف يجلس، ووو، ثم يقرر ضم هذا العسكري إلى الكتيبة او رفضه… وأزعم أنني أستطيع أن أحكم على الموقف السياسي للشخص من خلال معرفة سيرته الشخصية، ومن خلال شكله وطريقة لبسه ومشيته وكلامه وضحكاته، وأظن أن أحكامي هذه ستنجح بنسبة كبيرة. وكنت أتفرج في التلفزيون على ندوة أحد المرشحين من النواب السابقين، وهو كبير الخبثاء الذي علمهم النهب والهبش، وكنت أضع الصوت على خاصية “ميوت”، الصامت، وأنتظر تجوال الكاميرا على وجوه الحضور، وجالت الكاميرا عليهم فشاهدت نوعين من البشر، نوعٌ تسيطر عليه روح العبودية والخنوع، ونوعٌ آخر عينه اليمنى على ساعة يده واليسرى على مشاريع الحكومة وأموالها العامة، يريد أن ينهب بأقصى سرعة. وأجزم أنني لو وقفت على باب إحدى اللجان الانتخابية، لاستطعت تحديد الفائزين في هذه اللجنة من خلال وجوه الناخبين… فالخبيث واضح، شديد الوضوح، والرخمة أكثر منه وضوحاً، والشهم تبدو على وجهه دلائل الشهامة، والصدوق كذلك، والكذوب، واللص، والساذج، ووو… ومن خلال معرفة شخصية الناخب، يمكننا معرفة اختياره، فلا يمكن للشهم أن ينتخب لصاً، ولا يمكن للرخمة أن ينتخب حراً إلا ما ندر، ولن أصدّق من يقسم لي إن “موضي علف” سينتخب حسن جوهر أو أحمد السعدون أو مشاري العصيمي أو عبد الله الأحمد أو أياً من أحرار الكويت. لن أصدق. هي هكذا… من خشّته * تعرف وجهته. * * * • الخشّة: المحيا أو الوجه.
وسعوا صدوركم
منذ الأسبوع الفائت والصحافة تردد كل يوم تقريباً تهديدات وزارة الداخلية للبدون بأنها لن تسمح لهم بالمزيد من المظاهرات والتجمعات، وأن تجمعهم (البدون) في تيماء في الجمعة الماضية كان “العشاء الأخير”، فالوزارة يبدو أنه قد نفد صبرها من تلك التجمعات، ولم تعد تتحمل المزيد وكأنها في كل تجمع للبدون كانت تفرش لهم الورود وتبسط لهم السجاد الأحمر، ولم تكن تلاحقهم بعصي وهراوات القوات الخاصة في حواري مساكن البؤس لجماعات البدون. وزير الداخلية بدوره قدم وعوداً وتعهدات شخصية لحل أوضاع البدون، ولا أحد يذكر أن وزيراً قبل الشيخ أحمد الحمود قدم مثل تلك الوعود بتجنيس المستحقين لها من إحصاء ٦٥ وأبناء الكويتيات من المطلقات والأرامل، ومن خدموا في السلك العسكري… إلخ، وهذه نقطة يجب أن تحسب في ميزان الوزير، إلا أن الكثير من البدون -ولهم عذرهم– تتملكهم مشاعر اليأس من مثل تلك الوعود، فهم يرون أن الدولة وعدتهم بالكثير في السابق، ولم يتحقق الكثير من وعودها في الحصول على الجنسية لمن يستحق، ولا بتوفير الحد الأدنى من المساواة في المعاملة الإنسانية مع إخوانهم الكويتيين، فأكثر ما تم تحقيقه لهم هو مجرد تأكيدات الجهاز “المركزي” لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية، بتوفير شهادات الميلاد والوفاة والعلاج الطبي ومنح دراسية في المدارس الخاصة لبعضهم تكفل بها بيت الزكاة وبيوت الخير…! ولابد هنا من وقفة صغيرة تظهر حجم اليأس من صدقات الدولة لهم، فقد ذكرت جريدة الراي قبل فترة عن أحد البدون الذي ذهب للعلاج في أحد المستشفيات الحكومية، فتم رفض علاجه – حسب خبر الراي – بالرغم من أنه قدم جواز سفره الكويتي، لكن إدارة المستشفى لم تعترف به، فما كان من ذلك البائس إلا أن مزق جواز سفره أمام “سلطات” المستشفى، عندها تم إبلاغ الشرطة واقتيد المريض “البدون” إلى سجون أمن الدولة، ربما لاستكمال علاجه في غرفها المظلمة…! تلك كانت حكاية محزنة تخبرنا عن الكم الكبير لحالة الإحباط النفسي لفئات البدون، وتظهر أزمة الثقة الكبيرة بين السلطة والبدون، وأزمة البدون الأكبر أن متنعمي الجنسية الكويتية لا يشاركونهم همهم، وقلة من يكترث لهم من أصحاب الأقلام ومدعي الحريات حسب الوصفات الكويتية، والمطلوب الآن أن يتسع صدر السلطة بعض الشيء، فلن يهتز أمن الدولة ولن تزلزل أركانها إن خرج بعض البائسين غداً للتعبير عن بؤسهم، فقليلاً من “وساعة الصدر” يا وزارة الداخلية.
عندما مات الحبيب *
عاجل الموت «سوامي» وهو شاب، وجلست زوجته وابنه ووالداه حوله يبكونه بحرقة، فقد كان معيلهم الوحيد، زارهم «مهاراج جي»، حكيم القرية، ليعزيهم بولدهم، فتشبثوا بتلابيب ثوبه وهم في حزن شديد، الدموع تنهمر من مآقيهم، يستعطفونه كي يعيد الحياة لحبيبهم ووالدهم ومعيلهم وفلذة كبدهم، الذي مات قبل يومه بكثير، فما الذي سيحدث الآن لابنه وزوجته ووالديه، بعد ان أصبحوا محرومين من كل شيء، فقد كان نعم الزوج والسند وعماد الأسرة الوحيد، وانهم جميعا يشعرون باليأس والعجز التام في غيابه، فهم لا شيء، لا شيء ابداً من غيره! وعندما لم تجد محاولات «مهاراج جي» في مواساتهم والتقليل من حزنهم، وتصبيرهم على بلواهم، بعد تزايد بكاء الجميع ومطالباتهم اياه باعادة «سوامي» الى الحياة، نهض الحكيم من مكانه وطلب قدحاً من الماء، ثم وضعه بجانب الجثة الهامدة وقال لهم إن على كل من يرد عودة «سوامي» للحياة شرب قدح الماء، وسيموت عوضاً عنه! هنا بانت علامات الاستنكار على وجوههم فقال لهم: ألم تقولوا إنه كان حبيب الجميع ومعيلكم الوحيد وان حياتكم أصبحت مستحيلة من غيره، فلم لا يموت أحدكم، وانتم جميعاً بلا نفع بعضكم لبعض من دونه؟ لم لا يضحي أحدكم بنفسه لتستفيد البقية من عودة «سوامي» للحياة؟ تعالي أيتها الزوجة ألم تقولي إنه كان الوحيد الذي يضع الخير على الطاولة، لماذا لا تستبدلين جسده بجسدك؟ فقالت الزوجة ان لديها ابنا صغيراً بحاجة إليها، ويجب ان تعيش من أجله! وعندما وجه الحكيم نظراته للاب تردد هذا وقال ان لديه زوجة مريضة تعتمد عليه، وان مات فمن سيعتني بها، وهنا حول «مهاراج جي» نظراته للأم فقالت هذه ان ابنتها ستأتي لتلد عندها بعد أيام وليس هناك من يعتني بها، وهي بحاجة اليها، هنا نظر الحكيم للطفل وقال له: أيها الصبي ألا تريد ان تضحي بحياتك لكي يعود والدك إلى الحياة ويعيل أمك وجدك وجدتك، ويحميهم من المرض والجوع؟ وقبل ان ينطق الصبي بكلمة ضمته امه الى صدرها قائلة: هل انت مجنون؟ انه طفلي الوحيد ولا يمكن ان أعيش من دونه، وهو لم يعش حياته بعد! وهنا ابتسم «مهاراج جي» وقال من الواضح ان هناك حاجة لبقائكم جميعاً على قيد الحياة، والوحيد الذي لم يكن له غرض في هذه الدنيا قد أخذه الموت منكم! والآن لنكمل اجراءات دفنه فقد تأخر الوقت كثيراً!
ولو تمعنا في هذه القصة الرمزية، لوجدنا ان الحب يبقى طالما بقيت الحياة، أما بعد ذلك فلا تبقى إلا ذكريات الأوقات الجميلة! والحياة ستستمر بنا أو بغيرنا، ببكاء ونواح ولطم، أو بابتسامة وسعادة ومرح، فلم نختار الأسوأ ونترك الأفضل والأجمل؟
* قصة من التراث الهندي
أحمد الصراف
الخطة الحقيقية لتدمير الكويت (4)
وضمن مخطط تدمير الكويت يتم وضع الشروط التعجيزية أمام مشروع الوحدة الخليجية الذي طالب به الحكماء من قادة دولنا الخليجية كوسيلة لحفظ كينونتنا فما فائدة أعمال التنمية إذا لم نستطع الدفاع عنها عبر توحدنا كخليجيين؟! إن هناك من يهدف بخبث شديد لفرض النموذج السياسي الكويتي الذي قام بتخريبه على الآخرين كي يتم نقل فيروس المرض القاتل من بلدنا إلى بلدان الأحبة في الخليج كي تعم الفوضى والغوغائية والتخلف والتشرذم والتخندق الفئوي والطائفي على بلدانهم التي تشتهر بالإنماء والشفافية والمستقبل الباهر.
****
وفي وقت تتصاعد فيه مطالب الشعوب الغربية بتخفيض الضرائب وفي وقت يمر فيه مشروع كويت المركز المالي البديل الوحيد للنفط الناضب ومتغير الأسعار بمرتكزين أساسيين هما: عدم وجود ضرائب، ووجود شركة طيران حكومية عملاقة تنقل السائحين والمستثمرين من مشارق الأرض ومغاربها الى بلدنا كحال السنغافورية والإماراتية والقطرية والاتحاد وجميعها شركات طيران حكومية، وجدنا ان مخطط التخريب والتدمير قد بدأ بـ «الكويتية»، حيث رفع أصحاب الأنياب المسمومة قميص عثمان المسمى بـ «خصخصتها» فألغوا خطة تحديث أسطولها وفتحوا الباب واسعا لتحويل فنييها وموظفيها المنتجين من طيارين ومهندسين وموظفي حركة وغيرهم الى موظفين خاملين في الجهاز الإداري المترهل للدولة، وقد آن الأوان لمخططهم لاستكمال تدمير مشروع كويت المركز المالي عبر الدعوة لفرض الضرائب على المواطنين والمقيمين كي تتحول الكويت الى أطلال خاوية فمن سيستثمر في دولة تفرض الضرائب وسط جيران لا ضرائب عندهم؟! الإجابة واضحة.
****
وقد دمرت دولة كبرى كالاتحاد السوفييتي بطريقة سهلة وفاعلة جدا تنخر في جسد الدول كما ينخر الايدز في جسد الإنسان، والمنهاج ببساطة هو إبعاد الأكفاء والأمناء من المسؤولين ممن تنطبق عليهم مقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب» عبر استهدافهم بالاستجوابات الكيدية المتتالية والتصريحات الجارحة وما ان يملوا ويرحلوا ويحل محلهم غير الأكفاء وغير الأمناء حتى يصمت المخربون عنهم وتتوقف الاستجوابات والتهم بل ويتم الثناء عليهم وهو ما يظهر ان هذا هو المطلوب تماما كي تتخلف الدولة وتنهار كما انهارت دولة كبرى كالاتحاد السوفييتي.
****
وثروة الأمم في المنتجين من أبنائها من شباب وشابات، وواضح ان خروج الشباب للشوارع سواء في مصر أو لبنان أو الكويت لا ينتج عنه عملية انمائية أو انتاجية قط ولا يدر على الدولة فلسا أحمر ولا يساعد على تنمية القدرات الذاتية وتطويرها ومثل ذلك تشجيع النقابات والعاملين في أجهزة الدولة على الاضرابات المتتالية عبر التواجد معهم وشد أزرهم ورفض أي حلول وسط لمطالبهم، وكلا الأمرين أي النزول للشوارع والاضرابات يساهمان بشكل واضح وجلي في طرد المستثمرين والسائحين، فمن يريد ان يستثمر في بلدان الفوضى والأزمات والاضرابات والنزول للشوارع مرة أخرى؟! انظروا لمسار بعض المرشحين في الماضي وتهديداتهم هذه الأيام بالعودة للفوضى ومسار تخريب حاضر ومستقبل الكويت واعلموا انهم يعلمون تماما ما يفعلون وانهم في مخططهم سائرون ما لم نوقفهم في اليوم الكبير يوم 2/2/2012 والرهان على ذكاء الناخبين وحكمتهم.
****
آخر محطة: إن أعجبتك سلسلة المقالات أو وجدت فيها ما يدعو للتوقف عن المسار السابق والتفكر في حاضر الكويت ومستقبلها فما عليك إلا الاحتفاظ بها والعودة لها يوم 2/2 لمساعدتك على اختيار المرشح الذي يهدف الى تعمير الكويت لا الذي يستهدف تدميرها والفارق بينهم واضح وبيّن.
التركة السيئة
كتب لي صديقي فؤاد يقول إنه أصيب في الفترة الأخيرة بعارضين صحيين خطيرين، تسببا في تعرضه لآلام مبرحة، اشتكى في الأول من صعوبات شديدة في التنفس، وفي الثاني فقد القدرة على السير حتى لمسافة قصيرة، بسبب آلام مبرحة في قدميه! وقال ان التشخيص «الدقيق» بيّن أن صعوبة التنفس ناتجة عن سنوات التدخين الطويلة، وهنا وصف له «الاخصائي» دواء للرئة! أما تورم قدميه فقط شخصه اخصائي آخر بأنه نقرس! وقبل أن يكتشف فؤاد خطأ التشخيصين كان قد تناول كميات كبيرة من الأدوية، ذات الأعراض الجانبية السيئة وغير الضرورية اصلا، وعانى من استمرار الآلام وصعوبة التنفس لشهرين آخرين، ولولا الصدفة التي قادت طبيبا معروفا سأله عن سبب ضيق تنفسه، بعد أن شاهده يلهث على درج أحد المستشفيات، وطلبه القيام بفحص شرايين قلبه فورا، لبقي فؤاد حتى الآن يعالج رئته «الصالحة» بأدوية لا لزوم لها! تجربته مع التشخيص الخاطئ دفعته لمراجعة اخصائي آخر لفحص آلام قدميه، التي استمرت بالرغم من كميات الأدوية التي تناولها على مدى أسابيع، وهنا أيضا تبيّن خطأ التشخيص، انه لا يشكو من النقرس، بل يعاني من مشاكل في أعصاب القدم! لم يصدق صاحبنا ما سمع فحمل تقاريره وسافر الى أميركا، وفي مستشفى جامعة «هارفارد» أكدوا له صحة التشخيصين الجديدين، وكانت تلك نهاية معاناته وآلامه! وهنا يقول ما كان ليتعرض لكل تلك الآلام والمعاناة وتناول كل تلك الأدوية لو كانت الوزارة تتبع نظام «الرأي الطبي الثاني» Second Opinion، وخاصة في حالة الأمراض الخطيرة والمستعصية. كما ينصح حتى بعدم الأخذ بالرأي الثاني إن لم يتفق مع الأول، واللجوء الى رأي ثالث، حتى يتطابق رأيان منهما، وأن عدد الحالات التي حدثت بها تشخيصات خاطئة لا تعد ولا تحصى. ويضيف أن وزارة الصحة تعاني من مشاكل ضخمة ليس من السهل على أي وزير، ولو كان بمكانة د. هلال الساير، حلها، فالموضوع يحتاج ليس فقط الى قدرات من يماثله قوة، بل والى الدعم السياسي والوقت الكافي! وحيث ان هذه يصعب تحقيقها في ظل الاضطراب السياسي الذي تعيشه البلاد، فالحل هو في اعتماد خطة الإصلاح من قبل مجلس الوزراء، وتكليف وكيل مساعد بتنفيذها، بعد منحه صلاحيات كاملة، تمنع أي وزير صحة أو وكيل من التدخل في صلاحياته!
وفي الختام نقول ان الخطة الحكيمة التي بدأ د. الساير بتطبيقها في إصلاح وضع مستشفياتنا المترهل، عن طريق ربطها ببروتوكولات تعاون طبي وتقني مع مستشفيات عالمية، بعيدا عن السياسة والمصالح الشخصية، معرضة لخطر الإلغاء! لاحتمال عدم عودة د. هلال للوزارة، ومن سيأتي بعده ربما لن يكمل السير في خطة سلفه الإصلاحية، وسنعود حينها الى نقطة الصفر! وحتى ذلك الوقت دعونا نضع أيدينا على قلوبنا، ونطالب بالرأي الثاني والثالث، قبل ان نغز إبرة في أجسادنا الطاهرة.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
د. الخطيب والنفيسي… فاحت الجلود
هكذا هي الأمور، وهكذا يفعل الرموز وقادة المجتمعات… فعندما أعلن المرشح محمد بو شهري حضور الدكتور أحمد الخطيب ندوته الافتتاحية، ضبطنا توقيت ساعاتنا. ويا للصدف، تزامن الحضور الكبير للدكتور أحمد الخطيب مع حضور كبير آخر للدكتور عبد الله النفيسي في ندوة المرشح الحميدي السبيعي. وفرَدَ النسران أجنحتهما الضخمة، وأمسكا بمخالبهما الحكومة السابقة بنوابها وطبّاليها وعملائها المزدوجين، وارتفعا بها في حالق شاهق، وارتفعا وارتفعا وارتفعا حتى غابا عن الأعين، ثم أفلتاها– الحكومة السابقة -فهَوَت على صخور الوادي، فتمزقت أشلاؤها، وإلى حيث ألقت رحلها… وإذا كان مضمون حديث النفيسي معروفاً للمارة وعابري السبيل، فإن دقات قلوب الكويتيين – وأولهم أعضاء “التيار الوطني”، أو بعضهم، وبعض قواعدهم، الذين يدّعون انتسابهم إليه – تسمعها من على بعد فرسخين وأكثر، قبل أن يتحدث الخطيب، خوفاً من أن يستخدم “ميسم الكيّ” فيحرقهم… وقد استخدمه، ففاحت رائحة الجلود. وكنا – نحن المعارضين نوّابا وكتابا وآخرين – نصرخ قبل أن يحلّق الخطيب: “العاصفة ستقتلعنا جميعاً”، فيرد علينا بعض “الوطنيين” وهم يجلسون على الأرائك وريش النعام: “لن نقاوم معكم العاصفة لأن تسريحة شعر بعضكم لا تروق لنا”، فنصرخ: “يجب أن تتوحد الألوان وتتحد الأيدي”، فيأتينا ردهم: “أشكالكم لا تعجبنا، غوغائيون… ثم إن العاصفة مفيدة للصحة”! يقولون ذلك وضحكاتهم تطغى على كلماتهم، قبل أن يدّعوا أمامنا وأمام قواعدهم، زوراً، أنهم “أبناء المؤسسين” والمتحدثون باسمهم، وقبل أن يوجهوا سهامهم إلى المعارضة… عندذاك أدركنا “ايش في جوف الصرة”، فبلعنا ريق الغضب وهززنا رؤوسنا وغادرنا ونحن نرفع سبابة التهديد في وجوههم: “المؤسسون لا يجلسون على الأرائك في المواقف الحاسمة، بل يزاحموننا في ساحات الغضب، ولا يسمحون للعاصفة باقتلاع الخيمة… لكننا على أية حال سنردها إليكم في الأفراح والليالي الملاح، والأيام دول”. فانهمرت سحابة شتائمهم علينا، وراحوا يرجموننا بالحجارة، ويتهموننا بما فيهم كي يُبعدوا التهم عنهم: “أنتم غوغائيون، اسطبلاويون، شوارعيون، اقتحاميون، مدفوعون من الخارج… لقد جئتم شيئاً فريّاً”، كما في وصف القرآن الكريم… وتطابقت أقوالهم مع أقوال القراصنة، ويا للصدف. وهنا، وفي لحظات كهذه، جاء أحد المؤسسين الذي يدّعون الانتساب إليه، د. أحمد الخطيب، وخطب الخطيب، فحلّت الطامة على رؤوس المزوّرين، ووقعت الصخرة على أكبادهم، عندما أعلن أن الداء في الحكومة ونوابها لا في المعارضة، فصمتت الألسن، وانخلس المزورون من بين الجموع تحت رداء الليل يمشون على أطراف أصابعهم خشية أن ترصدهم الأعين. وكنت ومجموعة من الأصدقاء نتلقط الأخبار، وكانت قوافل الركبان تنقل إلينا ما يقوله النسران، الخطيب والنفيسي، وكنت أقول للندماء: “الكارثة ستحل… النفيسي والخطيب سيسفكان دماء المتلونين المزورين”، فعلّق أحد الندماء: “الخطيب سيجامل أنصاره، نحن في أيام انتخابات”، فاعترضتُ: “أنت تشتم التاريخ، ولا تُنزل الرجال منازلهم، فالمعادن الأصيلة لا تصدأ، وستنبئك الرسل بما فعل الخطيب”، وجاءت الرسل تنقل إلينا الأخبار، فعلّق نديمي: “فعلاً، المعادن الأصيلة لا تصدأ، والكبار لا يتضاءلون”.