اتصل صديق ليخبرني بأن الصور التي نشرتها القبس في عدد امس الاول لاعضاء البرلمان المصري، وهم بعمائمهم ولحاهم الكثة والغريبة الاشكال والالوان، ادخلت الحزن الشديد على قلبه! أمّا الصور التي بيّنت بعضهم وهم نيام، او في غفوة من الزمن، فقد جعلته يشعر بالرعب من المصير الاسود الذي ينتظر مصر تحت حكم هؤلاء الذين «اخذهم» النوم في يوم قد يكون الاهم في حياة غالبيتهم، فكيف ستكون حالهم، وحال وطنهم، في جلسات البرلمان العادية واجتماعات لجانه المهمة؟!
هونت عليه، وقلت له هذه هي الديموقراطية، وهذا ما افرزته صناديق الاقتراع، وما علينا غير الانتظار لنرى ما ستتمخض عنه عقول هؤلاء، وليس اشكالهم! فقد ادخلنا اصحاب لهم في سبات لاكثر من الف عام، ولا بأس من انتظار نهاية هذا السبات، او «البيات السياسي» لبضع سنين اخرى، فالاحزاب الاسلامية، التي «تمكنت» من غالبية مقاعد البرلمان المصري، تكره بعضها البعض اكثر من كراهيتها للاحزاب الليبرالية او العلمانية الاخرى، وهي ان لم تلجأ للانقلاب على الدستور، لتتشبث بالحكم، فإن نهايتها ستكون معروفة، فكل قانون سيعرض على البرلمان سيكون خاضعا لتفسيرات دينية عدة وتوجهات ورغبات فردية متخلفة، وما اكثر توجهاتهم وتفرق آرائهم! وبالتالي لا خوف من وقوع مصر في قبضة هؤلاء، فليس بإمكانهم، بكل ما يملكوه من خبث وذكاء وقدرة وفهم وسياسة وحنكة، حل اي من مشاكل مصر الاسكانية والاقتصادية والبيئية ومحاربة الفساد والتعايش مع اتفاقية السلام مع اسرائيل، وابقاء الاوضاع السياحية، مصدر الدخل الاكبر، على حالها، فاهتماماتهم ستنحصر في اللحية والحجاب والنقاب ولفة الراس والفرج والمرج! وفشلهم سيكون على ايدي من اتى بهم بعد ان ييأس منهم، ونهايتهم واضحة للعيان، فمنذ 80 عاما وهم بانتظار تسلم الحكم، ومع هذا لم يتمكنوا طوال هذه الفترة من تقديم برنامج حكم واضح، فعقلية «اهل الكهف» لا يمكن ان تنجح في حكم مصر وادارتها باقتدار في ظل الكم الهائل من المشاكل التي تواجهها، ليس اقلها عدم الاعتراف بحقوق الاقليات، وهو الامر الذي يعني عدم اعتراف بأي شيء يسمى «حقوق الانسان»، ومن هنا ستكون البداية لنهايتهم، مرة والى الابد!
أحمد الصراف