يوصف جي غرينبرغ بأنه واحد من أذكى الأشخاص الذين عرفتهم البشرية في السنوات الـ 200 الأخيرة، فقد وضع حتى الآن خمس سيمفونيات كاملة، وهو لم يتجاوز 12 من عمره. يقول جي عن نفسه إن الموسيقى تملأ رأسه، ويتخلص من إلحاحها بكتابتها، وهو لا يعرف كيف يعمل عقله ومن أين يأتيه الإلهام، ولكنه يعرف أن المقطوعة تأتيه كاملة، وكأن أوركسترا تعزفها في عقله! ويعتقد أحد خبراء الموسيقى بأن جي لا يقل في عبقريته عن مندلسون وموزارت.
نشأ جي في اسرة عادية لا علاقة لها بالموسيقى، ولا تعرف عنها شيئاً. وتقول أمه انه بدأ، وهو في الثانية من العمر، بكتابة نوتات موسيقية، وكان يرسم آلاتها، ويطلب من امه شراءها له، وعندما أخذته إلى متجر الآلات الموسيقية أمسك بآلة «شيللو»، وبدأ العزف عليها بطريقة متقنة، بالرغم من أنه لم يشاهد ما يماثلها اصلا. وفي سن الثالثة بدأ جي بكتابة مقطوعات موسيقية، وكان الوحي يأتيه في أي مكان أو أي لحظة! موهبته، والذي لم يتجاوز العاشرة، دفعت ولاية نيويورك للصرف على دراسته من خلال منحة، وكان يحضر فصول الموسيقى مع من يكبروه بعشر سنوات، وقريبا سيسمع العالم أكثر عن هذا الصبي الموهوب الذي لا يتردد العظماء وكبار رجال الدولة في الوقوف له والتصفيق بحرارة لموهبته العظيمة. ولو كان جي غرينبرغ كويتيا لما تردد أهله في عرضه على الدجالين ومفسري الأوهام، لإخراج شيطان الموسيقى منه، أو ربما كانوا سيلجأون لكيّه، أو حتى عرضه على مشعوذ يقوم بضربه لإخراج الجن منه، وسيموت تحت الضرب، كما حصل مع مشعوذ شهير تسبب ضربه لمريض بوفاة المسكين تحت يده، ولكن الدجال نفذ من عقوبة السجن التي صدرت بحقه، بفضل وقوف «سلفه وتلفه» وراءه وامامه، وربما على جانبيه.
وبهذه المناسبة أخبرني صديق بأنه تسلم من مدرسة ابنته رسالة تطلب منه التوقيع عليها، بما يفيد موافقته على تدريسها الموسيقى! عاشت التربية وعاش المليفي وزيرا أبديا لها، وعاش التخلف، ومات كل من عارض ذلك، وبالامكان الاستماع للمعجزة جي، من خلال الرابط: http://wimp.com/musicprodigy
أحمد الصراف