كان بشار بن برد شاعرا فحلا من شعراء الدولة العباسية ابتلي بالعمى منذ الصغر وكان الجميع من خلفاء وشعراء يجله ويحترمه لما في شعره من قوة وجزالة وحكمة إلا أنه كان في الوقت ذاته يدفع الدية لشاعر نكرة يدعى «ابو الشمقمق» وذات مرة سأله بشار عما سيفعله إذا لم يدفع فأجاب سأعطي الأطفال النقود وأجعلهم يركضون خلفك صائحين «هليله، هليله، بشار بن برد تيس أعمى في السفينة» فدفع له بشار على الفور.
فلا أخطر من مخاصمة الحاقد الحاسد وبذيء اللسان وهو أمر شبيه بالحكمة الكويتية التي تطلب البعد عن الجاهل والصغير و.. وخشبة الفحم!
***
نتذكر حكاية «أبو الشمقمق» بعد ان تعرض البعض للنائب والوزير والقاضي والمحامي الفاضل علي الراشد بألفاظ مخجلة تصيب من أطلقها لا من وجهت له، فلله درك يا أبا فيصل من رجل وطني شهم شجاع يفخر بك كل من يعرف فزعتك ونخوتك مع كل من يقصدك في وقت غابت فيه النخوة وساد الغدر وتآمر الليل على تصرفات بعض ناقديك والرهان الآن على وعي وفطنة الناخبين ممن لن يخدعوا بعد اليوم بمن ينحر مستقبل بلدهم بدم بارد ويطلب منهم انتخابه!
***
السفراء «عبدالعزيز البابطين» رجل ثقافة وخير وكرم للفقراء والمحتاجين ولا يعاديه إلا حاقد أو حاسد أو متآمر يغيظه ما يعمله بوسعود لأجل رفعة شأن بلده وسمعة مواطنيه، ثروة البابطين معروفة من تجارته، وثروة بعض خصومه التي تفوق ـ للمعلومة ـ ثروته لا يعرف أحد مصدرها، كرم وأعمال خير البابطين معروفة ويتحدث بها الركبان، وبخل وحقد وحسد بعض منتقديه يتحدث بها الركبان كذلك، في ديوان البابطين لا تراه إلا هاشا باشا مبتسما في وجه ضيوفه وفي ديوان بعض منتقديه لا ترى إلا الحقد والحسد والتآمر والغضب الدائم، فهل يمكن لأي مواطن كويتي محب لبلده أن يكون محايدا بين الحالتين؟!
***
الكويت بلد صحراوي شديد الحرارة صيفا والبرودة شتاء لذا لا يجد المواطنون والمقيمون إلا اللجوء للأسواق المغلقة الجميلة التي أقيمت على نظام «B.O.T» لتمضية الوقت في الشراء والتمشي أو تناول الوجبات أو الدخول لدور السينما، وكلما تمشيت أو زرت وغيري تلك الأسواق رفعنا أيدينا بالدعاء بالخير والتوفيق لمن أنشأها ودعونا في الوقت ذاته على من أوقفها بمقولة شمقمقية بذيئة هي «بوق ولا تخاف» مما جعل المليارات والأفكار الكويتية ترحل.. لتعمر دول الآخرين!
***
آخر محطة: لم يكتف البعض بتدمير نظام «B.O.T» في الكويت بل أضاف إليه الآتي:
1 ـ أزمات سياسية متلاحقة «طفشت» المستثمرين والسائحين وقبلهم.. المواطنين.
2 ـ أوقف بتشريعاته عمل الشركات المساهمة الخاصة بتوفير السكن المناسب للشباب كما هو الحال في العالم أجمع حيث كانت الشركات الخاصة تشتري المساحات الشاسعة من الأراضي ثم تبنيها بشكل جماعي مما يخفض الكلفة بشكل كبير ثم تبيعها بالأقساط الميسرة لـ 25 ـ 30 عاما، وقد بيعت فلل في منطقتنا اليرموك مطلة على الدائري الخامس وبارتداد كبير وعلى شارعين قبل سنوات قليلة بـ 170 ألف دينار، وإصدار تشريعات أوقفت عمل الشركات والتقسيط لأكثر من 15 عاما تسبب في ارتفاع جنوني للأسعار وحرمان الشباب من الحصول على السكن المناسب بالسعر المناسب.
3 ـ مع حدوث الأزمة العالمية تسبب البعض في إيقاف مساعدة الشركات المساهمة التي يملكها مئات آلاف الكويتيين من قبل الحكومة كما جرى في جميع دول العالم الأخرى مما تسبب في إفلاس وإيقاف تداول العشرات منها وتسريح الآلاف من الشباب الكويتي الذين يطلب منهم هذه الأيام التصويت لمن عمل على خراب بيوتهم وتدمير مستقبلهم.. والرهان على حكمة الشباب وحسن اختيارهم.