احمد الصراف

عيون العصر الحديث

حظيت مرتين بالاستماع الى حديث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس وتش «منظمة مراقبة حقوق الانسان»، الذي زار الكويت أخيراً واثنى على سجلها الحافل في ما يتعلق بحقوق الانسان، ولكن فقط مقارنة بسجل حقوق الانسان في الدول المجاورة! ولم يخف ذلك الرجل المتواضع والبسيط الذي تخاف الكثير من الحكومات المستبدة والدكتاتورية تقاريره عن جرائمها، لم يخف شعوره بالقلق على حقوق المرأة في الكويت، ووضع العمالة الاجنبية، وبالذات خدم المنازل، واوضاع «البدون». وحث الحكومة والسلطات العليا على الاسراع في تنفيذ مختلف وعودها المتعلقة بتحسين ظروف هذه الفئات. ومن المتوقع ان تظهر نتائج زيارة المنظمة للكويت في تقريرها المقبل، فسجلنا الانساني يحتاج للشيء الكثير ليصبح ولو قريبا مما هو مطلوب، فع.للنا كبيرة، مقارنة بالدول المتقدمة في مجال حقوق الانسان، على الرغم من اننا اكثر ضجة في ما يتعلق بدور الدين في تكريس هذه الحقوق. واعتقد شخصيا ان العائق الاكبر امام تقدم حقوق الانسان في الكويت يكمن في الجهات المتزمتة دينيا التي تعارض مثلا منح المرأة حقوقها الانسانية في حالات الطلاق والحضانة والنفقة، بحجة ان الشرع يعارض ذلك، وبالتالي لم يكن مستغربا، بل ومستهجنا غياب «الملتحين الدينيين» عن لقاءات وحفلات منظمة «هيومن رايتس وتش»، وغني عن القول انهم لا يكتفون بذلك بل عملوا على عرقلة جهودها، وهناك امثلة على ذلك، والمؤسف ان سياسات الحكومة في هذا الصدد متراخية بعض الشيء، فالمناهج الدراسية، كمثال، التي سيطر المتأسلمون عليها لعقود، لا تتطرق لقضايا حقوق الانسان، وطريقة التعامل مع العاملين معنا في البيت، الذين يستحيل تصور بقاء اسرة كويتية من دون تفكك من غيرهم!
شكراً لكل الجهات التي ساهمت في دعوة منظمة «هيومن رايتس وتش» عيون العصر الجديد، لزيارة الكويت في وضح النهار، ونتمنى ان نرى منظمات معنية اخرى غيرها بيننا، فقد سئمنا من الاستماع لاصحاب الوجوه الكالحة الذين لا يتقنون شيئا غير تهديدنا بالعقاب والعذاب!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

«حدس» في عيون الآخرين

لا تخلو صحيفة ـــ يومياً ـــ من مقال يتحدث عن الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) بالنقد أو التقييم وبالحق أو بالباطل. ويكثر الحديث عنها هذه الأيام في موسم الانتخابات، وبالاخص من خصوم الحركة، في محاولة لتشويه صورة مرشحيها، وعرقلة وصولهم إلى البرلمان. ونحن في الحركة الدستورية الاسلامية لا ننزعج من النقد البناء والتقييم الموضوعي، فنحن ندرك ـــ قبل غيرنا ـــ اننا بشر، نصيب ونخطئ. لكنَّ ما يحزّ في انفسنا هو تعمّد الكذب والافتراء على الحركة وتلفيق المعلومات المغلوطة والتفسير غير المنطقي للاحداث.
فتارة نسمع أن الحركة متهمة بولائها للحكومة وتعاونها معها ضد الشعب! وفي الوقت الزمني نفسه نقرأ لمن يتهم الحركة بأنها وراء التأزيم وإثارة الناس وتحريك الشارع ضد الحكومة، وبين هذا وذاك نسمع من يقول ان الحركة تسعى إلى الاستيلاء على الحكم!
بصراحة لم ننزعج من بعض هذه الاقلام النكرة، التي تريد أن ترقى سلم الشهرة على حساب الحركة وإنجازاتها وأدائها المتزن، لكن عتبنا على من يُطلَق عليهم حكماء وعقلاء من التيارات الاخرى، الذين يفترض ان يكون نقدهم لنا موضوعياً ومنطقياً بعيداً عن اللاواقعية والتحيّز الحزبي!
آخر هذه الصرخات ما أثير أخيراً عن جمعية الشفافية وارتباطها بالحركة الدستورية الاسلامية! وانهالت علينا عشرات المقالات تكتب منتقدة تكليف «الشفافية» بمراقبة الانتخابات، كونها تابعة للحركة! وقد نعذر بعض من كتب لمعرفتنا بان مراقبة الانتخابات ونزاهتها تضران بمصالحه وتؤرقان مسامعه. لكنّ أسلوب اتهام الحركة بالطالعة والنازلة أمر غريب حقيقة! اطلاع سريع على اعضاء مجلس ادارة هذه الجمعية يبين لنا مدى الافتراء عليها وعلى الحركة: صلاح الغزالي ــــ عبدالإله معرفي ــــ صلاح الحميضي ــــ سلمى العيسى ــــ صلاح الدين طعمة ــــ فيصل الفهد ــــ رياض يوسف فرس.. أين ارتباط الجمعية بالحركة الدستورية الاسلامية؟!
قيل إن صلاح الغزالي كان رئيساً لــ «الائتلافية»! ومع انه لم يكن رئيساً لــ «الائتلافية» في يوم من الأيام فاننا ايضاً نعرف أن «الائتلافية» قائمة تضم عناصر من الطلبة لا يلزم ارتباطهم التنظيمي بالحركة، بل يلزم ان يكونوا ذوي توجه اسلامي معتدل يتفق والفكر العام لفهم الاسلام. وعلى العموم نؤكد ان السيد الفاضل صلاح الغزالي غير مرتبط بالحركة لا من قريب ولا من بعيد.
وذكروا الاخت الفاضلة سلمى العيسى، ونؤكد انها منذ فترة ليست قصيرة غير مرتبطة بالحركة. ثم لماذا الخوف من وجود عناصر من الحركة في رقابة الانتخابات؟! أعضاء مجلس الادارة يمثلون مختلف التوجهات فلماذا الحركة بالذات؟! على العموم نطمئن المرجفين في المدينة أن الحركة غير ممثلة في الجمعية. فقط للعلم، جمعية الصحافيين وجمعية المحامين ايضاً مكلفتان بمراقبة الانتخابات فلماذا السكوت عن توجهات أصحابهما؟ «ولا بس» الحركة تحت المجهر؟!
آخر ما سمعت بالأمس مقابلة تلفزيونية مع أحد المرشحين يقول ان الحركة الدستورية ووزير خارجية قطر هما وراء التأزيم في الكويت ووقف قطار التنمية!
المذيع كان ذكيا «شوي» وطلب امثلة، فضرب امثلة عدة عن اداء السيد أحمد السعدون والسيد مسلم البراك وتسببهما في التأزيم!
«تصدق توني ادري انهما من الحركة!».

•••
• نداء إلى وزير الداخلية:
أهالي اشبيلية والرحاب يستنجدون بالأجهزة الأمنية لانقاذهم من لصوص «الضحى من النهار»، حيث ان سرقة البيوت تتم في وضح النهار عندما لا يوجد في البيت إلا الخدم!
هذا النداء وجه إلى الوزير قبل ثلاث سنوات! يعني أيام سلفه!