قضت محكمة الجنايات قبل أيام بحبس ياسر الحبيب 15سنة، على خلفية آرائه الدينية المخالفة، وأمرت بإبعاده عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة، علما بأن الحبيب قص الحق من نفسه وخرج من البلاد قبل فترة، ليعيش لاجئا في بريطانيا، وصدور هذا الحكم لا شك سيساعد في إسراع السلطات في بريطانيا بمنحه حق اللجوء، وربما الجنسية بعدها، وصحتين على قلب بريطانيا بهكذا مواطنين! الغريب في الموضوع أن النيابة العامة سبق أن وجهت إلى الحبيب أربع تهم، منها، كونه كويتياً اذاع في الخارج اخباراً كاذبة من شأنها المساس بالنظام الاجتماعي! ولكن الحكم قضى بإبعاده عن البلاد، ولكن لم يرد فيه إلى اين يبعد! وهل لو عاد، أو أعيد إلى الكويت مثلا، بناء على مذكرة للانتربول، سيبعد عنها بعد تنفيذ العقوبة؟ وإلى أين إن رفضت كل دول العالم استقباله؟ هل سنطلب منه حينها البقاء خارج الكون؟ أم سنضيفه رقما جديدا الى قائمة «البدون» سيئي الحظ؟
في سعي لمعرفة «فكر ياسر الحبيب»، قمت بالبحث في الإنترنت عن أحاديثه وخطبه، وفوجئت بكم الحقد والبغض غير المبرر فيها، وكأن هدفه ليس إثبات حقائق محددة وبناء مواقف عليها، بل استعداء الآخرين عليه، وعلى أبناء طائفته، لهدف ما! أقول ذلك بالرغم من إيماني التام بحرية القول والنشر، ولكن ليس هناك أكثر اشمئزازا من السخرية بعقائد الآخرين بطريقة سوقية، وبث البغضاء بناء على أحداث تاريخية مضت لا يستطيع أحد الجزم بشكل بات بصحتها، وبالتالي لا يعدو أن يكون كلامه نتاج مرض نفسي، وهو بحاجة إلى العلاج أكثر منه للحبس!
وخلال بحثي عن خطب ياسر الحبيب استمعت، من دون «استمتاع»، لخطب رجل دين آخر، هو مجتبى الشيرازي، الذي يعيش كذلك في لندن، وهنا أيضا أثار كلامه قرفي، وتسبب سوء منطقه ومقصده في تلبك معدتي، ولا أدري من اين يأتي هؤلاء بكل هذا الحقد، وهناك عشرات الوسائل الأكثر احتراماً ومنطقية وهدوءا لإيصال ما يودون إيصاله إلى الطرف الآخر، ولكن مع من نتحدث؟ وقد وصف السيد حسن الصفار، رجل الدين الشيعي السعودي المعتدل، («الوطن» 12/9)، تصريحات مجتبى بأنها غير مقبولة، وأنها تأتي ضمن الجهود الخبيثة لإيقاع الفتنة بين المسلمين. كما حذر من وجود فريق من المتشددين من سلفيين وشيعة من الذين يسعون الى نسف جهود التقارب بين ابناء الأمة.
لا تعليق أكثر!
أحمد الصراف