قرأت هذا المقال على الانترنت، الذي سبق أن نشر في مطبوعة سعودية، ولسبب ما فقدت اسم كاتبه، وأنشره هنا لطرافته، بعد اضافة لمسات خاصة عليه:
«… دعتنا الغرفة التجارية للقاء الوفد التجاري الفنلندي برئاسة فخامة رئيسة جمهورية فنلندا، وهذه بعض خواطر تلك الليلة الممتعة:
قدّم لنا رئيس منتدى جدة الاقتصادي معلومات عن فنلندا، بيّن أن هذه الدولة تعدّ من أكثر دول العالم تطوّراً في الخدمات الاجتماعية ومن أعلاها دخلاً للفرد. وقدّم معلومة طريفة من احصائيات الأمم المتحدة بأن شعبها من أكثر شعوب الأرض سعادة! وفي سؤال لأحد الحضور عن سبب كون شعب فنلندا من اسعد شعوب الأرض؟ أجاب معالي الوزير بأن ذلك يعود لستة عوامل، ليس بينها اي عامل ديني، بل الطبيعة الجميلة جداً أولاً، وثانياً قدرتهم على الاستمتاع بأداء عملهم باخلاص، اما الأربعة عوامل فلحكومتهم دخل مباشر فيها:
أولا: الشفافية وانعدام الفساد الاداري، كأني به قال «الفساد شبه منعدم ولا نعرف أصلاً عمولات أو رشى أو استقطاعات أو منح أو استثناءات، اما الشرهات فهو علم لا يعلمونه».
ثانيا: العدالة الاجتماعية، حيث ان الفوارق الطبقية هي كأدنى ما تكون.
أما ثالثا فهو الاستقلال التام للقضاء. ورابعا التعليم الجيد مع الضمان الصحي الممتاز!
وقال الوزير إن مستويات التنمية في فنلندا ارتفعت بشكل كبير، وانهم بدلا من تصدير الأخشاب، كما كانت حالهم لسنوات، فانهم الآن يصنعون منه الورق ليصبحوا بذلك أهم منتج له في العالم، فرفع ذلك الدخل بشكل هائل. فتخيّلت كما لو أنهم دولة بترولية لا يصدّرون أي برميل خام، بل يصدّرون منتجات البترول بالفارق الهائل في السعر بين البترول الخام ومنتجات البترول! وقال ان فنلندا دولة من خمسة ملايين نسمة فقط، ودخلها القومي هو 650 مليار ريال سنويا، أي أكبر من دخل دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة.
وعلىالرغم من ارتفاع مستويات الأجور فانهم لم يستقدموا أيدي عاملة رخيصة من الهند وبنغلادش وباكستان والفلبين.
ويستطرد الكاتب في القول انه كاد يسأل معالي الوزير الفنلندي هل حرية ابداء الرأي مكفولة للشعب الفنلندي الصديق، ولكن خاف عليه من الصدمة. وقال إن في فنلندا لا دخل من دون عمل، الا للعاجز، سنا أو ذهنا. ففنلندا هي منتجة تليفونات محمولة في العالم، أي هم الشعب الأكثر انتاجا للتليفونات للشخص الواحد ونحن الشعب الأكثر استبدالا واستهلاكا له للشخص الواحد. وفي فنلندا لا يقولون «حكومتنا الرشيدة»، فهي لا تنتج أي برميل بترول، وجوها شديد البرودة، مما قلص أنواع الحيوانات، فلا توجد لديهم نوق وجمال، وهذا حرمهم نعمة التمتع بمسابقات مزايين الابل، (التي توقفت في الكويت مع خروج الشيخ أحمد الفهد من الوزارة، بعد ان استمتعنا كثيرا بأدائه في النفط والكهرباء).
ويختم الكاتب مقاله إنهم في فنلندا لا يتبعون سياسة الباب المفتوح، بل سياسة الأبواب المغلقة بالتنظيم والقانون، وكل يأخذ حقّه كاملا، وحقّه فقط، من دون اللجوء الى «طويل العمر»!.
أحمد الصراف