قام الشيخ ناصر المحمد قبل فترة، عندما كان رئيساً للوزراء، بقبول دعوة لزيارة مسقط (عُمان)، لحضور حفل افتتاح أول دار أوبرا في الخليج…(مالت علينا)! وفور عودته، قام بإصدار تعليماته بالإسراع في مشروع إقامة دار الأوبرا الكويتية، وهو المشروع الذي أصبح كبيض طائر «الصعو»، الذي نسمع به منذ عقود ولم نره، لصغره المتناهي، أو هكذا يقال!
سرّنا الخبر في حينه، ولكن سرعان ما دخل اليأس قلوبنا وقلوب محبي الأوبرا، أولاً لعدم ثقتنا بوعود المسؤولين، خصوصاً التي تتعلق بالأمور الثقافية، وثانياً لطبيعة قرار الرئيس الذي ألحق تنفيذ المشروع بمكتبه، لعلمنا، من واقع سابق تجاربنا، التي تقول إن ذهاب المسؤول ستذهب مشاريعه معه! وهنا نتمنى على سمو رئيس الوزراء الجديد ألا ينسى وعود سلفه، وأن يصر على استمرار تنفيذ مشروع دار الأوبرا الحضاري والحيوي، والأهم من ذلك بإناطة تنفيذه إلى الجهة الوحيدة الصحيحة والسليمة، وهي إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
من جانب آخر، لم يتبق غير أيام على مناسبة مرور مائة عام على إنشاء المدرسة المباركية في الكويت، وبدء التعليم النظامي فيها، وهو المشروع الذي كُلفت شخصيات وطنية وخيّرة للقيام به وإظهاره بالمظهر اللائق، ولكن يبدو أن السياسة تدخلت في اللحظات الأخيرة وغيّرت من طابع الاحتفالية وتسميتها من «مرور مائة عام على إنشاء مدرسة المباركية» إلى «مرور مائة عام على التعليم النظامي في الكويت»، وبالرغم من الفارق البسيط بين التسميتين، الذي يبدو لأول وهلة، فإنه في الحقيقة كبير ومختلف تماماً، وكنا نتمنى ألا يطمس دور من أنشأ المدرسة، ومن كان لهم فضل التبرع بتكاليف بنائها، وفضل إدارتها والقيام بالتعليم فيها، ولكن يبدو أن للسياسة متطلباتها، وهي أكبر من قدرات الكثيرين. وبالرغم من كل الضغوط والمعوقات، فإننا يجب ألا ننسى هنا التنويه بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون في إخراج هذه المناسبة بالشكل اللائق. كما نتمنى عليهم إيلاء من كانوا وراء إنشاء المدرسة المباركية حقهم من الاحترام والتقدير.
أحمد الصراف