سامي النصف

لأجل الكويت.. نريد لعبة سياسية نظيفة!

  اللعبة السياسية كحال اللعبة الرياضية، منها ما هو أقرب للعب الفرق الأوروبية المحترفة التي يسعد المشاركون والمشاهدون بها، وهناك في المقابل ما هو أقرب للعب الشوارع والحواري الذي ينتهي عادة بالعراك الجسدي واستخدام الحجارة والسكاكين، واقتحام الجمهور للملعب وغرف الحكام واللاعبين.

***

واضح ان لعبنا السياسي كان يمارس حتى اليوم بما هو أقرب للعب الشوارع المليء بالصياح والصراع والصراخ وعدم الالتزام بقوانين وأعراف اللعبة الراقية الممارسة في ملاعب الدول الأخرى، وعليه فنحن بحاجة ماسة لتغيير جذري في أصول وقواعد اللعب في الكويت والتحول الى اللعب النظيف الهادئ كي يسعد الجمهور واللاعبون ويقل عدد الجرحى والمصابين.

***

فمن قواعد اللعبة السياسية الجميلة التي يحلم بها الشعب الكويتي، البعد عن التهديد والوعيد وافتراض سوء النوايا المسبق، ومعها رفض استقصاد الكابتن (الرئيس) أو أحد لاعبي الفريق الآخر (الوزراء) دون مبرر والمطالبة بإخراجهم من الملعب، كما يجب الاستماع والالتزام بقرارات حكم المباراة (المحكمة الدستورية) ومعهما ضرورة خلق الأدوات الكفيلة بمحاسبة اللاعب السيئ (لجنة القيم) مع معرفة ان كثرة الفاولات وضربات الجزاء (الاستجوابات وطرح الثقة) لا تخلق اللعبة السياسية والرياضية المرجوة والمتميزة.

***

ويجب اظهار الاحترام الشديد بين الفريقين عبر استخدام الألفاظ المناسبة في الملعب وخارجه، والالتزام بإرشادات وتعليمات اتحاد الكرة المهيمن والمنظم للمباريات (ارشادات وتعليمات القيادة السياسية) كي لا يضطر الاتحاد لإيقاف اللعب بين حين وآخر، في الختام بيدنا التعلم من دروس الماضي والبدء بصفحة أو لعبة جديدة تحقق الأهداف المرجوة من اللعبة، أو بالمقابل الاستمرار في مستوى اللعب المتدني الذي مجه ورفضه الشعب الكويتي ورفضته معه شعوب المنطقة الأخرى.

***

آخر محطة:

(1) أفضل فكرة قرأتها لحل الاشكال السياسي – الرياضي في الكويت هي ما طرحه الزميل ذعار الرشيدي من ضرورة تشكيل حكومتين إحداهما من وزراء تكنوقراط يتواجدون طوال الوقت في الوزارات لتطوير عملها، والأخرى من وزراء ساسة طوال الألسن مفتولي العضلات لـ «مداحر» و«خناقات» مجلس الأمة.

(2) أربعة شروط لإتمام ذلك المقترح المهم أولها منع النواب من دخول الوزارات حيث سيتواجد لديهم وزراء طوال الوقت، ثانيها ان تعقد جلسات المجلس 7 أيام في الأسبوع مادام الطرفان قد تفرغا لبعضهما البعض، ثالثها ان تسوّق الجلسات على انها معلم من معالم السياحة والرياضة في الكويت كحال كرة القدم والمصارعة الحرة وفي ذلك دعم لخطة التنمية، الرابع والأخير ان تنقل الجلسات من قاعة عبدالله السالم الى استاد جابر كي يتمتع الجمهور بما يحدث وان تباع التذاكر لدعم الكوادر.

مبارك الدويلة

قيادة جديدة للعمل العربي

مع انتهاء الجولة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب المصري يكون عقد الربيع العربي قد اكتمل في شمال افريقيا مع امكانية تأجيل ربيع الجزائر لاحقا، وتكون سيطرة التيار الاسلامي المحافظ ثابتة في تلك الدول، ومن المتوقع والمأمول ان تقود العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه شعوب الامة العربية، وأن تعمل نقلة نوعية في الاداء تعيد من خلاله شيئاً من الكرامة والعزة للأمة العربية، وأن تعيد رسم علاقتها بأميركا والغرب كي تكون مبنية على الاحترام المتبادل لا على التبعية المطلقة، وأن تجبر هذا الغرب على احترام الحقوق العربية وطموحات شعوبها. صحيح أننا لا نريد حروبا ومعارك وأزمات سياسية وحرباً باردة، فنحن ندرك واقعنا وامكاناتنا، بل نريد بناء وتنمية، وتحسينا للأوضاع المعيشية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، ومحاربة الفساد والعبث بمقدرات الامة، بعد ذلك نكون قادرين على فرض ارادتنا على الاخرين.
أعلم جيدا ان العلمانيين عندنا في الخليج العربي منزعجون من حكم الاسلاميين لهذه الدول، ويدعون بالويل والثبور وعظائم الامور على مستقبل الامة، واقول لهم لقد جربنا الحكم العلماني قرنا من الزمن، حاول فيه فصل الدين عن مظاهر الحياة فكانت النتيجة هذا التخلف الذي تعاني منه الأمة!! خلونا نجرب حكم هؤلاء، فلن يكونوا بأسوأ مما كان.

الشيخ فؤاد الرفاعي وزع منشوراً يدعو فيه الى الفرح والسرور في يوم عاشوراء، وانا لا أعلم شيخاً أو عالما دعا الى الفرح في هذا اليوم. صحيح انه يوم أنقذ الله فيه موسى من فرعون، لكنه يوم قتل فيه ابن بنت رسول الله وسبطه الحسين بن علي رضي الله عنه وعليه، فإن كنا لا نحزن لموت أحد وأقصد تكرار الحزن كل عام، لكن الدعوة الى الفرح فيها استفزاز لا مبرر له، ودعوة الى اثارة الاخرين، لذلك اتمنى ألا يصر الشيخ فؤاد على موقفه وأن يدرك ان الفتنة أشد من القتل.

في مقالتي الاخيرة «تحديات أمام الرئيس المكلف» ظن البعض أنني أتملق لرئيس الحكومة بحثا عن موقع في التشكيل الجديد، ونسي أو تناسى أننا أصدرنا بيانا منذ اليوم الأول لحل الحكومة نعلن فيه رفضنا المشاركة في الحكومة المقبلة، وهي حكومة تصريف العاجل من الأمور.

احمد الصراف

خطيفة وغياب

قام الشيخ ناصر المحمد قبل فترة، عندما كان رئيساً للوزراء، بقبول دعوة لزيارة مسقط (عُمان)، لحضور حفل افتتاح أول دار أوبرا في الخليج…(مالت علينا)! وفور عودته، قام بإصدار تعليماته بالإسراع في مشروع إقامة دار الأوبرا الكويتية، وهو المشروع الذي أصبح كبيض طائر «الصعو»، الذي نسمع به منذ عقود ولم نره، لصغره المتناهي، أو هكذا يقال!
سرّنا الخبر في حينه، ولكن سرعان ما دخل اليأس قلوبنا وقلوب محبي الأوبرا، أولاً لعدم ثقتنا بوعود المسؤولين، خصوصاً التي تتعلق بالأمور الثقافية، وثانياً لطبيعة قرار الرئيس الذي ألحق تنفيذ المشروع بمكتبه، لعلمنا، من واقع سابق تجاربنا، التي تقول إن ذهاب المسؤول ستذهب مشاريعه معه! وهنا نتمنى على سمو رئيس الوزراء الجديد ألا ينسى وعود سلفه، وأن يصر على استمرار تنفيذ مشروع دار الأوبرا الحضاري والحيوي، والأهم من ذلك بإناطة تنفيذه إلى الجهة الوحيدة الصحيحة والسليمة، وهي إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
من جانب آخر، لم يتبق غير أيام على مناسبة مرور مائة عام على إنشاء المدرسة المباركية في الكويت، وبدء التعليم النظامي فيها، وهو المشروع الذي كُلفت شخصيات وطنية وخيّرة للقيام به وإظهاره بالمظهر اللائق، ولكن يبدو أن السياسة تدخلت في اللحظات الأخيرة وغيّرت من طابع الاحتفالية وتسميتها من «مرور مائة عام على إنشاء مدرسة المباركية» إلى «مرور مائة عام على التعليم النظامي في الكويت»، وبالرغم من الفارق البسيط بين التسميتين، الذي يبدو لأول وهلة، فإنه في الحقيقة كبير ومختلف تماماً، وكنا نتمنى ألا يطمس دور من أنشأ المدرسة، ومن كان لهم فضل التبرع بتكاليف بنائها، وفضل إدارتها والقيام بالتعليم فيها، ولكن يبدو أن للسياسة متطلباتها، وهي أكبر من قدرات الكثيرين. وبالرغم من كل الضغوط والمعوقات، فإننا يجب ألا ننسى هنا التنويه بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون في إخراج هذه المناسبة بالشكل اللائق. كما نتمنى عليهم إيلاء من كانوا وراء إنشاء المدرسة المباركية حقهم من الاحترام والتقدير.

أحمد الصراف