الكويت تشتعل يا صاحبي، بالصلاة على النبي، وكلما اشتعلت نار أطفأها “الحكماء” بنارٍ أشد منها وأنكى وأمرّ. وما تشاهده الآن هو نيران وهمية تشد الأنظار بعيداً عن النيران الحقيقية.
ولا أخفيك، قلت لصاحبي الذي سألني “وبعدين؟ متى تتفرغ للأدب الروائي وتغادر مدينة السياسة وضجيج مصانعها وقذارة أموالها؟”، أنا مثل تجار السلاح الذين تنتعش تجارتهم في أيام الحروب، ويلعنون كل “غاندي” يمشي على الأرض حاملاً غصن الزيتون، ويكرهون معاهدات السلام أكثر من أزواج أمهاتهم، هكذا تراني أنت، وهذا غير صحيح، فأنا أتمنى أن تخسر تجارتي، أتمنى أن أشاهد معاهدة السلام في الكويت، كي أغلق حانوتي وأتخلص من بنادقي، وأحمل مزودتي على كتفي وأتوجه إلى حيث أحب، إلى حيث أتمنى أن أكون، إلى حيث الأدب الروائي والشعر والجلوس على الشاطئ لمراقبة ملامح أمواج البحر، هذه موجة تحتضر وتلك تولد من صلبها.
وأقسم بالله، قلت له وأنا أضع يدي على قلبي كما يفعل عساكر التاج البريطاني عند أداء القسم، لولا خوفي على ما تبقى من وريقات شجرة الجمال الكويتية ما كنت بقيت في هذا الضجيج، ولما تصديت لكل هذه الأسراب المخيفة من الجراد التي تنوي الانقضاض على “شجرتنا”، صدقني ليس أمامنا إلا أن يحمل كل منا عصاه ويهرول مسرعاً للدفاع عنها، كما أزعم وأظن. وأرى أن ترْك “شجرتنا” عرضة لجحافل الجراد ليس إلا نذالة في أبهى صورة. ثم هل تعلم أنني لو أردت أن تنتعش تجارتي في ثوان معدودات لما عانيت، فليس مطلوباً مني إلا الصمت، الصمت فقط! الناس ترتزق من أصواتها كالفنانين والسياسيين وغيرهم، وأنا وأمثالي “كلامنا من فضة رخيصة، وصمتنا من ذهب”، آه لو أنك سمعت، وآهين لو أنك علمت.
وسأكشف لك سراً: “رغم أن السياسة هي منجم الذهب، إلا أنني أشعر بالغربة بين أوساط السياسيين، وأزورهم متثاقل الخطى، بينما أحتضن عشاق الأدب كلما شاهدتهم احتضان طفل للعبته التي وجدها بعد أن بكى كثيراً لفقدانها”.
وسأكشف لك سراً آخر: “جهتان تعنيان بالأدب راودتاني عن نفسي، وطلبتا مني هجر السياسة والتفرغ للكتابة الأدبية، وتعهدتا بتوفير مؤونة الرحلة ومطايا القافلة، وأنا، بينما هم يقولون ما يقولون، أجاهد كي لا تتسلل دمعة من بين أمهاتها المتحفزات وتقفز من عيني! كم أتحرق شوقاً لتلك اللحظة التي أعلن فيها مغادرتي مدينة “السياسة المحلية” وألوّح لأهلها مودعاً”.
ثق، أو لا تثق، لا شيء في هذه المدينة يثيرني، يكفي أنني أمشي فيها وأنا أضع أصبعيّ في أذنيّ وأحسب عدد خطواتي، وأنا رجل تنبت أزهاره من أمطار التسكع والفوضوية، آآآآخ ما أجمل الفوضوية يا صديقي، وما أحر زفراتي التي أطلقها وأنا واضع رأسي على فخذ فوضويتي وأصابعها تعبث بشعري.
افسح لي، يا صديقي، مكاناً إلى جانبك في روضة الأدب، فسآتيك قريباً حاملاً فوضاي بين يديّ، تجلجل ضحكاتي وتزلزل “سُبّع الأرض”، وإذا نشبت رجلي في مدينة السياسة فسأقطعها وآتيك أحجل على رجل واحدة، سآتيك لا ريب فقد مللت المدينة التي يندر فيها الفرسان، وتندر فيها الخيل، وتكثر فيها الضباع وبنات آوى.
هل قلت لي إن الشعر العربي قام على كتفيْ شاعرين، امرئ القيس والمتنبي؟ طيب ماذا عن أبي تمام وشعره الحداثي؟ ولماذا انتُقد وهوجم؟ ولماذا وُضع بعد ذلك في منزلتهما؟ حدثني فإني مستمع، وتعال نشعل السيجارة بالسيجارة، والقصيدة بالقصيدة، ولا نامت أعين الساسة…
الشهر: نوفمبر 2011
ماذا لو!
أظن أن المثل المصري يقول “الفاضي يعمل قاضي”، ولو ركبنا المثل على ظهر البعير الكويتي لأصبح أغلبنا قضاة يصدرون أحكاماً بالإدانة أو البراءة بعضنا على بعض لا بحكم القانون، وإنما بحكم الفراغ السياسي والملل الاجتماعي. في حكاية العقيد النجار نائب مدير عمليات القوات الخاصة، والتي من أهم مهامها، وفق الأعراف الاستبدادية “تعقيل” المشاكسين المعارضين للسلطة وتعريفهم بحدود حرية الرأي تحت ذريعة “هيبة السلطة والقانون” حدثت واقعة هرول إعلامنا “الحر” لنشر غسيلها يوم النحر الكبير، وتم فعلاً وحسب الوقائع الإعلامية إصدار الحكم بإعدام العقيد في عمله، وإحالته على التقاعد وحجزه بأمر وزير الداخلية! رغم أنه لا توجد شكوى، بعد أن تنازلت عنها “ضحية اليخت” وقبضت ثمن التنازل مقدماً وأغلق ملف التحقيق، أو هكذا يفترض أن يسدل الستار على مسرحية ساعة فرح “وثرثرة فوق الخليج” إلا أنها انتهت بغم وحزن، بعد أن صار أهل السياسة قضاة أو طلاب ثأر من ضابط القوات الخاصة، وكأنه هو وبأوامره من ضرب المتجمعين في ديوانية النائب الحربش، وهو المسؤول الأول والأخير عن ترويع الآمنين وتخويفهم بعصا الأمن والطاعة، ولم يكن ينفذ فقط واجب “أمرك سيدي ونعم طال عمرك”…
“قضية” العقيد النجار، وهي أصلاً لم تكن قضية، بعد أن قبلت الشاكية بالقدر والنصيب وقبلت الصلح وقبضت المعلوم، أضحت قضية الآن لأن صاحبها يحمل تاجاً ونجمتين على كتفيه، ولأنه قاد عملية الضرب واعتقال د. الوسمي بصورة مهينة في ديوان الحربش! ماذا لو لم يكن ضابطاً يحمل النسر والنجمتين على كتفيه، وكان مواطناً عادياً قدمت بحقه شكوى ضرب وأذى بسيط (أو بليغ) وتم التنازل عن الشكوى أو سحبها حسب القانون، وهو، بالمناسبة، القانون ذاته الذي نسميه أحياناً بالدستور وأحياناً بقانون الجزاء ومنه قانون المرور وقانون جرائم الرشوة واستغلال النفوذ وإلى آخره من قوانين “بيض الصعو” التي نسمع بها ولا نراها إلا أحياناً نادرة حسب مركز الضحية (مثل الدولة وهي مع أجيالنا القادمة ضحايا بيت العز وغير مهمين) أو مركز المتهم الاجتماعي أو السياسي! ماذا لو كان مواطناً بسيطاً هل كنا نتصور أن تحدث مثل تلك “القضية”…! قد نقول بسذاجة إنه لا يمكن أن تصبح قضية، أو قد نقول بسذاجة أكبر إنها قد تصير قضية وقضايا يطرب لها العازفون في فرق الكدر الدائمة على المسرح الكويتي البائس.
ماذا “لو”، سؤال لا يعرفه التاريخ، لأنه حدث وانتهى في الكويت، فاذرفوا دموع الأسى بحرارة على حالكم وقوانينكم.
الدجل العربي وين؟!
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي، مشيرا إلى الغوغاء من شعوبنا «يا له من ببغاء عقله في أذنيه».
في الخمسينيات والستينيات اختص هيكل بكتابة خطب حماسية ونارية لعبدالناصر مترجمة حرفيا من خطب غربية لتشرشل وغيره بقصد خداع الشعوب وجعلهم يصدقون ما يسمعون من أكاذيب لا ما لا يرون من حقائق تتمثل في تكرار الهزائم العسكرية الشنيعة للأنظمة العسكرية العربية وتفشي عمليات القمع والقهر والإبادة وتغييب الحريات وسرقة وإفقار الشعوب.
***
مع وفاة عبدالناصر عام 1970 وتولي أمين القومية العربية والأفريقية معمر القذافي الحكم تولى معه مسؤولية الكذب والدغدغة وخداع الشعوب الشاعر والملحن الليبي «علي الكيلاني القذافي» الذي يخفي عادة اسمه الأخير ويكتفي بألقاب «شاعر الثورة» و«شاعر ملحمة صدام»، حيث ألف ـ أو قاموا بالتأليف له ـ أغاني حماسية تسعد الغوغاء وتجعلهم يتمايلون طربا ورقصا مثل «الغضب العربي وين» التي غنتها جوليا بطرس وأصبحت الأكثر شهرة وانتشارا، و«من يجرؤ يقول» التي خص في جزئها الأول السعودية بالقدح وفي جزئها الثاني المقبور صدام بالمدح.
***
ومعروف ان المناضل الكيلاني أثرى ثراء فاحشا كغيره من المناضلين العرب أمثال هيكل وعطوان وبكري ومن لف لفهم حتى قيل ان أسطول سياراته الخاصة لو استخدمه لحسم معارك كتائب القذافي ضد الثوار الأحرار، وكان الكيلاني في موقعه الإعلامي الرسمي مزيجا من لطيف نصيف في رشاواه للصحافيين، وسعيد الصحاف في أكاذيبه للإعلاميين وان تميز عنهما بغزواته النسائية الشهيرة على الفنانات الزائرات وكله بالطبع من حساب الشعب الليبي المقهور الذي استمع لأغانيه «المخصصة للغير» عن الغضب العربي و«أين الملايين» (الأرجح انه كان يتحدث عن ملايين الدولارات)، وأين الثائرون، فتجاوب الشعب البطل مع تلك الدعوات وثار وأسقط نظام القذافي.. وعفارم الدب الكيلاني!
***
ولمعرفة الفارق بين الكلام المخادع المدغدغ والواقع الأليم تكفي متابعة لقاءات قناة «العربية» مع الوزير والسفير عبدالرحمن شلقم الذي عمل عن قرب مع القذافي لمدة 40 عاما، وفيها يقول ان أبناء القذافي الثمانية استباحوا في السنوات الماضية وبشكل فج خزانة الدولة وسرقوا جهارا نهارا المليارات من الدولارات لكل واحد منهم برضا ودعم من والدهم الذي رباهم ـ حسب قوله ـ على شيء واحد فقط هو إرهاب وإرعاب الشعب الليبي وألا يقف ليبي أمامهم إلا خائفا ومرعوبا.
***
ومن روايات شلقم ان ابن القذافي المعتصم دأب على شتم و«ضرب» رئيس الوزراء د.البغدادي علي المحمودي الذي رآه ـ شلقم ـ يبكي اكثر من مرة بسبب ذلك الضرب والذي تم حتى في ليلة زفاف ابنة البغدادي (خوش تهنئة) ويضيف ان سبب الضرب هو طلب المعتصم من البغدادي ان يحيل جل ميزانيتي الخارجية والداخلية الى حساب مؤسسته الأمنية، وان هنيبال غزا هيئة الاستثمار الليبية وحول 1.5 مليار دولار منها الى حسابه الخاص، كما سطا الساعدي على احد بنوك الدولة وسرق كل ما فيه، ويسترسل بالقول: ان أبناء القذافي كانوا يقيمون الحفلات الباذخة والماجنة ويشترون اليخوت والطائرات ثم يحيلون الفواتير الى وزارة المالية كي تدفعها من أموال الشعب الليبي الذي يطالب شاعره الأوحد شعوب الدول الأخرى بأن تثور على حكامها.. هزلت!
***
آخر محطة:
(1) لماذا قتل الثوار القذافي ومن ثم ضيعوا على أنفسهم فرصة إرجاع 200 مليار دولار سرقها وأرسلها الى الخارج؟!
(2) نمط حياة القذافي وأبنائه والبذخ الشديد والرفاه الخيالي الذي كانوا يعيشونه يجعلهم أبعد ما يكونون عن نمط الحرب والمقاومة وطلب الموت، وأقرب بالمقابل الى الهرب السريع للاستمتاع بتلك الأموال وإلا فلماذا سرقوها وأخرجوها؟! وهو أمر ينطبق كذلك على صدام والمجرمين من أبنائه.
(3) اشتكت سهى عرفات ـ يا حرام ـ من ان حرم الرئيس زين العابدين سرقتها وطردتها رغم انها استثمرت الملايين ـ ولربما المليارات ـ في بلدها وقد أيدها في شكواها من جعل عقله في أذنيه ولم يسألها من أين أتت بتلك الأموال في وقت لا يجد فيه الشعب الفلسطيني ما يأكله؟! سوق النضال والدغدغة والخداع رائج في الوطن العربي ويدر الخير الوفير على أصحابه أما صوت العقل والحكمة فيفقر ولا بواكي لأصحابه!
أميركا مرة أخرى
عندما نقول ان أميركا بسياستها الخرقاء تساعد على نشوء الارهاب وترسيخه في نفوس الشباب المسلم العربي المحبط من كل ما حوله، نقول ذلك من واقع نعيشه ومشاهدات امامنا، في مقابلة مع التلفزيون التونسي سأل المذيع ضيفه الشيخ راشد الغنوشي، الذي فاز حزبه تواً بانتخابات تأسيسية في تونس: ما تعليقك على تصريح وزيرة الخارجية الأميركية من انها ستراقب الحزب في ادارته للبلاد، لتتأكد من دعمه للحريات والديموقراطية قبل ان تتخذ واشنطن أي قرار بمساندته ودعمه؟! فكان جوابه مفحما لكل باحث عن الحقيقة: لقد كانت أميركا داعماً رئيسياً لنظام زين العابدين بن علي طوال الأربعين سنة الماضية، وكان أكثر الأنظمة القمعية للحريات، ولم نكن نعرف معنى الديموقراطية، وكان أكثر من مارس الدكتاتورية بأبشع أشكالها!
أليس هذا هو الكيل بمكيالين؟ أين المبادئ والثوابت التي تسير عليها السياسة الأميركية راعية الحريات وحامية الديموقراطيات؟!
***
عندما كان البعض يعيب علينا في الكويت كثرة القواعد الأميركية، كنا نقول لهم انها قواعد بعيدة عن المناطق السكنية، وليس للتواجد الأميركي أي أثر في الحياة الاجتماعية واليومية للكويتيين، واننا بالكاد نراهم في الأسواق والشوارع!
ليلة العيد، وأمام سوق الكوت في الفحيحيل، وحوالي الساعة الخامسة مساءً ومع اذان المغرب، وقف أميركي ضخم الجثة ــــ مارينز ما فيها روح وتعال ــــ وقد لف ذراعيه حول خصر فتاة أميركية مثله، وأخذ يقبلها أمام المارة وصوت الاذان يصدح «حي على الصلاة حي على الفلاح»، من دون أي اعتبار لمشاعر الناس أو المكان الذي مارس فيه فضيحته.
لذلك نرجو من المسؤولين عن هذا التواجد الوقح ان يلزموه بالبقاء في حظيرته، حيث فيها ما لذَّ له وطاب، وليفعل خلف الأسوار ما يشاء، ولكن يحق لنا ان نطالبه باحترام عاداتنا وثوابتنا إذا أراد هو احترام وجوده وانسانيته التي فقدها بفعله المشين.
***
عودة الخال عباس مناور بعد غياب طويل اثلجت صدورنا، حيث انه كان وما زال صوت العقل لكثير من السياسيين في زمن غاب فيه العقل وسيطر فيه حب الذات! فالحمد لله على سلامتك يا بومطلق.
***
بالمناسبة أيضاً ومع صدور هذا العدد يبدأ توافد حجاج بيت الله الحرام الى الكويت، فحجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكوراً.
مأزق السلطات الثلاث.. والحل!
النظام السياسي الكويتي يقوم على مبدأ «فصل السلطات مع تعاونها» كما نصت على ذلك المادة 50 من الدستور، ولكن المتأمل للوضع السياسي يجد أن السلطات لم تتعاون مطلقا بل تحولت العلاقة بينها مؤخرا إلى صراع مكشوف عطل مصالح الوطن والمواطنين.
فالسلطة التشريعية (مجلس الأمة) تتهم الحكومة بالعجز عن تحقيق مشاريع التنمية او تنفيذ خطتها الخمسية أو حتى برنامج عملها وكذلك الحكومة متهمة بتعطيل الأدوات الرقابية الدستورية لمجلس الأمة (الاستجوابات) عن طريق تحويله (الاستجواب) الى المحكمة الدستورية أو إلى جلسة سرية. بل وصل الأمر الى اتهام الحكومة بالفساد وأنها تقوم برشوة أعضاء بمجلس الأمة بما بات يعرف بقضية الشيكات والتحويلات المليونية، وتدعي المعارضة أنها تملك الشارع السياسي وان الحشود الشعبية التي تحضر ندواتها ما هي إلا انعكاس لتأييد الرأي العام لها.
أما السلطة التنفيذية (الحكومة) فترى أنها تملك الأغلبية البرلمانية المنسجمة معها ولكنها تشكو حتما من ديكتاتورية الأقلية البرلمانية والتي تتهمها الحكومة بأنها أحد الأسباب الرئيسية وراء تعثر أدائها، ولان تلك الأقلية وبتحرشها المستمر بالحكومة تؤدي الى إشغالها عن التنمية وإنجاز الخطط.
وكذلك ترى الحكومة أن من حقها تحويل الاستجوابات إلى المحكمة الدستورية وتحويل الجلسات الى سرية وفقا للقانون واللوائح!
اما بشأن الحديث عن الشارع السياسي والحشود الشعبية المعارضة، فان الحكومة مؤمنة بأن تلك الحشود ما هي إلا أقلية غاضبة ولا تمثل الرأي العام وأن الأغلبية لم تتحرك ومازالت محايدة ان لم تكن موالية.
أما السلطة القضائية فقد دخلت أو أدخلت قسرا إلى ساحة الصراعات السياسية عن طريق المحكمة الدستورية وقرارها الأخير بشأن استجواب السعدون والصرعاوي لرئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والذي فسر من قبل الموالين للحكومة بأنه يمنع تعسف الأقلية في استخدام حق الاستجواب للرئيس على أعمال وزرائه وليس فقط على السياسة العامة.
بينما ترى المعارضة أنه مجرد قرار وليس حكما وهو غير ملزم لمجلس الأمة، بل ذهب البعض الى القول بان المحكمة غير مختصة بالنظر في موضوع الاستجواب أصلا، وهي مختصة فقط بالطعون الانتخابية وبدستورية القوانين فقط، وبالنظر الى قرارات سابقة للمحكمة في نفس الشأن كانت قد أبدت فيها صراحة المحكمة الدستورية انها غير مختصة بالنظر في الاستجوابات ومدى دستوريتها!
وبذلك أصبح الصراع وعدم التعاون بين السلطات الثلاث ماثلا للعيان، حتى وصل الأمر للقطيعة الشخصية بين أفراد من المعارضة والحكومة ورئيسها، وكذلك مقاطعة لانتخابات اللجان البرلمانية ما يهدد بتعطيل أعمال مجلس الأمة بالكامل، بل حذرت المعارضة صراحة بأنها ستصعد الأمر شعبيا لتجبر الحكومة على الاستقالة وتمهد لحل البرلمان.
وفي النهاية، الرجاء معقود على صاحب السمو باعتباره أبا السلطات الثلاث لإنهاء ذلك الصراع الخطير والمخيف، فالعودة الى الشعب مصدر السلطات (المادة 6) ليحسم الجدل ويضع النقط على الحروف باتت أمرا ضروريا!
فتاوى في المرأة!
٭ كل من يحق له القضاء يحق له الشهادة، ونظرا إلى أن المرأة لا تحق لها الشهادة فلا يحق لها الجلوس على كرسي القضاء كقاضية.
٭ لا تستطيع أن تكون المرأة رئيسا للدولة أو ملكة، ولا أن تتولى أي منصب ينطوي على أي سلطة.
٭ الابنة في كنف الأب يزوجها كيفما يشاء، وللأب الحق في تزويج ابنته دون أخذ رأيها.
٭ يحق للرجل ان يتزوج أكثر من امرأة، ويحرم على المرأة الزواج برجلين، وله أن يعدد الزوجات مادام يستطيع ان يلبي احتياجاتهن وإن كانت الحكمة تقتضي ألا يتزوج الكثير من النساء حتى لا يزيغ قلبه وتفتر همته.
٭ لو كان هناك رجلان أو أكثر يأكلون ومعهم امرأة فإن المرأة لا تأكل معهم.
٭ المرأة التي تتعلم الشريعة لها أجر لكنه ليس كأجر الرجل، وذلك لأنها غير ملزمة وأجرها أقل من أجر الرجل.
٭ المرأة ممنوعة من الشهادة كون النساء يشهدن بشكل عاطفي أكثر من الرجال.
٭ كل من يأخذ بمشورة زوجته مصيره… جهنم!
٭ صوت الطفلة التي يزيد عمرها على الثالثة عورة لذا لا يجوز لها الإنشاد أمام الرجال، وصوت المرأة عورة ويحرم سماعه حتى من الراديو أو الشريط المسجل.
٭ لا يجوز أن تردد الفتيات أثناء الأعراس الأغاني أمام الرجال ولكن يمكن لهن الغناء أثناء رقص الفتيات فقط.
٭ من المستحسن الامتناع عن كشف الرأس حتى في المنزل حفاظا على قدسيته، وجاء عند السلف ان امرأة تقيّة كان جميع أبنائها الثمانية من رجال الدين، وعندما سُئلت كيف نالت هذا الشرف أجابت لأن جدران منزلي لم تر أبدا شعري.
٭ القبور ليست مكانا للنساء بشكل عام والأفضل ألا تسير النساء في الجنازة ووراء النعش.
٭ رفض رئيس البلدية مصافحة النساء خوفا من النجاسة حيث انه لا يدري متى تكون المرأة حائضا.
***
آخر محطة:
(1) الفتاوى السابقة ليست إسلامية بل يهودية جاءت في الكتاب البحثي «فتاوى الحاخامات» للدكتور منصور عبدالوهاب.
(2) للعلم اسرائيل ليست دولة دينية أو يهودية (حتى الآن) بل دولة علمانية بدلالة وصول السيدة غولدا مائير لمنصب رئيس الوزراء وان قام آنذاك حزب أجودت بسرائيل بالانسحاب من الحكومة احتجاجا على ذلك التعيين الانثوي.
(3) بدلا من قيام أبناء العم بالتحول الى قاطرة تسحب دول أبناء عمهم الى الأمام والمستقبل المشرق، ظهرت عليهم مظاهر التشدّد والخلاف الذي يحمله هواء المنطقة فيتأثر به كل من يستنشقه… ونرجو ألا يقلدونا مستقبلا بالحكومات الديكتاتورية القومية والدينية التي تتلوها.. حروب أهلية!
للمجاهيم والعقبان… شكراً
عيدكم مبارك…
بكامل قواي العقلية، أو بما تبقى منها، أعترف أن نسبة الذوق ارتفعت بين أوساط بنيّاتنا في الكويت من جهة، ونسبة الفجور حلّقت من الجهة الأخرى. أو قل: “مجموعة من بناتنا ارتفعت نسبة ذائقتها وبالتالي جمالها، والمجموعة الأخرى ارتفعت نسبة فجورها وبلواها”.
وكنت جالساً مع خمسة وسبعين بالمئة من أبنائي، ثلاثة من أصل أربعة، نستريح في أحد المطاعم من عناء التسوق، وكنت بذهنٍ متناثرٍ كحطام طائرة، عندما مرت بنا قافلة من “المجاهيم” (مفردها المجهم وهو كل ذي لون أسود) صبايا يرتدين عباءات تخجل أمامها المايوهات، وتذكِّرها ملابس الإثارة المنزلية بتقوى الله، عباءات أضيق من قبر الكافر وأشد سواداً، لو شاهدَتها نجوى فؤاد لصرخت: “اللي اختشوا ماتوا”.
على رؤوسهن نصبن خياماً كخيام القبائل الإفريقية، وفي عيونهن رسمن كحلاً من الكربون يكفي لتحريك محطة قطارات، وعلى أذرعهن، المكشوف جزء منها، نقشن حناء كالثعابين الملتوية، منقبات ماجنات، طرقعة علوكهن تُسمع من به صمم، وكعكعتهن تصم آذان عمال المناجم… تتبعهن، إلى درجة الالتصاق، قوافل من الشبان العاطلين عن العقل، بعيون جائعة ومفردات صائعة ضائعة.
جلست القافلة السوداء على مقربة منا، فأحاط بنا الشبان كأسراب العقبان بعيونهم الجائعة ووجوههم المائعة. عقبان تمنّي نفسها بنهش الجثث المكسوّة بالسواد. لا شك أن الفراغ والبطر وما شابههما فعلت بهؤلاء وأولئك الأفاعيل.
فجأة، لا أعرف كيف سافر ذهني إلى لبنان، إلى حيث المقهى وتلك النادلة (الجرسونة) المراهقة، وزميلها النادل المراهق، وحديثهما لي في صباح باكر في يوم أحد عن حياتهما بعد أن توطدت صداقتنا، وعن دراستهما الجامعية، وعن اضطرارهما للعمل في المساء وأيام العطل لتوفير مصاريف الدراسة الجامعية.
صعقت عندما علمت لاحقاً أن الصبية ابنة أحد كبار تجار العقار، وأن والدها أجبرها على العمل لتصقل شخصيتها بنفسها وتصرف على نفسها بنفسها، تحت رقابته العاقلة، على أن يحمّلها (قلت يحمّلها ولم أقل يمنحها) مسؤوليات إدارة أحد أفرع شركته العقارية حال تخرجها من الجامعة.
عاد ذهني من سفره، وحطّ في المطعم حيث تجلس القافلة الماجنة على مقربة منا، فأمرت أبنائي أن يلملموا حاجياتهم بسرعة، وغادرنا ونحن ننفض عيوننا من كآبة المنظر.
في السيارة أطلقت حشرجاتي الغاضبة في وجوه صغاري: “أولئك النسوة أسأن للنقاب كما يسيء المشعوذون للحية، فلا تربطوا هذه بتلك”. ثم أصدرت أوامري المستقبلية: “سأتوقف عن دفع مصاريفكم حال دخولكم الجامعة، على أن أبحث معكم عن وظائف تؤمّن لكم أدنى مطالبكم، أما أنت – وجّهت حديثي إلى ابني الذي ينوي الدراسة الجامعية في الخارج – فستعقد صداقة حميمة مع الأطباق التي ستغسلها في المطاعم والمقاهي، وسأحتفظ لك بمصروفك الذي تمنحك إياه وزارة التعليم العالي إلى حين تخرّجك من الجامعة”.
كانت قرارات غاضبة صدرت مني كردة فعل على منظر الماجنات أولئك ومنظر العقبان، لكن من قال إن كل القرارات التي تُتخذ في لحظات الغضب خاطئة؟
رب ضارة نافعة، فبسبب ذلك المنظر الكئيب الذي حرك شياطين غضبي في المطعم، رسمت أول خطوط الحياة لأبنائي الذين يعلمون جيداً أنني أنفذ ما أقوله لهم.
أنا مدين لقافلة المجاهيم ولأسراب العقبان… شكراً أيها العاطلون عن العقل والعاطلات عن الحياء… شكراً كبيرة.
وعز الشرق أوله.. دمشق!
يخبرني الصديق سعد البزاز وقد كان المستشار الإعلامي لصدام ورئيسا لإحدى الصحف الحكومية في بغداد، انه بدأ يكتب مع سقوط الأنظمة القمعية في أوروبا الشرقية، داعيا للتغيير والانفتاح كي لا تقتلع الرياح نظام البعث في العراق، الا ان صدام دعاه لقصره وطلب منه التوقف عما يكتب، ويضيف البزاز انه أيقن حينها ان النظام ساقط لا محالة، لذا انشق وترك العراق.
***
مع اعصار الربيع العربي الذي أظهر قوة الشعوب المقهورة في المنطقة وأطاح بالأنظمة القمعية، قامت المخابرات في درعا بتعذيب وقتل أطفال صغار رددوا بسذاجة وغفلة ما كانوا يشاهدونه على الفضائيات، ثم دعي أهلهم لتسلم جثثهم المقطعة، وقال الضباط للآباء المكلومين: «أرسلوا زوجاتكم لنا كي نجعلهن يحبلن بأولاد خير ممن قتلناهم»، ويعلم الجميع تأثير مثل تلك الأقوال والأعمال الشنيعة في مجتمع عشائري كالقائم في درعا.
***
لا ننسى لسورية موقفها المشرّف عام 1991 وكان بودنا وبحق ان يتعظ النظام مما جرى لصدام وان يتم التعامل بمرونة مع المتغيرات المحيطة عبر البدء بعمليات اصلاح حقيقية تستقطب الغضب خاصة ان السوريين لم يطالبوا كحال التونسيين والمصريين والليبيين واليمنيين بإسقاط النظام، بل بإصلاحه، وهو أمر كان سيبقي النظام العلماني بعد توجهه لليبرالية والديموقراطية والتعددية، ومعه بقاء حكم الأقلية العلوية، وهما أمران دعونا وندعو لهما في أقطارنا العربية كافة منعا لقيام الدولة الدينية، وحدّا من ديكتاتورية الأكثرية، وايقافا لمشاريع التفتيت والتقسيم.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في أحداث سورية:
سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
وبي مما رمتك به الليالي
جراحات لها في القلب عمق
غمزت إباءهم حتى تلظت
أنوف الأسد واضطرم المدق
ولـ (البعثيين) وان ألانوا
قلوب كالحجارة لا ترق
إذا ما جاءه طلاب حق
يقول عصابة خرجوا وشقوا
دم الثوار تعرفه «الشآم»
وتعلم انه نور وحق
نصحت ونحن مختلفون دارا
ولكن كلنا في الهم شرق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
جزاكم ذو الجلال بني دمشق
وعز الشرق أوله.. دمشق
***
آخر محطة (1):
إذا لم يتدارك نفسه ويسمع النصح العاقل نخشى ان يحيل نظام الأسد سورية الى.. غابة متوحشة!
(2) مبادرة الجامعة العربية لا تستحق الحبر الذي كتبت به كونها توفر فقط هدنة مؤقتة يستكمل بعدها مشروع القتل والتفتيت!
(3) الشكر الجزيل للجمعية الثقافية النسائية على لمستها الانسانية وزيارة ادارتها للجرحى الليبيين، الدنيا عيد فاكسبوا الثواب بزيارة الاحباب الليبيين.
سياسة خرقاء
ينشر هذا المقال مع اول ايام عيد الاضحى المبارك، الذي بمناسبته نهنئ الاخوة القراء ونبارك لهم عيدهم، ونسأل الله ان يعيده على الأمتين العربية والاسلامية باليمن والقبول ومزيد من التقدم والازدهار، في اجواء من الامن والسلام تساعد المواطن العربي والمسلم ان يشعر بآدميته وإنسانيته، أقول هذا وانا اشاهد العيد تلو العيد يمر على اخواننا واشقائنا في الكثير من البلاد العربية والاسلامية، وهم يعيشون اجواء الخوف والرعب وانتظار زبانية الانظمة تطرق ابوابهم، لتأخذ ابناءهم وتزجهم في السجون من دون محاكمات عادلة، ثم تعيدهم بعد ذلك جثثا مشوهة!
وما دام اننا نلوم الانظمة المسبتدة، فهناك ايضا انظمة تمارس هذا الاستبداد، ولكن تحت مظلة الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان! فهذه اميركا بالامس صوتت ضد عضوية فلسطين في مجلس اليونيسكو، وهي منظمة اممية تهتم بشؤون التعليم والثقافة في الدول النامية، وتساعد على تقليل نسبة الامية، وتحارب الجهل في الدول المتخلفة، هكذا يفترض نشاطها، لكن الاميركان حُماة الحريات صوتوا ضد عضوية فلسطين، وليت دعاة العلمانية في بلادنا يعترضون على زج السياسة بالثقافة لدى الاميركان، وليت الاميركان اكتفوا بهذه الجريمة الانسانية التي ليس فيها من احترام الانسان شيء، بل اعلنوا وقف مساعدتهم للمنظمة (%22 من ميزانيتها السنوية) بسبب هذا القرار! انا أتفهم قسراً مراعاة اسرائيل في الخطوة الاولى، لكن ما لا يمكن ان افهمه هو محاربة دول العالم الفقيرة وتعطيل التنمية فيها بسبب فلسطين!
ان كان من تفسير لهذه الظاهرة فهو ان اسرائيل اصبحت تسيطر ليس فقط على السياسة الاميركية، بل حتى على مشاعر الساسة والمثقفين فيها وهواجسهم وهمومهم!.
الغريب ان اميركا هذه تهدد لبنان بالامس ان لم يدفع حصته في ميزانية المحكمة الدولية! أليس هذا استخفافاً بعقول البشر وعدم اكتراث لردات فعلهم؟! ألا تنشئ هذه السياسة الخرقاء تياراً متطرفاً في الدول النامية يصعب ايقافه؟! الا يوجد رجل رشيد في واشنطن يقول: كفى؟!.
شتائم الكروان
فيلم «دعاء الكروان» الذي أنتج بالأبيض والأسود عام 1959 عن رواية لعميد الأدب العربي د.طه حسين، هو أحد أجمل أفلام الرومانسية العربية قاطبة وقد وصل الى نهائيات جائزة الأوسكار الأميركية في ذلك العام كأحد أفضل 5 أفلام أجنبية، وضمنه تقول بطلته فاتن حمامة (آمنة) ان تغريد الكروان هو في حقيقته دعاء جميل لله كل صباح من قبل الطائر المغرد نصه «الملك لك، الملك لك لك».
***
في البدء، مقال اليوم لا علاقة له من قريب أو بعيد بالقضايا المرفوعة ضد بعض المغردين كوني لم أطلع على ما كتب بعد ان هجرت منذ أشهر عدة عالم التغريد الكويتي وقبله بسنوات المشاركة في منتديات الإنترنت الكويتية بسبب كم الشتائم الهائل فيها فالفكر لدينا لا يقابل بالفكر بل بالشتم والكذب الرخيص والتجريح للأسف الشديد.
***
وواضح ان من اخترع التويتر أو «التغريد» كان يقصد منه التواصل الخيّر بين البشر لا الشتم والتشهير وهل سمع احد بكروان او كناري او كاسكو يختص بقدح الناس بدلا من إسعادهم بتغريده العذب؟!
في هذا السياق ما الفارق بين ان يُشتم شخص ما في عرضه او ذمته او دينه في الصحف المطبوعة التي لا يزيد قراء البعض منها على المئات وبين ان يُشتم على وسائل النشر الإلكترونية التي يزيد عدد القراء فيها على عشرات ومئات الألوف؟! ان من يطالبون بحرية شتم الآخرين هم أول من يجزع ويطالب بأشد العقاب عندما يصل الشتم او حتى النقد الى عتبة دارهم.
***
والأمر المحير بحق هو ان الموضوع الذي يثير الشتم والتجريح بالمنتديات الكويتية هو نفس الموضوع الذي يحوز تعقيبات وتعليقات عاقلة وحكيمة (مع أو ضد لا فرق) في المنتديات السعودية والمصرية والإماراتية التي كنت أشارك بها والتي أضفت لها هذه الأيام المنتديات الليبية التي رغم بُعد أعضائها عن الحريات منذ زمن طويل إلا انني لم أجد لديهم حتى قليلا مما لدينا من قدح وذم وتجريح.
***
هذا الضيق السائد لدينا بالرأي الآخر وتقبل الأمور بروح رياضية رغم ادعائنا بممارسة الديموقراطية منذ نصف قرن يتمثل كذلك في الضرب والاعتداء على الفرق الرياضية المنافسة لفرقنا عند الخسارة، وفي الجرائم الشنيعة التي تُرتكب في حق الآخرين بسبب نظرة او «خزة»، وأعتقد ان من الأسباب الرئيسية لتلك الممارسات هو حدة الطرح لدى كثير من النواب والكتاب والشخصيات العامة (القدوة)، إضافة الى أعمالنا الدرامية المليئة بالصفع والركل عند أول اختلاف مما يوصل رسائل خاطئة وبأقصر الطرق لأجيالنا الصاعدة بأن الشتم والشدة والعنف مقبولة عند التباين في الآراء، فالأجيال والبراعم تصدق ما ترى وتقرأ، بأكثر مما تسمع بالأذن من نصائح خيّرة.
آخر محطة:
(1) رسائل للأحبة من الشباب وهم ثروة وطننا الحقيقية، هناك فارق كبير بين حرية النقد وحرية الشتم، بين الكلام الذي يجبر والكلام الذي يدمر، بين ما يكتب ويقصد منه الصالح العام المشروع وبين ما يخط لأجل الانتقام الشخصي الممنوع، أنتم مستقبلنا وحلم بلدنا، لذا نربأ بكم عن التحول من «مغردين» يسعدون الناس بآرائهم المفيدة وأفكارهم الجميلة كل صباح، الى «شتامين» يستخدمون ألفاظا وكلمات لا يرضونها هم أنفسهم.. لأهلهم وأقاربهم!
(2) وقد يكون أحد أهم أسباب تدني لغة الحوار في المنتديات الكويتية «مندسون» و«أشباح» حاقدون على الكويت يشتمون هذا ثم يشتمون ذاك بقصد إثارة الفرقة والفتنة والتناحر بين أبناء البلد الواحد.. فاحذروهم!