احمد الصراف

عندما تهمل النظافة

لا اعتقد أن هناك من يؤمن بأن العاصمة ومدن الكويت الأخرى مناطق نظيفة وتخلو من القمامة. (مراقب)! وفي هذا السياق، كتب السيد عيسى الكندري، الذي ربما كان مسؤولا سابقا في البلدية، مقالا في القبس في 10/22 عن موضوع النظافة ووظيفة شركات نظافة المدن، وهي الشركات التي طالما اتهمت، من دون تمييز بين الصالح والطالح منها، بالمتاجرة بالعمالة وغير ذلك من التهم، والتي لم يلتفت أحد يوما لمعاناتها مع الجهات الحكومية، بالرغم من دورها الحيوي في المجتمع، وربما يعود سبب ذلك لطبيعة عملها المتعلق أساسا بجمع القمامة، الذي يعتقد بعض السذج أنه مهين! ولكي نتوقع أفضل النتائج من هذه الشركات فإن علينا اعطاءها ما تستحق من أهمية والالتفات لمشاكلها. وقد حذر السيد الكندري من المخاطر التي ستنتج عن عدم اهتمام البلدية بهذه المشاكل، ومنها تأخير البت في نظام جديد للمناقصات، وتكرار تجديد عقود النظافة بشروط مجحفة، وتغاضيها عن قضية تخفيض عدد كباسات القمامة، أو إجبار الشركات على استخدام المستهلك منها، وما يشكله ذلك من مخاطر بيئية، وذلك رغبة من البلدية في تحقيق بعض الوفر في تكلفة العقود، كما تطرق لقضية هي غاية في الأهمية تتعلق بشكوى شركات النظافة، وخاصة الجادة منها، من مشكلة خطيرة طالما أوقعت جهات حكومية في مطبات كبيرة، والمتعلقة بقرار إلغاء تصنيفها، والسماح لجميع الشركات، بصرف النظر عن حجمها وخبرتها وامكاناتها، بالدخول في اي مناقصة حكومية، وقد نتج عن ذلك فوز البعض منها بعقود تنظيف كبيرة تفوق قدراتها الفنية والمالية، مما أدى في النهاية لتوقفها عن العمل، والإضرار بسمعة بقية الشركات الملتزمة، الأمر الذي دفع جهات حكومية، كوزارة مهترئة مثل «التربية»، الى أن تقوم بنفسها بأعمال النظافة بالتوظيف المباشر، وبرواتب تفوق اضعاف ما تدفعه شركات النظافة لعمالها، والتسبب بالتالي في إرهاق جهاز الوزارة، وظيفيا وماديا، وتحميل المال العام ملايين الدنانير من دون سبب وجيه، عدا عن أن القيام بأعمال النظافة ليس من صميم عمل وزارة كالتربية، ويقال ان جهات متنفذة في الوزارة لجأت لهذا الأسلوب لمنفعته الكبيرة لها، فما أكثر فسادك يا تربية!
وبالرغم من مسؤولية بعض شركات النظافة عن التسيب العمالي واتهامها بسرقة حقوق عمالتها، فإنه لا أحد تقريبا تطرق لمسؤولية الجهات الحكومية في تأخر دفعات هذه الشركات، وبالتالي تأخير دفع رواتب آلاف العمال، بحجة مخالفة تلك الشركات لبنود العقد! ويعلم المعنيون بالأمر أن هذه المخالفات ما كانت لتحصل لو أحسن اختيار الشركات وتصنيفها بطريقة مناسبة، واستبعاد غير المؤهل منها من العقود الكبيرة، كما هو متبع في بقية الوزارات بالنسبة لمقاولي البناء والكهرباء وغيرها! وهنا نتمنى أن تلتفت البلدية، الجهة المعنية الأولى، الى قضايا شركات نظافة المدن، لحيوية ما تقوم بتنفيذه من عمل، ولوضع حد لمعاناتها.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

هذا اللي بيحررنا ؟!

لا يمكن أن أقتنع أبدا بأن تطالب تيارات الإسلام السياسي بالدستور أو أن تدافع عنه، فهم إقصائيون لا يؤمنون بالحرية إلا حريتهم في إقصاء غيرهم، ولا يؤمنون بحقوق الإنسان إلا في حقهم بالطعن والتشكيك بغيرهم.
اليوم نجد أن تيارات الإسلام السياسي هي التي تتحدث عن الإصلاح والدستور والحريات، ولا أعتقد أن أي شخص عاقل من الممكن أن يصدق ولو لجزء من الثانية أن كلامهم مقنع أو مقبول، فهم نفس المجموعة التي طعنت في أخلاق كل الكويتيين ووصفت اختلاطهم بأنه يؤدي إلى “الايدز” و”السفلس” وغيرهما من أمراض، بل تمادوا وقالوا إن كل زوج يشك في زوجته المختلط بها.
وهم أنفسهم أيضا من وضعوا ضوابط على الفنون والثقافة والأدب، وهاهم مبدعونا يرحلون واحدا تلو الآخر دون مساحة كافية لهم لتقديم كل ما يملكون من إبداع كما قدموا في السابق قبل غزو تيارات الإسلام السياسي لمجتمعنا بعصا الدين البريء منهم.
وهم أيضا من نصَّبوا أنفسهم مسؤولي جوازات في منافذ الكويت لا يدخلها إلا من يعجبهم ويوافق أفكارهم الإقصائية، فلا مفكر ولا مذهب أو دين آخر مسموح له بالدخول، فهم أوصياء على عقولنا أيضا.
كل هذا وأكثر هو صنيعة تيارات الإسلام السياسي التي تدَّعي الدستور ويتداعى البعض لنصرتهم بحجة أننا في مركب واحد لإزاحة الحكومة الحالية، ومع إقرارنا بأن الحكومة الحالية سيئة لكن هل هؤلاء فعلا من نقف معهم في سبيل كويت أفضل أو على الأقل كويت الدستور؟
هم أصلا لا يترددون في إظهار عدم احترامهم للدستور علنا، ولا يتقربون منه إلا لنيل مبتغاهم، فلماذا أصلا نشاركهم وماضيهم وحاضرهم وقطعا مستقبلهم مليء بالتعدي والتجاوز على كراماتنا وحرياتنا وعقولنا؟
إن الوقوف مع تيار الإسلام السياسي هو أكثر جرماً وأشد ضرراً على الكويت من أي أمر آخر، فقد قادوها إلى التهلكة خلال الثلاثين عاما الماضية من تحالف السلطة معهم فتغاضوا عن اللصوص وتجاوزوا كل النصوص.
إن أسخف ما أسمعه من أطروحات اليوم تلك التي تدّعي أننا مجتمعون في قضية وبعدها سنفترق كل وفق فكره وطريقه وأسلوبه، وتناسى أصحاب هذا الطرح أننا باجتماعنا معهم اليوم أمسكنا بمعول هدم الدولة المدنية وشاركنا في الهدم، ولا نستطيع التبرؤ منهم لاحقا بحجة أن الغاية هي ما كانت تبرر وسيلتنا.
لقد دمروا كل ما هو جميل ونفخر به في الكويت طيلة العقود الماضية وكل أشكال الإبداع تلاشت بسبب نفس تيارات الإسلام السياسي التي يدعوننا البعض الى المشاركة معها اليوم، أين المسرح؟ أين الكتاب؟ أين التعليم الحر؟ أين الثقافة؟… كلها تلاشت واختفت بسببهم، لذا فأنا آسف، لن أشاركهم، ولن أقبل بمن يشاركهم أيضا.

احمد الصراف

حلب الأوقاف

يشهد لمسؤولي الأوقاف ذكاؤهم في استنباط الأفكار التي يمكن ان تحقق لهم ولحزبهم الديني السياسي النفع الكبير، وقد تزايدت أنشطتهم التنفيعية مع أحداث 11 سبتمبر وما صاحبها من دعوات لنشر فكر التسامح والوسطية في المجتمع! وبدلا من أن تلتقط الفكرة وزارة التربية وتعمل بها، قامت الأوقاف بانتهاز الفرصة والاستفادة منها، وهكذا خرجت بفكرة «مراكز الوسطية»، وأن على الكويت عبء نشرها محليا وعالميا، ومن أجل ذلك جلبت عتاة الفكر الاخواني من السودان ومصر لإدارة هذه المراكز، وأجزلت لهم العطاء، لكن سخافة الفكرة وهشاشة فلسفتها وتهجم نواب الحزب الديني المناوئ لهم عليها ادت في النهاية الى تهاوي مشاريعها، ولكن ليس قبل أن يتمكن كبار مسؤولي الوزارة من صرف ملايين الدنانير عليها وعلى الدعاة والمكلفين، وعقد مؤتمرات في أميركا وأوروبا من دون هدف معروف! وقد واجهت وزير الأوقاف الجديد مشكلة رواتب مئات المكلفين وموظفي مراكز الوسطية، الذين قامت الإدارة السابقة والحالية بتوظيفهم وتكليفهم للقيام بـ«لا شيء»، حيث تطلب الأمر إنهاء تعاقداتهم وتوفير ملايين الدنانير على الموازنة. وهنا ثار «غيورو الدين» في الصحافة وبعض النواب الأفاضل على قرار الوزير إنهاء تكليف هؤلاء، على الرغم من علمهم بأنهم مكلفون بأداء لا شيء، وطالبوه بتمديد التكليف ليستمر النزف والفساد! ولا أدري كيف يقبل هؤلاء «المغبونون» ومن دافع عنهم، الذين يفترض أنهم يعملون في جهة تنشر الأمانة والإيمان، باستمرار هدر أموال الدولة علنا؟
في السياق نفسه، تفتق ذهن جهابذة الأوقاف أخيراً عن فكرة حلب جديدة، تتعلق هذه المرة بالتصدي للفكر التكفيري، والتحذير من خطورته، وهنا تطلب الأمر تشكيل لجان وتكليف جهات لوضع تصورات خطة لنبذ التكفير والتركيز على خطورته، وما ينتج عنه من ظواهر عنف وارهاب، وما يتسبب عنه من تشويه لصورة الدين، ومخاطر التكفير على لبنة الوطن، والتصدي لهذه الظاهرة بكل السبل. وبيّن مصدر الأوقاف ان جهات عدة ستشارك في وضع الآليات وتبني «استراتيجية شاملة» في مواجهة ثقافة التكفير ومدارسه المختلفة، وتناول ابعاده الفكرية والثقافية، الى جانب الابعاد الامنية، بحيث تواكب هذه الاستراتيجية التطورات المعاصرة، وتكون قادرة على التعامل مع ثقافة التكفير على نحو علمي مبني على الحوار والاقناع، واستحضار الجذور التاريخية لفكر التكفير وظروف نشأته وابرز مسبباته، لوضع اهم سبل الوقاية منها! واضح أن كل هذا الكلام الإنشائي «مأخوذ خيره»، ولن ينتهي الى شيء في نهاية الأمر، غير تنفيع القائمين على الفكرة وحزبهم السياسي، وليستمر النزف تحت عناوين براقة وشعارات زائفة. وبالمناسبة لا أعلم لماذا يستمر رئيس وأعضاء الهيئة العليا لمراجعة القوانين وأسلمتها، وغالبيتهم من رجال، في القيام أيضا بلاشيء منذ 15 عاما، وقبض رواتبهم شهريا من دون وجه حق.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أحمد الحمود… المريض المتورط المتلبّس

هي وزارة الصداع لا شك. أتحدث عن وزارة الداخلية. حمانا الله وإياكم من طيشها و”نفشة” ريشها، ورزقنا الله وإياكم نقاءها وارتقاءها.
منصب وزير الداخلية يتطلب قدرات خاصة، كقدرات تلك السيدة التي ظهرت في فيلم هوليوودي تقود سيارتها هاربة من سيارة مملوءة بالأشرار تطاردها، وإلى جانبها يتمدد ابنها الذي يتأوه ويصرخ ألماً وينزف دماً من طلقة رصاص أطلقها عليه أولئك الأشرار، وكان عليها، أثناء قيادتها السيارة، أن توقف نزيف دم ابنها وأن تهدئ من روعه، وأن تتمالك نفسها، وألا ينشغل ذهنها عن الطريق، وأن تتخلص من الأشرار، كل ذلك في لحظة واحدة. وقد نجحت الممثلة، طبعاً برغبة المخرج والمؤلف، فهل ينجح الحمود أم يرفض المخرج والمؤلف؟
منصب وزير الداخلية، تحديداً، يُشترط ألا يتبوأه كائن لزج دبِق، مواقفه لزجة وتصريحاته دبقة. منصب وزير الداخلية، تحديداً، يجب أن يشغله سليل عنترة في الشجاعة، ولقمان في الحكمة، وأتاتورك في الحزم، وكيسنجر في الدهاء، وغاندي في السمو، وعبدالله السالم في حب الشعب.
وبعد غبار، وذات صحو، تسلم الشيخ أحمد الحمود “سيف” الداخلية، وهو رجل يحظى بحساب بنكي ضخم في قلوب الناس، يثق به الناس ويصدّقونه، خصوصاً عند مقارنته بـ”راعي السيف” السابق، وهو ما يُرجح كفة الحمود لا شك، دون حتى أن يبذل “عطسة” من مجهوده، فحساب الوزير السابق مكشوف على مصراعيه.
ورغم أن الحمود جزء من شجرة الحكومة التي تطرح حنظلاً أصفر، فإنه أحد الأغصان القليلة التي تطرح “الورد الجوري”، فما أغرب تلك الشجرة! ويقول القوّالة: “بما أنه قبِلَ الانضمام إلى تلك الشجرة فهو منها، فالجِذر واحد والماء واحد والنهج واحد”، وأقول أنا: “إلا الداخلية”، هي وحدها، على الأقل، يجب أن نعزلها عن بقية “الأغصان”، لأنها إن تلوثت ستلوّث بيوت الناس وغرف نومهم، وستتحول لحوم الناس إلى لحوم ظباء طيبة المذاق تلتهمها الضباع، وهذا ما يجعلنا نغض النظر عن خطأ “قبوله بالمنصب”.
دققوا في الأمر… فساد وزارة الخارجية أو التخطيط أو البلدية أو ما شابهها، يشبه الجرح السطحي، أما فساد وزارة الداخلية فيضرب الأوردة الدموية مباشرة. ثم إن فساد تلك الوزارات يجرح ويدمي، هذا صحيح، لكنه لا يميت، أما فساد وزارة الداخلية فيمكن أن يشعل حروباً أهلية في المجتمعات المفككة، ويمكن أن يفتح شهية المقابر.
نعم، أرى أن جملة “اجتماع الوزراء” خاطئة لغوياً، والأصح “استماع الوزراء”. بيد أن الحمود من الوزراء المصابين بمرضين اثنين، لا شفاه الله منهما، الأول “عدم قدرته على الاستماع إلى الأوامر الخاطئة الهوجاء لخلل في أذنه”، والثاني “آلام في أعلى الرقبة تمنعه من الانحناء”. اللهم لا تشفِ أذن أحمد الحمود ولا رقبته. آمين.
جاءوا إليه بطبيب أنف وأذن وحنجرة، وجاءوا إليه بمرهمٍ يليّن عظام الرقبة، لكنه يرد عليهم بأنه “معافى يطمر العرفج”، هنا مد أحدهم يده خلسة، مستعيناً بالظلام، وشقّ بالموس جيب دشداشة الحمود ليتسرب منه “رصيده الشعبي”، وحاصروه براً وبحراً وجواً كي لا يتخذ قراراته “الضميرية”، وصدرت الأوامر لمجاميع الذباب بالهجوم عليه، حاملة معها عدوى “الخضوع”.
هم يريدونه جثة بلا قرار، رفاتاً بلا إرادة، يجيد ابتسامة الخضوع، كالخادم يفعل ما يؤمر به، ونحن نريده فارساً يهز سيف القانون بقوة، فإن عجز فليهز استقالته، وليجمع حاجياته ومبادئه، على أن يتأكد من أن شيئاً منها لم يقع على الأرض، ثم يغادر… عزيزاً كريماً.
أحمد الحمود، متورط بمراعاة ضميره، وقد شوهد متلبساً يمارس الإصلاح في مكان عام، وهما جريمتان لا تغتفران، من وجهة نظر الشيطان.

سامي النصف

خطة تدمير الكويت بالتشريعات الخاطئة!

  أتى في الإحصاءات الأخيرة ان نسبة إشغال الفنادق الكويتية خلال العيد قاربت الـ 100% وأغلب السائحين والزائرين لا يأتون الى الكويت لمشاهدة الأهرامات أو سور الكويت العظيم أو للعيش في الجبال وعلى ضفاف الأنهار، بل يستمتع الزائر والمواطن والمقيم بالأسواق والمطاعم والمقاهي ومراكز الترفيه التي أقيمت طبقا لنظام الـ B.O.T القديم الذي تم قتله مع سبق الاصرار والترصد.

***

ذلك النظام الرائع هو الذي خلق لنا الأسواق المغلقة التي نستمتع بالمشي والشراء فيها أغلب العام بسبب شدة الحرارة أو البرودة، ومعطى ذلك النظام قائم على معادلة الربح ـ الربح، ف‍أراضي الدولة «تؤجر» لزمن محدد للمستثمر الذي يعمرها بأفكاره وحر ماله ثم ينتهي الحال بإرجاعها للدولة، حيث لا يستطيع المستثمر إخراجها معه من المطار او المنافذ البرية!

***

ذلك النظام البديع الذي دعم عمليات التنمية في البلد ومشاركة القطاع الخاص فيها، تمت محاولة تفجيره وتدميره تارة بتهديد الحكومة كي تفسخ عقود الإيجار مع المستثمرين لأسباب واهية وسخيفة ولولا ان صدر حكم محكمة تاريخي قاطع برفض ذلك الفسخ، لما فشلت محاولة الاغتيال الأولى، تلاها إصدار تشريع تضمن شروطا مجحفة بحق المستثمرين لا مثيل له في العالم أجمع تسبب في إيقاف جميع مشاريع الـ B.O.T بعد صدوره قبل 4 سنوات وهجرة الأفكار والمليارات الكويتية للدول الأخرى لتعميرها، وقد تطرق الوزير المختص عبدالوهاب الهارون قبل مدة إلى عيوب ذلك القانون فسمعنا فحيحا يهدد بالثبور وعظائم الأمور ان قام بذلك الأمر فالمطلوب هو تدمير الكويت والحفاظ على التشريعات التي تتكفل بذلك، ولا يقبل بما هو أقل!

***

معروف ان البديل الوحيد لدخل النفط هو التحول الى مركز مالي وسياحي، والذي خصص له 137 مليارا من المال العام، ومعروف كذلك ان المراكز المالية في العالم لا تقوم دون شركات طيران «حكومية» عملاقة تمتلك احدث الأساطيل تتكفل بإحضار ملايين المستثمرين والسائحين من أقصى مشارق الأرض ومغاربها، فلا سنغافورة دون الطيران السنغافوري «الحكومي» والحال كذلك مع دبي والإماراتية الحكومية وأبوظبي والاتحاد وقطر والقطرية والبحرين وطيران الخليج ولبنان والميدل ايست والأردن وعالية ومصر والمصرية.. إلخ.

***

في الكويت وقبل أربع سنوات قام نفس المشرعين بالضغط لإلغاء صفقة تحديث أسطول «الكويتية» والتوسع في خطوطها وأعمالها تحت راية «التخصيص» مما أدى الى تردي حال «الكويتية» وإحالة ركابنا الى شركات الطيران الأخرى في المنطقة، وتضاعف خسائر مؤسسة طيراننا من 9 ملايين الى 90 مليونا مع تعليق حساباتها الختامية، ومرة اخرى سمعنا فحيح التهديد بالثبور وعظائم الأمور ان تحول مسار «الكويتية» الخاطئ الذي رسموه لها والذي يهدد مستقبل الآلاف من الكويتيين شديدي الاختصاص في عملهم، التساؤل المحق: هل هي الغفلة والصدفة ام ان وراء الأكمة ما وراءها، خلف إصدار تشريعات دمرت الكويت و«الكويتية» ثم الإصرار على الاستمرار فيها..؟!

***

آخر محطة:

(1) نرجو من الجهات المختصة إلغاء الأمر العجيب الغريب الذي يمنع الفنادق الكويتية من حجز غرف للعزاب (!)، كما يجب السماح للفنادق والمطاعم بإقامة الحفلات البريئة والموسيقى الهادئة للقضاء على حالة العبوس والتجهم السائدة في بلدنا أغلب العام، وإلا فلماذا سيأتي المستثمرون والسائحون؟! ولماذا نصرف المليارات على مشاريع التنمية لإحضار من «نحارب» حضورهم؟!

(2) عطفا على مباراة الكويت ولبنان، لماذا نصرف مئات الملايين لإنشاء ستاد دولي.. لا نستخدمه في مبارياتنا الدولية؟! بالمرة اطردوا مدرب المنتخب الفاشل وأحضروا مدربا انجليزيا او ألمانيا يفرض الضبط والربط ويركز على اللياقة البدنية والخطط الذكية وإلا راح تشوفوا كأس العالم بالبرازيل.. بالدربيل!

(3) كلما تذكرت قانون الأراضي العامة سيئ الذكر تذكرت معه مشروع الأخ جواد بوخمسين الرائع المسمى «نهر الكويت» الذي يدخل مياه الخليج الى قلب البلد على شكل أنهار وجداول تحيط بها المطاعم والمقاهي والحدائق والأسواق من كل جانب، ويا حسافة على تأخيره وتعطيله!

حسن العيسى

لنكن أهل عدل وليس طلاب ثأر

مهمة (والأدق أن نقول مهام وأوليات) وزير الداخلية إنهاء حرب الشوارع في الكويت، حتى لا نضع أيدينا على قلوبنا كلما خرجنا من منازلنا خوفاً من مهوسين يقودون السيارات بلا مسؤولية ولا اعتبار للقانون. فقد أضحت شوارع الكويت تشابه شوارع المدن الليبية وبقية حواري دول “الربيع العربي”، تقشعر الأبدان من مشاهد الأجساد المتوسدة أرصفة الطرق تنز دماً وموتاً.
مهمة ومهام الوزير أن يبتر البيروقراطية الغبية في أروقة وزارته التي يلتصق بدروبها المواطن والمقيم لإنهاء أبسط معاملاتهما اليومية. مهمة وزير الداخلية بمجملها هي أن يفعّل حكم القانون، علَّ وعسى أن يأتي اليوم المأمول حين يصبح القانون ركناً في ضمير ووعي الناس؛ يحترمونه ولو لم يكن هناك رجل الشرطة يراقبهم ويحاسبهم.
مهمة ومهام وزير الداخلية كثيرة تبدأ ولا تنتهي، من إنهاء المحسوبيات والواسطات والرشاوى في أجهزة الوزارة المترهلة، إلى قائمة طويلة من الانحرافات في استعمال واستغلال السلطة. فلهذه الوزارة، منذ لحظة ولادتها، تراث طويل وممتد في الفوضى وكل شرور التخلف والفساد، ولها تاريخ سيئ تتجلي فيه أبشع صور رخاوة الدولة بوزاراتها ومؤسساتها التي تضج بالكسل والإتكالية، هذه الوزارة هي مرآة عاكسة لوجه السلطة وأمراضها المزمنة في إدارة الدولة.
إذا تجاوز أحمد الحمود أو أخطأ أو لم يبدأ مشوار الإصلاح في وزارته ـ وهو مشوار طويل ومضنٍ بكل معاني الكلمة ـ فلنواب الشعب أن يحاسبوه، وإذا تعسف الوزير في استعمال سلطاته ولامس حقوق وحريات الأفراد، فهنا، ومن باب أولى، يمكن أن يحاسب حين تخرق قراراته حكم القانون وتنصاع لتطلعات الهوى السياسي.
أمّا أن يُساءل الوزير الشيخ أحمد الحمود لأن تهمة ما (لم تتحقق) ضد أحد الضباط الكبار، مثل العقيد شكري النجار، ربما انتهك القانون، أو لأنه سمح لنائب بحريني سابق من المعارضة البحرينية بالدخول للبلاد، فليس هذا أو ذاك عدلاً، وهو بالتالي أبشع وجه لخرق حكم القانون وتجاوز السلطات، وقبل ذلك يعد انتهاكاً جلياً لمبدأ فردية المسؤولية، فلا “وازرة تزر الأخرى” هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يُقبل أن تكون حادثة خاصة، لا أحد يلم تماماً بتفاصيلها لضابط ما، مناسبة للثأر من هذا الضابط أو الوزير، أو تصبح مناسبة لفرض إملاءات نيابية على الوزير ليحقق أجندات سياسية لبعض الجماعات في المجلس، ومتى أحال الوزير موضوع الضابط شكري النجار على السلطة القضائية فليس لنا أن نحاسب الوزير على سلوك فردي للنجار أو غيره، وليس من حق أي كائن أن يزيح سلطان القضاء جانباً، ليصدر حكماً بالإدانة ضد وزير الداخلية، أو أن يقتنص فرصة سياسية لمحاسبة رئيس مجلس الوزراء علي أي من الأمرين (النجار، والنائب البحريني).
للنواب ولكل كويتي حق محاسبة هذه الحكومة على أمور كثيرة غرقت فيها هذه السلطة وأغرقتنا معها، لكن الآن وفي مثل هاتين الواقعتين لنكن أهل عدل وإنصاف وليس طلاب ثأر.

احمد الصراف

أنيس

يصعب عليّ شخصيا فصل حياة الكاتب الشخصية وأخلاقه، بشكل عام، عن كتاباته. فقد يكون الكاتب مميزا وصاحب قلم لا يجارى، ولكن يصعب الاحترام أو الثقة بما يكتب ان لم تتطابق كتاباته مع الحد الأدنى من طريقة حياته، فكيف يمكن قبول قيام كاتب ما بانتقاد الحكومة أو رئيسها مثلا، ان كان هو اصلا مصدر شك في تصرفاته واخلاقه؟ أو أنه من النوع الذي لا يتردد في التكسب «الخارجي» من وراء قلمه أو تأجيره لهذه الجهة أو تلك، أو لمن يدفع أكثر؟ لا اعرف ان كنت على حق في ذلك، ولكنها وجهة نظر وجدت من الضروري التطرق اليها قبل الدخول في موضوع هذا المقال والمتعلق بشخصية الكاتب أنيس منصور الذي توفي قبل فترة عن 87 عاما، فقد كان منصور غزير الانتاج، وسبق أن استهوتني كثيرا في بداية قراءاتي مواضيع كتبه، ولكني توقفت عن الاعجاب به في مرحلة تالية عندما اكتشفت ما لعبه من دور في تخدير الشعب المصري، وبالتبعية شعوب أخرى، والتلاعب بعقولها وإلهائها بقضايا السحر وتحضير الأرواح والمخلوقات الهابطة من السماء، ولعنة الفراعنة وغيرها الكثير من اللغو الذي خلق وقتها بلبلة ذهنية كبيرة، ولكنها حققت له الشهرة والنجاح والمال!.
بدأ منصور حياته الصحفية، بعد تخرجه في الجامعة، مراسلا لــ «أخبار اليوم»، واشتهر بتحقيقاته في مجلة «آخر ساعة» عن رحلاته لجنوب شرق آسيا، التي جاء منها بفكرة تحضير الأرواح بالسلة، وشغل بها المصريين فترة طويلة في أوج معاناتهم من حكم جمال عبدالناصر وأجهزة حكمه السرية. كما استفاد منصور في مرحلة تالية من قربه من السادات وتأييده للسلام مع اسرائيل، وأتاح له ذلك القرب ترؤس أكثر من مجلة وجريدة يومية، ولكن أيا منها لم تحقق نجاحا يذكر، وجاءت السقطة الكبيرة، التي سبق ان تطرقنا لها في مقال قبل فترة، عندما قام بترجمة كتاب The 100 most influential persons in History، أو «الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا في التاريخ»، للباحث الاميركي مايكل هارت Michael Hart حيث وضع اسمه على غلاف الكتاب من دون ذكر اسم مؤلفه الحقيقي، كما بدّل فكرته بتغيير موضوع الكتاب وعنوانه وجعله «أعظم 100 شخصية في التاريخ»، وهناك فرق شاسع بين الأعظم والأكثر تأثيرا، فشخصية مثل هتلر كانت من الأكثر تأثيرا في التاريخ، ولكنها لم تكن على الاطلاق الشخصية الأعظم، وهكذا مع شخصيات الكتاب الأخرى.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

دعوة إلى العقل

اعتقد بانه قد حان الوقت الان لنعقد مؤتمرا وطنيا في الكويت نناقش فيه الخطاب الاعلامي والخطاب السياسي، وكيف يجب ان يكون؟ وما هي حدود المقبول فيه واللامقبول؟ وهل حرية التعبير تعني استباحة اعراض الناس والنهش في لحومهم وهم احياء؟ وهل وجود شبهة على متهم مهما كانت دلائلها قويه تبيح لنا ذبحه بسكين حرية الاعلام؟ بل هل المجرم اذا ثبتت ادانته بحكم المحكمة نشهر فيه بالطالعة والنازلة صباحا ومساء؟
سعدت كثيرا عندما علمت ان قائد معركة ديوان الحربش قد تورط في قضية جديدة، وقلت في نفسي «الله ما يطق بعصا».
وسعدت اكثر عندما شعرت بضغط اعضاء مجلس الامة على وزير الداخلية لوضع حد لهذا الرجل الذي اذى الناس كثيرا! ولكن ساءني جدا اسلوب التشهير غير المبرر بكل من له علاقة بالموضوع بالاسم والصورة من دون ادنى اعتبار لحرمات الناس واعراضهم!
ما ذنب زوجة المتهم؟ ما ذنب ابنته؟ ما ذنب زوج ابنته؟ ما هو شعور زوجة ابنه؟ فليذهب هو، لكن هؤلاء أليسوا بشرا؟ أليس لهم مشاعر واحاسيس مثلنا؟ أليس لهم اصدقاء واصحاب وانساب وابناء عمومة؟ البنت التي ضحك عليها ابليس أليس لها ام صالحة عجزت عن اصلاحها؟ أليس لها اخت مستورة؟
مهما اختلفنا مع المتهم او الجاني او مع خصومنا فلا يجوز لنا ان نفجر في خصومتنا ونتعداها الى غيره! مئات الحالات المشابهة تحدث يوميا في الكويت وفي غير الكويت، ومحاربتها مطلوبة، والضرب بيد من حديد على من يعمل هذه الجرائم امر لازم، لكن الستر اولى، والحكمة مطلوبة في علاج هذه الجرائم، خذ المجرم واحبسه او احجزه او افصله، اعمل كل ما تشاء لعقابه، بس استر عليه! ليس له او لمشاعره، لا وحاشا لله، بل لمن له علاقة به من قريب او بعيد، فالشر، مع الاسف، يعم ولا يخص! وان كان هناك من عتب فعلى بعض صحفنا المحلية وقنواتنا الفضائية، الذين ما كذبوا خبرا، وأخذوا يتناولون الموضوع بالاسم من دون تحفظ! صحيح قد تكون لهذا الاسلوب نتائج ايجابية مثل ردع الاخرين، الذين تسول لهم انفسهم ان يفعلوا فعله، لكن نتائجه السلبية مدمرة! كذلك أعتب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والتغريدات التي اصبح استخدامها السيئ يشوه رسالتها السامية، مع كونها اداة اعلامية مفيدة! حادثة القيادي بالداخلية حادثة واحدة من حوادث عدة كشفت لنا مدى انحدار الخطاب الاعلامي والسياسي بين مكونات المجتمع الكويتي، ونحن في الكويت شطار تحلطم وتشره منذ فترة طويلة! لذلك اعتقد انه قد حان الوقت لعقد مؤتمر وطني لتقويم هذا الخطاب والاستفادة من اجواء الحرية المتاحة، حتى لا يأتي يوم نكفر فيه بحرية الرأي كما بدا بعضنا يكفر بالممارسة الديموقراطية!
***
زيارة معالي الشيخ جابر المبارك للعم عباس المناور في منزله خطوة اسعدتنا كثيرا، وليست غريبة على ابو صباح مثل هذه المواقف الانسانية، التي تدل على تلاحم اسرة الحكم مع الشعب، ولكن هذه النظرة اصبحت اليوم على المحك، بعد ان شعر الشعب ان بعض افراد من الاسرة اصبحوا حلقة من سلسلة التأزيم الذي يعيشه المجتمع الكويتي، لذلك لابد من تدارك الامر قبل ان يصبح خارج نطاق السيطرة.

سامي النصف

الحرائق والدستور

  في مثل هذه الأيام أي في 11/11/1962 صدر دستور دولة الكويت وان استمر عمل المجلس التأسيسي الى يوم الثلاثاء 15/1/1963، ويكفي الكويت فخرا ان ما قام به الآباء العظام المؤسسون قبل نصف قرن من اقرار المبادئ الديموقراطية والحريات العامة يؤسس لمثله «هذه الأيام» في بلدان الحضارة العربية كمصر وتونس والعراق وليبيا بالإضافة الى سورية واليمن بالقريب العاجل.

***

والمؤسف ونحن نحتفل بالعيد الـ 49 للدستور ان هناك من أساء له وأبعده عن المقاصد الخيّرة للآباء العقلاء الحكماء فحارب تعديله وتطويره مما سمح للفساد الذي ما خلق الدستور الا لمحاربته بأن يتسلل لأروقة البرلمان، فتحولت الديموقراطية والعملية السياسية عند الأبناء الى وسيلة اثراء غير مشروع ونهج لإثارة القلاقل والأزمات التي تطفش السياحة وتوقف الاستثمارات وتحولنا من بلد يحمل راية الحضارة والتنوير والريادة في كل مجالات الحياة الى اكثر الدول انغلاقا وتعصبا وتخلفا في مجالات التنافس الاقليمي والدولي والعجب ان المتسببين في ذلك التخلف هم أنفسهم من.. يتهمون الآخرين به!

***

وإحدى أكثر الأدوات الدستورية ايذاء للبلاد والعباد في العشرين عاما الماضية بعد ان أخرجت عن مقاصدها الخيرة هي «أداة الاستجواب» والذي اصبح وسيلة للإرهاب والإرعاب والابتزاز، وتحصيل المال الحرام، والواجب ان يقنن ويرشد، او ان يفتح للجميع فيعطى للوزير وهو عضو في البرلمان حق ان يستجوب ويوقف على المنصة بعض نواب الابتزاز وتمرير الصفقات، كما يجب في هذا السياق ان يستجوب كل كاتب وناخب نواب دائرته كوسيلة لمحاربة الفساد التشريعي عبر محاور تنشر بالعلن لاظهار مدى تجني النواب على الكويت ومصلحة شعب الكويت.

***

وقد هدمت أهم مبادئ الدستور وأطيح بمواده في يوم عيده عبر النهج غير الدستوري وغير القانوني وغير الإنساني الذي تم خلاله التعامل مع قيادي الداخلية، ففي البدء نحن وبشكل مطلق مع محاربة الفساد في وزارة الداخلية وكل الوزارات الأخرى عبر الالتزام بأحكام «الدستور والقوانين» التي تساوي بين الناس وتحفظ كرامتهم وتفرض السرية التي تحافظ على عائلات وأقارب المعنيين ممن لا ذنب لهم، ولا تصدر الأحكام المسبقة بحقهم حالهم حال نواب الايداعات وحتى المئات ممن قبض عليهم في الشقق المشبوهة هذه الأيام ولم يسمع بهم أحد، والتساؤل المحق: هل كان سيحدث ما حدث لو كان المتورط قياديا آخر؟ وهل سيقبل بعد اليوم ان يشهر بالأسماء والأشخاص قبل صدور أحكام الإدانة؟ وهل من العدل ان يهدد وزير بسبب خطأ أي موظف لديه؟!

***

ان التعميم وتصوير رجال الأمن بالفاسدين وكسر هيبتهم أمام الناس من قبل بعض النواب هو فساد ما بعده فساد سيضيع البلد وينشر الفوضى بين ربوعها (فهل هذا هو المطلوب؟!)، واسألوا أهل مصر اليوم والصومال والعراق بالأمس عن كم الدماء والترويع الذي دفع ثمنا لكسر هيبة رجال الأمن في بلدانهم، كما ان التهديد باستجواب الوزير الاصلاحي الشيخ احمد الحمود هو فساد ما بعده فساد وكفانا ابتذالا للدستور عبر استخدامه كأداة للانتقام الشخصي والاستقصاد على الهوية لا القضية.

***

آخر محطة:

(1) تحتفل الكويت هذه الأيام بمرور عشرين عاما على اطفاء آبار النفط والذي يحسب الفضل فيه بعد الله سبحانه الى الفكر الكويتي الخلاق الذي فتح الباب أمام جميع فرق اطفاء الحرائق في العالم للتنافس ودون ذلك الابداع كانت الحرائق ستبقى لسنوات طوال كفيلة بالقضاء على مخزون النفط ومن ثم سننتهي دون دولة و… دون دستور لذا لنحتفل كل عام بإطفاء الحرائق كما نحتفل بصدور الدستور.

(2) العزاء الحار إلى آل زينل وآل المنصور وللثقافة الكويتية عامة والمسرح الكويتي قاطبة برحيل الفنانين الكبيرين المرحومين خليل زينل ومنصور المنصور.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

احمد الصراف

المحبة الكاذبة!

ولد راغب، أو رجب، زاراكولو عام 1948 في جزيرة قريبة من إسطنبول، وكان والده محافظا لها، كانت نشأته في بيئة متعددة الأعراق من أتراك مسلمين وأكراد وأرمن ويونانيين، وبدأ راغب الكتابة في سن مبكرة، بعد أن أنهى دراسته في الحقوق، وأصبح محاميا. وفي 1971 زجّت به الجونتا العسكرية، التي استولت على الحكم وقتها في تركيا في السجن بتهمة التخابر السري مع منظمة العفو الدولية! ليخرج من السجن بعد فترة ويعود اليه مرات عدة، ودائما بتهم تتعلق بقضايا رأي. وفي 1977 أسس وزوجته المناضلة الأخرى دار نشر «بلجي» The Belge، التي أصبحت منذ وقتها هدفا للمصادرة والتعطيل والغرامات المالية الباهظة في قضايا عدة تتعلق – أيضا – بحرية الرأي. كما كان راغب أحد مؤسسي صحيفة ديمكرات، وكان مسؤولا عن الشؤون الخارجية فيها، وقام الحكم العسكري – الذي جاء بانقلاب 1980 – بتعطيل الصحيفة ووضع راغب في السجن، قبل أن يطلق سراحه ويمنعه من مغادرة البلاد. وفي عام 1986 أسس مع آخرين «منظمة حقوق الإنسان» التركية، وسببت مواقفها ومواقف «دار بلجي» صداعا مستمرا للسلطات التركية، خاصة عندما قامت بنشر مؤلفات لمساجين سياسيين من الأقليات، ونشر 10 كتب مترجمة من الأدب اليوناني، وخمسة عن القضية الأرمنية ومثل ذلك عن يهود تركيا، إضافة الى كتب عن الأقلية الكردية التي ينتمي اليها، وكانت مواضيع هذه الكتب ما لا تود أي سلطة تركية – منذ انهيار الامبراطورية حتى الآن – سماعه أو التطرق اليه، خاصة تلك التي تتعلق بالمذبحة المليونية التي تعرض لها الأرمن في تركيا مع بداية القرن الماضي.
وقد ألقت السلطات التركية القبض مؤخرا على راغب زاراكولو، المدافع الصلب عن حقوق الإنسان في وطنه، وخمسين آخرين من رفاقه، بتهمة انتمائهم لحزب سياسي محظور، وبأنهم الذراع المدنية لحركة الـ PKK الكردية، التي تسعى لتحسين أوضاع الأقلية الكردية في تركيا، وقد حدث ذلك على الرغم من كل ما تدعيه حكومة أردوغان الإسلامية من دفاع عن حرية الرأي، في سعي تركيا الى أن تصبح جزءا من أوروبا، وهذا يكشف انتهازية الحكومة الدينية بشكل عام.

أحمد الصراف