كل ما شيّدَته وزارة التربية في سنين هدمته في ليلة.
كنت قد جمعت الأجيال القادمة من "آل وشيح" (آل وشيح أسرة كآل وندسور، إلا أن الأخيرة كانت تحكم الجزيرة العربية في فترة ما، في حين كانت الأولى مطاردة في أطراف الجزيرة تلك، وفي فترة "الما" تلك… المسرح واحد لكن الأدوار تختلف)، المهم أنني جمعت ما استطاعت يداي جمعه من ذخيرة آل وشيح ورصيدها، وابتعدت بهم عن ذويهم، ورحت أغرز سمومي في عقولهم…
قلت لهم وأنا أشير إلى مصافي الشعيبة النفطية: نفطكم تفرَّق دمه على "المؤلفة جيوبهم".
وقلت: لا يفسد الفاسد حين يفسد إلا بدعم من "المفسود بهم" أنفسهم.
وشرحت لهم معاني بعض المفردات بعد أن تم تحريفها…
– العقلاء: مجموعة من "المؤلفة جيوبهم" أذلاء للسلطة أشداء على الشعب.
– المعارضة الجديدة: مصطلح اخترعه أنصار الحكومة المتنكرون.
– الدستور: سيف انتُزِعَ من يد الشعب ليُضربَ به.
– وزارة الخارجية: غادرها محمد الصباح بعد أن تحوّلت إلى مكتب نقل يوصل البضاعة من الباب إلى الباب.
– الحكومة الحالية: عم اليتيم الذي أكل ماله.
– اللجان البرلمانية الرئيسية في برلماننا هذا: لحية عم اليتيم التي تُظهرُه وَرِعاً زاهداً.
– مكتب البرلمان: مسبحة عم اليتيم.
– ساحة الإرادة: آخر قطعة خبز يابسة في يد اليتيم الجائع، يريد عمه انتزاعَها منه.
– الاستجوابات: يتم فيها تقاسم أموال اليتيم.
– القضاء: لا راد له.
– الطائفية: مثل المرجوحة، أنت تجلس على طرفها ذاك، وأنا أجلس على طرفها هذا. أنت تضغط لأرتفع أنا، وأنا أضغط لترتفع أنت… إن تَرَكَ أحدنا اللعبة وقع الآخر.
– متدينو السلطة: لو لم يجدوا جملة "طاعة ولي الأمر" لاخترعوها.
– استاد جابر: شاهد على هذا العصر.
– علي الراشد: وزير في هذا العصر.
وواصلت مهمتي مع أجيالنا القادمة، أنزع ما تحقنهم به المدارس ووسائل الإعلام وأضع بدلاً منه سمومي، ولم أُرجعهم إلى ذويهم إلا بعد أن أيقنت أن أرقامهم في السجن المركزي محفوظة… مسألة وقت ليس إلا.
اليوم: 23 أكتوبر، 2011
أبو الأيتام وسلطان القلوب
العزاء الحار لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وللأسرة المالكة الكريمة، وللشعب السعودي كافة بوفاة فقيد المملكة والعرب والمسلمين الراحل الكبير سلطان بن عبدالعزيز الذي اشتهر عنه حبه الشديد لأعمال الخير حتى جاز معها تسميته بـ «أبو الأيتام وسلطان القلوب»، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
***
ولأبي خالد مواقف تاريخية لا تنسى في نصرة الحق الكويتي وتسخيره كل الموارد البشرية والمادية لعودة الكويتيين الى أرضهم وبيوتهم (فإما تعود الكويت وإما تذهب المملكة معها) وقد سجل التاريخ للمملكة الشقيقة وقيادتها الحبيبة إصرارها على جعل جيشها في مقدمة الجيوش المحررة للكويت وأولها وصولا إلى عاصمتها.
***
وقد اعتدنا لقاء الراحل الكبير كل عام في رمضان ابان أدائنا مناسك العمرة ضمن الوفد الشعبي الذي يختاره ويقوده الأخ الفاضل عبدالعزيز البابطين، وكنا لا نلقى سموه إلا هاشا باشا لا تفارق الابتسامة محياه، ومن مزاياه تخصيصه الساعات الطوال للقاء الوفد يشرح خلالها ما يجري في المنطقة من أحداث ولا ينهي اللقاء إلا بإظهار حرصه الشديد على وحدة المصير بين البلدين الشقيقين ونقل تحياته الحميمة للقيادة وللشعب الكويتي.
***
ومازلنا نذكر روايته المؤثرة عن كيفية بدء فكرة إنشاء مؤسستيه العملاقتين المختصة أولاهما بأعمال الخير العامة والثانية بأعمال الإغاثة العاجلة، حيث يروي سموه أنه شاهد على إحدى المحطات بعض اللاجئين الافارقة وهم يأكلون من خشاش الأرض فلم يشعر إلا والدمع يسيل من مقلتيه، وقد قرر في حينها إرسال الدعم الغذائي والطبي لذلك البلد، وأن يبدأ بتخصيص جل أمواله لأعمال الخير والإغاثة من ذلك اليوم.
***
وقد ساهم اعتناء سموه بالجيش السعودي في حسمه السريع لحرب المتسللين جنوب البلاد أو ما اصطلح على تسميته بحرب الحوثيين، رغم وعورة التضاريس التي تسببت قبل ذلك في هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان والولايات المتحدة في فيتنام بعد سنوات طوال من الحرب، ويوجد على الـ«يوتيوب» صور معبرة لزيارة الراحل الكبير لجرحى تلك الحرب من أبناء القوات المسلحة السعودية، حيث يظهر أبو خالد تواضعه الجم، وذلك عبر حرصه على تقبيل رأس كل جريح من جنود وضباط، وهو مشهد إنساني ندر أن تشهد مثله في الدول الأخرى.
***
آخر محطة: سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو كذلك الأب الروحي للخطوط الجوية السعودية، حيث يحرص على تحديث أساطيلها وتطوير أدائها ويستقدم كل عام وفدا من وكالة الطيران ـ الاتحاد الأميركي لفحص أدائها ومستوى سلامة الطيران فيها وتقديم تقرير مباشر لسموه بعد انتهاء عمليات الرقابة والتفتيش.
أين الحقيقة يا وزير التربية؟
ورد في وسائل الإعلام أن ديوان الخدمة المدنية أرسل كتابا للتعليم العالي يتعلق بوقوع خطأ جسيم في معهد الفنون المسرحية، لتعيين عميده 12 من حملة شهادات «الدكتوراه بالمراسلة» في قسم «وهمي»! وأن هؤلاء يتقاضون 3500 دينار شهريا من دون القيام بأي عمل! ونشرت الصحف صورة عن كتاب الديوان الرسمي لوزير التعليم!
الخبر مؤلم وفضيحة كبيرة بكل المقاييس، إن صح، وفضيحة أكبر واشد ألما إن كان عكس ذلك، وقبل الكتابة عن الموضوع قمت بالاتصال بالسيد فهد السليم، عميد المعهد المعني بالفضيحة، فأكد لي عدم صحة الخبر، وأن الديوان مخطئ تماما، وأنه بصدد توضيح الأمر للجهة المعنية! وزيادة في الاطمئنان أجريت اتصالات عدة تأكد لي بعدها أن المسألة برمتها تدعو حقا للشفقة ولا تخرج عن أن تكون مؤشرا، بين مؤشرات عدة أخرى، على مدى انهيار القيم في المجتمع وتدهور الأوضاع الإدارية والأخلاقية بسبب الوضع السياسي المزري الذي نعيشه، فالذين اتهموا بحمل شهادات دكتوراه بالمراسلة، شهاداتهم جميعا، او على الأقل التي اطلعت عليها، معتمدة من وزارة التعليم العالي، وبعضهم يعمل بشهادته المعتمدة من الجهات الرسمية منذ سنوات، ويتقاضون رواتب أقل بكثير مما ورد ذكره في كتاب الديوان، ومنهم من عمل بوظيفته بموافقة ديوان الخدمة، أي الجهة نفسها التي احتجت على توظيفهم، وبالتالي فإن تعيينهم في المعهد لم يخرج عن القواعد والأصول الإدارية، وهنا يشكل خطاب الديوان فضيحة نضعها بتصرف وزير التربية والتعليم العالي، معتمدين على صحة ضميره، طالبين منه بحث الأمر في مجلس الوزراء لكي نرى، ولو لمرة واحدة، محاسبة حقيقية لمن اساء لشرف وأمانة وسمعة غيره، عامدا متعمدا.
أحمد الصراف
القذافي عبرة للكل
نهاية القذافي يجب ان يستفاد منها.. والمستفيد ليس فقط حاكم سوريا أو حاكم اليمن.. بل يجب ان يستفيد منها كل الحكام العرب بشكل خاص وكل حاكم آخر لا يحكم بالعدل والاحسان. ما يجري في العالم العربي ربيعان: ربيع للشعوب كي تزيل الجاثوم من على صدرها وتتنفس الحرية.. وربيع لبعض الحكام كي يثبتوا للعالم رضا شعوبهم عليهم لأنهم يحكمون بالعدل.
القذافي لم يكن بالسوء الذي به اليوم بعض حكام العرب، على الأقل في ظاهره، لذلك على من هو أسوأ منه ان يبادر ليس باصلاحات.. فزمن الاصلاحات منهم قد ولى، ولكن بالتنازل عن الحكم ونقل السلطة سلمياً الى من يراه الشعب قبل خراب البصرة. وأعتقد ان حكام المغرب والجزائر والعراق وإيران لن يكونوا بعيدين عن انتفاضة شعوبهم على الأوضاع المزرية في تلك الدول.
***
أعجبتني مقالة الزميل غسان العتيبي اليوم (أمس السبت) في القبس عن «غباء السياسة الأميركية»، وفعلاً بدأت أميركا تتخبط في سياستها بالمنطقة، بعد ان اثبتت أحداث الربيع العربي انها سياسة خاطئة أدت الى مزيد من الكره لأميركا التي ظهرت لشعوب العالم الثالث بانها في الحقيقة راعية للأنظمة الدكتاتورية، وان على الشعوب ان ارادت حريتها ان تعتمد على نفسها، وأكبر دليل على غباء هذه السياسة ما نراه عندنا في الخليج من طريقة تعامل الأميركان مع أحداث المنطقة، ولعل أحداث البحرين تؤكد ما ذهبت اليه.
***
قرار ايقاف خطيبين عن الخطابة يوم الجمعة حتى ينتهي التحقيق في ما اثير حولهما، قد يكون قراراً مقبولاً على مضض، لكن ان يكون القرار نتيجة تهديد نائب طائفي أو رمز لطائفة فهذا غير مقبول تماماً لانها ستكون سابقة لكل من هب ودب لاصدار تهديداته، ونحن نعرف جيداً ان الطرف الآخر غير عاجز عن التهديد، وليذهب الوطن إلى الجحيم! وكم كنت أتمنى ان يكون الايقاف بعد انتهاء التحقيق لا قبله.
وبالمناسبة.. اعتقد انه قد حان الوقت لوضع تصور واضح للجميع يحدد المقبول وغير المقبول في الحديث والخطابة والنشر عن الأمور الدينية حتى لا نأتي كل يوم وندخل في مشكلة بين السنة والشيعة، هذا التحديد لا يحدده صالح عاشور ومحمد هايف ولا يحدده صلاح الخميس والمهري، بل تحدده وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شريطة ألا يكون القرار خاضعا لهواجس نائب أو شيخ معمم.