يعتبر الكاتب المصري يوسف زيدان، مؤلف «عزازيل»، القصة الأشهر والأكثر مبيعا في تاريخ الرواية العربية، التي تجاوزت طبعاتها العشرين، واحدا من أفضل الكتاب، وتعتبر روايته الشهيرة الأخرى «النبطي» مشوقة وغنية بالمعلومات، كسابقاتها، حيث يتطرق فيها للأساطير التي أحاطت بالفتح العربي لمصر ومجيء عمرو بن العاص اليها. كما تسلط الضوء على جوانب منسية من التاريخ، مثل وقائع احتلال الفرس لمصر. كما تتعرض لفترة حرجة من تاريخ المنطقة، وهي العشرون سنة التي سبقت دخول المسلمين كغزاة لمصر، حيث يدخل المؤلف قارئ روايته في ابداع مشوق وعميق المعاني، فلا يستطيع أن يقاوم خفايا كلام العرب، وأسرار الأنباط، أصحاب الشعر والحضارة، الذين استوطنوا مصر قبل دخول الاسلام اليها بثلاثة قرون.
يذكر ان «عزازيل»، الفائزة بجائزة «بوكر» العربية عام 2009 أثارت، عقب صدورها، جدلا كبيرا من جانب الكنيسة المصرية، التي اتهمت المؤلف بمحاولة هدم العقيدة المسيحية. كما هاجم عديدون الرواية، واتهموا مؤلفها بالتدخل في شؤون الكنيسة المسيحية الداخلية.
وذكر المؤلف أن سبب ارتباط روايته بالتاريخ يعود لشغفه بهذه المادة، بعد أن شاهد ما ابداه مجموعة من اليهود في مكتبة الاسكندرية من اهتمام بقراءة التاريخ وتصفح كتبه، لذا قرر دراسته، حتى أصبح مهووساً به.
ويقص زيدان رواية «النبطي» على لسان «مارية القبطية»، وعن فترة القرن السابع من الميلاد، مع بداية رسالة الاسلام، وكيف كان اقباط مصر وقتها يعيشون الرعب بين انسحاب الفرس المحتلين، وعودة احتلال الروم لهم، ووضعهم الممزق بين عدوين طامعين، كل ذلك وطلائع الجيوش العربية تستطلع أحوال مصر وسكانها، وثرواتها. وفي مشهد يتخيله زيدان، يلتقي عمرو بن العاص بمارية، التي سكنت بعد زواجها جزيرة العرب، يسألها عن بيوت أهلها، أحوالهم، أسلحتهم، زرعهم وحصادهم. قبل أن يأمرها وزوجها وأهلهما بالرجوع الى مصر مع اليهود لتمهيد دخول العرب! لكن زوج «مارية»، التي كانت تنعت بـ«المصرية العاقر»، والتي لم يمنعها اسلامها، بطلب من زوجها، من الاستمرار في أن تقسم بالعذراء، يرفض ذلك ويظهر نظرة واقعية عندما يقول لهم «ما نحن الا جواسيس المسلمين وعيونهم في البلاد، واذا قالوا لنا ارحلوا، فلابد من الرحيل..»!
روايتان أكثر من مشوقتين، ونعرض هنا ارسال نسخ منهما، على الانترنت، لمن يرغب.
أحمد الصراف