يبدو أن هناك من يستمتع بأخبار وتنبؤات نهاية العالم وانفجار الكون او الكرة الأرضية وفناء البشر، وربما لهذا كثر المنجمون والمتنبئون، ومن هؤلاء الواعظ الأميركي الشهير ويليام ميللر، الذي ظهر في منتصف القرن 19 وذكر أن النهاية ستكون ما بين 21 مارس 1843 وسنة بعدها، ودفع ذلك الكثير من أتباعه وقتها للتنازل عن ممتلكاتهم! ثم جاء بات روبرتسون «الواعظ الأشهر» والأكثر تطرفا وخبالا في أميركا، وادعى في 1976 بأن نهاية العالم ستكون ما بين اكتوبر ونوفمبر 1982، ونتيجة لمكانته آمن الكثيرون بنبوءته الخرقاء. ثم جاء هيفن غيت، عضو جماعة دينية تؤمن بأن الأرض سيعاد تكوينها وفقا لعقيدتهم، وان الجسم البشري مجرد وعاء يهدف للوصول بهم الى الحياة الأخرى، وقام و38 عضوا آخر من الجماعة بالانتحار جماعيا في 19 و20 مارس عام 1997 حتى يتمكنوا من الوصول الى الحياة الثانية. ثم جاءت مشكلة عام 2000، وتنبأ البعض بأن نهاية العالم ستكون في اليوم الأول منها، حيث ستؤدي اخطاء الكمبيوتر الرهيبة الى تحطم الطائرات وانفجار المفاعلات النووية وتعطل الأجهزة الطبية وبلوغ نهاية الحياة! وسبق للعراف الفرنسي نوستر داموس أن كتب في هذا الموضوع بالذات، وقال ان نهاية العالم ستكون في آخر 1999.
وطبقا لما ورد على لسان المنجم الفرنسي كاميل فلامريون، فإن الحياة على الأرض ستفنى على يد المذنب «هالي»، الذي يتكون من غاز السيانوجين السام، حيث ستمر الأرض عبر الذيل وينهي الغاز الحياة، وهذا دفع البعض الى تخزين ادوية وأجهزة للوقاية من خطر الغاز السام. ثم جاء هارولد كامبينغ، المذيع الأميركي الشهير، وقال ان النهاية ستكون في 21 مايو 2011، وقد عرضه ذلك لسخرية شديدة، ولكن لم يمنعه من العودة والتنبؤ بأن النهاية ستكون في 21 أكتوبر 2011! وتطمينا للجميع فإنني أؤكد هنا خطأ هذا الدجال، وغيره، وأن شيئا لن يحدث، وإن حدثت فلن يكون هناك أحد ليسخر مني. وكل عام والجميع بخير.
أحمد الصراف