هي قاعدة: «إذا كانت الحكومة فاسدة، فالشعب الذي يختار نواباً حكوميين يكره بلده، والشعب الذي يختار نواباً معارضين يعشق بلده».
وكان المصري أحمد عز، رجل الحزب الوطني القوي، القريب من جمال مبارك، يقول مندهشاً، أو يتصنع الدهشة، وهو يخاطب المعارضين الباكين على حال مصر: «الله، ما عندكو أهوه النواب بتوعكم اللي انتو اخترتوهم برغبتكم»، ويضيف: «محدش ضرب حد على ايدو عشان ينتخب فلان أو علان… دي حاجة تحير فعلاً».
وفي ليبيا أيام العبودية، يقول القذافي مهاجماً الليبيين الهاربين من جحيمه: «يتذمروا ويهاجموا الخدمات والمشاريع في ليبيا، ما بيعرفوش أن همّا هكّا بيهاجموا الشعب، لأن الشعب هو اللي اختار الناس اللي يمثلوه في اللجان الشعبية».
هذا الكلام المصري والليبي لو صرفناه بالعملة الكويتية لوجدناه كالتالي: «الشرهة مو على الحكومة، الشرهة على نوابنا اللي اخترناهم وطلعوا فاسدين… نختار نواب فاسدين بعدين نتحلطم».
وأنا وأنت والعريس والعروس نعرف أن المصريين لم يختاروا نوابهم بملء إرادتهم، ولا الليبيين فعلوا، ولا الكويتيين كذلك. وإن كان الكويتيون «أهون شوي» من الآخرين.
وأنا وأنت والعريس والعروس والمأذون أيضاً نعرف أن الحكومة تستخدم سلاح المعاملات النووي في الانتخابات، فينجح نائب بطعم «السكر» في حلق الحكومة ويسقط آخر بطعم «الخروع». وهناك من النواب مَن ترعاه الحكومة منذ ولادته كما ترعى الأم وليدها، فتحرص على تغذيته بأجود أنواع السيريلاك بالقمح، وتحممه، وتدهن جسمه بالكريمات المرطبة، وتدفع مصاريفه في المدرسة الأجنبية، ووو، «فيتخرج» من الانتخابات جاهزاً على سنقة عشرة، وهناك من تتسلمه الحكومة بعد «تخرجه»، وكلاهما «ينحط على الجرح»، فيداوي جرح الحكومة ويرقص على جراح الشعب والدستور والديمقراطية.
وفي الكويت ثمة «مكاسب» تحولت بفضل الحكومة ونوابها إلى «كذبات» كل واحدة تقول «الزود عندي»، أولاها المادة السادسة من الدستور «الأمة مصدر السلطات جميعاً»، والثانية «الكويت دولة ديمقراطية»، لكن أم الكذبات وأكذب كذبة هي «الشعب اختار نوابه».
إذا كان الشعب أصلاً ميتاً، أو «مرحوماً عليه» كما يقول لاعب المنتخب السعودي السابق فهد الهريفي، فكيف يختار الميت نوابه؟
***
نكتة مضحكة مبكية أرجو أن يقرأها وزير الكهرباء كي يشاركنا الضحك الباكي، النكتة مصدرها القطاع الذي يتولاه وكيل مساعد من غلاة المتدينين، يرفض الاستماع إلى شكاوى موظفات القطاع على اعتبار أنه «متدين» وهن «عورة»، وكأن المسؤولين الآخرين في الدولة الذين يستمعون إلى شكاوى الموظفات ويتعاملون معهن بطريقة طبيعية من كفار قريش، وهو الوحيد الذي أعلن إسلامه بعد فتح مكة.
صدقاً لا أدري من أي إسلام استقى أخونا الوكيل هذه التصرفات، فما نعرفه أن الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين كانوا يستمعون إلى شكاوى المظلومين من الجنسين.
أما صاحبنا الوكيل فمنع مجموعة من الموظفات المشتكيات من الدخول إلى مكتبه، وعندما شاهدنه في إحدى المرات وتوجهن إليه، أعرض عنهن ووضع غترته على عينيه وتسارعت خطواته الهاربة منهن وهو يتمتم: «استغفر الله استغفر الله استغفر الله»! مع العلم أن الموظفات منقبات ويرتدين اللباس الإسلامي.
يا سيدي هل تعلم أنك بتصرفك هذا إنما تتهمهن، بصورة غير مباشرة، بالفسق والانحلال؟ يا فضيلة الوكيل هن لم يأتين إليك ليحظين بشرف توقيعك على الصور، فـ»اركد شوي» هدانا وهداك الله.
ويا أخانا الوزير، إما أن تقنع وكيلك بالتعامل مع موظفيه من الجنسين باحترام، أو فليستقل ويبتعد عن «العورة»، أو فاسمح لهن بالتوجه مباشرة إلى الوكيل العام للوزارة.
ألا قاتل الله المتكلفين والمتصنعين والمسيئين للدين.
الشهر: سبتمبر 2011
أيهما أهم سكراب الكهرباء أم سكراب النواب؟
يسأل الكاتب زايد الزيد في مقال له بجريدة «الآن» الإلكترونية: «لماذا وحدها فضيحة الأرصدة المالية المتراكمة لدى نواب تتحمس لها قوى الفساد وأصحاب المصالح ويتركون قضايا الفساد الأخرى الأكثر وضوحاً والأوفر أدلة مثل فضيحة سكراب الطوارئ؟!». تساؤل زايد في مكانه ونتساءل معه حائرين في الوقت ذاته عن حقيقة ازدواجية معايير الحماس «الإعلامي» لـ«قوى الفساد وأصحاب المصالح» (تعبير زايد)!. ويمكن أن نضيف أيضاً تساؤلاً آخر، عن معنى اللا اكتراث واللامبالاة الحكوميين في معظم قضايا الفساد المالي، إن لم تكن الحكومة تعمل جاهدة على طمسها أو التقليل من أهميتها؟ هل يعني مثل هذا الخطاب للزميل زايد أن قضية الأرصدة المالية المليونية التي تفجرت فجأة لا تستحق أن يسلط عليها الضوء الإعلامي الكويتي لأن هناك قضايا فساد أكبر لـ»أصحاب المصالح» و»أوفر أدلة» صمَت عنها إعلام أصحاب المصالح، وجرى التعتيم عليها بسبق إصرار، بل إن هناك حظراً ومنعاً من النشر لاعتبارات سلطة وقوة رأس المال المهيمنة على معظم وسائل الإعلام الخاصة، فهي تضج بالصراخ والعويل عن المال العام وتبديد الثروات المستقبلية للدولة على الكوادر والزيادات المالية وكل رشاوى السلطة لتخدير الوعي الشعبي، وتسكت و»تصهين» وسائل الإعلام هذه «لقوى الفساد والمصالح» حين تقترب الفضائح منها، وهي «فضائح» مسكوت عنها قسراً إلا في همس منتديات الأصدقاء وجلسات «الحش الدواويني»!.
لي ملاحظة أخرى على تساؤل الزميل زايد، وهي: إذا كانت الفضائح الأخرى المسكوت عنها «أوفر أدلة» من قضية تفجر فجائي مليوني في أرصدة بعض النواب، فهل كان من واجب البنك الوطني وكبار ملاك أسهمه، على سبيل المثال، أن يصمتوا ولا يتقدموا ببلاغ إلى النيابة العامة، لأن هناك فضائح «أوفر أدلة» غيرها! مثل هذا الكلام لزايد يذكرني بمقال قديم كتبه الدكتور إسماعيل الشطي منذ زمن طويل ـ الله يذكره بالخيرـ في قضية ناقلات النفط، فحواه أن هناك جرائم وفضائح كبرى لم يتم تسليط الضوء عليها، والمسألة ـ حسبما أذكر من مقاله – لا تقتصر على تهم الناقلات!
جرائم الفساد لوزراء أو نواب أو مسؤولين كبار تتحد في موضوع «انتقائية» الفضح والنشر والتحريض الإعلامي في بعضها دون البعض الآخر، ووفق المصالح المادية للمرتكبين، ولا أعلم في مثل زمننا الأغبر كم فرداً منا لم تصبه جرثومة الفساد، التي تم خلقها وتطويرها، كما ذكرتُ من قبل، في مختبرات السلطة! إلا أن الحد الأدنى الذي يجب أن يتفق عليه هو أن السكوت عن جريمةٍ ما لا يبرر الصمت عن جرائم أخرى، أو بكلام آخر فإن عدم نشر بعض فضائح الفساد والصمت عنها لا يبرران «حماسة» نشر فضائح غيرها، لأن أبطالها من غير جماعتنا، ولنتحسس كلنا «البطحات» التي على رؤوسنا، ولنفضحها متى أمكننا ذلك، ونصمت عنها بألمٍ حين تمارس سلطة رأس المال سلطانها ونفوذها، ولنُعَزِّ النفس بعبارات مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، و«هذا سيفوه وهذه خلاجينه»…
قارئ الفنجان الكويتي
اصبت بالدهشة المشوبة بالحزن، عندما علمت أن هناك ما يقارب الثلاثمائة ألف موظف يعملون في الجهاز الحكومي، فهذا لا يعني فقط انهم يشكلون اكبر حزب وقوة ضغط في الدولة على الحكومة والمجلس، وما حدث في مجزرة الكوادر الأخير خير دليل، بل ويعني أن ما يبتلعه هذا الجيش من موارد الدولة، من رواتب وخدمات، كاف لخنق أي خطة تنمية حقيقية.
ان هذا التضخم الوظيفي ليس ذنب هؤلاء الباحثين عن اي عمل محترم ومجز ماديا، فالحكومة هي المسؤولة عن هذا التسيب والانفلات الوظيفي، ومسؤولة أيضا عن انعكاس الوضع، بحيث اصبح النزوح الوظيفي، و للمرة الأولى في تاريخ الكويت، وربما العالم، من القطاع العام الى الخاص الأقل ارهاقا والأكثر دفعاً. والمؤسف فوق هذا وذاك، أن كل هذا العدد الهائل من الاداريين، وما اقل الفنيين بينهم، لم يستطع تقديم خدمة مجزية، فتجاربنا وغيرنا معه مريرة جدا، وكان آخرها محاولتي الحصول على ترخيص بناء مخزن بسيط في منطقة الري، وهنا أكرر: مخزن بسيط، وليس مختبر أدوية أو ثلاجة مواد غذائية او مصنعا للمواد المشعة! فقد تطلب الأمر مرور ألف يوم، أي أكثر من 3 سنوات، للحصول على الترخيص رغم عدم وجود اي عوائق أو مشاكل أو مخالفات أو طلبات غير معقولة، بل ضاع الوقت في كتابنا وكتابكم، وهات هذا المستند، وابحث عن تلك الشهادة، واحصل على هذا التوقيع، ولتمر الأيام الألف ونحن نسند خدودنا على راحات أيدينا!
تجربتي الثانية كانت في ترخيص بناء شبرة، يا ناس شبرة كيربي، وليس مهبطا ولا حظيرة طائرات، وهذه بسلامتها تطلبت مرور ثمانية أشهر كاملة.
والآن كيف يا سيدي الكريم، يا وزير التخطيط والتنمية، رغم كل مزاياك العالية وهمتك الأعلى وصادق نواياك وشديد رغبتك في أن تخلق شيئاً، تستطيع ان تمرر معاملاتك ضمن مثل هذا الجهاز المتعب والمترهل والأبعد ما يكون عن الكفاءة، دع عنك الاخلاص وحب العمل والتفاني في أدائه؟
يغني عبد الحليم حافظ على لسان نزار: «وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان، وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان، فحبيبة قلبك يا ولدي ليس لها أرض أو وطن أو عنوان»! ولكن لا نقول الا اللعنة على التشاؤم، ونتمنى مع الزميلة اقبال الأحمد ان يزأر الأسد!
أحمد الصراف
طلال الفهد… قائد النجاح
أعتذر لأني أكتب اليوم عن أمر قد لا يعني الكثيرين، ولكني أكره أن ينسب الأمر إلى غير أصحابه عمدا، وبشكل غير موضوعي أبدا.
فقد انتهز البعض فرصة نجاح المنتخب الكويتي لكرة القدم أخيرا في بداية تصفيات كأس العالم، والتي سنتوجها بإذن الله بالوصول إلى كأس العالم في البرازيل 2014، أقول انتهز البعض هذا النجاح في تتويج طلال الفهد رئيس اتحاد كرة القدم غير الشرعي كقائد للانتصارات ومعيد لمجد الكويت الكروي الضائع.
قبل تفنيد هذا التتويج غير المستحق لطلال الفهد أود أن أقر بأن الكويت أضاعت أمجادها الكروية من منتصف الثمانينيات تقريبا إلى يومنا هذا، والسؤال هو: من كان يتولى شأن الرياضة منذ ذلك الحين إلى اليوم؟
نعود إلى موضوع طلال الفهد، ونسب النجاح إليه بغير وجه حق، كما يعلم المعنيون بالشأن الرياضي بأن نجاح أي فريق رياضي مرتبط بثلاثة عوامل رئيسة هي:
الجهاز الفني، والجهاز الإداري، واللاعبون، ويقصد بالجهاز الفني المدرب ومساعدوه والطاقم الطبي، أما الجهاز الإداري فهو يتمثل بمشرفي الفريق ومديري شؤونه، أما اللاعبون فهم نتيجة لاختيار الجهاز الفني للفريق.
أما الجهاز الفني لمنتخب الكويت فيتولى شؤونه منذ أكثر من عامين (قبل تولي طلال الفهد لاتحاد الكرة بشكل غير شرعي) مدرب مغمور يدعى “غوران”، وهو مدرب استطاع خلال فترة وجيزة تكوين هوية واضحة للمنتخب الكويتي وانطلق تصحيح مسار المنتخب على يديه؛ بدءا من التأهل لنهائيات آسيا الماضية والحصول على بطولة غرب آسيا وكأس الخليج، ولكن ما يتعمد تجاهله مشجعو طلال الفهد هو أن اتحاد طلال الفهد غير الشرعي لم يكن راغبا في التجديد لهذا المدرب لولا الضغط الإعلامي ومرض المدرب البديل الذي كان يرغب فيه طلال الفهد، وهو ما يعني أن الجهاز الفني لم يكن باختيار طلال الفهد إطلاقا لا من خلال التعيين ولا الاستمرارية.
الجهاز الإداري الذي يعنى بشؤونه حاليا كابتن منتخب الكويت سابقا أسامة حسين بمعية الكابتن علي محمود، واللذان يشهد لهما بأنهما صاحبا رؤية وأسلوب إداري مميز ساهم بشكل كبير في الوضع المميز لمنتخبنا الوطني اليوم، وهما أيضا عُيّنا قبل اتحاد طلال غير الشرعي.
أما اللاعبون فلا علاقة لطلال الفهد أبدا بأدائهم، بل هم مواهب كويتية تزخر بها البلاد منذ الأزل ولا تأمل سوى العناية والتخطيط الجيد كي تلمع وتبهر، وهو ما حصل من خلال الجهازين الفني والإداري.
الأمور السابق ذكرها ما هي إلا لإعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن المطبلين والمهللين لطلال الفهد دون منطق أو حجة أو برهان، بل إنه هو من تسبب في وقف الدعم المالي من الدولة للمنتخب؛ لأن حضرته لا يريد ترك الكرسي الذي ناله بشكل غير شرعي، في حين أن كل ما هو مطلوب منه اليوم أن يجري انتخابات حسب القانون الكويتي الذي يعلو الجميع.
ليبيا غيت
منذ الأيام الأولى لتسلم معمر منيار القذافي للسلطة في ليبيا المنكوبة به بدأ أعماله التخريبية في الوطن العربي، حيث مول بالمال والسلاح بعض المنظمات الفلسطينية التي عاثت بالأردن فسادا وتجاوزا حتى انتهى الأمر بحرب أيلول عام 1970 المسماة بـ«أيلول الأسود» التي تسببت في وفاة عبدالناصر وادعاء القذافي وراثته، ثم استدار إلى لبنان فساهم في بقاء الحرب الأهلية مشتعلة هناك لمدة 17 عاما خطف خلالها إمام المحرومين السيد موسى الصدر كي يشعل الفتنة الطائفية بين الشيعة اللبنانيين والسنة الفلسطينيين حيث بدأ ما سمي بحرب المخيمات بين حركة أمل ومنظمة التحرير.
ورغم ادعاء القذافي إيمانه بالقومية العربية إلا أنه وقف مع إيران في حربها ضد العراق العربي المحكوم بحزب يرفع شعار القومية العربية (!) ولم يكن ذلك الوقوف حبا في إيران بل لإبقاء الحرب مشتعلة بين الطرفين لاستنزاف ثرواتهما وتدميرهما معا، ولولا ذلك الدعم الليبي و«أمثاله» لتوقفت الحرب بعد الانتصار الإيراني عام 82 وطرد القوات الصدامية من المحمرة وأسر مائة ألف جندي عراقي بدلا من استمرارها بفضل ذلك الدعم غير المفهوم، وانتهائها بهزيمة عام 88 وتجرع السم، ومن ثم تجرأ المنتصر صدام على غزو الكويت.
وعمل القذافي دون كلل أو ملل على تشويه سمعة العرب والمسلمين بعملياته الإرهابية التي تثير حنق الشعوب المستهدفة، فقام بتفجير الطائرات المدنية الأميركية والفرنسية ومثل ذلك تفجيرات برلين ولندن وروما (هذه الأيام يقوم بمثلها تنظيم القاعدة)، ودعم الحركات الانفصالية في السودان واليمن والمغرب، وتخريب أعمال الجامعة العربية والاتحاد الافريقي بالمشاكل التي يثيرها بحجة عداء الدول الاستعمارية والغربية.
وقد كشف ثوار ليبيا عن وثائق خطيرة ترتقي لمسمى «ليبيا غيت» كحال وثائق «إيران غيت» و«عراق غيت» التي أظهرت تعاون النظامين الثوريين في طهران وبغداد مع الغرب رغم دعاوى العداء الظاهر، فقد أثبتت الوثائق الليبية تعاون نظام القذافي الوثيق مع من يدعي عداءهم، كما أظهرت تعاونه ـ رغم ادعائه الإسلام ـ مع الطاغية الصربي سلوبدان ميلوسيفتش في حربه الإبادية ضد مسلمي البوسنة وكوسوفو وتضخم ثروته الشخصية لما يزيد على 100 مليار دولار رغم ادعائه الكاذب للتقشف وسكن الخيمة وقيادة السيارات الصغيرة.
آخر محطة: 1 ـ ادعى القذافي عام 86 وكوسيلة لإثبات ثوريته وتضحيته وفاة طفلته بالتبني في الغارة الجوية على باب العزيزية، وقد كشف الثوار هذه الأيام وعبر الشهود انها حية ترزق، والسؤال المحق هو: كم من ثوري آخر أظهر للسذج من الاتباع ثوريته وصدقه عبر ادعاء استشهاد أقاربه ممن هم في حقيقة الأمر أحياء عند أقاربهم يرزقون؟!
2 ـ لماذا لم يكشف أعداؤه كذب ادعائه موت طفلته خاصة انها كانت تعمل وتتجول في الأماكن العامة بطرابلس؟!
3 ـ لماذا، أخرى، رغم ادعاء الثورة المسلحة في بلاد الشام إلا أن الصور والأفلام لم تظهر قتيلا واحدا يحمل السلاح؟!
الخوف من الظلام الإيراني (3-3)
تعتبر أغنية «طير السحر» من اشهر الأغاني السياسية الإيرانية، رغم قدمها، ويحب الجمهور سماعها من المطرب شجريان، الذي اختارته محطة تلفزيون أميركية واحدا من بين أجمل 50 صوتا في العالم. كتب كلمات «طير، أو مرغ سحر» الشاعر بهار، وجدد لحنها مؤخرا من قبل مثقف ومعارض للوضع الاجتماعي والسياسي السائد حاليا في إيران. وتكمن ديمومتها في كون كلماتها صالحة لكل زمان، وقد ظهرت للوجود في خضم الأحداث التي وقعت في أعقاب انهيار سلالة قاجار وتسلم رضا خان بهلوي الحكم. تقول كلماتها:
يا طائر السَّحر، أطلق الأنين، وجدد الحروقَ في كياني. بالآهات اكسر القفص المبعث للشَّرر واجعل عاليه سافله. أيها الطائر المغلول جناحه في ركن القفص.، اصدح بأنغام حرية البشر.
وبنَفَسٍ حارقٍ املئي تركيبة هذا التراب بالشرر. ظلم الظالم، وجور الصياد جعلا عشي في مهب الرياح. يا الهي، أيها الفلك، أيتها الطبيعة، اجعل ظلمة ليلنا سَحَرًا. أتى الربيع من جديد، محملاً بالزهور، وهذا القفص، كما قلبي حالك الظلام. أشعل النار في القفص، يا نيران الآه، يا أيادي الطبيعة لا تقطفي زهور عمري. يا طائراً دون قلبٍ، اختصر، اختصر في شرح الهجران. لقد مضى عمر الحقيقة، ولم يبقَ أثر للوفاء. أنين العاشق، ودلال المعشوق، أصبحا كذبتين من دون ثمر. الصدق، والمودة والمحبة أصبحت أساطير، الوعد والشرف هجرا ساحتنا. أصبح الدين والوطن أعذاراً لأجل السرقات، دع العينين تغرقان في الدموع. من جور المالك، ظلم الأرباب، لم يعد الزَّارع يحتمل شدة هَمّ.ه.. كؤوس الأغنياء ملؤها الخمر الصافي، وكؤوسنا ملؤها دماء أكبادنا. أطلق الآهات يا قلبي الحزين، واصرف النظر عن المساواة. أيتها الساقية يا من وجهك كالورود، اسقني ماء النار، اسدلي ستارة الانجذاب أيتها المليحة، واطلق الآهات من قفصك أيها البلبل الحزين. فمن حزنك، امتلأ صدري شررا، امتلأ صدري شررا.
***
ملاحظة: شارك المهندس والشاعر «علي العبدالله» في كتابة هذه المقالة، فله الشكر.
أحمد الصراف
سفراؤنا الفندقيون
الله يرحمك يا عمنا وعم الروائيين العرب خيري شلبي، الله يرحمك يا مبدع شخصية «حسن أبو ضب»، ومبدع الثلاثية الملحمية «الأمالي»، الله يرحمك أيها السلس المنساب الذي اعتاد إغراقنا في بحر التفاصيل فعشقنا الغرق، وعرفنا أن في الغرق متنفساً أكثر، الله يرحمك أيها العزيز النفس الذي لم يركع أمام السلطان.
يا رحمة الله، توقفت غيمات عمنا خيري عن الإمطار، فبكت بساتين الأدب، ونزعت الفراشات ألوانها وارتدت السواد، وصمتت العصافير، وأغلقت أزهار عباد الشمس بيوتها عليها واعتزلت الضوء.
لكن عزاءنا أن الله مد في عمره إلى أن قرأ رواية «تحرير مصر» التي كُتبت في الميادين بدماء عشاق مصر… فادعوا لعمنا بالرحمة، وسارعوا إلى قراءة روايته الخالدة «وكالة عطية»، التي تجول بنا من خلالها في مدينة «دمن حور» أو «دمنهور» كما هو اسمها الحالي، إن لم تكونوا قرأتموها من قبل فتداركوا أنفسكم يرحمني ويرحمكم الله.
* * *
على من أراد قراءة «وثائق ويكيليكس» من الكويتيين أن يتأكد من صلاحية «مرارته» وإلا فستنفقع، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
وبالطبع لم تأتِ الوثائق بجديد، فكل ما ذكرته نعرفه ونحفظه عن ظهر غيب ونسمّعه بأقدامنا اليسرى، الجديد هو أن الكلام هذه المرة أتى من الأميركان، لا من الكويتيين المؤزمين.
لكن تعالوا ننظر إلى الموضوع من الكاميرا الجانبية، لنشاهد كيف يتفانى السفراء الأميركان في أعمالهم، وكيف يرتدون عدة الغوص ليغطسوا في أعماق محيطات الدول التي يتواجدون فيها، فيتفحصوا الأسماك الملونة والشعب المرجانية ووو، ويحصلوا على عينات من تربة القاع يرسلونها إلى مختبراتهم، ويعملوا بلا كلل ولا ملل.
وهنا ينبت سؤال: هذا ما فعله سفراء الأميركان، فماذا عن سفرائنا؟ «أجزم ذراعي» أن غالبية سفرائنا لا يعرفون أسماء أعضاء حكومات الدول التي يعملون فيها، دع عنك أسماء المعارضة وتشكيلات الأحزاب وتاريخها، وأحلق ذقني بسكين المطبخ لو كان بعضهم ملماً بثقافة الشعب الذي يعيش معه، أو كان يعرف أسماء أدبائه ورموزه التاريخية.
السفراء عندنا، في الغالب الأعم، مثل المحافظين، يتم تعيينهم من باب «التكريم»، بشرط أن يحفظ السفير عن ظهر قهر الجملة الباردة الباهتة الشاحبة: «الدولتان ترتبطان بروابط متينة»، وسلامتك وتعيش. لا يخرجون على فضائيات الدول التي يعملون فيها، ولا يشاركون في المنتديات، ولا يطلقون ضحكة ولا يذرفون دمعة، باستثناء قلة قليلة منهم، لعل الفريق علي المؤمن أحدهم.
سفراؤنا يبدعون في أمرين لا ثالث لهما، احتفالات الأعياد الوطنية و«القرقيعان»، والشهادة لله أنهم «عند وجهك» في هذا الأمر، أما الأمر الثاني فعندما يخرجون متراكضين، على رأي غسان كنفاني، لاستقبال بعض كبار التجار ومناديبهم، ويفرحون بمقدم التاجر ولا فرحة الإبل بـ«حنّة الرعد» و«لمعة البرق».
وفي انتظار العيد أو أي مناسبة وطنية، وفي انتظار زيارة تاجر ثقيل دم ورصيد، يقضي بعض سفرائنا أوقاتهم في التأمل في وجوه المارة، أو أجسادهم، على أحواض السباحة وفي ردهات الفنادق الفاخرة… ولا ندري «لمن تُقرع الأجراس»، بالإذن من همنغواي.
أراضي العرب قصعة الأمم
إبان هوجة الخمسينيات والستينيات أساءت أنظمة العسكرتاريا العربية للدول المجاورة والشقيقة كإيران وتركيا والحبشة وباكستان وحتى اسرائيل واستخدمت التاريخ بشكل خاطئ لافتعال المشاكل معها كما حاربت حلف بغداد الذي ضم اغلب الدول الاسلامية في المنطقة وكان سيمنع الحروب والهزائم والاحتلالات التي تعرضت لها الاراضي العربية في وقت لاحق.
أعلن العميد محمد حسن نامي رئيس المؤسسة الجغرافية العسكرية الايرانية قبل ايام ان مساحة بلاده قد زادت بمقدار 220 الف كم2 اي من مليون و650 الف كم2 الى مليون و870 الف كم2، ولا يعرف عن الجارة العزيزة ايران قيامها بتبليط البحر كحال هولندا لذا نرجو من بعض الاحزاب والنواب في العراق الشقيق وخاصة من يرى القشة في عين الكويت ولا يرى الخشبة في عين جيرانهم الآخرين ان يشرحوا لشعبهم ـ لا شعبنا ـ من اين اتت تلك المساحة الاضافية ومعها ماذا حدث لمياه شط العرب العراقية العذبة الأفضل مذاقا وفائدة من مياه خور عبدالله المالحة؟ العراق الشقيق بأرضه ومياهه بات جائزة لاحدى دول المنطقة التي مازالت انظارها مسلطة على الضفة الغربية للخليج الفارسي ـ العربي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مع زيادة كميات القتل والقمع والإبادة في محافظات ومدن وارياف الشمال السوري كحمص وحماة وحلب وادلب وجسر الشغور وغيرها والتي يصورها ويبثها للعلن ـ ياللعجب ـ من يقوم بها، وفي ظل وجود حكومة اسلامية ـ لاطورانية ـ في انقرة بات الطريق ممهدا، طال الزمن او قصر، لقبول سكان تلك المناطق ذات الاكثرية الاسلامية السنية لعمليات تدخل وضم للجارة العزيزة تركيا التي تنبأ المفكر الاميركي الشهير د.جورج فريدمان في كتابه «المائة سنة القادمة» بأن تمتد حدودها لتشمل كثيرا من الدول العربية الحالية وأولاها سورية قبيل منتصف القرن الحالي ضمن إعادة رسم خرائط المنطقة وخلق امبراطوريات جديدة تتصارع على ارض العرب.
في العزيزة مصر تتعالى اصوات «المخلصين» الداعين لإرسال قوات عسكرية لشبه جزيرة سيناء مما يلغي كأمر واقع اتفاقية السلام الموقعة في كامب ديفيد ويمهد لحرب سريعة، تضم اسرائيل بعدها ما تعتبره ارضها التاريخية، والثالثة كما يقال ثابتة، اما الجارة العزيزة الحبشة فقد تكتفي بالتوسع على حساب المياه لا الاراضي مما سيجعل اغلب ما تبقى من اراضي السودان ومصر صحارى لا قيمة لها.. الربيع العربي لن يبقى ربيعا دائما بل سيتلوه صيف حارق وبعده خريف مدمر لأمة لم تحسن التعامل مع جيرانها فحولتهم بسبب الغوغاء من أشقاء واصدقاء الى اعداء!
آخر محطة:
بعد انفصال الجنوب السوداني بات الطريق مفتوحا لانفصال بقية الاطراف وتحول السودان الى يوغسلافيا جديدة.. ألا ليت الاستعمار الذي ضم السودان بأكمله لمصر يعود يوما فنخبره بما فعل البشير والنميري، وقبلهما.. عبدالناصر.. بسلة الغذاء العربي!
في الذكرى العاشرة
إذا لم يكن تحرير الكويت عام 91 سبب انقلاب وحش «القاعدة» على خالقه «فرانكشتين» الأميركي، فقد كان المناسبة كي تعلن القاعدة عداءها لصانعها وحلفائه، وكانت جريمة 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة الدولية والبنتاغون في نيويورك أظهر تجليات العداء، فقد سبق تلك الجريمة البشعة محاولة تفجير مركز التجارة عام 93 والاعتداء على مدمرة سفن أميركية في اليمن «التعيس»، بعدها تمت محاولة تفجير السفارة الأميركية بكينيا.
فقد أسامة بن لادن ما تبقى من عقله حين دخلت القوات الأميركية المملكة العربية السعودية، وتوهم بخبله الأصولي أن أقدام الجنود الأميركان ستدنس أرض الحرمين، وعرض أن يتولى تنظيمه من الأفغان العرب مهمة تحرير الكويت، ويمكننا أن نتصور حدوث التحرير، لكن بعد عشرة آلاف سنة من النضال مع جيوش أم المعارك.
يمكن عد جريمة 11 سبتمبر على أنها أبشع جرائم العصر الحديث حين لم يفرق الإرهابيون في أهدافهم بين المدنيين والعسكريين، فذبحهم كلهم «حلال» حسب الثقافة الدينية التي ترعرع عليها بن لادن ورفاقه، ووجد فيهم الغرب، أيام الحرب الباردة، أعظم أغبياء في التاريخ ليكونوا عونه ضد الملاحدة السوفيات الذين كانوا في أفغانستان بطلب من حكومتها في ذلك الوقت.
لم يكن في بشاعة تلك الجريمة وأكثر منها غير «هولوكوست» (المحرقة) لليهود في ألمانيا في الحرب الكونية الثانية، ثم تشريد الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه من قبل ضحايا الأمس اليهود.
جريمة 11 سبتمبر مهدت الأرض لسيادة اليمين الجديد، فنهض رفاق الراحل «ريغان» مثل بيرل (أمير الظلام) وولفوتز وغيرهما ليعلنوا ما ينبغي أن تكون عليه السياسة الأميركية في تقسيم العالم إما معنا أو ضدنا، وإن ضرورات الحرب على الإرهاب تملي نشر مبادئ الديمقراطية ولو بالقوة، وكان العراق أرض التجربة الخصبة لها كما تصوروا!
ورسخت كونداليزا رايس سياسة التخلص من الأنظمة التسلطية ونشر الديمقراطية بدولنا، فهذا، عندها، أجدى للمصلحة الأميركية، لكن على أرض الواقع ومع ارتفاع تكلفة تلك الحروب الممتدة في أفغانستان والعراق كان لابد، في ما بعد، من «تعديل» إخراج فيلم مذهب «نشر» الديمقراطية والحريات بما يتوافق طبعاً مع المصالح الغربية والأميركية، وهذا حكم السياسة وليس حكم الأخلاق والمبادئ السامية.
ولم يعد ذلك الشعار القائل «طالما ظل أنبوب النفط يضخ فلا شأن لنا مع النظام الحاكم مطلقاً»، وإنما يصبح انتقائياً، فما لا يمكن السكوت عنه في ليبيا، يمكن غض الطرف عنه في أماكن أخرى في دولنا، وتم في ما بعد إدخال تعديلات على فلسفة مثلث الشيطان وأدبيات «لماذا يكرهوننا»، أو «ما على العرب غير لوم أنفسهم» وهو ما كتبه الأميركي اللبناني فؤاد عجمي.
ماذا سيكون عليه الحال بعد اليوم، الذي نشهد فيه ربيع العالم العربي وترافقه أزمة اقتصادية تجتاح أوروبا وأميركا تكاد تنفخ الروح في كارل ماركس، وليست مجرد دعوات لإحياء الكينزية في عدم ترك القطاع الخاص يفعل ما يشاء حين استغل وشوه فكر رب الاقتصاد الكلاسيكي آدم سميث؟
ليست هي تمردات وثورات «كرامة» فقط كما في دولنا العربية، وإنما هي شرارات افتقار الطبقة الوسطى وضريبة غالية تدفعها تلك الطبقة بينما «النخب» المالية تحيا في بحبوحة ورغد العيش! ماذا عنا في دول الخليج وماذا سنفعل غير تكرار عبارات مثل «وين رايحين المعازيب احنا وياهم» و»نحن بخير طالما أسعار ذهبنا الأسود بعافية وألف خير»؟!
11 سبتمبر 2001 قد يكون بداية لانقلاب تاريخي لا نعرف فك رموزه، فلنكن على حذر من الغد القادم، ولنخطط لأسوأ الفروض، فالأمور لا تسير دائما على البركة كما يتوهم الكبار.
الخوف من الظلام الإيراني (3-2)
لا أعرف من شعراء ايران الكبار غير سعدي وحافظ وفردوسي، وعمر الخيام. وبخلاف الأخير لا تتعدى معرفتي بالآخرين الاسم فقط، فلا شيء عن تاريخهم ولا اشعارهم ولا حتى اتجاهاتهم الفكرية، وبالأمس فقط، بسبب سياسة التجهيل بالآخر المتعمدة، وخصوصا «المختلف» عنا، اكتشفت أن في ايران شاعرا كبيرا، هو بهار، (1884-1951)، ويلقب بملك شعرائها، ويعتبره البعض بمنزلة شوقي أو المتنبي، عند العرب، وان بصورة عصرية، ومع هذا لم أسمع به في حياتي، و لم أعلم عنه شيئا، وهو الذي احتفلت بعض دول آسيا، السوفيتية السابقة، وليس ايران، بذكرى ميلاده الـ125!.
يعتبر بهار من سياسيي ايران الحديثة ومثقفيها، وله نصوص أجنبية ونشاط صحفي، وبالرغم من أنه عاش في القرن العشرين فان اشعاره تتسم بتقليدية واضحة. تتلمذ بهار على يد والده مجمد كاظم صبوري، رجل الدين والشاعر في بلاط مظفر الدين الذي منحه لقب «ملك الشعراء». كان بهار يتقن التحدث والكتابة بالعربية، وأتقن الفرنسية في سن مبكرة، وعندما كان في الـ 18، وهي السن التي تيتم فيها، تحول لرجل دين ووضع قصيدة مطولة بالفارسية أهداها لمظفر شاه فأعجب بها ومنحه لقب «ملك الشعراء» وهو لم يتجاوز الــ 19، ولكن مع بدء شرارة الثورة الدستورية (1906-1911) تخلى بهار عن لقبه ولحق بالثورة التي طالبت بالديموقراطية وببرلمان، وأصبح انشط أعضاء الثورة في مدينة مشهد، مسقط رأسه، التي أسس فيها صحيفتي خراسان وتازه بهار، وطالب من خلالهما باجراء اصلاحات سياسية وادارية شاملة وبدستور حديث، وعندما نجحت الثورة في مساعيها انتخب بهار لمرات عدة عضوا في البرلمان. وفي عام 1918، في عهد آخر ملوك الأسرة القاجارية، أعاد بهار تشكيل حياته وتخلى عن مهمته كرجل دين، وأصبح شخصا جديدا منفتحا، وساهم مع آخرين في الانفتاح على الأدب والثقافة الغربية. وفي عام 1934، افتتحت جامعة طهران، فأصبح استاذا للآداب فيها. وخلال حكم رضا شاه، والد آخر شاه لايران، عمل بهار لفترة وزيرا للثقافة والتعليم، واصيب بعدها بالسل ومات عن 67 عاما، بعد ان وضع بصماته الواضحة على الأدب والثقافة الايرانيين.
أحمد الصراف