يعتب علي البعض انني لم أكتب رأيا حول الأرصدة المتضخمة عند بعض النواب، والحقيقة انني لست عاجزا عن ذلك، فمن السهل تكرار ما كتب عن هذا الموضوع من انه مصيبة وجريمة لا تغتفر! لكن ما منعني أن كل ما ذكر بهذا الشأن لا يخرج عن «كلام جرايد»! وأخبار تتناولها الصحف، صحيح لا دخان من دون نار، لكن الانتظار قليلا حتى نتأكد من الخبر أفضل من الردح في ذمم الناس والطعن في مصداقيتهم، خصوصا لوجود من كنا وما زلنا نظن بأنهم أفاضل من بين الأسماء التي تناولتها وسائل الإعلام، كذلك لإنكار معظم هؤلاء ما ذكر عنهم، وكما قيل «يا خبر اليوم بفلوس بكره ببلاش» أما ان ثبتت فسأضم صوتي إلى صوت «شبان 16 سبتمبر» بضرورة حل المجلسين «الأمة والوزراء» لأن وجودهما في هذه الحال.. حرام!
وما دمنا تطرقنا الى الحديث عن «شباب 16 سبتمبر» فأنا أؤيد كل تحرك سلمي ما دام يحافظ على النظام ويحترم الرأي الآخر، ويبتعد في خطبه عن التجريح، لكن الدعوة الى حكومة شعبية فهذا مطلب مشروع ولا يحتاج الى تعديل دستوري، لكن أتمنى ألا يكون هذا المطلب هدفا نتوقف عنده، لأنه ليس بالضرورة كل ما هو شعبي يكون أفضل وكاملا ومصونا! فإذا كان منصب نائب شعبي، ووزير شعبي أثبت أنه معرض للافساد والفساد، فلا نستغرب ان يكون منصب رئيس وزراء شعبي أكثر تعرضا للفساد! هذا لا يعني أنني معارض لشعبية منصب رئيس الوزراء، بل العكس لا يمنع من تجربة هذا التغيير، لكن لا نجزم بأن هذا أفضل! صحيح أن غياب البديل الواضح والمناسب من أبناء الأسرة هو ما دعا الى طرح البديل الشعبي، لكن اعتقد ان الحل الناجع بوجود أحزاب سياسية تعمل بوضوح وشفافية، وببرامج حزبية معلنة وإدارة معلنة وتمويل معلن وتحت إشراف جهات رقابية، أما ما عدا ذلك فهو ترقيع وليس اصلاحا سياسيا.
كلمة أخيرة: تصريح النائب وليد طبطبائي عن الربيع العربي في الكويت جاء معبرا عن ضمير العديد من المواطنين الذين يتمنون إصلاح الأمور في هذا البلد، مع المحافظة على النظام الحاكم، لذلك جاءت دعوة أبو مساعد لتعبر عن ضمير كثير من الكويتيين الذين يريدون الإصلاح ويكرهون الفساد، مع المحافظة على أهم عناصر الاستقرار في البلد، وهي أسرة الصباح كحكام وفقا للدستور.
***
بدر مرشد
• بدر مرشد نابي الدويله.. ابن عمي الذي فقدته بالأمس القريب في عز شبابه، لم يمهله المرض، أخذه بإرادة الله بسرعة، بدر كان نموذجا للقلب الصافي النظيف الخالي من الأحقاد، يذكرني دائما بحديث الرسول (ص): «يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، وكان رجل من الصحابة ميزته انه كان ينام وليس في قلبه حقد على أحد. هكذا كان أبو محمد، قلب صاف كصفاء السماء المشمسة. حزن عليه الجميع لانه فعلا «فقيده».
رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته. «انا لله وانا اليه راجعون».