لا مجاملة في أمن الأوطان والشعوب، لذا نحذر من ان الإضرابات والاعتصامات التي يدفع بها بعض مخضرمي السياسة من أصحاب «ربيع 90» الذي انتهى بالغزو، ومن يروجون لأجندات خارجية مشبوهة مدفوعة الأثمان (تضاف إلى أرصدتهم الخارجية والداخلية بالطبع) تستهدف التحول بالكويت من مشروع «دولة» مستقلة متقدمة الى مشروع «ساحة» أخرى للصراع الإقليمي والاحتراب الأهلي الذي تنعدم خلاله نعمة الأمن بعد تكرار التعدي على رجاله وضرب هيبته، وتسيل بالتبعية دماء شعبنا أنهارا كحال بعض دول المنطقة الأخرى.
***
إن الحديث عن «ربيع كويتي» كحال «الربيع العربي» يقصد منه خداع الشباب الصغار بمعسول الكلام والذي يلغى من خلاله الدستور المتباكى عليه من قبل من يدعي التدثر به زيفا وبهتانا، فقد قام ربيع العرب للعلم على معطى غياب «الخبز والحرية» في وقت تنفرد فيه الكويت بأنها الدولة الوحيدة في العالم بل والتاريخ التي تقوم بتوفير الغذاء مجانا لشعبها عبر مبادرة صاحب السمو الأمير الأخيرة.
***
أما الحريات فلا توجد دولة أخرى بها من الحريات ما يملكه بلدنا الذي لا يوجد به سجين رأي واحد وقد أخذ بالنهج الديموقراطي والحريات الإعلامية قبل ان تأخذ بها الدول الأخرى، وقد كانت البطولة كل البطولة لو أن القيادات السياسية الثورية المخضرمة قامت بذلك النزول وتصدرته وخطبت به إبان الحكم الصدامي لبلدنا ولم تول الأدبار منذ الساعات الأولى للغزو ولم نسمع بأصواتها العالية تدافع عن الكويت وشعبها أمام فيالق صدام الإعلامية طوال اثني عشر عاما.
ولنا أن نتصور في الختام ما سيفعله البعض ممن يملأ الحقد والكراهية قلبه تجاه مخالفيه في الرأي فيما لو وصل الى الحكم عبر أطروحة أو أكذوبة «الملكية الدستورية» غير الدستورية! والله لأصبحت الكويت كلها سجنا كبيرا ولاستبيحت الدماء والأموال والحرمات فيها ولسمعنا للمرة الأولى بمصطلح المهاجرين والمهجرين الكويتيين، فكم من معمر وصدام مخفي تحت ثياب ثوريينا، ولا نحتاج لأن نذكر بأن أسرة الصباح الكريمة امتازت عبر تاريخها الطويل بالتسامح وسعة الصدر والبعد عن الأحقاد ووقوفها على مسافة واحدة من جميع ألوان الطيف الكويتي.
***
آخر محطة: (1) قامت الإعلامية جيهان سليمان وجمع من الشباب المصري بالتظاهر أمام قصر النائب «الثوري» المعروف مصطفى بكري الذي يزيد ثمنه على 20 مليون جنيه (مليون دينار) رافعين شعار من «من أين لك هذا؟» فتعدى عليهم وزبانيته بالسلاح.
(2) نقترح المثل على شبابنا وان يتبعوا بعض نوابنا المخضرمين بعد انتهاء خطبهم في الساحات العامة الى قصورهم ودواوينهم فاحشة الأثمان متظاهرين ورافعين نفس الشعار وليجربوا طول بال هؤلاء الثوريين وردود أفعالهم وليذوقوا جزءا مما سيحدث عند تطبيق شعار «الملكية الدستورية»! ولنا عودة.