يا صلاة الزين… صدقاً احترت (أو حرت كما في الفصحى) هل أضحك أم أبكي، أم أقف على الحدود بين الضحك والبكاء، أم أعتلي الطاولة وأرقص رقصة السامبا، بعد أن قرأت عن رئيس إحدى الدول العربية (لم أقل الجزائر ولا غير الجزائر كي لا تغضب السفارة وترفع ضدي دعوى قضائية، وأنا لم يعد ينقصني قضايا، فلدي منها ما يكفي أجيالي القادمة، ولله الحمد من قبل ومن بعد)، المهم أقول إنني قرأت عن رئيس إحدى الدول العربية، سافر منذ 14 سبتمبر الجاري، أي قبل نحو أسبوعين، إلى فرنسا للعلاج والنقاهة.
وإلى هنا “لا شية فيها” ولا غرابة، لكن “الشية” والغرابة التي فيها وعليها هي أن فخامته سافر قبل أسبوعين ولم يعلم الشعب إلا أمس الأربعاء. هاهاها… أي والله، ولولا بعض الفعاليات التي تشترط حضور فخامته وتشريفه لها ما كان الديوان الرئاسي سرّب الخبر إلى الصحافة، وكان يمكن أن تستمر الرحلة ثلاثة أشهر أو أكثر دون أن يعلم الشعب.
وسبق أن قرأت، لعنة الله على القراءة، أنه في إحدى المقاطعات الألمانية، إن لم تخني ذاكرتي الخوانة، أصيب حاكم المقاطعة أثناء ممارسته الرياضة مع أبنائه وعائلته وأصدقائه في عطلة نهاية الأسبوع، فسقط على رجله وشعر بألم شديد استدعى نقله إلى المستشفى، الذي بدوره أمر بنقله إلى مستشفى آخر في مقاطعة أخرى، متطور في علاج العظام والمفاصل وما شابه…
فما الذي حدث بعد ذلك؟ هل سكت الشعب المؤزم (أكرر أظنه الشعب الألماني)؟ لا وحياتك، فهم ليسوا كالعربان التي تعيش كالقطعان. فتعال نشوف ماذا فعل الشعب.
لكن قبل ذلك، قولوا لي بذمتكم، ما المشكلة في سقوط حاكم المقاطعة وذهابه إلى مستشفى في مقاطعة أخرى؟ حنا عندنا يذهب المسؤول إلى قارة أخرى للعلاج فندعو له بالسلامة.
سأقول لكم كيف اختلق الشعب المشكلة… كان أول ما أغضبهم أن إعلان الحادثة تأخر نحو 48 ساعة، علماً أن مكتب الحاكم هو من أذاع الخبر ولم يسربه إلى أحد، لكن هذا لم يشفع للحاكم وموظفي مكتبه، فكتبت صحيفة: “لو كنا قطيعاً من الخنازير أو البقر ما غادرنا صاحب المزرعة دون أن يوكل مهمة رعايتنا إلى من يثق به”، وتجمهر الناس أمام مبنى المقاطعة، وتوافد السكان من كل فج عميق، فتركت ربة البيت مطبخها ودقوسها وهرولت مسرعة إلى مبنى المقاطعة، وأوقف سائقو الحافلات حافلاتهم وهرولوا مسرعين إلى مبنى المقاطعة، وتجمع الشبان، والكبار، ووو… وتحول الأمر إلى مولد، وفي رواية أخرى مناحة.
وفجأة، أو قل فجعة، فتح أحد الحاضرين شدقيه على آخرهما وصرخ: “بما أن الحادثة وقعت في عطلة نهاية الأسبوع وأثناء لعبه مع أقربائه، فهل تحملت المقاطعة تكاليف علاجه؟” ثم علق بكل نذالة: “لا أفهم سر التأخير في إعلان إصابته إلا أنه محاولة للعلاج على حسابنا”! يا ابن الجعص، مكتب المقاطعة هو “زاتو” الذي أعلن أنه سقط أثناء عطلة نهاية الأسبوع، أي أثناء الإجازة، ولم يقل “سقط على رصيف الحربش أو تزحلق على الزرع المبلول”، كما قالت إحدى الحكومات الخائبة، فما الذي تريده أكثر؟
وصرخ ثالث: “لماذا تفتقد مقاطعتنا مستشفى متطوراً في علاج العظام؟” وتوالت الصرخات على دماغ الحاكم…
هنا أصدر الحاكم بياناً، وهو على فراشه، جاء فيه ما معناه: “بالنسبة إلى تأخر إعلان الحادثة فسببه أنها وقعت في يوم عطلة، ولم أكن أتوقع أن أضطر إلى البقاء في المستشفى، أما من ناحية تكاليف العلاج فهو على حسابي الشخصي، وسأقدم ما يثبت ذلك حال خروجي من المستشفى، أما عدم تفوق مقاطعتنا في علاج العظام فمقاطعتنا تتفوق أيضاً على المقاطعات الأخرى بخدمات أخرى مثل كذا وكذا (ذكر بعض الخدمات)”.
لاحظ أنه أجاب عن الأسئلة كلها، لم يقفز على سؤال واحد، ومع ذا جاءه الرد المؤذي: “لماذا لم نقرأ في بيانك اعتذاراً عن التأخر في إذاعة الخبر؟ هل كانت وسائل الإعلام في عطلة أيضاً”، فجاء البيان الثاني للحاكم يحمل على رأسه اعتذاراً صريحاً واعترافاً سافراً بالخطأ.
فماذا نقول عن هذه الشعوب المغموسة في النذالة والتأزيم، التي تحمل أجندات خارجية وتزعج ولاة الأمر، حمانا الله وإياكم؟!
الشهر: سبتمبر 2011
دار عمان التي أخجلتنا
بسبب زحمة المقالات لدى المحرر، فقد سبق تحقيق القبس عن «دار الأوبرا السلطانية» في سلطنة عمان، مقالي هذا، ولأهمية الموضوع، فلا بأس من التطرق اليه ثانية.
بالرغم من أن دار الأوبرا السلطانية، في عمان، ستكون الأولى من نوعها في المنطقة، فإن المفترض أن نكون قد سبقنا عمان في بنائها بثلاثين عاماً على الأقل، لولا جراد التخلف الذي غزانا بدعم مادي ومعنوي من السلطة، ولا يسعنا إلا أن نبارك للسلطنة دارها الحضارية، ونتمنى أن نكون في حفلتها الأولى، ولا نستبعد أن نقابل هناك من كره وجودها في الكويت وعرقل مشروع بنائها، نقول ذلك ونشعر بالألم لعجزنا عن فعل شيء بسبب ما دار ويدور من صراع واختلاف حول بناء هذه الدار بين بعض الفعاليات! فقد كانت هناك فكرة لإقامة هذا الصرح على الأرض التي تشغلها حاليا مدرسة «عبدالله السالم»، والتي تقع على أجمل موقع مطل على مياه الخليج الرائعة، بمساحة 70 ألف متر، والتي تعتبر مثالية لإقامة مثل هذا المعلم الحضاري على مدخل الكويت البحري، لتكون منارة ثقافية جميلة لكل عين ترى ونفس تعشق وقلب يحب، ولكن الخلافات أماتت المشروع!
ولا نملك هنا إلا أن نتمنى على الجهات «المتنفذة»، والمتصارعة، المعنية بالمشروع، وضع خلافاتها جانباً، فالكويت أهم من الجميع، والسير في المشروع، ويمكنني شخصياً التعهد، من دون تردد، بترتيب أمر تغطية تكاليف البناء من التبرعات الخاصة، متى ما تمت الموافقة على المشروع، فليس، بعد كل هذا الخراب الذي نعيشه، سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً وحتى زراعياً، وبعد عقود ثلاثة من السطوة الدينية، من أمل في عودة الكويت لعزها السابق من دون بناء ورعاية مثل هذه المشاريع التي ستعيد لوجه الكويت بهجته ورونقه السابقين، ونتمنى أن يتحقق ذلك قبل أن يفنى بنا العمر.
أحمد الصراف
الملك الضليل و.. عميل!
في 253 صفحة يأتي كتاب «من أوراق الملك غازي» التي كتبها بخط يده ومن ضمن الوثائق اصداره أوامره لوزير الداخلية بالوكالة ناجي شوكت ولقائد الفرقة الأولى اللواء أمين العمري بغزو الكويت بسبب «الخلافات القائمة» بها الا انهما رفضا، ويضيف ان السفير البريطاني ورئيس الوزراء نوري السعيد حذراه من مغبة ذلك العمل، وان حلمه الشخصي هو بضم بلاد الشام والجزيرة العربية والكويت لملكه (يعني مو بس احنا).
في صيف 2006 دمر لبنان الأخضر لأجل اطلاق شيخ الأسرى العرب سمير قنطار الذي خرج من «عذابه» ممتلئا شحما ولحما ومتزوجا من اثنتين ـ أصبحتا ثلاثا بعد وصوله لبنان ـ وحاصلا على شهادتي دكتوراه من جامعة تل ابيب وتظهر صوره بالسجن المثبتة على موقعه الالكتروني وكأنه مانيكان او شيريهان من كثرة تنوع ملابسه، في 505 صفحات يأتي كتاب مذكراته «قصتي»، وفي ص251 يقول انه تحمس لتهديدات صدام بغزو الكويت ويرى أحقية ضم الكويت الى العراق (كذا) ويتضح انه كان عميلا لأبي العباس الذي كان بدوره عميلا لصدام وإسرائيل.. وعميل العميل.. عميل برضه!
ومن عميل الوكالة الى عميل الأصالة، ففي كتاب مكون من 373 صفحة تأتي «شهادة صدام للتاريخ» ضمن محاضر استجوابات F.B.I ومحاكمات صدام، ونجد من اجاباته انه كان ماكينة كذب حقيقية لا تكل ولا تمل من تزييف التاريخ وادعاء امور لم تحدث أبدا تجعله كالحمل الوديع كقوله انه كان «ضد غزو الكويت» الا ان مجلس قيادة الثورة هو من اتخذ القرار.. ضد ارادته، وقد قبل ذلك الأمر يا حرام!
وإلى عميل آخر بالأصالة ـ ولا فخر ـ ففي 505 صفحات مليئة بالوثائق والدراسات ضمن كتاب «انقلاب بقيادة مخبر» يظهر الكاتب الليبي د.محمد يوسف المقريف الذي جاء في التعريف به انه كان الأول على الثانوية العامة وتخرج في الجامعة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وعمل رئيسا لديوان المحاسبة ثم سفيرا قبل انشقاقه عام 80، ان القذافي بدأ حياته مخبرا للأمن في سبها ثم تم تجنيده لصالح احد اجهزة المخابرات الدولية عن طريق القاضي مصطفى كمال مهدوي.. ملك الملوك عميل، فمن بقي؟!
وعميل تاريخي ثالث يكشف عنه د.جلبير الأشقر الأستاذ الجامعي في لندن وباريس وبرلين ضمن كتابه «العرب والمحرقة النازية» الذي جاء في 560 صفحة وهو المفتي الخائن أمين الحسيني الذي مازال حتى اليوم وبعد وفاته بثلاثة عقود يخدم اعداء القضية الفلسطينية عبر اظهارهم صوره مع الطغاة هتلر وموسيليني (تسلم عرفات منه الراية واصطف مع الطغاة والغزاة) وقد ذكرت سابقا ان المفتي والإعلامي العراقي يونس بحري كانا عميلين للحلفاء تم زرعهما بذكاء في قلب برلين النازية وكانا يرسلان الرسائل المشفرة عبر اذاعة «هنا برلين ـ حيّ العرب» التي كان يطرب لها العرب، وكم تحت الجبة والعمة البيضاء والسوداء.. من عملاء، ولا عزاء بعد ذلك للأغبياء!
آخر محطة:
لمن حاول الإساءة للشقيقة قطر عبر تزوير وتزييف أسباب استغناء قناة الجزيرة عن مديرها السابق وضاح خنفر ونخص بالقول السيدين ناصر قنديل ووئام وهاب، نقول: عليهم قراءة كتاب المذيعة اللبنانية لينا زهر الدين الصادر في يونيو 2011 الذي أوضحت فيه ان سبب استقالتها وخمس مذيعات من القناة هو سوء تصرفات مديرها السابق وضاح.. والله من وراء القصد!
«خلصونا من هالضجة»
ما الذي سيحدث لو فكر رئيسا شركتين عملاقتين تكليف مديريهما دراسة فكرة اندماج أنشطتهما المتشابهة؟ غالبا سيوصي هذان المديران برفض الفكرة، فالموافقة عليها تعني الاستغناء عن أحدهما! أكتب ذلك بمناسبة الدعوات التي لا تنفك، وبإصرار عجيب، تردني منذ سنوات، من لجان ومراكز تنتمي لحركات دينية، تدعوني للمشاركة في مؤتمرات تقريب المذاهب والأديان! لا أعلم حقا الهدف من هذه الدعوات، أو من عقد هذه المؤتمرات، غير تناول الوجبات وتبادل المجاملات من أحاديث وحكايات، ثم الانفضاض، مع اتفاق على لقاء مماثل في الشهر المقبل او السنة التالية!
إن رجال الدين، ومن يطلق عليهم لقب «المفكرين» الذين يشاركون في هذه المؤتمرات وملتقيات تقارب الأديان والمذاهب ليسوا بأغبياء، فهم يعلمون جيدا أن أي دمج، أو حتى تقارب طفيف، يعني غياب أو اضمحلال نفوذهم، وفقدهم لوظائفهم المريحة والمربحة وما يلقونه من احترام وتقدير، ولكنهم، مع هذا، يستمرون في إرسال الدعوات وعقد اللقاءات والاجتماعات عاما بعد آخر، دون كلل ولا ملل، وتبادل الفارغ من الخطب! فما السبب يا ترى وراء هذا الإصرار؟ خاصة أن غالبية المشاركين، وبالذات من رجال الدين، لا يعرفون عملا غير الوعظ والإرشاد وخدمة الدين والمؤمنين، ولأي مذهب أو ديانة انتموا، وبالتالي سيصبحون عالة على أسرهم إن هم فقدوا وظائفهم، ولكن يبدو أن لدى جميع أطراف مثل هذه اللقاءات فكرة عما يقومون به، وان أي تقارب لن يحصل لا اليوم ولا بعد 100 عام، فهذا سيقطع مورد رزقهم من العمل الوحيد الذي يتقنونه، وبالتالي لا بأس من الالتقاء هذه السنة على ضفاف نهر السين في باريس والسنة التالية ضمن حرم جامعة أكسفورد المرموقة ومدينتها الجميلة، وفي السنة التالية في واشنطن أو ربما نيويورك، ويوما ما في القدس، ولا بأس من عقد لقاء في الدوحة، بعد أن أصبحت محجا للكثيرين، هذا غير فرصة الالتقاء برجال دولة وسياسيين كبار، والإقامة في فنادق الخمس نجوم، وتناول أطيب الأطعمة، وتذوق أشهى المشروبات، والانتقال، في فترات الراحة، من معلم سياحي لآخر، وكل ذلك على حساب حكومات تريد كفاية شرهم، او شركات لا ترغب في ان تبدو أنها تعمل ضد تقارب المذاهب والأديان.
أتمنى، قبل أن أموت، ويوما ما سأموت، أن يعلمني أحد أصحاب العمائم ومرتدي أغلى «البشوت»، من جماعة تقارب المذاهب والأديان، عن اي نجاح أو تقارب حققته هذه المؤتمرات منذ نصف قرن وحتى اليوم.
أحمد الصراف
.. وتستمر الانتصارات
الانتصار غير المسبوق للاسلاميين في جامعة الكويت بين جموع الطلاب والطالبات وللمرة 32 على التوالي كان بمنزلة صفعة لخصوم هذا التيار، الذين راهنوا على انحساره بعد موجة من التشويه الاعلامي المتعمد لرموزه ومؤسساته. ومع ان هذه الصفعة هي حق لهؤلاء الخصوم على الاسلاميين يؤدونه كل عام، غير انها هذه السنة كانت كافية ووافية، خصوصا بعد نجاح الاسلاميين في «التطبيقي»، وهي الانتخابات التي شهدت انشقاقا بين قائمة التيار الديني، مما جعل البعض يجزم بخسارتهم امام خصومهم، لكن تجري الرياح بما لا يشتهي الليبراليون، فتأكد للجميع ان الثقة بالاسلاميين هي خيار الطلبة في نهاية المطاف، وان التشويه والافتراء واثارة الشبهات، التي يتعرض لها الاسلاميون من الاقلام اليومية، تؤكد عدم مصداقية هذه الاقلام في نظر قطاعات كبيرة من هذا المجتمع الصغير.
***
«مسمار بلوح!»
الكاتب فؤاد الهاشم ـــ حفظه الله واولاده من كل سوء ـــ يكتب منذ عقود طويلة في الصحافة، وقلمه متميز باسلوب خاص، ويعد ابو عبدالرحمن من الكُتّاب الكبار. هذا الكلام أسطّره اليوم ليس مدحاً او تزلفاً، فأنا اعلم جيداً أني «ما أمر من زوره»، ليس كرهاً فيني، فليس بيني وبينه خصومة محددة، لكن المشكلة ان بعض خصومي «يمونون عليه حيل»! لذلك هو يكتب نيابة عنهم، والا ما علاقتي به وما علاقة ابني بما اكتب؟! المهم انني كنت اتحاشى الرد على ابو عبدالرحمن طوال الفترة الماضية لعلمي بأنني لن اجاريه في الكتابة، فهو كاتب كبير، ومفوّه، ويكتب يومياً، بينما انا ما زلت هاوي كتابة. لكن ما كتبه عني بالامس من طعن في نواياي جعلني اضطر إلى الرد عليه وانا كاره، لكن قال «شحدك على المر قال اللي امر منه!».
يقول الكاتب الكبير ان مبارك الدويله ما زعّله على رئيس الحكومة وطالب بتغييره الا انه فاز بمناقصة بقيمة خمسة ملايين دينار «منحها» له وزير سابق! واتهم الوزير بأنني قدمت له رشوة (ما يخدم بخيل)، لكن الحكومة اوقفت هذه «العطية!».
ويقول إن هذا الكلام ليس رؤيا، او يقال، بل انه «مسمار بلوح!».
اتمنى من الكاتب الكبير ـــ حفظه الله واولاده ـــ ان يثبت مصداقيته لقرائه هذه المرة ويقول ما هي هذه المناقصة؟ ومتى طرحت؟ ومن هو الوزير الذي اعطاني اياها؟ وما دام مجلس الوزراء «كاملاً» ـــ وفق قولك ـــ اوقفها، اذاً هي علنية وليست «كتيمي»، يعني لم تعد سراً.
استاذنا الكبير.. الكاتب الكبير يظل كبيراً بمصداقيته، ورقي اسلوبه، وعلو كعب قلمه. وما زال الكثير يظن فيك ذلك. فأتمنى ان تصدق معي هذه المرة ومع قرائك، كما عودتنا، حتى نعرف هل مسمارك فعلا بلوح.. ام..؟!
نيجاتيف
الأمور ليست دائماً كما تبدو… ترى رجلاً كالأسد الغضوب الهصور، لكنه يصيح كالدجاجة خوفاً من الأماكن المرتفعة، ويرتعد خشية الشاهق من القمم.
أحد أقربائي أشجع من السيف، تشهد بذلك منطقة الصباحية و«براحاتها»، أيام معاركنا التي هي أشرس من معركة العلمين، لكنه يبكي ويلطم على الخدين ولا ندابات البصرة، إذا ركب على متن «تيلي فريك» أو سافر على طائرة. لا ينام قبل السفر لشدة رعبه.
ومن الجهة المقابلة، أعرف، ويعرف الناس كلهم، رعديداً أجبن من الأرنب، وأكثر فزعاً من الغزالة، لكنه لا يخشى الطيران ولا الارتفاعات ولا الأماكن الضيقة، وما إن ينزل من هذه الطائرة حتى يركب تلك، دون اكتراث.
قس على ذلك أموراً أخرى، الشعر مثلاً، يحتاج، من بين ما يحتاج، إلى ذكاء، كما يظن البعض، لكن أشهر شعراء عصرنا هذا ليسوا أذكياء كفاية. انظر إلى سعد بن جدلان الأكلبي السعودي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، والذي لا يملك من الذكاء ما يسد رمقه، ومع ذا هو صاحب أعظم مدرسة شعرية في الجزيرة العربية في وقتنا هذا! وانظر أيضاً إلى «متنبي الجزيرة العربية» ضيدان بن قضعان الذي لن تجد مقعداً فارغاً في القاعة التي يقيم فيها أمسيته ما لم تحجز مقعدك قبل الأمسية بزمن كافٍ، والذي يُشعرك أن الحروف الأبجدية أكثر من مئة حرف، لسلاسة شعره وعمقه وانسيابيته وعدم تكلفه وعظمة تصويره، ورغم ذا لا يملك ضيدان من الذكاء ما يحمي به رأسه من حرارة الشمس ولا مياه المطر.
«الدلالة» أيضاً، أي معرفة الأماكن والطرق، ينطبق عليها الأمر ذاته، فتجد أحياناً من يتفوق عليه الديك الرومي في الذكاء في أمور الحياة، لكنه بدوره يتفوق على الحمام الزاجل في معرفة الطرق والصحارى، وستعرف شخصاً نابغة في العلوم الهندسية لكنه يتوه عن بيت خالته. وكان أحد حكام الخليج الراحلين، رحمه الله، يستعين برجل «دليلة»، يقال إنه أقرب إلى العبط، لكن ذاكرته تحتفظ بصورة أرشيفية للأماكن التي مر بها، ويكفيه نظرة واحدة للنجوم لا تستغرق ثوانيَ معدودات ليحدد الاتجاه الصحيح.
وكل من يستعرض، أو يتعمد إظهار جزء ما بصورة مبالغ فيها، هو في حقيقته ضعيف في هذا الجزء، غالباً. فالحكام العرب أكثر من يستعرض القوات العسكرية، لكن جيوشهم ضعيفة متهالكة، في حين لا تستعرض بريطانيا جيوشها، ولا فرنسا تفعل، ولا يجلس أوباما في المنصة وإلى جانبه قيادات الجيش، كما يفعل العربان، ممسكاً بمنظاره يتابع تحليق الطائرات المقاتلة ومرور المدرعات والدبابات وآليات المدفعية، رغم أنها صناعة أميركية.
والرتب العسكرية والأوسمة التي تملأ صدور بعض الحكام العرب (بشار الأسد على سبيل المثال) تشي بأن هذا الحاكم حقق من الانتصارات العسكرية ما يُخجل أتاتورك ومونتغمري وروميل مجتمعين، ولو نظرنا إلى «نيجاتيف الصورة» لاكتشفنا أنه لا يعرف الفرق بين خطط الدفاع والانسحاب.
عوداً على بدء… الأمور ليست دائماً كما تبدو.
***
كنت إلى وقت قريب أقول «النائب شعيب المويزري ليس معارضاً، هو مسودة معارض»، لكنني اليوم أقول: «النائب المويزري بيّض المسودة».
أعداء التمار
كشف مدير عام هيئة الإعاقة قبل فترة أن هناك 37 ألف معاق مسجلين رسميا، وان الرقم يضع علامات استفهام مخيفة لكبره! ولو تمعنا في تصريح السيد التمار لتبين لنا استحالة وجود 37 ألف معاق، معترف بهم، في دولة لا يزيد عدد مواطنيها على المليون بكثير، والحقيقة أن الرقم ما كان ليصل الى هذا الحجم لو لم تكن الدولة تصرف مستحقات مجزية للمعاقين، وبالتالي شجعت بعض الفاسدين على المجازفة وتزوير المحررات، وتسجيل أنفسهم أو ابنائهم كمعاقين. وساعد في ذلك وجود إدارات سابقة سهلت لهؤلاء مهمتهم وزودتهم بشهادات إعاقة غير صحيحة، علما بان مسؤولية تحديد المعاق من غيره تقع على لجان طبية، وبالذات رؤسائها المكلفين إصدار شهادات الإعاقة، وهؤلاء هم السبب الرئيسي في تضخم رقم المعاقين، فقد خالفوا قسمهم الطبي وضميرهم المهني، وقاموا من دون تردد، بالرغم من انتماء البعض منهم لأحزاب دينية، بإصدار آلاف شهادات الإعاقة المزورة، وتسهيل سرقة عشرات ملايين الدنانير من المال العام، من دون وازع من ضمير، وتركوا الهيئة من دون حساب ولا عقاب! وقد سبق ان كتبنا عن البعض منهم وعرّينا تاريخهم، ولكن المصيبة ان أحزابهم الدينية ترفض التخلي عنهم، فما ان يتم طردهم، بسبب فسادهم، من جهة حكومية ما حتى تقوم بإيجاد وظيفة أفضل لهم في جهة أخرى. كما يلاحظ أن هناك خيطاً رفيعاً مشتركاً يربط تقريبا بين كل أولئك الذين هاجموا ويهاجمون مدير عام هيئة الإعاقة، والمستفيدين من ضخامة رقم المعاقين، ولهذا كان الهجوم على المدير وموظفيه المخلصين ضاريا فقد حرموهم من مكافآت إعاقة مجزية.
والغريب أن هذه التصرفات اللاأخلاقية والسرقات تحدث في دولة دينية حتى النخاع، وهذا ما اثبته الحضور الكبير في العشر الأواخر! ويا ترى لو كانت الكويت دولة علمانية ليبرالية هل كان سيحدث فيها كل هذا الكم من خراب الذمة والضمير هذا؟ ولعلم مسؤولي هيئة الإعاقة، هناك نسبة من هؤلاء المعاقين، حقيقيين أو مزيفين، من مزدوجي الجنسية، والدليل هو الزيادة اللافتة للنظر في عدد المركبات التي تقف في نهاية كل شهر أمام مبنى هيئة الإعاقة، التي تحمل أرقاماً غير كويتية، ولا شك أنهم، على الأقل، يقبضون من الطرفين!.
***
ملاحظة: تصريح الوزير البصيري المتعلق بعدم الاستعانة بالمال العام لتغطية فرق زيادة رواتب القطاع النفطي، اما انه استخفاف بالعقول أو جهل بالأمور، وفي الحالتين عليه ان يستقيل أو يقال! فهل سيتحرك رئيس الوزراء؟
أحمد الصراف
لا تشاركوهم
أقدم الرأي “كاش” ودونما مقدمات، أنا أعتقد أن الهدف مهما كان ساميا والحاجة ملحة لتصويب خطأ أو خلل ما في الكويت على الصعيد السياسي أو على أي صعيد آخر فإنه من غير المقبول أو المعقول أن أشارك أو أتعاون مع من لا يعترف بقانون الكويت، ولا دستورها في سبيل تقويم الخطأ، وإن علمت أن هذا التعاون قد يحقق المغزى المؤقت.
موضوع جرعة الرشوة الزائدة على حد تقبلنا مثلا، والمتمثلة بتضخم حسابات بعض النواب، هو موضوع خطير يهدد أساس الكيان الكويتي الذي يمنح السيادة للأمة من خلال التحكم غير المشروع بقرار الأمة، لا خلاف على ذلك أبدا، وأن تتحرك القوى الوطنية لرفض هذه الفعلة الآثمة أيضا أمر طبيعي وواجب وليس بمنّة على الإطلاق.
لكن أن تعمل جميع التيارات السياسية تحت مظلة واحدة لردع هذا التصرف، فهذا ما لا أفهمه ولا أستسيغه ولا أقبله بتاتا، خصوصا من التيارات المدنية المؤمنة بالدستور فعلا، فالغاية يجب ألا تبرر الوسيلة وليس من المقبول أن نشارك صاحب “الوسيلة” أيضا.
نحن نعلم جيدا أن معظم التيارات السياسية الموجودة حاليا غير مؤمنة بدستور الكويت أصلا، وفي أحسن الأحوال تكون مؤمنة ببعض مواده فقط التي تناسب ميولها وحاجاتها.
نستعرض مثلا “حدس” التي لا تؤمن لا بالحريات ولا بالمساواة ولا حرية الاعتقاد، وهي أمور يعلنونها صراحة ولا يخجلون منها، فـ”السلف” يريدون دولة حاربها الأجداد قبل مئة عام يتحكمون فيها بمصير الناس وتصرفاتهم وسلوكياتهم، ولديهم أن الديمقراطية غير شرعية أصلا ولكنهم يشاركون بها من أجل إلغائها.
“حشد” أو التكتل الشعبي أكثر من قال كلمة “دستور” في السنوات الخمس أو حتى العشر الأخيرة، وفي الوقت نفسه يدعمون أي إضراب يهدد الاقتصاد الوطني، ويشاركون في جرائم الانتخابات ويوافقون على أي هدر للأموال العامة، ويعرقلون أي قانون تنموي بحجة “الحيتان”، ناهيك عن بعض المستقلين ممن تحكمهم علاقاتهم بهذا الوزير أو الرئيس وغيرها من أمور يعلمها القاصي والداني.
التيار المدني هو التيار الوحيد في الكويت المؤمن بالدستور، وعلى الرغم من هفواته وعثراته فإنه يتميز عن جميع السابق ذكرهم بأنه لا يستطيع إلا التحرك في سبيل الدستور وتعزيز سبل تطبيقه، وإن كانت هذه السبل تؤدي إلى تراجعه في حسبة الأرقام.
أنا مؤمن بأن أي عمل مشترك مع من لا يؤمن بالدستور، ويعلن ذلك صراحة من خلال القول أو الفعل، فإن ضرره على الكويت أكبر من نفعه بمراحل، فهم لا يريدون سوى تغيير الكويت التي عهدناها وارتضيناها منذ القدم، وترحيبنا بمشاركتهم هو مساندتهم في معول هدم الكويت الذي بين أيديهم. ليرفضوا ما يشاؤون وليعملوا ما يشاؤون، وإن كان صالحا في بعض الأحيان، ولكن دعونا لا نشاركهم أعمالهم، فقد خسرنا الكثير من مصداقيتنا بسبب مثل هذه الأفعال التي لم تقدم للكويت سوى بعض المنافع الوقتية والأضرار الجسيمة الدائمة.
الليبرالية هي الحل.. الوحيد!
يوجد في الموروث الديني قصة رائعة تمتلئ بالحكمة والموعظة عن اختلاف امرأتين على أمومة طفل لدى سليمان الحكيم الذي أصدر حكمه بأن يتم اقتسامه بينهما كي يعرف أيهما الأم الحقيقية التي سترفض بالقطع ان يتم تقطيع جسد ابنها مفضلة ان تتنازل عنه للمرأة الأخرى.
بلدان الثورات العربية هي دول إسلامية تملك الأغلبية الشعبية فيها حركات إسلامية سنية تبخرت أقوالها السابقة حول الاقتداء بالمثل الإسلامي التركي العلماني المنفتح الذي كانت تروج له قبل نجاح الثورات في تونس ومصر وليبيا (سورية واليمن لاحقا) وظهرت الحقيقة جلية بعد خلاف الحركات الإسلامية المعلن مع الزعيم التركي رجب أردوغان الذي طالب الثورات العربية بتبني علمانية الدولة كوسيلة للرقي وللحفاظ على وحدة الأوطان.
كما رفضت تلك الحركات مشروع «المبادئ فوق الدستورية» التي هي الضمان الوحيد للأقليات الدينية والطائفية والعرقية والسياسية، والتي تنص على وجوب توافر الحريات بأشكالها المختلفة للمجتمعات ايا كانت نتائج الانتخابات والاستفتاءات، مصرة على ان تكون صناديق الاقتراع هي الحكم والفيصل، متناسية ان النازية والفاشية والشيوعية قد وصلت إلى الحكم عن طريق تلك الصناديق، وقد جاهرت بعض القيادات الإسلامية بتبنيها الخطر المتشدد حتى قبل وصولها إلى الحكم.
لقد تسبب الحكم الإسلامي في السودان في انفصال جنوبه الذي تبلغ مساحته 50 ضعف الدولة الفلسطينية المقترحة هذه الأيام (300 ألف كم2 مقابل 6 آلاف كم2 للضفة والقطاع) وقد باتت دول الثورات العربية مهددة بانفصال الأقليات الدينية والطائفية فيها حال وصول الإسلاميين السنة إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع (الحال كذلك في العراق مع استمرار الحكم الإسلامي الشيعي ورغبة الشمال العلماني والغرب السني في الانفصال) ولن يقبل العالم المتمدن قيام الحكومات الإسلامية القادمة بإرسال الجيوش لقمع الأقليات وفرض بقائها ضمن الدولة القائمة وسيتدخل بقواه العسكرية والاقتصادية لمنع تلك التحركات.
ومعروف ان كثيرا من الحركات والتوجهات الإسلامية من سنية وشيعة لا تمانع حقا من انشطار دولها وخروج الأقليات منها مقابل انشاء إمارات إسلامية خالصة فيما يتبقى منها (السودان كمثال حي) لذا فإن الحل الوحيد لبقاء دولنا موحدة هو ان يتمثل الإسلاميون بحكمة سليمان الحكيم وان يضحوا بالحكم وتسليمه للتوجهات الليبرالية والعلمانية لأجل منع تمزيق وتقسيم الأوطان وهو للعلم الحال القائم في دول الغرب وتحديدا الولايات المتحدة التي تدعم حركاتها الدينية علمانية الدول كوسيلة لمنع تفتتها.
آخر محطة:
(1) هناك من يرى ان حلم إعادة تقسيم الوطن العربي يمر عبر تشجيع وصول الحركات الإسلامية للحكم، وهذا تفسير قيام بعض القوى الدولية بتشجيع الثورات الشعبية بالمال والإعلام وحتى السلاح، وسيترحم كثيرون حال وقوع الفوضى والمجاعات والحروب الأهلية والانقسام والتجزئة، على حكم الطغاة وسيقولون كان هناك على الأقل أمن وصون للدماء وخبز وصحة وتعليم وفرص عمل..إلخ، والصوملة قادمة سريعا لا محالة مع وصول الحركات المؤدلجة إلى الحكم ما لم تتبع تلك الحركات حكمة الأنبياء والأخذ بمقولات.. الحكيم أردوغان!
(2) للعلم المقال إقرار للحقيقة المرة ولا يقصد منه الهجوم على الحركات الإسلامية، والله من وراء القصد!
من سرق ربيع الكويت؟
تقول «فيروز» في واحدة من أكثر أغانيها رقة «بكرا بيجي نيسان يسألنا… وبيرش وردو عا منازلنا… منخبرو شو صار منسمعو الأشعار… يللي كنت فيها تغازلنا… بكرا بيجي نيسان يغوينا… ويموج زهورو بروابينا… منحكيلو عاللي كان… منسمعو الألحان يللي كنت فيها تناجينا…. ناطرين تلوح يا حلو وتبوح… وتسمع شكاويك للوردات…. ناطرين نضيع عالدرب… وتشيع عن هوانا بهالدنيي حكايات… بكرا بيجي نيسان يسعدنا… وعاتلال أحلامو يبعدنا… منتيه شردانين… عا دروب مخضرين… وأرض الهوى والحب موعدنا!».
فمتى يعود ربيعنا يا وطني؟ متى يطل علينا نيساننا الذي خطف في ليلة ظالمة وظلماء؟ متى يعود الربيع لنخبره بما فعل الصيف بنا، ولنسمعه اشعار بورسلي وفهد العسكر وصوت الفضالة وشدو أماني الحجي؟ متى يعود لنروي له كيف اغتصب دعاة الجهل أحلامنا، وكيف سيطرت قوى الغباء على إبداعات ابنائنا، وكيف غطت جحافل التعصب وجوه أخواتنا وعيونهن، وكيف جففت الشفاه الشرهة ينابيع بساتيننا؟ وكيف توقف الحب عن ارتياد حينا، بعد ان غطت الوجوه العابسة حاراته وسكيكه الضيقة؟ يا ترى لماذا تأخرت يا نيسان كثيرا؟ فقد مرت سنوات لم نسمع فيها زقزقة عصافيرك، وحرمنا الغلاة من منظر زهورك ورياحينك، بعد أن داسوها بنعالهم التي خربت كل جميل ومفرح. متى تأتي يا نيسان لنخبرك بما فعل الأفاقون بنا وبوطننا وبذمم الكثيرين من قياديينا ومشرعينا؟ متى تأتي لتعيد الفرحة لنا فقد انقبضت قلوبنا بعد أن جفف هؤلاء عروقه من دفء دمائه، فما أكثر برودة شتائنا وما أثقل خريفنا! ارجع لنا يا ربيعنا، فالعمر يجري بنا ويكاد أن ينتهي، ونحن لا نزال ننتظر عودتك مقبلا علينا فقد اشتقنا الى نسيمك، ولأن نمرر بأيدينا على رؤوس نويرك الأصفر في صحرائنا الجميلة، ونذرف الدمع على من ظلمه القدر فغادرنا قبل أن يراك أخيرا، فمتى يتلاشى الغبار ويأخذ معه الهواء الحار، وتبدو لنا من الأفق البعيد يا نيسان؟ فقد كثر الباكون في الصفوف الاولى من صلوات «العياد»، متناسين من سرق أموالنا وأحلامنا وانتزع الفرح من أفئدة أبنائنا! فمتى يعود ربيع الكويت ليبقى، فقد تعبنا من طول الصيف ولهيبه الحارق والسارق، وقسوة الشتاء ورخاوة الخريف، فهل تعلم يا سيدي من سرق ربيع الكويت؟ وهل ستتوقف السرقة ويتوقف النهب والفساد، وتعيد البسمة لشفاه تيبست وهي تنتظر قطرة الندى التي لا تأتي إلا مع الربيع الجميل؟ هل ستعيده لنا يوما يا سيدي؟
أحمد الصراف