قال سماحته في آخر تصريحاته العنترية «إذا سقط بشار الأسد فإن الإسلام السياسي هو البديل الذي سيحل محله وسيكوي بناره جميع دول المنطقة!»، في محاولة عبثية لتخويف الأنظمة العربية المتبقية من سقوط نظام البعث العلوي.
سيد.. معمم.. درس في قم.. ويدّعي أن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومع هذا يحذّر الحكام العرب من الإسلام السياسي الذي سيحكم سوريا إذا سقط نظام الأسد! لم أسمع لهذا السيد أي تحذير لهؤلاء الحكام عندما ثارت طائفة في البحرين ترفع شعارا إسلاميا ولافتات دينية وتدعو لإسقاط حكم آل خليفة! انقطع لسانه في تلك الفترة ولم يلهث إلاّ عندما دخلت جيوش درع الجزيرة لحفظ الأمن في تلك الدولة الصغيرة العضو في مجلس التعاون الخليجي، عندها أزبد وأرعد ودعا بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا شاركت الكويت في هذه القوات أو التزمت باتفاقيات مجلس التعاون. كما أنني أستغرب، كيف يحذر من الإسلام السياسي وهو تلميذ النظام في إيران! إلاّ إذا كان الإسلام الإيراني إسلام دراويش لا علاقة له بالسياسة!
تحجيم العمل الخيري
خصوم العمل الخيري في الكويت صنفان:
الصنف الأول هم بعض العلمانيين الذين يرون في هذا العمل شكلا من أشكال التضامن الإسلامي والتكافل الاجتماعي ورافدا لتحسين أحوال فقراء المسلمين الذين سيزيد تمسكهم بدينهم عندما تصلهم هذه المعونات من إخوانهم في الله، وهذا طبعا لا يروق لهؤلاء العلمانيين ولا ينسجم مع مبادئهم التي تعتبر الدين أفيون الشعوب!
صنف آخر يحارب العمل الخيري، لأنه لا يستفيد منه شيئاً لا هو ولا طائفته، كما أن تحجيم هذا العمل لا يضره بشيء، لأن جماعته لن تتأثر بهذا التقييد، حيث إنهم يجمعون تبرعاتهم في أماكن خاصة لهم لا تخضع لرقابة وزارة الشؤون، ولأن مراكزهم الدينية لا تخضع لرقابة وزارة الأوقاف، ناهيك عن أن أرباعهم وأخماسهم ترسل لدولة مجاورة من دون أن يجرؤ أحد على مساءلتهم من أين هذه الأموال؟ والى اين تذهب؟!
صحيح نجحت حملتهم في تحجيم عمل الخير للفقراء.. وكل يوم يشوهون صورة العمل الخيري الناصعة، واستغلوا أبشع استغلال الحملة الدولية على الإرهاب، لكن يظل السؤال المحيّر: من يجرؤ على مطالبتهم بإخضاع تبرعاتهم لرقابة الدولة؟! ومنا إلى وزيري الشؤون والأوقاف.