أظهر النواب الإسلاميون «قلقهم» غير المبرر من أن حكومة الشيخ ناصر المحمد ستنصاع لدعوة التحالف الوطني وتبادر إلى إلغاء قانون منع الاختلاط، بسبب أزمة القبول في الجامعة وأزمات «اللامعقول» في جامعة الدولة والدولة برمتها.
هؤلاء النواب يريدوننا أن نصدق أن الحكومة «يمكن» أن تساير الليبراليين هذه المرة وتلغي قانون «الطهارة الجامعية» بمعنى أن الاجتماع مع الأنثى في الجامعة ينقض وضوء الطلاب والطالبات…! من «صجكم» يا حضرات النواب؟ معقول أن حكومة الشيخ ناصر ستهلل للتحالف الوطني والمنبر الديمقراطي لأنها فقط عينت اثنين من الشباب المحسوبين على التحالف أو المنبر في وظائف قيادية بالدولة، مع أن الدولة كلها أطلقت لحيتها وقصرت جلبابها منذ زمن طويل ومن بداية تحالفها القديم مع الجماعات الدينية في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لا شيء تغير غير السير الحثيث للدولة على دروب التزمت الديني، ولم يكن تعيين أي مواطن تقدمي في منصب قيادي كوزير أو غير ذلك غير ذر للرماد في العيون، وكان التقدميون ودعاة الحداثة الوزراء والقياديون مجرد «حصان طروادة» الحكومي الديني في بيوت القوى التقدمية إن صحت التسمية الأخيرة.
هل نسي المتزمتون أن قانون منع الاختلاط أقر أيام وزير التربية التقدمي المرحوم أحمد الربعي!
لم يقلق النائب وليد الطبطبائي أو محمد هايف أو فيصل المسلم وما حاجتهم للتهديد والوعيد بالمساءلة السياسية لرئيس الحكومة، فهم يعلمون أن هذه الحكومة حالها من حال من سبقتها لن تقدم ولن تؤخر في موضوع الاختلاط بالجامعة ولا في أي موضوع آخر يكدر خاطر القوى الدينية المتزمتة، فتلك الجماعات رضينا أم لم نرض تملك حصة الأسد في الشارع الكويتي «المتدروش»، وأولى أولويات السلطة في مثل ظروفها السياسية القلقة لغياب الرؤية والمنهج عند أربابها هي سد باب الذرائع اليوم عن كل ما يثير أوجاعها السياسية، وغلق باب قانون الطهارة الجامعية هو إغلاق باب الريح، الذي ستسده الحكومة وتستريح، فأبشروا يا نواب بطول السلامة.
اليوم: 24 يوليو، 2011
مَن يدفع الثمن؟
«….أن يخلقوا نساء يقنعونهن حتى بالدفاع عن استحسان عبوديتهن، بعد اختيار تلك العبودية والبقاء فيها وصيانتها. وهي ظاهرة لا وجود لها إلا في العالم الإسلامي: هذا العالم العظيم بإمكاناته وطاقاته وعبقرياته…»!
(أدونيس)
***
تطرقت زميلة فاضلة في مقال لها عن شبه المؤامرة التي تحيكها جهات عدة، بوعي أو بغير ذلك، ضد المرأة، وكيف أن أطرافها تقوم بترويج افكار تقول بعدم رغبة المرأة في العمل، أو عدم ميلها للدراسات الجادة، وكيف أنهن مثلا يتكدسن في تخصصات سهلة في كلية الطب، ويعزفن عن الصعبة منها كالجراحة! وكيف حاول البعض أن يستنتج من أن هذا الميل «قد» يعود إلى عدم رغبة المرأة في العمل بأنظمة الخفارة وغير ذلك من الأسباب، والتي لم يحاول أحد، وهذا لب مقال الزميلة، تقصيها ومعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا العزوف ومن ثم العمل على معالجتها أو تلافيها. وقد تطرقت في مقالها لموضوع الاجهاض وكيف ادى السماح به في بعض الولايات الأميركية لانخفاض نسبة الجريمة فيها بعد بضع سنوات، وذكرت أنها لا تتحمل من خلال المقال رأيا في الاجهاض، إلاّ أنها أنهت مقالها بالقول إنها ضده، وبشكل كبير، إلا في حالات اضطرارية خاصة!
أتفهم رأي الرجال، والمتزمتين بالذات، وموقفهم من الاجهاض، ومعارضتهم له، فهم يستمدون آراءهم من نصوص محددة، كما هي الحال في قضايا كثيرة أخرى، وخاصة تلك التي تتعلق بلباس المرأة وحق الحضانة والحقوق السياسية وتولي القضاء وغير ذلك من الأمور الخلافية، ولكن اللافت في عالمنا، كما ذكر أدونيس، أن نرى من السيدات، مع احترامنا لآرائهن بالطبع، من تقف ضد الإجهاض، علما بان معارضته لا تقتصر على مجتمع محدد، بل نجدها في أنحاء العالم. ونلاحظ كذلك، وبأسف شديد، أن الطرف المعني أكثر من غيره بالأمر، والتي ستتحمل مسؤولية الجنين تسعة اشهر، بكل ما يعنيه ذلك من آلام حمل ومعوقات وتغيرات فسيولوجية ومعيشية ومخاضها ومخاطر ولادة، وما سيترتب على تربية الطفل وتنشئته من مسؤوليات جسام وقلق مستمر، وفي أي عمر كان، وكأن لا وجود لها، وبالتالي نخالف الطبيعة والمنطق والعدالة في رفض الاستماع لها، وأن يكون لها وحدها خيار الاحتفاظ بالجنين أو التخلص منه، ولكننا نستمع عادة لمن يرمي كلمة التحريم ويمضي في طريقه غير عابئ بالنتائج، وما سيصيب الأم من ويلات وما سيعانيه المجتمع من مصائب نتيجة ولادة طفل لم تكن تريده من أنجبته! ويجب ألا ننسى هنا أن زمن نصوص التحريم غير زمننا، فقد كان قدوم طفل للحياة لا يختلف عن قدوم اي كائن آخر للحياة، أما الآن فالأمر مختلف تماما! وعليه نتمنى من معارضي الاجهاض التفكير مليا في الأمر فالمسؤولية كبيرة، وعاجلا أم آجلا سنرضخ للمنطق، كما فعلنا في حالات أكثر خطورة، فحقوق الإنسان، وحقوق المرأة بالذات أولى بالاتباع! لكن يبدو أننا قبل ان نقر بذلك سندفع، كالعادة، ثمنا عاليا!!
أحمد الصراف
الميناء.. وبنك التسليف
أتمنى أن نتعامل بحكمة في موضوع ميناء مبارك الكبير.. وان نتعامل مع رد الفعل العراقي بعيدا عن سياسة تكسير الرؤوس والمناطح والتعالي، ومع يقيني أن موقف الكويت سليم مائة في المائة وحقها واضح في انشاء الميناء بهذا المكان، لكن يجب أن نتفهم التخوف العراقي، الذي تم استغلاله من ذوي النوايا السيئة وبقايا الفكر الصدامي في العراق أسوأ استغلال حتى صوروا للعراقيين أن الكويت عادت لخنق العراق وقتل موارده من جديد.
مهما يكن حقنا في انشاء الميناء واضحا وضوح الشمس، لكننا لا نعدم الحكمة والتعامل بهدوء بعيدا عن الفوقية والتشنج وردود الأفعال، فقد يفتقد الطرف الآخر الحكمة المطلوبة ويتهور بفعل لا نتمناه نحن ولا هو، لذلك أطالب زملائي الكتّاب والأخوة أعضاء مجلس الأمة بأن نترك الخارجية الكويتية تتعامل بالطريقة التي ترى فيها مصلحة البلد، خاصة بعد أن أدركت توجهات الشعب الكويتي ونوابه وأخذت بذلك الدعم المطلوب لاتخاذ الموقف المناسب.
• • •
بنك التسليف
استغرب هجوم بعض نواب الأمة على الحكومة في تعيين مدير عام لبنك التسليف من خارج البنك!! ومع أنني لم أفرح للتعيين الذي تم، لكن اصرار النواب على تعيين نائب المدير العام مديرا عاما يحتاج الى توضيح لأمور قد يجهلها هؤلاء النواب. فوزير الاسكان هو المشرف على أعمال البنك.. والوزير الحالي كان مديرا عاما للبنك قبل توليه المنصب الوزاري وكان بينه وبين نائبه ما صنع الحداد، لدرجة أن النائب اتهم المدير باتهامات أحالها الاخير إلى النيابة، وفي المقابل رفع المدير على نائبه قضايا ادارية وغيرها أحيلت الى المحكمة. وبغض النظر عن الأحكام التي صدرت، فان العلاقة بين الاثنين أصبحت متوترة وغير قابلة لاستمرار الوضع الذي فرض فرضا بحكم المحكمة! لذلك اذا تم تعيين النائب مديرا عاما في عهد هذا الوزير، فهذا يعني أننا «لا طبنا ولا غدا شرنا» وستتم عرقلة العمل من الطرفين وسيكون العناد سيد الموقف، لذلك لم استغرب عدول مجلس الوزراء عن هذا الاختيار لهذه الاسباب، خاصة اذا اضفنا ما تم تداوله من صفقات تمت بين الحكومة وبين احدى الكتل البرلمانية كان هذا المنصب حلقة من حلقات هذه الصفقة!
• • •
• شكرا للأخ صالح السعيدي من جهاز معالجة أوضاع «البدون» على تعليقه الذي أرسله الى القبس حول مقال سابق لي عن القيد الأمني. وأتمنى أن يضع الجهاز حدا لهذه المأساة، لكن الواقع اليوم يقول إنه لا مؤشر ايجابيا في هذا الشأن، بل كل المؤشرات سلبية، وتقول إن هذه المأساة ستستمر بسبب هذا المسمى قيدا أمنيا، لأنه عذر من لا عذر له ومن خلاله سيتم استبعاد من لا نرغب بالحق أو بغيره.. يعني بالمزاج! وهذا ما نتمنى ألا يحدث بعد طول انتظار!