قامت أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، ومن خلال «خطة مارشال»، نسبة لجورج مارشال – وزير خارجية أميركا وقتها – بتقديم أكبر برنامج مساعدات لإعادة بناء أوروبا، بلغت ميزانيتها 13 مليار دولار واستغرق تنفيذ برنامج الخطة 4 سنوات.
ولو نظرنا، بعد أكثر من 60 عاما لفلسفة الخطة، التي كانت احد اهدافها وقف التمدد السوفيتي في أوروبا الغربية، لوجدنا أنها تتطابق في الكثير من أوجهها مع خطة التنمية في الكويت، من حيث تركيزها على المستقبل، بدلا من إصلاح ما خلفته الحرب من دمار، وذلك عن طريق تحديث الصناعات وتطوير اساليب العمل باستخدام افضل التقنيات الاميركية، وإزالة العوائق الإدارية والقانونية أمام مختلف الأنشطة، وبث روح الأمل في شعوب المنطقة بتوقع مستقبل زاهر. وتبين بعد انتهاء تنفيذ الخطة عام 1952 أن النتائج تخطت التوقعات بكثير، وتمتعت أوروبا الغربية بعدها بازدهار غير مسبوق لا يزال مستمرا حتى اليوم.
ولو نظرنا الى أوضاعنا في الكويت لمرحلة ما بعد الغزو والاحتلال لوجدنا أننا ساهمنا جميعا في تحطيم كل مقومات النهضة في وطننا من خلال صراعات نوابنا وتلكؤ حكوماتنا وتردد قراراتنا بشكل عام، بحيث وصلنا الى مرحلة نحن في أمس الحاجة فيها الى برنامج نهضوي جريء كــ «خطة مارشال»، أو «خطة الهارون»، نسبة لوزير التنمية الجديد عبدالوهاب الهارون، للنهوض بالوطن من الوضع المخجل الذي نحن فيه بسبب تعطل المشاريع وتخلف الأنظمة وغياب القوانين وتعطل تطبيق الموجود منها وترهل الإدارة الحكومية والنقص المخيف في الخدمات الأساسية وحاجة البنية التحتية الماسة للتطوير وضرورة تنمية الموارد البشرية وخلق عشرات آلاف الوظائف، وإحلال العمالة الوطنية في مختلف القطاعات، والإيمان بان الاستقرار الاقتصادي سيؤدي حتما الى الاستقرار السياسي.
وإلى مقال الغد.
أحمد الصراف