تعتبر «شركة نفط الكويت» الشركة الأكبر والأقدم في الكويت، قبل أن تصبح تابعة لمؤسسة البترول، حيث تأسست قبل 77 عاما، ومع هذا لم توفق غالبا، بالرغم من عظم أهميتها، منذ أن ترك الانكليز ادارتها بعد تأميمها، بادارة وطنية نزيهة، وأملنا كبير في أن تكون الادارة الشابة الحالية أكثر «نظافة» من غيرها! وقد وردت في كتاب «الجائزة» الموسوعي للخبير النفطي دانيال يرغن أمور وخفايا كثيرة عن قصة تأسيس الشركة، وكيف نافست شركة اميركية، وللمرة الأولى، شركة بريطانية على امتياز التنقيب في منطقة نفوذ بريطانية بحتة، ففي الصفحة 275 من الكتاب يروي المؤلف قصة ذلك، وكيف أن مفاوضات منح امتياز التنقيب امتدت لعشر سنوات في لندن، أبدى خلالها أمير الكويت وقتها، الشيخ أحمد الجابر، امتعاضه الشديد لصديقه الميجور هولمز، الذي كان يمثل مصالح شركات اميركية في المنطقة، من قيام الشركات البريطانية بتوقيع امتياز التنقيب مع البحرين قبل الكويت، وكان ذلك عام 1931، واعتبر الأمر « طعنة في القلب»، وفق قوله، لما كان يعتقده من مكانة للكويت لدى بريطانيا، اضافة لأهميتها الاستراتيجية، ولما كانت تمر به وقتها من ظروف هي الأصعب في تاريخها، بعد أن نجح بائع النودل الياباني «ميكيموتو» في استزراع اللؤلؤ بكميات كبيرة، والقضاء على مصدر رزق قطاع كبير من الكويتيين، خصوصا بعد تأثرها الشديد بالكساد العظيم، لدرجة دفعت حتى ملاك وتجار العبيد للتخلي عنهم من دون مقابل تقريبا لعدم قدرتهم على توفير الغذاء لهم!
ويعود عدم ميل شركة Anglo – Persian Oil، البريطانية في التنقيب عن البترول في الكويت إلى أسباب عدة، الا أنها اضطرت في النهاية لفعل شيء بعد أن مثل سعي شركة Oil Gulf «غلف أويل» الاميركية للحصول على الامتياز، خطرا على مصالحها في منطقة نفوذها، وعجل في تحركها بعد فشل «اتفاقية الحماية»، بين بريطانيا والكويت، في قصر امتياز التنقيب عليها نتيجة تدخل «أندرو ميلون» سفير اميركا لدى بريطانيا واجبار الأخيرة على قبول بقاء شركتها طرفا في المنافسة، علما بأن عائلة «ميلون» كانت تمتلك الحصة الأكبر من أسهم غلف أويل!
أحمد الصراف