إضافة إلى كل ذلك يدفع الدين المجتمعات المتمسكة به إلى زيادة الإنجاب، فالمجتمعات الزراعية مثلا بحاجة كبيرة للأيدي العاملة، وينتشر فيها الزواج المبكر، بينما نجد عكس ذلك في المجتمعات الحضرية المتقدمة، حيث تفضل المرأة عددا أقل من الأطفال، وبالتالي تقل الحاجة للاستعانة بالغيبيات في تنشئتهم وتعليمهم وتربيتهم.
كما يواجه الجانب النفسي من العقيدة تحديا صلبا آخر، فعندما يواجه الفرد في المجتمعات الحديثة مشكلة نفسية أو صحية عقلية فإنه يتجه للشخص المناسب، فطبيعة فهم هؤلاء تدفعهم لطلب طرق العلاج الأكثر عقلانية والتي تعتمد على الدواء العصري أو التشخيص والفعل المناسبين بدلا من الاعتماد على الأساليب التقليدية القديمة والمخدرة التي تعرضها العقائد المختلفة. إضافة إلى ذلك لاحظ علماء «الاجتماع الرياضي» ان الرضا الروحي والاجتماعي الذي يحصل عليه المتفرج في مباراة رياضية شعبية لا يقل عن الرضا ذاته الذي يحصل عليه مرتاد الكنيسة، ويعتقد البعض أن الرياضة اصبحت في الكثير من المجتمعات تحل محل العقيدة، وبالدقة نفسها يمكن قول الشيء ذاته عن مشاهدي أي أنشطة أخرى، حتى تلك غير الرياضية، ولهذا رأينا كيف شنت المؤسسة الدينية المسيحية بالذات هجوما مضادا واصبحت تنظم مثل هذه المناسبات وتمتلك محطات تلفزيون خاصة بدعواتها وتتبنى فرقا موسيقية صاخبة دينية Rock Christian، ولكن هذا لم ينفع كثيرا في منع فقد الكنيسة لمكانتها بسبب التقدم العلمي وشبكة الأمان الاجتماعية التي وفرتها الدول الغربية لمواطنيها، وصغر حجم العائلة، وكل هذا خلق لدى هؤلاء خوفا اقل من المستقبل، وبالتالي حاجة أقل لتسوق التدين من رجل دين أو من خلال كنيسة.
أحمد الصراف