بعد ان فشل في الحصول على شهادة الثانوية العامة، قرر أن يحمل نجوما على كتفيه واستغلال ذلك في الحصول على ما يريد، ولكنه فشل في الشرطة فاتجه للجيش، ومع الأقدمية ترقى، وحقق حلمه واصبح ضابطا، ولكن قصة نجاحه كانت قصيرة، حيث اتهم بسرقة قطع سجاد من أحد الاحتفالات، ووقتها قرر الوزير المعني الموافقة على التوصية بتسريحه. عاد للدراسة وحصل على الثانوية، والتحق بالجامعة وحصل على شهادة حقوق بتقدير متواضع، وأصبح محاميا ثم أستاذا ثم مستشارا قانونيا يشار اليه بالبنان!
أثناء فترة الاحتلال العراقي اتهمه جيرانه في الحي بسرقة سياراتهم، ورفعت قضايا ضده بعد التحرير، وصدر عليه حكم قاس، ولظروف رأها القاضي تقرر عدم النطق بالعقوبة.
قام في مرحلة لاحقة، وبعد التحرير، بالترشح للانتخابات النيابية، ولكنه اضطر للانسحاب من السباق بعد أن فشل في الحصول على شهادة «لا حكم عليه»، ولكنه نجح مع الوقت في تكوين ثروة كبيرة من الاتجار بالبشر من خلال شركة مقاولات نظافة تخصصت في الحصول على عقود تنظيف بأسعار متهاودة، وجلب عمال التنظيف مقابل مبالغ كبيرة، وعدم دفع رواتبهم والطلب منهم «تدبير معيشتهم»، بالعمل بعد انتهاء دوام الوزارة بأي وسيلة ممكنة، ولم تكن صعبة مشاهدة عماله، بــ«أزيائهم الصفراء» اللافتة وهم «يسرحون» في أسواق السمك والخضار من دون عمل، أو غالبا يتسولون!
حالف الحظ الكبير صاحبنا عندما التقى باحدى القيادات العربية الفاسدة، وما اكثرها، ودخل معه في كل عمل غير مشروع وحقق من ذلك ثروة هائلة…. فهل عرفتموه؟
انظروا حولكم فستجدوا أن الكثير مما ذكر أعلاه ينطبق على عدد لا بأس به من كبار مسؤولينا ومشرعينا!
أحمد الصراف
[email protected]