y>في غمرة الهلع الذي كانت تعيشه أميركا بعد أحداث 11 سبتمبر، القت السلطات الأميركية القبض على البريطاني رتشارد ريد، بعدها ببضعة أشهر لمحاولته تفجير طائرة أميركية كانت تقله ومئات الآخرين إلى أميركا، بعد أن كشفت المضيفة محاولته إشعال المتفجرات في كعب حذائه المبتل. اعترف ريد بجريمته وبولائه لأسامة بن لادن وللإسلام، وبأنه لا ينوي الاعتذار عن فعلته وأنه يعتبر نفسه في حرب مع أميركا! وهنا خاطبه القاضي يونغ قائلا: لقد حكمنا عليك بالسجن 130 عاما، وبغرامة مليوني دولار. والآن دعني أبين لك أننا يا سيد ريد لا نخاف منك ولا من كل الذين تآمروا علينا معك، فقد مررنا بأوقات عصيبة كثيرة طوال تاريخنا، ونحن هنا في هذه القاعة نتعامل مع الجميع كبشر لنصل إلى العدالة، وأنت لست في حرب معنا، كما تقول، ولست جنديا في جيش بل أنت إرهابي، ولا تستحق غير ذلك من صفة، ونحن هنا لا نتعامل أو نتفاوض مع إرهابيين أو نعقد اتفاقيات معهم، بل نتتبعهم ونحضرهم أمام العدالة. قد تكون شخصا ضخم الجثة (193سم) ولكنك لست بالمحارب، بل أنت إرهابي ومجرم تسعى لقتل أرواح بريئة، ومن كان بانتظارك في المطار لإلقاء القبض عليك كان على حق عندما قال لك بأنك لا تعني الكثير لأحد عندما تساءلت عن سبب عدم وجود صحافة وتلفزيون بانتظارك لحظة وصولك للمطار! ما يقلقني حقا هو السبب الذي دفعك للاقدام على فعل إجرامي كهذا، وقد استمعت لك بكل احترام، ولكن يبدوا أن الشيء الوحيد الذي تبغضه فينا هو حريتنا، وهي أثمن ما نملك، حريتنا في أن نعيش كما نحب ونرغب، لأن نؤمن أو لا نؤمن بما نريد، ففي هذا المجتمع كل نسمة ريح تحمل معها الحرية، ولهذا أنت تقف هنا في هذه القاعة الجميلة لتنال حقك في محاكمة عادلة، ولو تطلب الأمر حضور رئيس الدولة، من خلال ممثليه، لهذه القاعة للشهادة معك أو ضدك، لتم ذلك حتما، فلا أحد هنا فوق القانون. انتهى.
ولو بحثنا في خلفية ريد لوجدنا أنه من مواليد 1973، وينتمي لأسرة مفككة، وعاطل عن العمل وترك المدرسة في سن 16، أمه إنكليزية ووالده من جامايكا وخريج سجون ومعروف بتعدد جرائمه، كما أدين ريد بعشر جرائم ضد أشخاص وممتلكات!!
وهذه هي النوعية التي يجندها «القاعدة»، الذي تخلصنا من مؤسسها إلى الأبد، في زرع الدمار والخراب في كل مكان باسم الدين.
أحمد الصراف