يقول جين بول لوزا*: عندما كنت صغيرا كنت أشكو من الصداع وأمراض اللوز، وتسبب هذا في بطء نموي وشحوب بشرتي وشعوري المستمر بالإرهاق، وكان اقراني أطول واقوى مني. في سن الــ13 أزلت لوزتي فتحسنت صحتي وزاد نشاطي، فانخرطت في الملاكمة والتجديف وقررت أن ابقى سليم الجسد إلى الأبد.
تخرجت طبيب اسنان، ولكن الرياضة كانت شاغلي، ولكن مع الأربعين تماهت طريقة حياتي مع طريقة حياة زوجتي وأصبحت أكثر كسلا، فقد كنا نقضي الساعات دون فعل شيء، وتسبب ذلك في رفع ضغط دمي، وفي يوم شعرت بآلام في قدمي وببروز عروقها فعدت الى الرياضة كما في السابق. مضت بي الحياة وانفصلت عن زوجتي في الــ60 والتحقت بفريق التجديف وأصبحت أشارك في المسابقات الدولية، وكسبت 36 ميدالية ذهبية. وفي عامي الــ 75 بدأ الموت بخطف رفاقي، وكان الكل من حولي يكبر بالسن، وكنت على وشك التقاعد، ولكني استمررت في ممارسة التجديف، وفي الــ82 بدأت بإصدار مجلة تعنى بشؤون الفم والأسنان، وفي الــ85 واجهتني مشكلة، فقد نظرت لنفسي في المرآة ورأيت رجلا كهلا بقامة غير مستقيمة ووزن زائد وقطع الجلد تتدلى من اطرافه، وكنت أبدو كحطام سفينة غارقة، وشعرت بأن الموت قد اقترب مني، وكنت أعلم بأن عليّ أن أهدئ من نشاطي ولكني كنت اشعر بالقلق، فقد فقدت ذلك الجسم الذي كان يلفت الأنظار، وكنت وقتها لا أزال أمارس رياضة التجديف 6 أيام في الأسبوع وليس هناك ما يمنع من أن ابذل جهدا أكبر، وهكذا قمت في أواخر الثمانينات من عمري بالانضمام الى نادي بناء الأجسام، واكتشفت أن ليس لديهم اي تعليمات تتعلق بطريقة التعامل بمن هم في سني، وكان عليهم المرور بالتجربة والخطأ وهكذا قمت بممارسة رفع الأثقال، وتناول أنواع من البروتينات، وبدأ جسمي بالتحول وأصبحت أسمع تعليقات الاعجاب مرة أخرى، وخاصة من السيدات، وكيف انني أبدو أصغر بكثير من عمري. وبدأت بممارسة الجودو لتعلم تفادي السقطات المميتة، وهذا حسّن من الدورة الدموية لدي، كما تبين لي أن بناء العضلات سيحميني من خطر الألزهايمر، وعندما بلغت الــ 90 توقفت عن التفكير في الموت وأصبحت أركز أكثر على استعادة شكل جسمي القديم، وفي عام 2008 دخلت أولى بطولاتي الرياضية المتعددة متحديا من هم أصغر سنا مني بكثير، وكان الترحيب بي كبيرا، وحصلت على أعلى درجات من كل السيدات المشاركات، وكثير من الرجال، وفي مسابقة السنة الماضية في ألمانيا تفوقت بدرجاتي على الجميع.
أنا لا أجري وراء الشبوبية، بل أجري وراء الصحة، فالناس غسلوا عقولهم باعتقادهم أن الحياة تنتهي في الــ65 من العمر. كما قيل لنا ان الشيخوخة تعني التدهور المستمر في الصحة وفي وظائف الأعضاء، وعلينا التوقف عن أداء اي شيء، أو أداؤه بحذر وبطء، استعدادا للموت، وأنا أخالف ذلك تماما فأنا ابلغ الآن الــ92 وقانون الطبيعة لا يخيفني، فقد أقنعت نفسي بأن متى ما جاء الموت فلا مفر منه، ولكن حتى ذلك الوقت سأستمر في التركيز على أن يكون شكلي رياضيا ومعدتي مسطحة.
*مقابلة مع «الغارديان» اللندنية ـ 2011/4/24
أحمد الصراف
[email protected]