سامي النصف

المشهد السياسي والأمني وإسلام سلمى!

عرض علي الاخوة القائمون على برنامج «المشهد السياسي» في قناة الوطن استضافتي في حلقة الليلة قبل الماضية واعتذرت لظروف ملحة، وندمت على ذلك الاعتذار بعد مشاهدتي بعض ما جرى في اللقاء والتهجم السافر على نجم الحلقة، وأعني المقدم الشاب علي حسين الذي كان يمثل بحسرته وألمه الصادق رؤى ومشاعر كل المخلصين من أهل الكويت.

أعتقد أن الضيفين الفاضلين أخطآ في فهم معنى الكونفيدرالية والفيدرالية الذي أخذ أغلب وقت البرنامج، فمجلس التعاون الخليجي ليس وحدة كونفيدرالية والتي تستوجب توحد بعض سياسات الدول المنضوية تحتها كالدفاع والخارجية وتوحيد العملة كمثال، المجلس الخليجي في هذه المرحلة هو تجمع لست دول مستقلة كحال تجمع دول شرق آسيا أو الاتحاد الافريقي.. إلخ، كما أن الفيدرالية للمعلومة لا تستوجب وجود ديموقراطية أو دساتير في الدول التي ترتضي بتلك الوحدة التي تقل قليلا عن الوحدة الاندماجية وتزيد قليلا عن الكونفيدرالية، حيث لا يقبل ضمن الاتحاد الفيدرالي إلا بحكومة وقيادة سياسية واحدة.

ما يهم في حكاية سفير الكويت في مملكة بوتان ـ إن صحت ـ هو كيفية وصول سفير لهذا المنصب وهو لا يعلم بديهية وأساسية أنه لا يمثل نفسه فيما يطرح من آراء، بل يمثل دولة الكويت العضو الفاعل في درع الجزيرة التي كان يطالب بطرد قواتها ـ أي قوات بلاده ـ من مملكة البحرين، في الحالة الليبية وغيرها كان يصاحب اعتراض السفراء على سياسة بلادهم تقديمهم استقالاتهم من مناصبهم، لذا فهناك حاجة للنظر في منهاجية الاعداد والاختيار لمنصب السفير، خاصة بعد إنشاء المعهد الديبلوماسي الواعد.

حوادث اختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن في المباني وغيرها تحتاج الى «مفاوضين محترفين» كي تنتهي تلك الاشكالات بسلام ولا تترك لاجتهادات شخصية، فاجعة مخفر العدان وقبلها ما حدث ابان توقيف مركب خفر السواحل لزورق الصيد العراقي، تحتاج الى عمليات تدريب متكررة لكيفية مواجهة الأزمات، وأنصح باستخدام أفلام القناة الوثائقية Investigation Discovery التي تظهر كيفية تعامل قوى الأمن الاميركية ومفاوضيها وأطبائها الشرعيين مع الجرائم المختلفة.

أخيرا، حدثني الزميل حسن العلوي عن تفاصيل محادثة صدام له، ومما ذكره أنه كان ساهرا هو وزوجته مع مدير «العراقية» في بيروت وزوجته وطيار عراقي اسمه مازن وزوجته، عندما استقبل المكالمة الشهيرة التي انتشرت على الانترنت وفي التاريخ الذي يحتفل فيه صدام عادة بعيد ميلاده المشؤوم، وقد استرسل في الحديث مع المتصل أمام الشهود ولم يكن الحديث مفبركا، بل كان حقيقيا ـ حسب قوله ـ ويعتقد أبوعمر أن المتصل كان مقلدا بشكل جيد لصوت صدام والغريب ان احدى كبريات الصحف الاميركية طرحت عليه مائة سؤال حول تلك المكالمة، مما يعني أن هناك من لديه شك في عملية إعدام صدام.

ما أعطى تلك المكالمة «الوهمية» مصداقيتها، حقيقة ان عملية إعدام صدام لم تتم في وضح النهار كما يفترض وأمام آلاف الساسة والإعلاميين والمصورين، بل تمت في ليل أظلم وسط أناس مقنّعين وبتصوير سيئ من كاميرا هاتف واحدة أظهرته ورباط أسود يحيط برقبته يمكن له أن يخفي طوقا معدنيا يحمي الرقبة، وينتهي الشريط الرديء بسقوط الطاغية من كوة الإعدام ولا يستكمل التصوير لإظهار موته بعد السقوط لأسباب مبهمة.

آخر محطة:

(1) قام الزميل أسامة أبوالسعود بنشر لقاء في «الأنباء» أجراه مع وزير المالية المصري الكفؤ د.سمير رضوان الذي تحدث خلاله بصراحة تامة عن الأحوال الاقتصادية التي ما توقفنا عن التحذير منها وضرورة الالتفات اليها قبل أن تقع الفاس بالراس.

(2) أعطى الوزير الفاضل تفاصيل رقمية تحرك الحجر ومشاعر البشر، فقد سيّل البنك المركزي 13 مليار دولار خلال شهرين لمنع سعر الجنيه من الانهيار، وقد انخفضت الصادرات بـ 40% وبلغت خسائر السياحة 3 مليارات دولار شهريا، مما خلق حاجة ملحة لملياري دولار لهذا الشهر و10 مليارات دولار لميزانية العام المقبل ستتم محاولة الحصول عليها كقروض ومنح من البنوك والحكومات العربية والأجنبية.

(3) بدلا من الاهتمام بتلك الإشكالات المفصلية والحقيقية، تفرغت أغلب الفضائيات والصحف المصرية لقضية المسيحية ـ المسلمة ـ المسيحية.. إلخ، كاميليا التي ينطبق عليها قول الشاعر «أسلمت سلمى (كاميليا) فما زاد الاسلام ولا نقص النصارى» حالها كحال إسلام حنون الذي لم يزد في الاسلام مقدار خردلة.

احمد الصراف

عمنا العدساني الكبير

يحظى الكثير من كبار إداريي الدولة بالاحترام والسمعة الطيبة، وربما يأتي على رأس هؤلاء العم عبدالعزيز يوسف العدساني، فبالرغم من طول فترة عمله الحكومي والتشريعي والتنظيمي التي بدأت قبل 40 عاما، عمل فيها عضوا ورئيسا للمجلس البلدي، ونائبا في البرلمان في التسعينات، وكان في 1995 وربما لا يزال، عضوا في المجلس التنفيذي الدولي للمبادرات البيئية المحلية في كندا، كما اختير عام 1997 عضوا مراقبا في المجلس الاجتماعي والاقتصادي التابع للأمم المتحدة، وهو الآن، وقد قارب أو تجاوز الثمانين من عمره المديد، يعمل رئيسا لديوان المحاسبة. المهم هنا أن السيد العدساني كان طوال هذه الفترة، وعلى مدى 34 عاما، أمينا عاما لـ «منظمة المدن العربية»، ولو أخذنا في الاعتبار أهمية الوظائف والمهام الخطيرة الأخرى التي يقوم بها لوجدنا أن من الاستحالة على رجل في سنه أن يقدم جديدا لمنظمة اشرف عليها لأكثر من ثلاثة عقود، وبالتالي نعتقد بأن من الأسلم تسليم الراية لمن هو أكثر نشاطا منه، ولكي يكون لديه الوقت لنقل خبراته لمن يأتي بعده، قبل فوات الأوان.
هذا من جانب، ومن جانب آخر لو نظرنا للمهام التي تأسست من أجلها «منظمة المدن العربية» قبل 44 عاما، لوجدنا أنها، مثلها مثل منظمة د. العوضي الإقليمية للبيئة البحرية، ما غيرها، وبقية الهياكل الهرمة الأخرى، لم تفعل الكثير! فمن أهداف منظمة المدن «الحفاظ على هوية المدينة العربية»! ولو بحثنا في كل زوايا الجهراء والفحيحيل وأم الهيمان عن دور لها لما وجدنا أثرا، فغيابها تام شامل، هذا غير تأثيرها الغائب في العاصمة، فإذا كانت هذه حال دولة المقر، المساهم الأكبر في ميزانية المنظمة، فما هي حال مدينة عضو مؤسس في المنظمة كالقاهرة مثلا، والتي حتما لم تصبح أفضل حالا في ظل إرشادات وتعليمات منظمة المدن العربية؟ ولو استعرضنا بقية أهداف المنظمة من رفع مستوى الخدمات في المدن العربية، نجد أنها انحدرت وساءت أكثر في العقود الأربعة الأخيرة، أما هدفها المتمثل في تعزيز دور السلطات المحلية فهو لا يستحق حتى طباعته في موقع المنظمة أو وجوده ضمن أهدافها. وعليه نعود ونكرر رجاءنا للسيد العدساني ولتاريخه الكبير والجليل التخلي عن هذه المنظمة ليأتي من يقوم بتفعيل دورها أو الاعتراف بالعجز وحلها، فوضعها الحالي والعدم سواء.
***
ملاحظة: ثلاثة كنت أشد الرحال لمحاضراتهم واحاديثهم: المرحوم أحمد البغدادي، والمرحوم خلدون النقيب، ولن أذكر اسم الثالث، لكي لا «يتفاول»! وبالرغم من التفاوت والاختلاف الفكري والسياسي بين الثلاثة، إلا انهم كانوا، ولا يزال الثالث، يمثلون لي ضمير المثقف الجاد والملتزم، وكما صعب تعويض البغدادي سيصعب تعويض امثال النقيب.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سَبْر

لطالما سُئلت: «رغم كل ما كتبت، لم تُسجَن… كيف؟ ولماذا؟»، فأجيب: «أنا مثل بطل الفيلم الهندي، أقفز من الحصان إلى الزورق البحري لأخلّص حبيبتي من بين أيدي أفراد العصابة، ثم أطير فأمسك بالهيلوكبتر التي يقودها رئيس العصابة الذي يتاجر بالأطفال وغسل الأموال والأغذية الفاسدة، ثم أطلق من مسدسي طلقة واحدة إلى الوراء دون أن ألتفت فأقطع حبل المشنقة الذي يلتفّ حول رقبة صديقي، فتحاصرني العصابة، فأهرب، فيطلقون النار عليّ لكنهم لحسن الحظ لا يصيبونني! مئات الطلقات… آلاف الطلقات… طلقة تصيب «المزهرية» فتتناثر ورودها، وطلقة تصيب أطباق الأكل فتتحطم، وثالثة تصيب ماسورة المياه فتندفع مياهها بقوة إلى الأعلى فتغرق الشوارع، ورابعة وخامسة وسادسة، ومئات، وآلاف الطلقات، كلها تنفجر بالقرب من أقدامي، في حين أطلق أنا طلقات ثلاثاً، فقط ثلاثاً، كلها في «اللحم»… يحدث هذا دون أن أصاب بخدش واحد، ودون أن تتسخ ثيابي أو تتغير ملامحي، باستثناء شيء واحد… شعري الذي كنت أسرّحه إلى الخلف انهالَ على عينيّ».

لكن اليوم، وبعد أن قررت والشقيق سعود العصفور تدشين صحيفة «سبر» الإلكترونية، أظن أن نهاية الفيلم ستكون مأساوية، وأظن أن طلقات العصابة ستخترق كرعاني وكرعان الشقيق، وستنجو المزهرية وماسورة المياه، وأظن أنني وسعود سنتشرف بزيارة «بيت الخالة» على رأي السوريين، أي السجن، الذي سندخله بالرجل اليمنى… وإذا كان قانون النشر الإلكتروني، الذي سيسجننا، لم يُقرّ بعد، فسيتم سلقه سريعاً كِرْمال عيون الحلوين.

على أنني لن أدخل السجن قبل سعود، امتثالاً لقصيدة المرحوم والدي التي تحدث فيها عن «حقوق الخويّ»، أي الصديق، وشرح فيها أن «خويّك» إذا أراد أن يصعد إلى الأعلى فعليك أن تخفض منكبيك ليضع قدميه عليهما، وإذا أراد أن يتقدم فعليك أن تتمهل في مسيرك، وإذا وإذا وإذا، بشرط أن يكون الخوي كفؤاً… وسعود خويٌّ كفؤ، لذا سأتمهل في مسيري ونحن في طريقنا إلى السجن.

والصحافة مرض لا شفاء منه، أو هي وجبة كلما تناول الصحافي قضمة منها زادت شهيته لها، لكنه لن يصل حد التخمة أبداً… وفي «سَبْر» قد يموت البطل الهندي قبل نهاية الفيلم، ويُحرق جثمانه، وقد ينجو من الموت لكن كرعانه لن تنجو من الرصاص الحي بالتأكيد.

الأيام القادمة من هناك… ستفتح «مصَرّها» وتكشف ما تُخبئه.

***

لم أشاهد «زواج القرن»، لكنني قرأت أن العروس «كيت» رفضت «قَسَم الكنيسة» الذي يجبرها على «طاعة زوجها»، من باب أن الأمور يجب أن تسير بالنقاش لا الطاعة العسكرية العمياء، مع التزامها «باحترام زوجها وحبه والمحافظة على شرفه»، وهو تصرف سبقتها إليه أم المعرس ديانا سبنسر، ما دفع الملايين حينذاك إلى تحيتها والإعجاب بتصرفها.

أن تطيع زوجها أو تغسل قدميه أو تضربه بالملّاس أو أو أو هذه أمور بين البصلة وقشرتها، ولست من «الباباراتزي» كي أهتم بمثل هذا… ما يهمني هو رفضها أداء القسم احتراماً لمكانة القسم وهيبته. وهو ما دفعني إلى التساؤل: «لماذا لا يرفض بعض نوابنا ووزارئنا القسم الدستوري إذا كانوا يمسحون بطونهم ويفركون كفوفهم استعداداً للهبر؟»، لا تقسموا يا سادة ويا سيدات، اهبروا على الناشف، إني لكم من الناصحين.

وبارك الله في هذه العروس الصادقة وحمى أختها الصغرى المزيونة… العسل قطفة أولى.

سامي النصف

أبناء محمد حسني وأبناء محمد حسنين!

يقوم بعض الإعلام المصري المخادع بإشغال الشعب المصري بتوافه الأمور، مخفيا عنهم حقائق ما يجري من تحديات خطيرة غير مسبوقة في تاريخ مصر، وإشكالية المستقبل المظلم مادام الجميع مشغولين بقضايا الماضي وسيادة منهاجية الانتقام التي لم يقم بمثلها المنتقم الأكبر جمال عبدالناصر الذي ترك الملك فاروق يبحر بعيدا عن مصر رغم عدم وجود ضغوط عليه من الدول الأخرى (قتله فيما بعد بالسم على يد رجل المخابرات إبراهيم بغدادي).

يبلغ الرئيس السابق مبارك 84 عاما ولم يبق له الكثير من العمر كي يلاقي ربه، وواضح ان دول الخليج التي تملك الثروات والاستثمارات والسائحين والتي هي الأمل الوحيد لمصر بعد ان هجرها المستثمرون والسائحون الأجانب، لا يرضيها ما يفعله المنتقمون الجدد به وبعائلته ويطرحون تساؤلا محقا وهو: إذا كانت «القروش» التي في حسابات ابني صديق دول الخليج الرئيس محمد حسني وهما رجلا أعمال وزوجتاهما من عائلات تجارية كبرى، تستحق كل هذه الضجة والمحاسبة، فلماذا الصمت المطبق عن «مليارات» أبناء عدو دول الخليج الأول الصحافي محمد حسنين هيكل؟! أي هل أموال الأولين ملك لمصر ومليارات الآخرين ملك خاص بهم رغم انهم صنعوها من شراء مصانع القطاع العام المملوكة للشعب المصري بالملاليم وباعوها لدول الخليج بالملايين؟!

وكتب الزميل المبدع سليمان جودة رئيس تحرير جريدة الوفد ومقدم برنامج الخط الأحمر في قناة دريم، مقالا امس في جريدة المصري اليوم ذكر فيه ان حركة «التكفير والهجرة» التي قامت في مصر بعد ثورة مايو 1971 تحولت إلى حركة «التفكير بالهجرة» بعد ثورة يناير 2011 وأعاد لقرائه ما قلته له إبان لقائنا قبل ايام من ان تسامح ثورات دول أوروبا الشرقية ضد طغاتهم الذين هم اسوأ من مبارك بمئات المرات، جعل صالات «الوصول» في مطاراتهم تمتلئ بالمستثمرين والسائحين بينما امتلأت صالات المغادرين في مطارات مصر بالسائحين والمستثمرين المرعوبين من روح الانتقام السائدة، حيث أصبحت كل كذبة يدعيها موظف مهمل او متجاوز ضد مسؤول أو رجل أعمال وسيلة ومبررا لتدميره وإيداعه السجون والتشهير به في وسائل الإعلام، الزميل جودة للعلم من العقول الحكيمة والنيرة في مصر.

إن مشروع تدمير مصر العزيزة سيكتمل إذا ما تولى الحكم فيها كلمنجي وسياسي مراوغ كحال السيد عمرو موسى الذي دمر الجامعة العربية وأضاع العراق قبل ذلك، وتعميرها سيبدأ حال انتخاب رجل عملي وذكي وكفء كحال اللواء احمد شفيق الذي حول مصر للطيران من اسوأ شركة في المنطقة الى افضلها (امر اعرفه بحكم الاختصاص) كما غيّر مطارات مصر من مبانٍ خربة تمتلئ بالقطط والفئران الى أجمل مطارات القارة الأفريقية قاطبة، المؤسف ان كرسي رئاسة مصر يتجه سريعا الى المراوغ موسى الذي سيبرر كل اخفاقاته القادمة بالكلام المدغدغ، وبعيدا عن رجل بطول قامة وكفاءة اللواء احمد شفيق الذي لا يرضى عنه المراهقون والطائشون والمشبوهون من الكتاب الذين تمت اعادة تصديرهم لمصر كي يخربوها ويتركوها عائدين للمهجر بدلا من.. الجلوس على تلتها.

آخر محطة:

 (1) في عشاء سفير الكويت بالقاهرة التقيت بلواء مصري فاضل عمل ملحقا عسكريا وزار الرئيس السابق مبارك مرات عديدة في بيته بمصر الجديدة وفي شرم الشيخ، وقد طرح تساؤلا محقا وهو ان مبارك في اواخر عمره فلمن يخبئ المليارات المدعاة وهو يعيش في بيوت منزلي الخاص ـ اي اللواء ـ أكبر منها بثلاثة اضعاف؟! هل من إجابة؟.. لا اعتقد!

(2) في مقال قادم سنتحدث عن محادثة صدام الاخيرة للزميل حسن علوي ومحادثة حسن علوي لي حول تلك المكالمة التي تتزامن مع عيد ميلاد الرئيس والتي اكد علوي على انها غير مدبلجة أو مصطنعة بل تمت في وجود 6 اشخاص ذكرهم بالاسم.

احمد الصراف

خَمال هيئة البيئة

كتبت هذا المقال قبل 20 يوما، وكان لا يزال ينتظر دوره في النشر، الا أنه قفز للواجهة مع خبر اقالة رئيس البيئة بحكم قضائي! ولو نظرنا لوضع البيئة في الكويت، التي يتولى المسؤولية عنها وزير الدفاع، وهو وضع غريب وشاذ، لوجدنا أنها، مثل أشياء كثيرة «مملة وغير شعبية» بنظر كبار مسؤولينا، وبالتالي لا تجد من يود الاهتمام بها! وقد ابدت النائبة اسيل العوضي اهتماما بموضوع البيئة وقامت بتوجيه حزمة اسئلة للوزير المعني، تعلقت بتسيب وسوء ادارة هيئة البيئة، الأمر الذي دفعني لزيارة رئيسها، ولكنه كان في الخارج، وقام بالاتصال فور عودته واتفقنا على اللقاء، ولكن أثناء ذلك حصلت على نسخة من قرار صادر عنه برقم 2011/2 يتعلق بلائحة صلح في المخالفات البيئية، ومنها تبين أن الوضع لا يتطلب مقابلة بل نسفا لكل مسؤولي الهيئة على هذا الخراب الذي يقترف بحق بلد صغير كالكويت، لا يتحمل كل هذا التراخي في التعامل مع الخطر من المخالفات، فكيف يمكن قبول تحصيل 1000 دينار فقط في حال لم تقم شركة مواد كيماوية، أو حتى ذرية، بانشاء وحدة معالجة للمياه الصناعية الخطرة؟ وكيف تغرم شركة ما 250 ديناراً فقط في حال لم تقم بتركيب جهاز لقياس الانبعاثات الغازية الخطرة؟ أو مبلغ غرامة 150 ديناراً كاف لتجريم عدم وجود غرفة دهان خاصة في أية ورشة أو مصنع؟ وهكذا مع بقية المخالفات التي تبلغ قيمة بعضها 25 دينارا، لا تكفي لتغطية تكاليف فرضها، والتي يفضل الكثيرون دفعها بدلا من صرف الآلاف على تركيب وتشغيل وصيانة ما هو مطلوب، وهنا لا يمكن توجيه اللوم لغير المسؤول عن البيئة، ولكنه رحل الآن فمن سيأتي ليكمل ويغطي على خمال من سبق، خاصة أن أي وزير دفاع «لا خلق» له لمشاكل البيئة؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

عندما يكون ماهر الأسد بطلاً

{أنا توني جاي من سوريا والامور عادية ولا فيه شيء مما تتناقله بعض وسائل الاعلام والوضع جداً طبيعي} هذا ما ذكره احد المحامين الذي كان ضيفا على برنامج «تو الليل» في قناة الوطن.
نائب من الدائرة الاولى يقول اعتراضا على اقامة ندوة «كرامة» لمناصرة انتفاضة الشعب السوري «تأكيد موقف الكويت الثابت من احترام حق الشعوب في اختيار انظمة حكمها».
وكيل المراجع يقول في السياق نفسه «الندوات التي تقام ضد سوريا وقائدها فخامة الدكتور بشار الاسد حفظه الله تعالى تعتبر تدخلاً سافراً.. ونطالب الجهات المختصة بمنعها»!
أما سماحته فقد طينها عندما أصدر تصريحاً اثنى فيه ع‍لى بطل مجزرة درعا ماهر الاسد، وهدد الحكومة، كعادته، اذا لم تمنع اقامة هذه الندوات التي تدعم انتفاضة شعب سوريا.
أنا افهم ان يتعاطف انسان مع مذهبه او طائفته او حزبه.. ولكن ان يكون هذا التعاطف على حساب الحقيقة والعدالة فهذا يسمى تعصباً مذموماً.
آلاف البشر خرجوا في شوارع المدن السورية يطالبون بإسقاط النظام.. ومع هذا يقولون ان الامور عادية وان من خرجوا في الشوارع ينفذون مؤامرة امبريالية ضد دولة الصمود والتحدي!!
عندما يثور الشعب في البحرين يتعاطفون معه ويطالبون النظام في البحرين باحترام ارادة الشعب والاستماع الى مطالبه.. وعندما يتعاطف النظام في الكويت مع شقيقه في البحرين تثور ثائرة هذه المجموعة ويعتبرونه تدخلاً سافراً، اما عندما يثور الملايين في سوريا فهذه مؤامرة صهيونية ضد النظام ـــ وهم يدركون جيداً ان اول المتباكين على سقوط هذا النظام هم الصهاينة ـــ ويطالبون بإلغاء الندوات وتقييد الحريات الداعمة لهذه الانتفاضة المباركة.
تعاطف الوكيل ومراجعه مع النظام الدموي في سوريا، وبالذات مع ماهر الاسد جزار درعا، بهذا الشكل السافر، يؤكد لنا ان التعصب المذهبي سبب كل هذه المواقف الغريبة والجريئة والمتناقضة ويفقد المصداقية عند المراقبين لهذه المواقف، ويؤكد ان الانتماء المذهبي او العرقي عند البعض طاغ على الانتماء للارض والولاء لها!!
للعلم.. اللجنة الكويتية الشعبية لمناصرة عرب الاحواز (نصرة) تقيم هذه الايام ندوات انتصاراً لمطالب عرب الاحواز، ورفضاً للبطش والظلم اللذين يقعان عليهم من نظام احمدي نجاد، ترى كيف سيكون موقف سماحته ووكيل مراجعه من هذه الندوات؟!
اذا كانت ندوات الانتصار لانتفاضة الشعب السوري ضد نظام الاسد اثارتهم وجعلتهم يطالبون بإيقاف الندوات، فمن المتوقع انهم هذه المرة سيطالبون بحرق المقرات على من فيها!