احمد الصراف

مارتن لوثر واوباما

طالما لا يوجد فصل بن الدين والدولة، وطالما ان منزلة الشخص في المجتمع تقوم على اسس مذهبية او دينية عرقية او قبلية، وليس على الكفاءة والاخلاص، فلا يمكن لمثل هذا المجتمع ان يعيش في سلام ورخاء، او حتى ان يزدهر. (القارئ محمد ثابت).
***
ولد القس الاميركي وداعية حقوق الانسان مارتن لوثر كينك جونير في يناير 1929 واغتيل في 4 ابريل 1968 وبالرغم من قصر حياته فانها كانت مملوءة بالاحداث، ولا شك ان الرئيس اوباما لم يكن ليصل للبيت الابيض لولا جهود مارتن لوثر وكفاحه السلمي في سبيل المساواة بين مختلف الاعراق في اميركا. كان كينك من المؤمنين بمدى اللاعنف، الذي اخذه من ملهمه مهاتما غاندي ويعتبر كينك اليوم من ابطال الحرية في التاريخ الاميركي، فقد اصبح داعية حقوق مدنية في السنوات المبكرة من حياته، بعد انهاء دراسته للحقوق، وقاد حركة «حافلات ولاية مونتغمري» في عام 1955 وبلغ اوج شهرته بعد خطبته الشهيرة «انا لدي حلم»I Have a Deram التي القاها بحضور اكثر من مليون مشارك، وبلغ فيها القمة نصا والقاء، وعبر فيها عن حلم كل افريقي اميركي بمجتمع يخلو من التفرقة والعنف والتعصب.
وفي عام 1964 حصل كينك على جائزة نوبل للسلام وكان اصغر من حصل عليها في تاريخ الجائزة، وربما حتى اليوم، وذلك لجهوده في مناهضة التفرقة ومحاربة الفقر ومعارضته السلمية لحرب فيتنام، ونال بعد اغتياله عدة اوسمة رئاسية ومن الكونغرس واصبح يوم مولده عيدا قوميا في اميركا.
من اقوال كينك: ان الظلام لا يمكن ان يطرد الظلام، الضوء فقط بإمكانه فعل ذلك، والكراهية لا يمكن ان تقضي على الكراهية ولكن الحب هو الذي يقضي عليها، والكراهية تضاعف الكراهية والعنف يضاعف العنف والقسوة لا يمكن ان تقابل الا بقسوة اشد لتستمر دوامة تصاعد الهدم والتخريب.. كما قال ان علينا ان نتعلم العيش كإخوة، او الفناء معاً.. كأغبياء! ومن اشهر اقواله: اننا لن نتذكر كلمات اعدائنا، بل حتما سنتذكر صمت اصدقائنا.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

السيدات والسادة… القائدات والقادة

ويبرز السؤال القديم مجدداً: «هل عضو البرلمان يمثل الناس أم يقودهم أم يمثلهم ويقودهم في آن واحد؟»… النائبة الفاخرة سلوى الجسار تقول إن النائب يقود الأمة، والدستور في المادة 108 ينص على أن «النائب يمثل الأمة…»، بمعنى أن النائب سعدون حماد يمثلني، والنائب عدنان المطوع يمثل سعود العصفور، والنائبة رولا دشتي تمثل سائقي تاكسي المطار… وهذا عليك الله «كلام ما معدول وما نقدر نختّوا في روسنا» كما يقول السوداني المبدع الطيب صالح رحمه الله.

فلو كان سعدون يمثلني لتعلّمت الكاراتيه كي أتفاهم معه بطريقتي الخاصة، ولو كان المطوع عدنان يمثل سعود العصفور لراح عدنان «من صيد أمس»، فسعود ضخم البنيان عريض الكليتين، كفه جرافة من جرافات فريق الإزالة، ولا يحتمل أبو عبدالعزيز «حركات الصكصكة» على رأي أهل مكة المكرمة، التي يمارسها المطوع، وسائقو التاكسي «ما وراهم إلا الفقر» فلا عقود مليونية ولا هذي ولا ذيّة، فعلامَ تضيع رولا وقتها الثمين معهم.

إذاً، على أرض الواقع النائب لا يمثل الأمة بأسرها، بل إنه، وهذا هو الغالب، قد يمثل الشيطان الرجيم في عيون بعض أبناء الأمة في حين يمثل الملاك الرحيم في عيون البعض الآخر، لذا يجب أن يتم تعديل المادة 108 لتصبح «النائب يمثل ناخبيه فقط…».

طيب هذا من ناحية التمثيل، فماذا عن القيادة؟ بمعنى، هل عضو الجمعية التعاونية، الذي جاء بالانتخاب أيضاً، أو عضو النادي الرياضي، أو أي عضو منتخب، يقود ناخبيه، كل في مجاله، فالبرلماني يقود الأمة في التشريع والرقابة، والتعاوني يقود المنطقة في المجال التعاوني… هل هذا الكلام صحيح؟ الجواب بحسب رأيي: لا.

ثم ماذا عن الكتّاب والمفكرين الذين يقودون فكر الأمة ويوجهونه، أو هكذا يفترض؟ وإذا كان عدد النواب خمسين نائباً فإن عدد كتاب المقالات يفوق الأربعمئة كاتب رأي بخلاف المؤلفين وكتّاب السيناريوهات والشعراء ووو؟ فمن الأولى بالقيادة؟ وهل نحن بحاجة إلى قائدات وقادة أيها السيدات والسادة؟ الجواب بحسب رأيي: أيضاً لا.

وبالعودة إلى السؤال في الأعلى، الإجابة كالتالي: كلّ يؤدي دوره في مجاله، فلا أحد يقود أحداً، ولا أحد يمثل إلا من انتخبه. نقطة على السطر.

***

النائب حسين القلاف حضر نحو ست جلسات منذ بدء الفصل التشريعي، ولا أظنه حضر أو شارك في أي لجنة لصياغة القوانين ومتابعة مصالح الناس. وفي كل مرة يحضر إلى قاعة البرلمان تنشب معركة هو شرارتها وشعلتها، ثم يبدأ بالشكوى من التكفيريين والطائفيين! وأظن أن على رئيس البرلمان أن يمنع دخوله بالعصا إلى القاعة، وأن يكلف الرئيس «حَكَماً رابعاً» كما في كرة القدم يقف عند مدخل القاعة ليتفقد أحذية النواب خوفاً من أن تكون مدببة أو تحمل مسامير… فالسالفة علْقت، على رأي اللبنانيين.

احمد الصراف

أطفال الفروانية

لا يمكن للمطلع على نظرة الشرع إلى اللقطاء إلا الشعور بالأسى، فبسببها تم تهميش موقف المجتمع من اللقيط، وناله ظلم غير مبرر، علما بأن تشريعات دول إسلامية عدة سهلت اندماجهم في المجتمع وذوبانهم فيه من دون جهد يذكر من خلال سياسات تبن مرنة.
وتعليقا على مقالي السابق، فقد أعلمني القارئ أبو عثمان أنه ذهب إلى مستشفى الفروانية للزيارة، وهناك رأى أطفالا يغطون في النوم قبل وقت الغروب، وهم في أسرة موضوعة في الممرات، بالسؤال تبين أنهم «من مجهولي الأبوين»، ولصغر سنهم ترفض الجهة «المسؤولة» تسلمهم، كما يفترض القانون، وتفضل تركهم ليكبروا! وبسبب تورط المستشفى بهم وببكائهم فإن الهيئة التمريضية، بعلم الإدارة أو غيرها، تقوم بإعطائهم مسكنات وحبوبا منومة للتخلص من بكائهم و«حنتهم» طوال اليوم! ولحمايتهم من العدوى، تقوم بإعطائهم «مضادات حيوية»!
ويضيف القارئ أبوعثمان أن من المؤسف ان يحدث ذلك في بلد الخير! ونقول له إننا بلد الخير متى ما تعلق الأمر بالمظاهر والفخفخة والظهور أمام وسائل الإعلام، أما فعل الخير الحقيقي فلا تعرفه مجتمعاتنا، سوى ما تقوم به فئات قليلة تعرف معنى الإنسانية، وغالبيتهم ممن يوصفون بالغربيين أو الليبراليين، وبينهم نسبة لا بأس بها من «الأيانب»!
وبهذا الخصوص أخبرتنا قارئة انها خلال تصفحها للانترنت استدلت على الموقع التالي http://www.facebook.com/pages/Special-Mothers/72118173858?sk=info
وتبين لها انه يتعلق بموضوع التبني في الكويت والذي قامت بانشائه مجموعة من المتطوعات الكويتيات من أجل التواصل مع الامهات المحتضنات للايتام، أو اللقطاء، وهدفهن توفير الدعم والإرشاد لكل ما فيه مصلحة هذه الفئة من الأطفال، ومن المتطوعات زينة السلطان. واقبال العثيمين وأنيسة الجار الله، فلهن الشكر الكثير على نبل رسالتهن. وبإمكان من يهمه الأمر الاتصال باي منهن أو بالفيسبوك. وهنا نتمنى على الإنسان وزير الصحة، د.هلال الساير، فعل شيء بالتعاون مع الأخ الكريم وزير الشؤون لمسح هذا العار عن جبين الوطن، ووضع حل لمشكلة أطفال الفروانية، وغيرهم.

أحمد الصراف

احمد الصراف

قادة الجهاد العرب

ولد عبد الله يوسف عزام عام 1941 واصبح من اعلام الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من أنه فلسطيني، ووطنه محتل فقد نادى، بدعم من سادة البترودولار، بأفضلية جهاد الروس في أفغانستان على جهاد الإسرائيليين، فبعد سقوط الضفة الغربية سنة 67، التحق بكتائب «الاخوان» في الأردن، وشارك في عمليات عسكرية، ولكن بعد «أيلول الأسود» وتوقف العمليات ذهب للدراسة في الأزهر، ثم غادر الى السعودية للعمل، وهناك تغيرت أولوياته واصبح جهاد فلسطين ثانويا مقارنة بجهاد السوفيت في أفغانستان، التي اصبحت وقتها قضية السعودية وأميركا الرئيسية، وانتدب للعمل في مكتب الخدمات في أفغانستان، واستطاع استقطاب معظم المجاهدين العرب القادمين إليها، وتعاون مع بن لادن والظواهري وسادة الحرب ومهربي المخدرات الأفغان الآخرين، وليبلغ مرتبة عالية من الأهمية، ولكنه اختلف «فقهيا» مع بن لادن وكفر الظواهري بالصلاة خلفه، فتم اغتياله في باكستان مع ابنيه عام 1989، وأشيع أن بن لادن كان وراء العملية، وأشيع أن للمخابرات الإيرانية يداً في مصرعه. وقد حضر هذا العزام إلى الكويت قبل اغتياله بغرض جمع الأموال، واستضافته القبس في حينه، فافاض بأحاديث عن معجزات المجاهدين الأفغان، وكيف أن النور ورائحة المسك كانا يخرجان من قبورهم حتى بعد دفنهم بأيام، وكيف أنهم كانوا يستمرون لساعات في إطلاق الصواريخ على الطائرات الروسية غير عابئين، او شاعرين بأي ألم على الرغم من أن أمعاءهم كانت تتدلى بكاملها خارج بطونهم نتيجة إصاباتهم، وغير ذلك من المعجزات الخارقة التي «وثق» معظمها في كتاب بعنوان «تحرير آيات الرحمن في جهاد الأفغان»، ولكن حجم المبالغة سرعان ما ظهر، فقد اختفت تلك المعجزات تماما مع انسحاب السوفيت.،وكنت أتمنى لو كان عزام حيا بيننا اليوم ليخبرنا عن سبب توقف معجزاته اليوم في حرب جماعاته مع الشيطان الأكبر وبقية قوى التحالف الكافرة.
***
ملاحظة: سألني صديق عن سبب زيادة جرعة الهجوم على المتأسلمين في مقالاتي، فقلت لأن الساحة اصبحت اكثر من مهيأة، وفي أكثر من دولة عربية، لتسلمهم زمام الحكم، وعلينا بالتالي كشف نوايا هؤلاء والتحذير منهم وما يشكله وصولهم الى الحكم من خطر.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الشق عود

يتحدث الجميع في الكويت اليوم عن حل قادم لمجلس الأمة مع نهاية هذا العام 2011، ويضعون سيناريو للاحداث القادمة كالتالي:
الحكومة تطلب إحالة الاستجوابات الى «التشريعية»، التي تحتاج الى وقت كاف لاعداد تقريرها النهائي بشأنها، مما يعني انتهاء دور الانعقاد الحالي قبل تقديمها لتقريرها، وبالتالي ترحيل الاستجوابات الى بداية دور الانعقاد القادم في نهاية اكتوبر 2011. وإذا فرضنا ان التقرير جاء بدستورية الاستجوابات فستقوم الحكومة بطلب تأجيلها اسبوعين، وهي الفترة التي يمنحها لها الدستور. معناها دخلنا في نوفمبر، عندها سيكون أمام المجلس استجوابات عدة اذا اضفنا استجوابات مؤجلة اليوم كاستجواب وزير الصحة واحتمال كبير استجواب وزير البلدية!!
ما الذي يتوقعه الناس بعد ذلك.. أمر أميري بحل مجلس الامة والدعوة لانعقاده من جديد بعد شهرين! وطبعاً الناس يتوقعون ان يأتي مجلس أكثر تطرفا وأشد عنفا كردة فعل على كثير من الأمور!
وهكذا تجري سفينة الكويت في بحر لا ساحل له.. أزمة تلد أخرى.. والسبب هو تصرف السلطة مع الأحداث! نعم، انها نظرة السلطة للمسيرة الديموقراطية، حيث ضيق الصدر من تصرفات بعض النواب وعدم احتمال تكديرهم ولعبهم السياسي وتطهير وتبرئة الحكومة من كل العيوب وإلقاء اللوم على أحمد السعدون ومسلم البراك.. وبالتالي لا يجدون حلاً.. إلا بالحل!! هنا موطن العلة..
الحكومة منذ عرفنا الديموقراطية وهي تملك أغلبية مريحة تحت قبة البرلمان.. فلماذا لا تتعامل مع هذه الاغلبية حتى النهاية؟
أتوقع ان تستخدم اغلبيتها في تحويل الاستجوابات الى «التشريعية» او «الدستورية».. فلماذا لا تستخدمها في التصويت على طرح الثقة؟!
السبب كما يعرفه الكثيرون ان الخلل كبير، او كما يقولون «الشق عود»، فقد يحتمل النائب تبعات موقفه من التصويت على الاحالة هنا وهناك، لكن لا يمكن للشعب ان يغفر له موقفه من التصويت على طرح الثقة ان كان المسؤول مدانا ادانة واضحة.
اذاً الخلل في الاداء الحكومي، الذي يجعل النائب لا يحتمل دعمها بسببه، فلماذا يضيق صدرنا بأداء مجلس الامة اذا فرضنا أن فيه كماً مؤزماً ومتطرفاً؟!
أنا مؤمن بأن مجلس الأمة يتحمل جزءا كبيرا من الازمة، لكن لو عرفت الحكومة كيف تستغل هفوات بعض نوابه وتذمر الناس من ادائهم لتمكنت من تحقيق اجندتها بسهولة، لكن لان الشق عود، فإن الناس يرون ذبابة الحكومة ولا يرون جبل المجلس.

احمد الصراف

عودة إلى «كتاب خالد»

لقي مقال «كتاب خالد» للرحالة والشاعر والأديب الأميركي اللبناني امين الريحاني ترحيبا غير متوقع، فقد أخبرتني القارئة ليلى الملاح، الأكاديمية في جامعة الكويت، ان الكتاب، بخلاف ما ذكرت، قد ترجمه اللبناني أسعد رزق للعربية عام 1986، وإنها سعدت بقراءة مقالي عن الاحتفالية المئوية لهذا العمل الأدبي غير المسبوق، والذي طمح بالفعل قبل مائة عام لبناء جسر بما عرف تقليدياً باختلاف الشرق والغرب، وقالت ان لها مع «كتاب خالد» قصة طويلة، فقد كانت أول من قدم دراسة أكاديمية حوله، وان ذلك جاء في أحد فصول أطروحة الدكتوراه التي قدمتها لجامعة لندن عام 1980 وقدمت من خلالها رؤيتها لهذا العمل الأدبي في أكثر من مؤتمر دولي للأدب المقارن، بينت خلالها تأثر الريحاني بكتاب الرومانسية البريطانية وخليفتها الأميركية، وبروائع توماس كارلايل بالذات، الذي اشتهرت أعماله بالسخرية. واضافت ان مجلة «عالم الفكر» الكويتية نشرت بحثاً لها حول الكتاب عام 1987، وانها تقوم بتدريس أجزاء من الكتاب لطلبتها في الجامعة.
كما اتصلت السيدة موضي، من «مركز البحوث والدراسات الكويتية»، لتؤكد موضوع ترجمة الكتاب للعربية، وان المركز بصدد نشر دراسة عن الريحاني ورحلته للكويت ولقاءاته مع الشيخ أحمد الجابر، والد سمو الأمير صباح الأحمد، وما تبع ذلك من صداقة مميزة بين الاثنين. كما تبرعت، مشكورة، بإرسال مجموعة من الكتب والمطبوعات المتعلقة بموضوع الريحاني لعناويننا، وربما كتب عن غيره، ولكن وجودي خارج الكويت سيؤجل لنهاية رمضان إطلاعي أو التعليق عليها.
الشكر للطرفين، والاعتذار للجميع على هذا اللبس غير المقصود.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

Wow… Surprise

يوم الاثنين 9-5-2011 صرّح النائب خالد الطاحوس أنه سيقدم هو شخصياً وكممثل لكتلة «العمل الشعبي» استجواباً إلى سمو رئيس الوزراء في جلسة القسم يوم الثلاثاء 10-5-2011 على أن يتمحور الاستجواب حول ثلاث قضايا هي: تجاوزات في شركة «زين»، وقضايا تتعلق بأملاك الدولة، وقضية التلوث البيئي.

يوم الثلاثاء 10-5-2011 تقدم النائب أحمد السعدون ممثلاً كتلة «العمل الشعبي» بمعيّة النائب عبدالرحمن العنجري ممثلاً نفسه باستجواب إلى سمو رئيس الوزراء يتضمن أربعة محاور هي: تجاوزات في شركة «زين»، والتفريط بأملاك الدولة «أبوفطيرة»، والتلوث البيئي، وخطة التنمية! ويصرّح النائب أحمد السعدون بأن هناك أربعة محاور أخرى غير تلك التي قدمت في الاستجواب سيتم استخدامها في استجواب آخر.

ولم يتقدم أي استجواب آخر من خالد الطاحوس في نفس اليوم إلى يوم كتابة هذا المقال! الحجة التي ترددت بعد هذا التكتيك المستخدم من كتلة «العمل الشعبي» باستبدال هوية المستجوبين (بكسر الواو) ومشاركة عنصر من كتلة «العمل الوطني» بالاستجواب دون تنسيق مع كتلته إطلاقا، أقول الحجة المستخدمة هي مفاجأة الفريق الحكومي بالاستجواب!

أي مفاجأة للفريق الحكومي تلك والنائب السعدون دون غيره يعلم تماماً بخبرته أن الاستجواب سواء قدم من الفاضلة سلوى الجسار أو من حضرته، لن يغير من الواقع والتكتيك الحكومي أي شيء، فالإقناع والحجة لم يعودا يجديان في مجلس الأمة اليوم، والقرارات المسبقة هي سيدة الموقف دائماً، ولن تغير المادة أو الأشخاص المقدمون للاستجواب أي شيء في الأمر أبداً؟!

إن المفاجأة المزعومة كانت موجهة إلى كتلة «العمل الوطني» التي تم تجاهلها بشكل واضح دون أي تنسيق مع أعضائها من قبل كتلة «العمل الشعبي» دون مبرر أبداً، فـ»الشعبي» جهزت استجوابا من أكثر من عشرين صفحة بالتعاون مع النائب العنجري، وهو أمر لم يأتِ قطعا بين ليلة وضحاها دون حوار مع «الوطني» أبداً، ولا أعتقد أن «الشعبي» نفسه كان سيقبل بتصرف كهذا لو كانت الآية معكوسة، و»الوطني» هو من استعان بعنصر من عناصر «الشعبي» دون تنسيق، فلا أعتقد أن ذلك الوضع سيمر مرور الكرام من «الشعبي» ومؤيديه. عطفا على ذلك فإن إدراج «الشعبي» محور التنمية في استجوابها لرئيس الوزراء، وهو نفس المحور الذي تبنته كتلة «العمل الوطني» في استجوابها الذي وجهته إلى أحمد الفهد، يثير ألف علامة استفهام، فالسعدون نفسه صرح أن لديه أكثر من أربعة محاور أخرى لم تدرج، فلماذا تم خطف محور التنمية وتوجيهه إلى من لا يستحقه على الرغم من أن الكويت كلها تعلم أن المسؤول الأول عن خطة التنمية هو أحمد الفهد دون سواه، والفاضلة سلوى الجسار تعلم ذلك أيضاً؟

إني أشاهد اليوم أحمد الفهد يهلل فرحاً من مفاجأة «الشعبي» التي لم تفاجئ أو تزعج أحداً سوى زملائهم في «الوطني»، فبئس التكتيك والمفاجأة يا كتلة «العمل الشعبي».

ضمن نطاق التغطية:

هناك فارق بين الخبر الخاطئ والخبر المفتعل، وما نشرته «سبر» حول فصل «الوطني» للعنجري يوم الثلاثاء الماضي خبر مفتعل وليس خاطئاً، أخشى أن يكون الغرض منه استكمال سقطة «الشعبي» تجاه «الوطني» السابق ذكرها.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

محمد الوشيحي

كويتي وأفتشل

أكثر ما ينتشر التفاخر الكاذب بين الشعوب القليلة التعليم، الشعوب التي لا تقرأ، أما الشعوب العاقلة فإنها «خصيمة نفسها»… ويذكر المؤرخون أن الألمان بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية حُرِموا التعليم في القسم الشرقي من بلدهم الواقع تحت الاحتلال السوفييتي، فارتفعت نبرة التفاخر بينهم، رغم حرمانهم التعليمَ واحتلال وطنهم وإذلالهم وإفساد مؤسساتهم، في حين لم يلمسوا هذا التفاخر في القسم الغربي من ألمانيا، حيث التعليم المرتفع والاحتلال «المحترم» بالمقارنة.

هكذا هي قوانين الطبيعة إذاً، أعطني شعباً جاهلاً وخذ تفاخراً لا حد له ولا ند. أعطني فساداً وخذ قنوات سكوبية تخاطب الجهلة ومحدودي التعليم وتخدع جدّاتنا الأميات وتستغفلهن وتمرر رسائلها بين الأغاني الوطنية التي لا تنقطع ولا تسمن ولا تغني من جوع.

كل هذا قد أفهمه وأنا أشوّح بيدي، لكنني لن أفهم كيف استبدل شبان تخرجوا من أرقى جامعات الغرب مقولة «الله لا يغيّر علينا» التي كنا نسمعها من جداتنا إلى مقولة أشد منها وأنكى «أنا كويتي وأفتخر»؟ بماذا تفخر يا أيها الكويتي العظيم الذي لم يُخلَق مثلك في البلاد؟

تفخر بجامعة الكويت اليتيمة غير المعترف بها في الدول المحترمة، الجامعة التي تتشعبط بذيل قائمة الجامعات؟ بماذا تفخر؟ بأرضيات ملاعب أنديتك ومبانيها المتآكلة وأنت في دولة ميزانيتها تكسو الأرض بالحرير، وكل هذا بسبب صراع بين الشيوخ والتجار وحرب «كسر الخشم» التي ندفع ثمنها جميعاً؟ بهذا تفخر؟ أم بمسارحك المنتشرة المجهزة بأحدث التجهيزات؟ أم بنسبة قراء الكتب والمثقفين وإنتاجات المبدعين؟ أم بالطائفية الجميلة التي ازدهرت ونمت وطرحت تفاحها حتى لخبطت «نيوتن»؟

على الأقل عندما كانت جدتي وضحة، رحمها الله، تردد «الله لا يغيّر علينا»، كانت تلحق جملتها الساذجة تلك بجملة تبررها «عايشين في أمان وطمان»، لكن قل لي أنت يا جامعي يا كويتي وتفتخر أين «الأمان والطمان» بعد كل هذه المشاهد الطائفية وندواتها؟

طيب هات أذنك كي أهمس لك بمعلومة تجعلك تفخر بمزاج رائق… هل تعلم أن العراق رفض دخول شحنة تزن 66 طناً من اللحوم الفاسدة، فتم تحويل الشحنة إلى الكويت فدخلت «برداً وسلاماً» إلى الأسواق ومنها إلى بطون الكويتيين العظماء، ولم تظهر نتيجة العيّنة إلا بعد أن تحولت اللحوم إلى «مكابيس ومرق»، ومازال التاجر «السوري» صاحب الشحنة، المسنود بقوة فولاذية، يتمشى متمخطراً في الكويت، ويخرج لسانه لك ولكل الكويتيين المفتخرين.

على ماذا تسبل عيونك زهواً؟ على 1355 شحنة أغذية فاسدة، بمئات أو آلاف الأطنان، راحت كلها في بطنك وبطون أقاربك؟ يا حلوك.

بماذا تفخر يا حماك الله؟ بانحدار الكويت السريع المريع إلى أن أصبحت أكثر دول الخليج فساداً (أكرر، أكثر دول الخليج، لا دول شرق آسيا ولا شمال أوروبا)؟ إذا كنت تفخر بهذا فقل لي وحياة أمك ما الفرق بينك وبين المصري أحمد سعيد، مذيع النكبة المعروف، الذي كان يصرخ: «الله أكبر… دمّرت قواتنا الباسلة تلاتين طائرة معادية وخمساً وسبعين آلية «مقنزرة» أي مجنزرة، وفعلنا وعملنا وقتلنا»، بينما الحقيقة تقول إن الجيش الإسرائيلي كان يعلّم العرب الأدب في تلك اللحظات.

بماذا تفخر وتتفشخر؟ بقياديي مؤسساتك الذين تم اختيارهم على أساس الولاء فقادوك إلى التهلكة؟ بماذا تهايط بكويتيتك؟ بنفطك الذي هو مصدر دخلك الوحيد، والذي بيعت أول شحنة منه قبل نحو سبعين سنة، ومازلتَ تعتمد على الأجانب في استخراجه وبيعه؟ على ماذا تتعنطز؟ على وحدة الصف التي عاث فيها بعض المتنفذين، عبر كلابهم النابحة، فساداً؟

على ماذا تتشيحط؟ على ملياراتك المسروقة أثناء الغزو وأنت مشرد، ولم تستردها إلى الآن؟ وفرحان؟

بماذا تتباهى؟ انزل إلى الأرض أيها الديك فللفضاء نسوره، ولا تحاول أن تنفش ريشك أيها الطاووس الأمرد، فلا ريش لك، ولن ينبت لك ريش ما لم تدرك أنك في وضع مزرٍ فتنهض وتنفض عن جسمك الغبار، وتصرخ بأعلى غيظك: «كفى».

دع الفشخرة الهيروينية المخدرة فهي لا تعالج مرضاً ولا تعقّم جرحاً ولا تزرع شجراً، وتلفّت حولك وقارن نفسك بالشعوب التي تتنافس على المراكز الأولى، في حين تسبح أنت في بحيرة آسنة من الفوضى والتخلف، تحيط بك الطحالب من جهاتك الأربع، وتتلاعب الريح الملوثة بسفينتك وتسيّرها بمعرفتها.

بلاش دلع وخيبة… متى تغضب؟ متى تحتج على الفساد والمفسدين؟ أتعرف متى؟ عندما تصدق مع نفسك وتردد بغضب «أنا كويتي وأفتشل بوضعي الحالي، ولن أسمح باستمراره»، حينها، فقط حينها، ستتنفس الكويت وتموت الطحالب وتتفتح الورود… ويحق لك أن تقول «كويتي وأفتخر».

حسن العيسى

سفه سياسي

في يناير الماضي عقّب تقرير «الشال» على المكرمة الأميرية بصرف ألف دينار لكل مواطن، وتموين مجاني مدة ١٤ شهراً، بأن مبلغ المليار و١٥٠ مليون دينار (قيمة المكرمة) يفترض أن يصرف على صناعة الإنسان تعليماً وتدريباً. وأضاف التقرير، وكأنه كان يؤذن في مالطا: «هذه الأموال ليست حصيلة وعاء ضريبي على دخول وأرباح إنتاج سلعي، وإنما اقتطاع من أصل لا يمكن تعويض أي قطرة منه».

وأضاف التقرير أن «مبلغ المكرمة يكفي لعشرين ألف منحة دراسية، أو توفير عشرين ألف مسكن لطوابير المنتظرين للسكن». وتساءل التقرير: «ماذا ستفعل الحكومة حين يدخل ٥٠٠ ألف مواطن ومواطنة إلى سوق العمل في العقدين القادمين وكيف ستوفر لهم فرص العمل؟».

انتهينا قبل ستة أشهر بدهان السير الحكومي، لنعود من جديد هذه المرة إلى حلبة مباراة شراء الذمم والود بين مجلس الأمة والحكومة، وفي كلا الحالتين هناك إفساد متعمد للمواطنين بتواطؤ بين الحكومة والمجلس؛ فالمجلس أقر زيادة الخمسين ديناراً مع كادر المعلمين ومكافآت الطلبة التي «تقدر كلفتها بـ٦٠٠ مليون دينار سنوياً» كما جاء في مانشيت «القبس»، وأضافت الجريدة أن قيمة الزيادات منذ عام ٢٠٠٥ تصل إلى ٤ مليارات دينار سنوياً.

فماذا حدت منذ ست سنوات إلى هذا اليوم، كيف لامستنا يد حاتم الطائي الحكومي- المجلسي؟ ماذا عن الشوارع الفسيحة التي لا تركب السيارات فيها بعضها فوق بعض، مع أزمات مرور خانقة تعلمنا كل واحدة منها «بالسعر الرسمي» لرخص القيادة، وكذلك الأسعار الرسمية لناطحات الغبار التي ترخص من البلدية من دون مواقف للسيارات… أم يكون الكلام أفضل عن المجاري الطافحة في منطقة مشرف وغيرها، والمزابل والنفايات في الجليب، أم نتحدث عن المدارس والمستشفيات النموذجية التي تباري أفضل مثيلاتها في الدول المتقدمة؟ أم نتكلم عن غياب طوابير الانتظار الممتدة لإنجاز المعاملات الحكومية…؟ أين ذهبت و»تذهب» تلك المليارات من الدنانير في بلد يسير من سيئ إلى أسوأ، وهل فكر أي من المجلس أو الحكومة بكلمتين فقط عنوانهما «تنمية الإنسان» أو «الاستثمار الإنساني» بدلاً من عقيدة التخلف الراسخة بشراء الذمم والإمعان في تدمير الإنسان الكويتي وتهميش قضاياه الحقيقية عندما يغيب وعيه ويدفن قلقه عن المستقبل المجهول الذي ينتظره حتماً… وإلى متى هذا السفه السياسي، ونحن نرى حجم المعاناة التي يدفعها غيرنا في الدول العربية، بينما تقف الحكومة والمجلس ينظران ببلاهة إلى ما يجري، وكأنهما في كوكب آخر!

احمد الصراف

تسونامي الحداثة

للمؤلف وكاتب العمود الاميركي ديف باري، الفائز بـ«بوليتزر»، جملة شهيرة، يقول فيها: «استغرق الأمر مني خمسين عاما لأعرف حقيقة أن الناس الذين يرغبون في أن تشاركهم وجهات نظرهم الدينية، هم في الغالب على غير استعداد لمشاركتي في وجهات نظري الدينية»!
***
بذل ملالي ايران جهودا كبيرة لاستئصال مظاهر الحداثة الغربية من حياتهم وثقافتهم، وبذلوا جهودا اكبر لكي يحلوا مكانها ما يسمى بـ «الحداثة الاسلامية»، وإن على الطريقة الايرانية المشبعة بخصائص المذهب الشيعي، دون غيره. واعتقد هؤلاء أنهم بعملهم هذا يعيدون تطبيقات الشريعة الاسلامية لما كانت عليه، وان عليهم محاربة الحداثة الغربية عن طريق اعادة صياغة فكر المواطن العادي ووعيه من خلال مناهج التربية والتعليم، والتأثير تاليا، وبشكل كامل، على أسلوب حياة الفرد الايراني! وللوصول إلى ذلك قامت القيادة الايرانية في سنوات الثورة الأولى باغلاق أعداد هائلة من المدارس، كما اوقفت الدراسة لفترات متقطعة في المعاهد والجامعات بغية أسلمة مناهجها وكادر مدرسيها، وهذا ادى إلى التخلص من عشرات آلاف المدرسين لمجرد الشك في ولائهم للمشروع الاسلامي، كما تم وقف البعثات التعليمية للجامعات الغربية، واعادة من سبق ان ابتعث خوفا من استمرار تأثرهم السلبي بـ«فضائل الغرب»! كما منع اختلاط الجنسين في المدارس والجامعات، وكلفت ميليشيات رجالية ونسائية بمهمة فرض السلوك الاسلامي في الشارع، وحظر ارتداء الأردية «غير الاسلامية»، ونال الكثيرون الضرب والجلد علنا، وحتى السجن، لمخالفتهم أوامر «المرشد الأعلى». كما بذلت الحكومة الاسلامية جهودا جبارة لمنع المواطنين من مشاهدة القنوات الأجنبية «المفسدة»، وتم تسيير فرق تفتيش للبيوت والشقق ومراقبة أسطح المنازل والبلكونات للتأكد من عدم استخدام الأطباق اللاقطة! كما حظرت مشاهدة أي أفلام أجنبية، وبالذات الاميركية، الا تلك المعادية لأميركا، ومن الطريف أن فيلم Dance with the Wolf عرض في مئات دور السينما لأشهر عدة لأنه كان يظهر الاميركي بصورة قبيحة!
ان كل هذه الاجراءات المتشددة وجيوش نشر الفضيلة الجبرية وأحكام الجلد والسجن والشنق التي تصدرها المحاكم في دول مثل ايران والسودان وغزة وبعض دول مجلس التعاون والتي تهدف إلى تغيير سلوك البشر ودفعهم للتصرف كما تريد قياداتهم لا تختلف عما كانت تنتهجه الأنظمة الشيوعية المتعسفة مع مواطنيها، وكل هذه العقوبات لن تجدي نفعا، فتسونامي الحداثة ومبادئ حقوق الانسان ستجرف كل هؤلاء من طريقها لا محالة.

أحمد الصراف