علي محمود خاجه

«ليش استقلتوا عيل؟!»


بنظرة بسيطة إلى التشكيل الحكومي، فإن الواضح في الوزارة هو مجرد استبدال القليل من الأسماء الوزارية بدخول أحمد المليفي بدلاً من موضي الحمود، وانضمام علي الراشد بدلا من روضان الروضان، والسيد محمد النومس بدلاً من المستشار راشد الحماد، والسيدة أماني بورسلي بدلاً من السيد أحمد الهارون، والكابتن سامي النصف بدلا من الشيخ أحمد العبدالله، والسيد سالم الأذينة بدلاً من الدكتور بدر الشريعان، مع عودة جميع الوزراء من أبناء الأسرة إلى مناصبهم باستثناء الشيخ أحمد العبدالله. كما هو ملاحظ فإن اختيار الوزراء لم يكن وفق خطة أو تكتيك معين، فهي ليست حكومة نيابية؛ بدليل وجود نائب برلماني واحد كما هي الحال سابقاً، وليست حكومة تكنوقراط؛ بدليل وجود البصيري وزيراً للنفط والنومس للأوقاف والمليفي للتربية، وليست أيضاً وزارة تيار واحد أو خط فكري معين، فالبصيري في جهة، والنصف في أخرى، والراشد في ناحية، ولعل ما يجمعهم هو حب سمو الرئيس فقط. كما أن سبب استقالة الحكومة الرئيسي وهم الوزراء الشيوخ ممن اجتمعوا لوحدهم قبيل استقالة الحكومة السادسة للشيخ ناصر، وقرروا عدم استمرار هذه الحكومة، عادوا جميعا وإلى مناصبهم إلا الشيخ أحمد العبدالله، فإن كان هو سبب الاستقالة وهو ما أستبعده جداً، فقد كان من الأولى أن يستقيل وحيداً بدل أن يجر حكومة كاملة ويعطل العمل النيابي والتنفيذي معه. إذن، فالوزارة هي مجرد تغيير للأسماء، بل تعدّت ذلك لتصبح مقسمة على مقاعد فئوية، فيحل وزير من العوازم الكرام بديلاً عن آخر، وتحل سيدة بدلاً عن أخرى، وما يثبت ما ذهب إليه الكثير من أصحاب الرأي هو أن ما حدث خلال الشهر الماضي، ما هو إلا عرقلة لشؤون البلد تتحمل الحكومة دون سواها مسؤوليته. إن الحكومة الحالية في اعتقادي هي أسوأ حكومة قام بتشكيلها سمو الرئيس على الإطلاق، فهي لم تقرأ الواقع البرلماني إطلاقا ولم تكتف بذلك، بل اختارت من يتصادم معهم المجلس أيضاً، وليس من المعقول أبداً أن تكون جملة «نمد يد التعاون» كافية لترقيع هذه التشكيلة. خارج نطاق التغطية: نستنكر منع النقاب في فرنسا، ونطالب بإعدام من لا يعجبه الإسلام أو شخصياته في الكويت!

احمد الصراف

الريحاني والصواغ

تاريخيا، ولأسباب بعضها ديني، لم يعرف العرب فن كتابة الرواية حتى عام 1914، عندما أصدر محمد حسين هيكل روايته «زينب»! ومع بداية ثلاثينات القرن الماضي بدأت روايات عبدالقادر المازني وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم بالانهمار. ولكن «كتاب خالد» كان أول رواية يكتبها عربي باللغة الانكليزية، وكان ذلك عام 1911 للشاعر والرحالة الاميركي اللبناني أمين الريحاني، الذي هاجر عام 1888، وهو في الحادية عشرة الى نيويورك، والذي عاد لوطنه بعدها، وجاب دولا عربية عدة، وصادق زعماءها ومنهم ابن سعود.
وبمناسبة مئوية «كتاب خالد» قامت جين أوبريان، مراسلة الـBCC في واشنطن، باجراء تحقيق عن أمين الريحاني، الذي توفي عام 1940، تطرقت فيه لروايته، وقابلت افرادا من عائلته ومن المعجبين به، وقالت إنه كان يقرأ المستقبل، فأحداث الرواية تشبه كثيرا ما يجري حاليا من ثورات وانتفاضات شبه كاسحة في شوارع ومدن العرب، وقالت إن قصته تمحورت حول أخوين لبنانيين هاجرا الى اميركا، تأقلم الأول مع محيطه، وفشل الثاني بالرغم من حياة البوهيمية التي عاشها، فاضطر إلى العودة لوطنه الذي لم يتحمل البعد عنه. وتتطرق الرواية لتعقيدات العلاقة الاميركية العربية في تلك الأيام، وكيف أثرت القيم الاميركية في العرب ودفعتهم للثورة على العثمانيين، لتنتهي الرواية بتظاهرات يقودها خالد، اللبناني، في شوارع دمشق! وكيف أن هذه العلاقة الغريبة بين أحداث الرواية وما يجري أعطت الرواية نكهتها بتطابق نظرات الريحاني وآرائه، من خلال أحداث الرواية، مع رفض الشباب للدكتاتورية والتسلط والظلم وانتهاك حقوق الانسان، في اشارة لأحداث ميدان التحرير بمصر وغيرها من العواصم العربية. وقال أحد اقرباء الريحاني إنه كان يطالب دائما بتجسير العلاقة بين الشرق والغرب، وكان يرى في نفسه الطرف الأنسب في تلك المهمة، وأن أعماله التي تركها خلفة بينت بالفعل توجهاته الوطنية، ويقول السفير كلوفيس مقصود إن البذور التي زرعها الريحاني في مجمل كتاباته قد بدأت تعطي ثمارها، وبصرف النظر عن اي شيء فان «كتاب خالد» أصبح أكثر صلة بواقع أوضاعنا اليوم.
***
ملاحظة: لا يزال الكتاب وبعد 100 عام من صدوره بغير ترجمة عربية، فالكتب الدينية والطبخ والسحر أولى بالأهمية، ومن يقل غير ذلك يعدم، انسجاما مع طلب النائب الصواغ!

أحمد الصراف