حسن العيسى

ماذا ينتظر حصفاء الكويت؟

لأن في الكويت «شبه» ديمقراطية، فشيوخنا كانوا ومازالوا يمسكون بمفاصل السلطة، ودستور الدولة رغم نصه على عبارة أن الأمة مصدر السلطات فإن حقيقة الواقع والممارسة لا تتطابق مع المعيار الدستوري السابق، ومع ذلك يبقى هذا «التشبه» الديمقراطي الكويتي سبباً يمنع رياح الثورات وحركات التغيير التي تجتاح المنطقة العربية من قلع أعمدة الخيمة الكويتية.
لكن انتبهوا فهذه حقيقة «نسبية» ومتغيرة ولا يجوز الركون إليها إلى ما شاء الله؛ فإذا لم تبادر السلطة وتشرع في إصلاحات مستحقة في النظام السياسي فلن نكون في الكويت أشطر من غيرنا، وسيحدث لنا ما حدث وسيحدث «للأشقاء» العرب، ولن تنفع عندئذ ناقلات النفط العملاقة، وهي الطوق الذي تتشبث به سياسة الدولة عبر الهبات والعطايا وصرر الدراهم من الغرق في الأمواج الهائجة للمنطقة العربية.
المبادرة بالإصلاح واستباق الحدث قبل أن ينزل «الفاس بالراس» يجب أن تكون أول هموم السلطة إذا كانت تعي معنى التغيير وسنن التبديل.
لماذا تنتظر السلطة في النهاية من سيملي عليها أشخاص القيادات السياسية، وما ذنب الدولة ومستقبل أبنائها أن تبقى رهينة صراعات أسرة الحكم وتوافقهم من عدمه في إدارة شؤون الدولة، ومن يدفع تكلفة خلافات القصر التي تصرف فيها الأموال الطائلة لشراء الولاءات وتكريس المحسوبيات وننتهي برجال سياسة لهم أسعارهم المعروفة في سوق العملات الكويتية. نقمة البترول اليوم في الإفساد السياسي أكبر من نعمته، فهل الكويت في حاجة إلى ذلك، وكم أنفقت السلطة وكم ستصرف من أجل تخدير الوعي السياسي للناس وإغراقهم في نهم الاستهلاك واللحظة الحاضرة كي يرددوا أخيراً الجملة الأثيرة التي يهوى سماعها أهل الحل والعقد وهي «الحمد لله مو ناقصنا شي»!
لتشرع السلطة الآن في الانقلاب على فوضى التبديد المالي بمشاريع التنفيع على المؤلفة قلوبهم، وتتوقف عن عد الشعب كله على أنه حفنة من «الكوادر» ولكل كادر مستحقاته الخاصة! ماذا تنتظر السلطة بشقيها التشريعي والتنفيذي «المؤقت» لقلع القوانين الجائرة وغير المعقولة من جذورها بداية من قانون المطبوعات والنشر إلى حظر القضاء النظر في مسائل الجنسية والإبعاد، ثم التشريعات الميتة مثل محاربة الفساد وجرائم الرشوة والتربح من المال العام واستغلال السلطة، وكلها نصوص من ورق لا حظ لها من التطبيق إلا على من رحم ربي في حزب التعساء… ماذا تنتظر السلطة لتشرع الأحزاب وتشكل الحكومات من حزب الأغلبية البرلمانية بدل التشكيلات المزاجية للوزارات المتعاقبة والتي تقع تحت بند «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر»؟
نحتفل هذه الأيام بالذكرى الخمسين للاستقلال وبعد سنة سنحتفي باليوبيل الذهبي للدستور، فكم خطوة خطتها الدولة إلى الأمام؟ وكم قفزة كبيرة قفزتها إلى الخلف كل تلك السنوات الماضية؟ الإجابة عندكم أنتم أهل الذكر السياسي وحصفاء هذا الزمن الأغبر.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

المصيدة الدينية

نشر في القبس إعلان في2011/1/17 صادر عن رابطة المساهمين في شركة «بيت التمويل الخليجي»، التي تدعي العمل بالنظام الإسلامي، يعلنون فيه نيتهم مقاضاة مجلس إدارتها على الخسائر التي لحقت بهم جراء تآكل رأسمالها! كان من الممكن اعتبار هذه الشركة كالعشرات غيرها، ولكن كونها إسلامية الفكرة والإدارة وتسير على هدي الشرع وتراقب أعمالها «هيئة شرعية»، فإن هذا يجعل فشلها مثيرا للشبهات، فإذا كانت فكرتها وإدارتها اسلاميتين وهيئتها شرعية غير كافية لمنع انزلاقها في المحظورات، فما الذي تركوه لبقية الشركات غير الإسلامية، حسب وصفهم؟
لقد كتبنا كثيرا عن هذه الشركات وكنا دائمي التحذير منها، لأنها تقحم العقيدة في العمل التجاري والاستثماري إقحاما مؤذيا، كما تصبح مع الوقت أقل خضوعا للتدقيق الدوري بسبب الهالة الدينية التي تضفيها عليها مجموعة رجال الدين المديرين لها وللجانها الشرعية! كما أن فشلها ينسحب على فشل الفكرة الدينية وراء تأسيسها! وهنا نكرر للمرة المائة أن إقحام النصوص الدينية في الأعمال الاستثمارية قد يكون مجديا في البداية ويحقق أرباحا كبيرة بسبب ما يتم تحصيله من رسوم و«فوائد» عالية ترتبط بدرجة المخاطرة الكبيرة التي تأخذها، إضافة لعوامل أخرى، إلا أن الفكرة برمتها غير عملية وغير قابلة للتطبيق بالطريقة التي يروج لها، والدليل الانحراف الكبير الذي طرأ على «فلسفة» تأسيس وإدارة الشركات على أسس إسلامية منذ أكثر من 30 عاما، بعد ان دفعتها حدة المنافسة في السنوات الأخيرة بينها، ومع غيرها، لأن تدخل في صفقات تجارية كبيرة واتباع غير الأخلاقي من المعاملات لتحقيق أقصى الأرباح!
كما بينت إحالة شركة مصرية ــــ كويتية كان، أو لا يزال يديرها «نائب مصري سابق»، إلى نيابة السوق للمرة الثانية، بسبب مخالفاتها، صحة ما سبق أن حذرنا منه من أن وجود «الإخوان» وغيرهم من الملتحين وراء هذه الشركات لا يعني خلوها من الفساد. وفي هذا السياق نتمنى الكشف عن الأطراف الكويتية المساندة لهذا النائب السابق، وخاصة تلك التي تدعي «الشرف»، وما يشاع من ان أحدهم نائب سابق وصاحب نفوذ قبلي وسياسي كبير، وهو مؤسس وطرف فعال في هذه الشركة التي راهن الكثيرون بأموالهم فيها، والتي وصلت قيمة أسهمها أخيراً الى أقل من %7 من اعلى قيمة وصلتها!
الذي يجب أن نتعلمه من دروس هنا أن المجتمعات الرأسمالية الغربية المتقدمة، التي خلقت وطورت أسواق المال وأدواته، كانت ستهجر انظمة عملها وتتبع النموذج «الإسلامي» لو كان مجديا حقا.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

الصباح نفس الحميضي

في أكتوبر 2007 قدم النائب ضيف الله بورمية استجوابا إلى وزير المالية حينذاك بدر الحميضي، وعلى الرغم من قبول الحميضي الاستجواب واستعداده لتفنيد كل ما فيه، فإن حكومة الشيخ ناصر المحمد الثانية أو الثالثة (لم أعد قادراً على العد)، قامت بتعديل وزاري وتسليم الحميضي حقيبة «النفط» بدلاً من «المالية» قبل مناقشة الاستجواب. وكانت ردود الفعل إثر ذلك التعديل أو التدوير للحميضي كلها تصب في قالب واحد، وهو رفض تهميش الأداة الدستورية من خلال تهريب الوزراء من مناصبهم وتسليمهم وزارات أخرى، فإما أن يعود الحميضي إلى «المالية» ويواجه استجوابه وإما ألا يعود في وزارة أخرى أبداً، كي لا تصبح سُنّة تنتهجها الحكومات اللاحقة للتخلص من الاستجوابات. ومن باب الانسجام مع المبدأ، وعلى الرغم من قناعتي التامة بأن الحميضي كان قادراً على مواجهة مزاعم بورمية في استجوابه ودحضها، فإني وكثيرين غيري رفضنا عودة الحميضي من باب آخر غير باب «المالية»، فنحن لن نقبل أبداً بأن ينتهك الدستور وتهمش الأدوات الرقابية أبداً. اليوم نحن أمام حالة جديدة مشابهة في معظم تفاصيلها لحالة 2007، فهناك 3 استجوابات مقدمة إلى وزير الخارجية محمد صباح السالم ووزير الإعلام أحمد العبدالله، ووزير التنمية وبقية المسميات، أحمد الفهد، وعلى إثرها استقالت الحكومة كاملة وسيعاد تشكيلها. بالنسبة إلي فإني لا أعترف بجدية استجوابيّ وزيريّ الخارجية والإعلام، فهما من الاستجوابات الصديقة للحكومة، وأعلم يقينا أن مربط الفرس يتمثل في استجواب وزير التنمية، وبقية المسميات، أحمد الفهد، وهو ما أدى إلى الاستقالة هروباً من المواجهة. أقول إن الحالة مشابهة لـ2007 لأن المؤشرات تقول إن وزيرين من الثلاثة المستجوبين على الأقل سيعودان في التشكيل الحكومي القادم، وأعني هنا محمد صباح السالم وأحمد الفهد، وعلى الأرجح أن يعود محمد صباح السالم إلى وزارة الخارجية مجدداً. أما بالنسبة إلى الفهد، فاعتقادي أنه لن يعود إلى وزارة التنمية وبقية المسميات لأنه يعلم يقينا أن استجوابه سيكون قائماً ولن ينتهي، وكل الصخب السابق كان من أجل أن يهرب ولا يصعد المنصة، فمن غير المنطقي أنه سيقبل بالعودة إلى نفس الوزارة ونفس المنصة. إذن، فإن العودة المرجحة للفهد ستكون من بوابة وزارة جديدة تضاف إلى رصيد وزاراته السابقة، وهو ما يعني السعي إلى تهريبه كما حصل مع بدر الحميضي سابقا، إلا أن الحميضي يختلف عن الفهد في أمر محوري، وهو جرأته واستعداده للمواجهة ولكن الشيخ ناصر المحمد ارتأى غير ذلك، بعكس الفهد الذي طلب استيضاح الواضح ولمّح إلى إحالة استجوابه إلى «الدستورية»، وأثبت أنه لا يريد المواجهة. وهو ما يعني أن الرفض يجب أن يكون هو الشعار لعودة الفهد إلى وزارةٍ غير وزارته السابقة؛ لأن فيها من تهميش وتسخيف الأدوات الرقابية علامة واضحة وجلية ستحفز الحكومات لاحقاً على نفس الإجراء، ويجب ألا يعامل الوزراء من أبناء الأسرة معاملة خاصة تختلف عن الوزراء من بقية الأسر الكويتية أبداً، فما ينطبق على الحميضي ينطبق على الصباح. فإما العودة من خلال نفس الوزارة السابقة وإما اللاعودة ولا خيار دونهما، فنحن نريد تفنيدا للاستجواب أو المحاكمة السياسية ومن ثم المحاكمة القضائية… وهذا هو الميدان. خارج نطاق التغطية: أمر شنيع أن تمد يد الصداقة والتعاون إلى الجار فنفاجأ بشبكة تجسسية تطعننا من الخلف، وهو ما حدث مع النموذج الإيراني، نحن بحاجة إلى أعنف رد دبلوماسي كويتي تجاه ما ثبت حول شبكة التجسس الإيرانية، فمن يمس الكويت لا يستحق أن يكرّم منها ولن نقبل بذلك أبداً.

سامي النصف

تفنيد المقولات يعني تقليل الأزمات

من استحقاقات ومتطلبات الإدارة الحكومية الجديدة، ضرورة العمل على تغيير وتفنيد مقولات متوارثة تسببت في كثير من الأزمات، ومن ثم فإن تصحيح بعض تلك المقولات الشائعة يعني بالتبعية التقليل من الأزمات السياسية المتلاحقة.

من تلك الموروثات السياسية مقولة «اترك الآخرين يقولون ما يريدون وافعل أنت ما تريد»، واعتقد أن الخطأ الأساسي في تلك السياسة أنها قصيرة المدى لا تنظر للمستقبل البعيد حيث إن السماح بالكلام السالب الذي تردده المعارضة دون تفنيد إن كان ظالما، أو تصحيح الأخطاء إن كان صادقا، يعني جعل الناس يرون السوء والخطأ في كل ما تعمله الإدارة الحكومية ومن ثم يعمدون لإسقاط من يقف معها في الانتخابات العامة التالية، مما يؤدي إلى إشكالية شبه دائمة وهي عدم توافر أغلبية برلمانية تحت قبة البرلمان تصطف مع الحكومات المتعاقبة.

وقد نتج عن السكوت عن الكلام السالب السائد خلق انسداد سياسي متكرر في الممارسة الديموقراطية الكويتية، فالمعارضة وكوسيلة مضمونة للنجاح، تتعهد أمام الناخبين بالرفض الشديد لبرامج حكومات لم تتشكل بعد! ومن ثم يصبح الخيار الحكومي الوحيد لفك الانسداد وتمرير المشاريع هو عبر القبول بنسبة من الفساد التشريعي متعدد الأشكال والألوان لكسب ولاء بعض النواب، وهو ما يزيد من حنق المعارضة ويعطيها المبررات لمزيد من رفض ما يأتي من الحكومة، وهكذا دواليك، ضمن لعبة أو دائرة جهنمية نحتاج إلى كسرها لإيقافها وتغيير قواعد اللعبة السياسية القائمة التي تؤدي إلى الأزمات المتلاحقة.

وزاد الطين بلة الخطأ الشائع بأن عدم وجود «خطط» تنموية في البلاد خلال الـ 30 عاما الماضية يعني بالقطع توقف عملية «التنمية» في البلاد، وهو أمر يصدق على ليبيا القذافي أو عراق صدام إلا أن به ظلما شديدا للكويت التي لم تتوقف عمليات التنمية والبناء والإنماء بها ليوم واحد خلال تلك المدة الطويلة حتى تحولت مناطقنا «النائية» كالجهراء والأحمدي إلى جزء من مدينة الكويت بسبب وفرة وكثرة العمران فيما بينها من إسكان ومدارس ومستشفيات وأسواق…إلخ.

إن الإدارة الحكومية في حاجة، ضمن رؤيتها الجديدة، لبرنامج شديد الاحتراف يغرس الموضوعية والحكمة بدلا من الغضب والغوغائية، في عقل الناخب الكويتي الذي سيؤثر بدوره على النائب ومن ثم يتم نفي مقولة متوارثة أخرى ترى أن مشاريعنا الكبرى هي أخطاء وسرقات كبرى يجب على الجميع عرقلتها وإفشالها، ثم البكاء بعد ذلك على أنغام مقولة.. «تخلف البلد وتقدم الجيران»!

آخر محطة: مطلوب الشفافية المطلقة لكل مشاريعنا الكبرى بل حتى الصغرى، تلك الشفافية متى ما تحققت عبر الأجهزة الرقابية، وعلى رأسها ديوان المحاسبة والفتوى والتشريع، تصبح عمليات تعطيل المشاريع الكبرى.. جرائم كبرى بحق الكويت وشعبها!

احمد الصراف

عندما سقط قناع «الإخوان»

يعتبر وجدي غنيم، بالنسبة للكثيرين، ضمير حزب الإخوان المسلمين في مصر وخارجها. وفي ثورة الشباب الأخيرة في القاهرة صمتَ، كغيره من الانتهازيين، صمت القبور ولم يخاطر بتصريح أو برأي معارض أو مؤيد، ولكن بعد زيارة يوسف القرضاوي للميدان وصلاته في الجموع التي خطفت أحلام الشباب، ظهر غنيم وساهم وغيره في التصويت بـ«نعم» للتعديلات المشوهة على الدستور المصري، وأصبح بعدها اكثر بروزا وتصريحا.
وفي شريط مسجل تكلم، بصراحة ومن دون تردد، في قضايا الديموقراطية والحرية والدستور وحكم الشعب والمال العام، والمجتمع المدني، وحرية تكوين الأحزاب، وقال، من دون تقية أو دبلوماسية أو تزييف، وهذه تحسب له، ان آراءه تمثل الرأي الصحيح الممثل لرأي الإخوان، وموقفهم في كل مكان، والكويت ليست باستثناء. فبالنسبة له، وفق الرابط التالي، فإن الديموقراطية تقوم على الكفر، وإن قيل ان هذه هي السياسة، فعلى الأخ المسلم أن يقول: هذا هو الاسلام، وان من لا يريد الدولة الإسلامية، التي يدعو لها حزب «الإخوان»، فإنه كافر ومرتد، لأن الديموقراطية تقوم على أسس كفر! كما لا يوجد شيء اسمه «حرية التدين والاعتقاد»، بل هناك «حد الردة»! ولا يوجد شيء اسمه «حرية تكوين الاحزاب»، كما لا يوجد ما يعرف بـ«مال الشعب»، فالمالك الحقيقي للمال هو الله، وليس الشعب.
ويعتقد السيد غنيم و«الإخوان» عموما أن المسيحيين اكفر الكفرة، ولا محل لمن يقول انه يقبل رئيسا حتى لو كان صليبيا! وان المجد يجب أن يعود للدين، أو تراق منا الدماء في سبيل ذلك.
ليس في ما قاله هذا الداعية أي مبالغة أو خروج عما هو معروف عن «الفكر الحقيقي» للإخوان وآرائهم في الحكم والديموقراطية وحرية المعتقد وتكوين الأحزاب، فهل هذا ما تريده الشعوب؟ وهل ستستبدل مصر دكتاتورية مبارك بدكتاتورية «الإخوان»؟
للمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع للرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=zxlxGscLNnU

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

العشوائيون والعشوائيات

عن نفسي، أتمنى أن ترحل الحكومة السابقة كلها من المحيط إلى الخليج، فننظف الشقة من بعدها، ونرمي أعقاب السجائر التي عليها آثار شفاهها، لتأتي بدلاً منها حكومة تمسح السبورة وتكتب «عهداً جديداً»، حكومة تقضي على حرف «السين» وترمي به في المحرقة، حكومة تلغي «سنفعل وسنقدم وسننشئ وسنخصص وسنحافظ…». سحقاً لهذا الحرف كم بهدل العرب.
والتوزير في الكويت مثل مباريات كرة السلة، اللاعبون لا يتغيرون، واللوائح تمنع المدرب من الاستعانة بغيرهم، فقط يخرج الواحد منهم ليستريح قليلاً ثم يعود مرة أخرى، بحسب الخطة والنتيجة. وأتوقع أن يعود في هذا الشوط السادة أحمد باقر وعبدالله الطويل وفيصل الحجي، مع تطعيم الفريق بواحد أو اثنين من الوجوه الشابة التي تتمتع بـ»الولاء» ولا تعرف «الكفاءة»، فالكفاءة حرام، واللهم أغننا بحلالك عن حرامك. وستعود الحكومة القديمة بعد تعديل خفيف في تسريحتها، وسنعود إلى نقدها ورجمها بما تيسر من الحصى والقناني الفارغة، وستعود وسائل إعلامها إلى اتهامنا بأننا السبب في توقف الحياة، تماماً كما يفعل الإعلام السوري الرسمي في تعليقه على الضحايا المدنيين الذين تساقطوا في المظاهرات: «هذه مجموعة من الإرهابيين تطلق النار على قوات الأمن».
أبداً، لا تتوقعوا تغير الأحوال، ولا تحلموا بحكومة تضم، مثلاً، وليد الجري ود. حسن جوهر ود. أسيل العوضي وخالد الفضالة وسعود العصفور وأمثالهم من العمالقة الفحال، ولا تتخيلوا تشكيل لجنة استشارية «فاعلة» تستند إليها الحكومة في ما يخص توافق القوانين مع الدستور، يرأسها أحمد الديين وتضم في عضويتها محمد الفيلي وعبدالله الأحمد ود. ثقل العجمي ود. عبيد الوسمي وأمثالهم، لا تتوهموا ولا تتخيلوا ولا تتأملوا، لا بسبب رفض الحكومة فقط، بل بسبب رفض هذه الأسماء الانضمام إلى حكومة «عشوائيات».
وآه ما أكثر «العشوائيين» الباحثين عن كرسي وزارة مستعمل بسعر الجديد، ها هم يتجمعون حول «قارئة الفنجان» ليستشرفوا مستقبلهم، وهل سيتم توزيرهم أم لا، وآه ما أكثر النقود التي تُنثر هذه الأيام في شارع الصحافة للترويج لفلان أو فلانة قبل التشكيل الوزاري، وأظن أن الصحافي أو الكاتب «اللي ما يغتني بهالوقت عمره ما راح يغتني». ولولا أنني «وجه فقر» لكتبت عن أحد الأسماء التي هاتفتني بعد انقطاع طويل لتجاملني فأرد على المجاملة بمقالة، لكن وكما يقول المثل «وجه الفقر ما يعرف الغناة»، أي لا يعرف الغنى، وإن كنت أتأمل خيراً من الأستاذ أحمد الديين لولا يقيني بأن العنكبوت بنى طابقاً ثالثاً في حسابه البنكي.
وما أحلى المنافسة وما أروع الغيرة الإيجابية، سواء بين الدول أو في ما بين الأشخاص، وخذ عندك الراقصة «فيفي عبده» التي لا تريد أن تصدق أنها «شمطت» ترقص بالساعات في تنافس مع غريمتها «دينا» ثم تدخل المستشفى في حالة حرجة. لاحظ العطاء وروح المنافسة على شرف الواحدة ونص! والكويتيون بطبيعتهم يعشقون المنافسة، ومن حظ قطر أننا نرزح تحت قيود حكومات «عشوائية»، وإلا كنا زاحمناها على «البست» وعلمناها كيف يكون الرقص في الفضاء على أصوله. يالله معلش.
***
أكثر من أشفق عليه المسؤول «الزعول» الذي لا يتحمل النقد ولا حتى المزاح، والذي يريد أن يتحول الآخرون إلى مربيات فلبينيات يطبطبن على كتفه ويمسحن على رأسه وهو يتلمظ «مصاصته».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

حكومة الأمس وحكومة الغد

هناك بديهية قائمة في العمل السياسي واي اعمال اخرى ملخصها ان استخدام الطريق نفسه سيؤدي قطعا الى النهاية نفسها، ولو استخدمنا الطريق نفسه الف مرة لانتهينا الى المكان نفسه الف مرة ولن يغير من الامر شيئا تغيير قائد المركبة، فأساس التغيير الصحيح هو تغيير النهج والابتعاد عن خارطة الطريق القديمة التي تثبت انها لا توصل للهدف المطلوب.

واللعبة السياسية حالها كحال اللعبة الرياضية لها قوانين وقواعد وخطط واعراف، ولا يمكن لطرف ان يفوز في مباريات البطولة السياسية ما لم يختر افضل اللاعبين لفريقه (من وزراء ووكلاء ومسؤولين) وألا يتردد في استبدال اللاعب غير المؤهل او غير المقتدر بدلا من الاصرار على بقائه في فريقه وتحمل الخسارة بسببه.

ومما يجب الحرص عليه كسب ود الجمهور، فمن الصعوبة بمكان ان تفوز بمباراة والجمهور الذي يعتبر اللاعب الـ 12 يقف ضد فريقك بقوة، خصوصا وقد بات مقبولا هذه الايام ان ينزل الجمهور الى الملعب ويفرض النتيجة التي يريدها على المباراة، لذا فهناك حاجة ماسة لتغيير النظرة السالبة السائدة لدى الجمهور تجاه الحكومات الكويتية المتعاقبة ـ وهي نظرة لها تداعيات خطرة ـ الى نظرة موجبة عامة، ان الاكثرية التي يجب ان تبحث عنها حكومة الغد هي اكثرية الشعب الكويتي وليست اكثرية نيابية سرابية متقلبة كتقلب الرياح الاربع، كالتي كانت تبحث عنها حكومة الأمس.

ان الناس ينتظرون ميلاد حكومة اذكياء اكفاء امناء، خاصة ان عامل وقت تشكيل الحكومة لم يعد ضاغطا هذه المرة، حكومة ناطقة صادقة بها ما لا يقل عن 10 وزراء ساسة محترفين لا يخشون في الحق لومة لائم، قادرين على مقارعة الحجة بالحجة، متواجدين على الفضائيات والصحف قبل وعند الازمات لشرح وجهة نظر الحكومة، فالديموقراطية تقوم في العالم اجمع ـ عدا الكويت ـ على مبدأ الرأي والرأي الآخر لا رأي واحدا لا يستمع لغيره.

آخر محطة:

 1 ـ الخيار الخطأ للوزراء الذين هم مستودع عقول الحكومة يعني القراءة الخاطئة للاحداث ولتوجيهات الجمهور مما تنتج عنه قرارات خاطئة لم تعد كلفتها بالضرورة ازمة سياسية او خسارة مالية، فأحسنوا الاختيار وابعدوا المجاملة، فالامر جلل.

2 ـ هناك حاجة ماسة كذلك لتغيير قواعد اللعبة السياسية القائمة ومن ثم الانفتاح الكبير على قوى المعارضة للوصول الى ملفات متفق عليها تخفف الازمات وتحفظ حق الكويت وتعرض على الناس كي يلتزم الجميع بها.

3 ـ بودنا لو تمت محاسبة من افشل مشروع «العمل على تغيير النظرة السالبة السائدة في المجتمع الكويتي» الذي بدأ في عهد وزير الاعلام محمد السنعوسي وقتل في مهده بعد تركه لمنصبه، وقد اثبت ذلك المشروع انه سابق لعصره ومتنبئ بشكل جاد بالمتغيرات القائمة في المنطقة، ولو اخذ به لتم تفادي اغلب الازمات السابقة و.. اللاحقة!

حسن العيسى

شيوخنا أبخص

الجديد في السياسة الكويتية أنه لا جديد، الحكومة استقالت لكنها ستعود إن لم يكن بجسدها فبروحها ومنهج فكرها، فبحكم تاريخ الدولة ودستورها يغرف النظام من النبع ذاته فلا تغيير ولا تبديل في سنن اختيار رئيس الوزراء والوزراء، وإذا تغيرت الأسماء والوجوه فسيظل الفكر الحاكم ثابتاً وراسخاً.
لماذا استقالت الحكومة رغم اليقين بأنها ستعود مع بعض الرتوش التي لن تقدم ولن تؤخر؟ الإجابة السهلة أنها استقالت لأن ثلاثة أو أربعة شيوخ «تعرضوا» لمشاريع استجوابات، وإجابة أخرى تخفي الكثير من الخبث السياسي تفسر استقالة الحكومة بضغوط من الشيخ أحمد الفهد، فهذا الأخير وإن كان الأفضل من الشيوخ في قدراته ومواهبه في الحوار والإقناع بالكلام الطيب وغير الكلام الطيب فإن بعض بنود الاستجواب المقدم من كتلة العمل الوطني تتهم الشيخ أحمد بالتربح من المال العام لن يجدي معها ذكاء الشيخ ولن تنفعه مؤهلاته في الإقناع وضبط الأمور كما يجب أن تسير. لكن أياً من الإجابتين لن ينفع في حل عقدة المراوحة السياسية الكويتية، وهذه «العقدة» تتمثل في مسرحيات هزلية يحمل بعضها عنوان اسم نواب التأزيم، والآخر بمسمى نواب التبصيم! لكن حتى هذه الأعذار في إلقاء مسؤوليات الفشل والفساد السياسيين و»التعلث» على هؤلاء النواب «المؤزمين» حسب أبجديات السلطة، أو ضدهم من النواب «البصامين» حسب فقه النواب المعارضين، كل تلك الأعذار والحجج لن تفيد، وتفسر تعاقب الأزمات السياسية وتنامي حجم الفساد الإداري والمالي. وفي مثل ظروف الدولة الكويتية التي لا يجوز للسلطة أن تتعذر بأي سبب في تهاونها ورداءة إدارتها للمرفق العام، فعندها الأموال الطائلة تنبع من «بايبات» النفط من غير حساب، وشعب قليل في عدده نسبياً، فلماذا كلما دق المواطن في «أرض وتد من رداه الحظ وافت (ه) حصاة» بتعبير بن لعبون! حصاة وحصى يدمي العيون من انفجارات زحمات مرورية إلى بيروقراطية قاتلة في الدوائر الحكومية كي ننتهي بتفجرات في ثروات البعض من حساب بند التكسب والتربح من الأموال العامة. 
ما الحل؟ المادة 56 من الدستور تؤكد حق سمو الأمير في
«تعيين رئيس مجلس الوزراء بعد المشاورات التقليدية»، بينما المادة 102 تخول مجلس الأمة سلطة «عدم إمكان التعاون مع رئيس مجلس الوزراء» فكيف يمكن حل هذا الإشكال من دون التعذر بنكتة أن الدستور الكويتي خليط من النظامين البرلماني والرئاسي! نكتة روجها فقهاؤنا وصدقها الكثيرون، فنحن ليس لدينا أي من النظامين لو راجعنا أسس كل منهما في دول الديمقراطيات الحقيقية! فما الحل غير أن نردد الحكمة الشعبية بأن «الشيوخ أبخص» في النهاية…

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

براءة الخارجية الإيرانية

تتمتع ايران، بفضل نظام حكم وضع في عهد الخميني، بمناعة كبيرة ضد الانقلابات، وهذا بالذات سر ضعفها عالميا وعدم قدرتها على خلق صداقات متينة مع أي من دول الجوار، أو التمتع بسمعة دولية مقبولة بسبب تعدد الأجهزة المهمة والخطرة التي تمسك بمفاصل الدولة، والتي تعمل باستقلالية شبه كاملة وبمعزل عن الأجهزة أو الجهات الأخرى. فهناك منصب المرشد الأعلى الذي يفترض أنه يمسك من خلاله بكل خيوط اللعبة، ولكن لا سن المرشد ولا معارفه وقدراته تسمح له بفهم ومتابعة كل ما يجري داخليا وخارجيا في دولة شاسعة غنية متعددة الأعراق واللغات مثل ايران. وهناك رئيس الجمهورية الذي تتفاوت درجة قوته وضعفه بمدى رضا المرشد الأعلى عنه، فخاتمي مثلا كان غير مقبول بعكس الرئيس الحالي. وهناك قيادة الجيش، التي لا سيطرة لها على الحرس الثوري، الذي يفوق الجيش عددا وعتادا، والذي يأتمر بأمر المرشد، ولا سلطة لرئيس الجمهورية أو وزير الدفاع على الجيش أو الحرس الثوري. وهناك أجهزة المخابرات المتعددة التي ورثت كامل تركة «السافاك» الرهيبة، وهذه لا سيطرة فعلية لوزير الداخلية عليها ولا حتى لوزير المخابرات. كما أن هناك مجلس النواب الذي نزع النظام الديني كل مخالبه واسنانه واصبح كالحمل التائه، هذا بخلاف الأجهزة الرقابية العديدة الأخرى كجهاز تشخيص مصلحة النظام.
وبسبب كل هذه الاجهزة الرهيبة في قوتها وموازناتها الضخمة واستقلاليتها شبه المطلقة، فإنني أميل الى تصديق ما ذكرته وزارة الخارجية الايرانية من عدم علمها بشبكة التجسس على الكويت، فلا توجد جهة واحدة تتحكم، وفي الوقت، تعلم بكل ما يجري في ايران! ولكن هل النظام بريء من تهمة التجسس؟ لا أعتقد ذلك!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

مَنْ أسقط الحكومة؟!

تتداول الأوساط الرسمية مقولة ان استجواب وزير الخارجية تسبب في اسقاط الحكومة، نظرا لحساسية الموضوع والمعلومات التي يمكن ان تقال فيه، وبخاصة دور ايران في زعزعة الاوضاع الامنية في دول الخليج، وعلاقة ذلك ببعض الرموز المرتبطة ايديولوجيا بإيران الثورة!!
وسواء كان ذلك صحيحا او مبالغا فيه، فأنا اعتقد ان ما قيل في هذا الموضوع، وبشكل رسمي من كلا الطرفين، الكويتي والايراني، اكثر مما يمكن ان يقال في الاستجواب المذكور. ناهيك عن ان الحكومة كانت تملك ان تطلب جلسة سرية لهذا الاستجواب، وبالتأكيد سيتحقق لها ذلك!!
اما موضوع تأجيج الطائفية فقطعا لن يكون هذا الاستجواب وقودا لهذا التأجيج والشحن الطائفي الذي يتصاعد كل يوم من خلال ما نقرأ وما نرى وما نشاهد من تصريحات من كلا الطرفين.
ولو كانت الحكومة جادة في وقف هذا الجو المشحون لمنعت ـــ بعلاقاتها الخاصة ـــ هذا الدخيل من تكريس امبراطوريته الاعلامية للنفخ في اتون هذه الفتنة.
اذاً لماذا سقطت الحكومة؟!
الجواب المنطقي لهذا السؤال هو ان المعادلة تحت قبة البرلمان تغيرت!! نعم، فقد كانت الحكومة تملك اغلبية مريحة في هذا المجلس بفضل كتلة التسعة، الاسلامي منهم والليبرالي.. المحجبة والسفور.. المعمم منهم والمغتّر، ولم تواجه الحكومة اي مشكلة في اي استجواب مر عليها، حتى ان رئيس الحكومة تعود على صعود المنصة بأريحية غير مسبوقة. لكن انقلاب كتلة التسعة عليه بشكل مفاجئ وغير متوقع خلط الاوراق و«عفسها»، وجعل اي صعود للمنصة من قبل اي وزير مغامرة ولعباً بالنار، لذلك كان الحل الاكثر امانا هو رحيل الحكومة بكرامتها وتحت عذر حساسية بعض الاستجوابات!
>>>
تؤيد ناصر المحمد رئيساً للحكومة الجديدة ام تعارضه؟ هذا السؤال يطرح هذه الايام بكثرة، وانا اعتقد ان الجواب ليس مهما، فالعبرة ليست في من يتولى رئاسة الحكومة بل في طريقة اختياره للوزراء وفي طريقة ادارته لهم!! هنا مربط الفرس!!
>>>
كلما كاد رئيس نظام دولة عربية ان يسقط أخذ يولول: الاخوان المسلمون وراء هذه المؤامرة!! الاسلاميون يريدون الحكم!! «القاعدة» سيتخذكم قاعدة!! وينسى هذا المسكين ان الشعب لم يعد تنطلي عليه هذه الاكاذيب، وان صورة الاسلاميين مرعبة في مخيلته هو فقط، وان نظرة الشعب لهم نظرة ايجابية. الطريف ان الاستفتاء على الدستور المصري الجديد عارضته معظم القوى السياسية المصرية باستثناء الاخوان المسلمين وبعض القوى الصغيرة، وكانت نتيجة الاستفتاء موافقة اكثر من %76 من الشعب المصري على تعديل الدستور. هذا اول الغيث.