محمد الوشيحي

الأمة مصدر الأسماء

خذ عندك مثلاً الجملة التي يرددها عشاق المانجو من النواب والوزراء السابقين وغيرهم: «أنا مستعد / مستعدة لخدمة بلدي»، هذه الجملة يا صاحبي تعادل في سوق السياسة جملة «أنا أرغب في تسلّم منصب وزاري… ورهن الإشارة». واحد زائد واحد، أو واحد موجب واحد على رأي المحاضر العراقي، يساوي اثنين. هي كليشة ثابتة.
وخذ عندك جملة «تدعيم الاقتصاد». إذا سمعت هذه الجملة أو قرأتها فاعرف يا رعاك الله أن الحكومة ستبعزق أموال الشعب لإرضاء بعض التجار، لا كلهم، بحسب كمية الولاء وفائض الإذعان.
وجملة «سأصوّت على كتاب طرح الثقة أو كتاب عدم التعاون بما يخدم استقرار البلد» ترجمتها «لن أوافق على كتاب طرح الثقة أو كتاب عدم التعاون»… الركّ على كلمة «الاستقرار»، متى ما سمعتها فاعرف أن مبلغاً ما «سيستقر» في حساب ما لشخص ما كي يصوت في اتجاه ما.
وعلى المستوى العربي، ستجد أن كلمة «إسرائيل» هي باب الرزق الأكبر ولون القمع الأحمر. إذا سمعت حاكماً أو مسؤولاً عربياً يردد هذه الكلمة، فاعرف أن المقابر الجماعية ستمتلئ وتفيض، أو أن الأرصدة ستنتفخ وتبيض، أو كلاهما معاً. واقرأ خطب صدام حسين وتفقد مقابره، ثم اسأل مصطفى بكري، النائب المصري الألعبان، الذي «حلب إسرائيل حلباً مبرحاً»، قبل أن تعرّيه الثورة المصرية الحرة وتتركه في الخلاء «سلطاً ملطاً».
وإذا اجتمع وزيرا داخلية عربيان، وأصدرا بياناً عقب اجتماعهما: «تباحثنا في ما يهم الشعبين الشقيقين» فاغلق هاتفك النقال وودع أطفالك واتصل بجمعية حقوق الإنسان العالمية، فقد تباحثا في إمكانية تبادل المعارضين.
هذا بالنسبة لبعض الأقوال والتصريحات، أما بالنسبة للتصرفات، فكل أو غالبية من يدخّنون السيجار الكوبي يعانون نقصاً في هرمونات الثقة بالنفس، ويشعرون بالصغر والضآلة في دواخلهم، مهما كبرت مناصبهم ومسمياتهم… لذا، من باب الإنسانية، أقترح عليك أن تمتدحهم وتنفخهم كي تساعدهم على النوم.  
 ***
كل انتخابات تتدخل فيها بعض الأطراف في الحكومة وبعض كبار المسؤولين والتجار لتوجيه التصويت إلى هذا المرشح أو ذاك، هي انتخابات مزورة… علّب هذه الجملة وخذها معك ورددها على ذمتي.
التصويت الحر الوحيد الذي أقنعني هو الذي أجراه طلبة الدكتور عبيد الوسمي في الجامعة. وأصل الحكاية أن أحد المواطنين اتصل بالدكتور عبيد وعرّفه على نفسه قبل أن يبلغه: «دكتور، أطلقت على طفلي المولود اسم عبيد تيمناً بك»، فقال له الدكتور: «إذا أردت نصيحتي فلا تسمّه عبيد»، ثم أضاف مازحاً بجدية: «لكنني سأطرح عليك فكرة… ما رأيك في أن نلجأ أنا وأنت إلى الشعب، مصدر السلطات كما نص الدستور، ليختار اسماً للمولود؟»، فوافق المواطن، فأجرى الدكتور عبيد، صباح يوم الأحد الماضي، تصويتاً لاختيار أفضل الأسماء، فاختار الطلبة اسم «عبدالله».
إذاً، هذا هو المولود الدستوري الأول، الذي اختارت عينة من الشعب (طلبة الدكتور عبيد الوسمي) اسمه. على أنني لو شاركت في التصويت لاخترت للمولد اسم «دستور»، لكن الخشية أن تضعه الحكومة في جيبها بعد أن تفرّغه من الكلى والكبد والطحال.
 ***
معالي وزير الصحة المستقيل… ما مدى صحة نقل الموظفين الثلاثة الذين قادوا حركة المطالبة بالكوادر، وهم من حملة الشهادات العليا، من قسم الإعلام؟

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

تيتي الشقية

في راوية أنطوان تشيخوف «الشقاء» كما يشخصه الروائي –وكما أفهمه- هو حالة مزرية تمتطي روح الفرد عندما لا يجد أحداً ينصت إلى شكواه، فالناس يغرقون في شؤونهم الخاصة وفي لهوهم ولا أحد يكترث لأحد، فالحوذي بطل القصة أراد أن يبث همه وشقاءه لمن يصادفهم في عمله، أراد أن يصف لهم كيف مرض ابنه، وكيف تعذب وكيف مات وكيف كانت جنازته، وكيف ذهب إلى المستشفى لاستلام ملابسه فلم يجد من ينصت إليه في كل ما مضى… كان تلاشي المشاركة في الألم من الناس هو الشقاء.
لدينا في عوالم الشقاء العربي صور كثيرة لشقاء حوذي تشيخوف، فالشعوب التي لا تجد من ينصت إلى ظلمها من قبل حكامها المستبدين ولا تفتح لها أبواب الإعلام بشفافية، ويتم «تطنيش» مآسيها على أيدي جلادي النظام الحاكم ثم تتناسى دول الغرب الكبرى حال البؤس لهذه الشعوب تحت ذريعة «البراجماتية» أي النفعية والمصالح الاقتصادية حين تزيح جانبي المثالية ودعوات قيم الحرية والمساواة التي نادت بها تلك الدول في خطاباتها الرسمية تصبح شعوب هذه الدول المنسية أو طائفتها وطوائفها وأعراقها «الإثنية» في أسوأ أحوال الشقاء، هناك شقاء كبير عند أهل اليمن على سبيل المثال، وشقاء آخر لأكراد سورية وشقاء لأهل درعا وبانياس… وهناك شقاء ممتد للشعب السوري في تجاوز تطلعاته للحرية وخواء وعود النظام هناك، وهو شقاء يتسع ويستطيل لكل الشعوب العربية بلا استثناء  (قد نتجاوز الحالة التونسية في الوقت الحاضر).
 في الكويت لدينا «شقاؤنا» وإن كان أقل درجة من شقاء الاشقاء، (ربما)! فالبدون لهم شقاؤهم. والمحرومون من «الإنصاف» في الوظيفة العامة أو الخاصة يحيون في شقاء، فالتقدير حسب الكفاءة والإنتاج والنزاهة في العمل ليس له مكان حين يفرش السجاد الأحمر  لجماعات «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر» وينسى غير الشقي.
 في النهاية نجد الشقاء عند الكثير من النواب وأصحاب الرأي المعارضين لعودة سمو الشيخ ناصر إلى رئاسة مجلس الوزراء، فهم صرخوا واعترضوا بكل قوة على نهج الشيخ ناصر في الإدارة السياسية، لكن سموه عاد لهم، فأخذوا يتهامسون «تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي» فثبات «تيتي» هو حالة شقاء سياسي كويتي باميتاز.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الدلع الصلب

عندما قرأت اسمها لأول مرة قبل سنوات، ورأيت صورتها على موقع القبس بعدها بجانب مقال لها، لم أعر الأمر كثير اهتمام، وأكملت قراءة بقية أخبار الصفحة، ولكن معرفتي الشخصية البسيطة بها جعلتني أشعر بأنني ربما ظلمتها، فما يضيرني لو صرفت بضع دقائق على قراءة ما كتبت، فلا بأس من تحريك اللسان بقراءة بضع كلمات تعبر عما في رأس سيدة مجتمع معروفة وذات اسم مميز، ولكن بعد قراءة بضعة أسطر تبيّن لي مدى خطئي في مسبق حكمي، فقد فاجأني المقال بكلماته السريعة وتعبيراته الدقيقة والواضحة، وان كاتبته تعني ما تقول، وإن كان ما تقوله مرحا بغير ابتذال! كما تبيّن لي أن ما كنت أقرأه، وما قرأته بعدها أبعد ما يكون عن دلع الستات، فعباراتها منتقاة كما ينتقي خبير الشوكولاتة حبات «الشانتيه»، ولكنها كلها مغلفة بالحزن والألم بالأحرى على أوضاع بنات جنسها، وأوجاعهن ومعاناتهن، وعجزها، وعجزنا جميعا، عن احداث التغيير الإيجابي المطلوب في ما تبقى من أعمارنا!
هذه هي الزميلة دلع المفتي، صاحبة المقال الصادق مع النفس والقارئ، التي تكتب ما يختلج في نفسها وينسكب على الورق من خلال قلمها، وإن بخجل أحيانا، والتي صدر لها قبل أيام كتابها الأول بعنوان «هل تسمحون لي…؟»، الذي يستحق القراءة بلا شك.
***
< ملاحظة: ورد في الصحف أن سمو رئيس الوزراء يجري استشارات تشكيل وزارته في منطقة «كراع المرو» الصحراوية، وحيث ان الفترة القانونية المسموح فيها للتخييم في تلك المنطقة قد انتهت مع نهاية الشهر الماضي، فإن هذا يعني أن الحكومة الجديدة ستخرج من رحم مخيم مخالف للقانون!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

طلابة الوطني

إن من يروج اليوم أن «الوطني»… «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل. على الرغم من أنني لا أحب أن ألعب دور المحامي لكتلة أو نائب أو تيار؛ لما يسببه لي أحيانا من ورطة إذا ما اتخذت الكتلة أو النائب أو التيار موقفا مغايراً لرأيي أو مرفوضاً بالنسبة إلي، فإنني أجد نفسي مجبراً في بعض الأوقات على لعب هذا الدور إحقاقاً للحق الذي أراه من وجهة نظري. فأنا للأسف أجد أن هناك هجمة منظمة تقوم بها بعض وسائل الإعلام وبعض الأقلام أيضاً على كتلة العمل الوطني في مجلس الأمة، فتارة يوصمون بحلفاء الرئيس، وتارة يقال عنهم إنهم ضد الشعب، وأحيانا يوصفون بأنهم حيتان تأكل الأسماك الصغيرة من الشعب. كل ذلك وأكثر يقال عنهم، بلا مبرر منطقي كما أرى، وكل الحجج المزعومة أراها كيدية تهدف إلى تغطية سوءة غيرهم بشكل أساسي ولأغراض أخرى أجهلها. وقبل تفنيد كل المزاعم يجب أن أشير إلى أن كتلة العمل الوطني هي الكتلة النيابية الوحيدة التي لم يفز أي من مرشحيها على أساس قبلي أو طائفي أبدا، وهي الكتلة التي لا يوجد من بين أعضائها أي نائب حصل على الكرسي الأخضر من خلال جرائم الانتخابات، كانتخابات فرعية أو شراء للذمم أو تزوير لإرادة الناس. نأتي الآن للقول الزاعم إن «الوطني» حلفاء سمو الرئيس وحُماته، وعلى ما يبدو أن المروجين لهذا الطرح يبنون طموحاتهم في تأكيد هذا الادعاء على ضعف ذاكرة الكويتيين، ففي الأمس القريب جدا طلب ممثلو «الوطني» عدم التعاون مع سمو الرئيس، بل شاركوا بممثل لهم في استجواب سموه، وأجمع النواب في تصريحاتهم على أن ممثل «الوطني» صالح الملا هو أفضل المتحدثين في الاستجواب على الإطلاق، وأعتقد أن ذلك دليل كاف على تفنيد هذا الادعاء المضحك، أما بالنسبة إلى ما يقال عنهم من أنهم حيتان أو أنهم ضد احتياجات الشعب، فذلك أيضا أمر واهٍ لا أساس له من الصحة، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهن في محاوره كيف أنهم أقاموا استجوابهم بمحورين كاملين من أصل أربعة على الهدر الحاصل لأموال الدولة، وهي أموال الشعب قطعا، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهان ساطع على كيفية استخدامهم أقسى الأدوات الرقابية المتاحة لهم من أجل حماية أموال الشعب ومصالحه. إن من يروج اليوم أن «الوطني»… «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل، وهو ما أشاركهم فيه الاعتقاد، وأعني هنا الشيخ أحمد الفهد. بل إن عودة احمد الفهد إلى الوزارة مجددا ستكشف قطعا من سيقبل بعودته دون حراك، ومن يحمي حكومة الظل، ومن سيرفض ذلك من أجل حكومة واحدة تملك قرارها دون تدخل غير دستوري. ختاما أكرر بأن ليس كل موقف يتخذه «الوطني» يوافق آرائي ومعتقداتي، لكن تلك هي طبيعة الأمور، فلن يطابق أي فرد كل آرائي ومواقفي سواي، ولكني مؤمن قطعا بأن كتلة العمل الوطني هي الأفضل أداءً نيابياً، وهي الأكثر انسجاما مع الدستور وثوابته. تلك هي كتلة العمل الوطني، فهاتوا برهانكم بمن هم أفضل منهم حاليا في المجلس بدل أن تنتقدوهم نقداً غير بناء أبدا كما أرى.

سامي النصف

العنصرية الفئوية والعنصرية الطائفية

التعامل مع الآخرين يأخذ إحدى صورتين، أولاهما تعامل إنساني لا يجد صاحبه فرقا أو تمييزا بينه وبين الآخر، بل يجد في تنوع الاطياف إضافة للمجتمعات، وان خليطنا المذهبي والفئوي هو أمر أشبه بالمزهرية التي يزيدها جمالا تنوع ألوان الورد والزهر فيها، وان التعايش لا الإلغاء هو ما يضمن ديمومة المجتمعات ورقيها وتقدمها.

الصورة الأخرى في التعامل مع الآخر هي النهج العنصري سواء كان قائما على معطى المذهب السني ـ الشيعي أو الفئوي القبلي ـ الحضري، أو حتى التفرعات الأخرى من تباينات سياسية دينية ـ ليبرالية أو اقتصادية أو غيرهما، وضمن ذلك النهج القميء يتم بث روح الكراهية الشديدة لغير المنتمي للجماعة ويأخذ الطرح العنصري طريقا ذا اتجاهين، فعنصرية باتجاه لا يقابلها تصحيح ورفض لتلك العنصرية، بل بعنصرية مضادة لا تقل كراهية مدمرة عنها، وهو أمر خطير ينخر في أساس المجتمع الكويتي ويحتاج الى معالجة تشريعية ومؤسساتية تنزعه من جذوره.

لقد أصبحنا في الكويت أشبه بشخص طوله متران ولديه ثوب «وحدة وطنية» طوله متر واحد اذا غطى به طرفه الأعلى (الفتنة والعنصرية الشيعية ـ السنية) انكشف طرفه الاسفل (الفتنة والعنصرية الحضرية ـ القبلية) والعكس صحيح، وان الحل يكمن إما في تقليل وتقصير العنصريات والفتن حتى يكفيها ويغطيها ثوب الوحدة الوطنية الحالي، أو بتطويل ذلك الثوب عبر العمل الدؤوب (مناهج مدرسية وتشريعات رادعة وتجمعات اخاء وطني.. إلخ) كي يغطي الفتن مهما زادت وتكررت.

لقد أصبحنا أسوأ عنصرية حتى من ألمانيا النازية، فقد كان لهتلر ورهطه عنصرية واحدة تجاه الآخرين ممن لم يقابلوا عنصريته بعنصرية مضادة، أما لدينا فقد أصبحت العنصرية طريقا متعدد الاتجاهات يضم ضمن ما يضم عنصريات مقيتة تجاه الجوار والإقليم والمحيط العربي ويمتد لاخوتنا في الانسانية من ضيوف ووافدين.

آخر محطة:

(1) التقيت بالسيد محمود حيدر مرات قليلة في أحد الدواوين وقد لاحظت عليه الأدب الجم في أقواله وتصرفاته، وقد تكون ردود الفعل الغاضبة ضده قائمة على ما يأتي في وسائل إعلامه التي لا يديرها هو بشكل مباشر. نقد السيد حيدر أو أي شخصية عامة أخرى أمر مقبول مادام لم يتجاوز حدود النقد الهادف، أما النقد القائم على العنصر والمذهب والانتماء، فهو نقد مرفوض بالمطلق.

(2) وإحدى الأطروحات العنصرية المرفوضة تماما هي تقسيم المجتمع الكويتي الى دماء زرقاء ودماء حمراء ومسميات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان لتبرير ترويج وإفشاء الحقد والعنصرية والكراهية في مجتمع يفرض عليه دينه وعرفه وإنسانيته ومستلزمات وحدته الوطنية أن يكون الناس فيه متساوين كأسنان المشط، ولا قطرة أقل من ذلك.

احمد الصراف

رد على تعقيب د. العوضي

أخي عبدالرحمن العوضي. أشكرك على لفت نظري إلى أن «منظمتك» لا علاقة لها بالأمم المتحدة، وأنها بحرية وليست برية، ولكنك تعلم جيدا أن هذا نوع من الهروب من موضوع المقال ولبه، فأخطاء المقال لا علاقة لها بحقيقة أنك تسيطر على هذه المنظمة الإقليمية منذ ثلاثة عقود، ويبدو أنها لا تستطيع الفكاك منك إلا بالـ…! فالهدف من المقال كان، ولا يزال، هو ضرب مثال على أن تشبث بعض الزعماء بكرسي الحكم يقابله تشبث بعض الإداريين بكراسيهم. أما أن المنظمة تتبع هذه الجهة وليس غيرها فإنه لن يغير من حقيقة أنك، وانت في هذا العمر المتقدم، لا تزال تصر على أن عندك ما تعطيه. وأما ما ذكرته من أنني لم اجد احدا أهاجمه فهاجمتك فادعاء غير دقيق، وما عليك سوى زيارة أرشيف القبس في الشويخ لتكتشف خطأك، علما بان لا علاقة لي بك ولا أعتقد أنك تسببت يوما في الإضرار بي شخصيا أو بمصالحي، وبالتالي لا أدري لماذا جعلت المسألة خلافا شخصيا، فحق عليك، وأنت الذي ستبلغ قريبا الــ75 من عمرك، وبعد 30 عاما في المنظمة، ونصف قرن في غيرها، والمسؤول عن موضوع يهم صحة الجميع أن تستقيل لتترك المجال لغيرك، بدلا من أن تصف من ينتقد وضعا عاما بما لا يليق من وصف. وصدقني، إن شئت، أنا اكن لك احتراما وليس بيني وبينك عداوة بالطبع، ولا وقت لدي للحقد عليك أو على غيرك، وكل ما هناك أن وضعك في المنظمة طرأ على بالي في خضم كل هذه التغيرات التي نعيشها فكنت مثال المتشبث بكرسيه، لا أكثر.
وهنا أتمنى عليك، وأنت المسؤول عن البيئة البحرية من شمال الكويت وحتى عمان، كما قلت في ردك، أن ترسل لــ القبس بيانا واحدا صدر عن «منظمتك» وتم تعميمه بطريقة واسعة، يتعلق بسلامة مياهنا البحرية، بعد كارثة محطة مشرف وغيرها، وصلاحيتها للسباحة والاستخدام والصيد، فإن أبرزت هذا الدليل فسأستقيل من الكتابة إلى الأبد، وإن لم يوجد شيء فهذا يعني فشلك، وهنا عليك بالاستقالة من المنظمة والتفرغ لأعمالك التجارية الواسعة والاستمتاع بما حققته من ثروة طائلة، ولتعط. المجال للدماء الجديدة لتشغل مناصبك التنفيذية والفخرية، فالوطن يستحق الأكثر والأجمل، وابتعد عن وصف الناس بأكياس الفحم، فردك بيّن استمتاعك بإلقاء نفسك عليها!
وأخيرا دعني أخبرك يا سيدي بأن محرر القبس منع نشر ثلاثة من مقالاتي في هذا الأسبوع فقط، ولدي 22 مقالا بانتظار النشر، وبالتالي لست بحاجة للبحث عن مواضيع جديدة ومهاجمة الآخرين بغير سبب!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

إلى أن

الله يشهد أنني والتفاؤل كهاتين، الوسطى والسبابة، «إخوان دنيا»، نشأنا معاً، التحقنا بالمدرسة معاً، أدخلنا السجائر إلى الفصل معاً، شدّنا مدرس الجغرافيا من ياقات قمصاننا معاً، تصعلكنا وتلكّعنا معاً، غازلنا الصبايا وناغشناهن معاً، قرأنا رسائلهن وكتبنا إليهن معاً، تشكلت ثقافاتنا معاً، قرأنا أن كبار أثرياء العالم أثناء اجتماعاتهم يتسلّون بتناول الكستناء المشوية في الشتاء، فأشفقنا عليهم وتهامسنا ضاحكين: «مساكين، لم يتذوقوا المرقوقة (1) في الشتاء»، كبرنا ودرسنا في مصر معاً، ودخلنا السجن العسكري في قاهرة المعز كطلبة في الكلية العسكرية مع بداية الغزو العراقي، بتهمة تهديد حياة الطلبة العراقيين، وكدنا نضيع في الرِّجلين معاً، نقلنا معاً «دانات المدافع» أثناء فترة السجن من موقع إلى آخر سيراً على الأقدام عقاباً لنا، وتساقطنا منهكين غير عابئين بصرخات ضباط السجن وتهديداتهم، وكنا نضحك بكل بلاهة التعب… كنا نضحك بصدق، كنا نعاني تخمة في القهقهة، وكلما ارتفع منسوب الكوارث على رؤوسنا ارتفعت معه قهقهاتنا المخلوطة باستهتار. لم تفرقنا مشاغل الحياة، التفاؤل وأنا، كنا نلصق الكتف بالكتف كي لا يتسلل أحد بيننا. تعاهدنا على البقاء على قيد الصداقة.
وجاءت السنوات الخمس الأخيرة، لا حيّاها الله ولا بيّاها، و»سرى بي الجاثوم»(2) وقادني إلى مدينة السياسة، فاستيقظت فإذا بي بين تيارات سياسية كاسدة وتيارات مائية «فاسدة»، لعنة الله على السياسة في هذا الشهر المبارك، وعلى كاتبها وناقلها وبائعها وشاريها. تلفّتّ أبحث عن صديقي التفاؤل فلم أجده، اختفى في بحور الزحام، تباعدَت أكتافنا بعد التصاقها، صرخت بأعلى حنجرتي أناديه بهلع، فطغت أصوات الضجيج على صوتي. تفرقنا، واختفى صديقي «التفاؤل».
رحت أبحث عنه وأمشي وأنا أرفع طرف دشداشتي عن الوحل وأسأل الجموع: «ما كل هذه المياه الآسنة؟»، فبشروني: «هطلت أمطار الطائفية علينا بغزارة أمس»، فغمغمتُ: «اللهم حوالينا لا علينا»، وواصلت مسيري، وأعياني التعب، فتركت دشداشتي «على راحتها» تغوص في الطين، وجلست منهكاً على الرصيف، كل شيء فيَّ كان منهكاً، حتى دموعي لم تقوَ على الهطول فأقعت في مكانها، الغصة وحدها كانت في أوج نشاطها… وفجأة رأيته!
كان يجر أقدامه حافياً، يمشي متثاقلاً… جريت إليه واحتضنته معاتباً: «أين اختفيت سحقاً لك ولعشيرتك الأقربين؟ ما كل هذا اليأس والبؤس على وجهك؟ ما هذه اللحية العابثة بلا تهذيب والشعر المنكوش بلا ترتيب؟ هل غرقت مراكبك؟»، فأجابني وهو يمسح شعر رأسه: «هرمنا يا صديقي… هرمنا». «يااااه يا «أبو فولة» (3)، من كان يصدق أنك ستنكسر؟ ما الذي كسر عظمك؟» سألته فتمتم وهو ينظر إلى لا شيء: «الطائفية… الطائفية يا صديقي تفرق بين المرء وزوجه، والخليل وخليله» وواصل حديثه وهو ينتزع كلماته من بين تنهيداته: «ثمة معركة اسمها معركة الجمل، حدثت قبل نحو أربعة عشر قرناً، يعاد الآن التحقيق فيها»، سألته: «وماذا عن اللحوم الفاسدة التي أغرقت البلد؟»، فشوّح بيده: «كل شيء متوقف الآن إلى أن تنتهي لجنة تحقيق الجمل». قلت: «وماذا عن التشكيل الوزاري ومصالح البلاد والعباد؟»، قال: «مرتبط بنتيجة التحقيق التي لن تظهر، يجب أن يتقاسمها الطرفان»، وأضاف: «على كل حال، ستتشكل الوزارة من العطشى الباحثين عن عصير الفراولة، وسينضب مخزون الفراولة في البلاد، وسيُطبق على هذا البلد جَبَلان من الشرق والغرب، للمساهمة في لجنة التحقيق»! «طيب، والحل؟»، أجاب وهو يرفع شعرات لحيته إلى شفاهه: «أغلق نوافذك واحتضن أطفالك»… قال ذلك وابتعَد.
رحت أجري خلفه وأشده من كتفه: «لحظة لحظة، لم تخبرني… هل وجدوا شهود عيان لمعركة الجمل؟ هل وجدوا بصمات المجرمين وطابقوها؟ هل عاينوا مسرح الجريمة؟ هل…»، فتمتم: «متى ما وصلوا إلى نتيجة فستتوقف نبضات قلوبهم… لذا لن يصلوا أبداً… كل شيء سيتوقف إلى أن…»، واختفى واختفيت.
* * *
 (1) المرقوقة: أكلة خليجية تعمل عمل الأسمنت المسلح في المعدة. تأكلها فتفقد الذاكرة وتشخر قبل أن تنام بنصف ساعة.
(2) سرى بي الجاثوم: لا أعرف ترجمتها. تصرفوا.
(3) أبو فولة: اسم الدلع لصديقي التفاؤل.

سامي النصف

رئيس وزراء كل الكويت

ضمن مفاهيم المرحلة القادمة، نرجو ان يتوقف بعض النواب عن الاساءة للآخرين بأقبح الألفاظ ثم ختم كلامهم بالثناء على سمو الشيخ ناصر المحمد متخذين إياه ساترا لهم في تخندقاتهم وحروبهم التي لا تنتهي مع الآخرين فناصر المحمد رئيس لمجلس وزراء كل الكويت وليس لهم فقط.

لقد تمت تجربة ذلك النهج الخاطئ في الحكومات السابقة فانتهى بالكوارث والأزمات المتلاحقة وإلى زيادة مطردة في عدد الخصوم، والواجب على من يقوم بذلك الفعل كائنا من كان ان يعي اضرار ما يعمل وان يتم الفصل التام بين حروبه الشخصية وبين المكانة السامية والأخلاق العالية التي عرفت عن الشيخ ناصر المحمد وحقيقة انه يقف دائما على مسافة واحدة من الجميع.

من يتحدث عن إلغاء المحاصصة بالتشكيل الحكومي هو أشبه بمن يطلب المستحيل فقد جرب ذلك الأمر في السابق فثار عليه اول من دعا له، المحاصصة مقبولة مادام انه تم اختيار الأفضل والأكفأ من الشريحة السياسية او الاجتماعية المراد تمثيلها في مجلس الوزراء مع ضرورة محاسبة اي وزير يقدم الولاء لشريحته على حساب أنظمة الدولة خاصة فيما يتعلق بالعدالة في التعيينات والترقيات التي لا محاصصة فيها.

مقال الزميل أمين معرفي في جريدة «القبس» عدد الجمعة يستحق ان يكتب بماء الذهب كونه يمثل بحق توجه كل شيعة الكويت كما نعرفهم، فما تمارسه ايران من عدائية سافرة ضد دولنا حسب قوله «سيواجه بسور حديدي من أبناء الطائفة الشيعية التي ستقف بصدورها العارية الى جانب اخوانها من الطائفة السنية»، ويضيف «ان حكامنا هم رموزنا ودولنا الخليجية هي وجودنا فلا نرضى بغيرهم حكاما ولا بغيرها أوطانا».

أعتقد ان الزميلة د.ابتهال الخطيب ابنة الصديق المثقف عبدالعزيز الخطيب قد أساءت فهم رد الجار الشيخ احمد الحمود وزير الداخلية على جريدة «الحياة» السعودية، حيث لم يكن يقصد التنابز بالأصول بل اطفاء نار ملف «الازدواجية» الملتهب الذي يعالج بالحكمة وفي الغرف المغلقة لا بالدغدغة الاعلامية كما كان يحدث سابقا، أرجو ان تعود الزميلة للابتسام في وجه زوجها فالابتسام في هذه الأيام المكفهرة صدقة وان تواصل مد يدها خارج النافذة و«زف» مدبرة منزلها «صفية» وان تسأل والدها عن حكاية خناقته في الاسكندرية وعمها عن كيفية تحمل مشط رجله عبور سيارة فوقه؟!

آخر محطة: ذكرت الزميلة «الوطن» ان وزير المالية مصطفى الشمالي أبدى رغبته في عدم اعادة توزيره، ان صح الخبر فإننا نقول له: بيّض الله وجهك يا بومشعل على دفاعك عن حرمة الأموال العامة ونظرتك كرجل دولة لمستقبل الأجيال المقبلة، وأكثر الله من أمثالك.

حسن العيسى

الأخ الأكبر إلى متى؟

قلع «الأخ الأكبر العربي» من عرشه في تونس، وفي مصر، لكنه يتشبث ويعض على كرسي الحكم بالنواجذ في ليبيا وفي اليمن، ولو نزف الشعبان الليبي واليمني حتى آخر طفل متظاهر. بقية الدول العربية مازال «الأخ الاكبر» فيها يحيا متربعاً على العرش بأمان تحت حراب مصالح استراتيجية نفطية وأمنية للدول الكبار، فهي– تلك الدول الغربية- تفتح عيناً على بعضنا وتغمض الأخرى عن أخينا الأكبر مع بعضنا الآخر، لكننا إن لم نجد لها عذراً «في غض الطرف» فقد نجد لها التفسير وبعضاً من التبرير، فعالم السياسة هو علم الواقع والممكن بفلسفة «هوبز»، والمثاليات تترك للثوار الواهمين والحالمين والذين سينقلبون إلى واقعيين حين ترتخي عضلات مؤخراتهم على وسائد الحكم أو تختطف ثورتهم ليحل «الإخوان» الكبار على عروش الأخ الأكبر الوحيد.
لا تتصوروا أن «الأخ الأكبر» هو عنوان مسلسل أجنبي أو تركي تهفو إلى بطله الوسيم قلوب النساء، هو مصطلح ابتدعه الصحافي والروائي الراحل الإنكليزي جورج أورويل في رواية بعنوان 1984 نشرت قبل وفاته بعامين في نهاية أربعينيات القرن الماضي، وقد اختلفت ترجمة عنوانها في بعض اللغات. الأخ الأكبر يراقبك أينما تذهب كما كانت عيناه تلاحق بطل الرواية «ونستون» وهو يصعد سلم منزله في الدور السابع، وهو يئن من قرحة تنهش ركبته. يجلس ونستون وهو عضو عادي من الحزب القائد على كرسي ثقافة الحزب وعين الأخ الأكبر تراقب ليكرر مع رفاقه كلمة واحدة اسمها «كراهية» مرات ومرات دون تعب، كراهية لعدو الشعب، كراهية لامانويل غولدستين، وكان الأخير من قواد الثورة وأحد أعمدتها ثم اتهم بالخيانة من «الرفاق» ومن الأخ الأكبر واختفى عن الحياة، ربما قصد به العملاق أورويل المنشق تروتسكي، والدولة الشمولية هي روسيا سابقاً. إلا أن وصف عمليات غسل عقول أعضاء الحزب عبر البروباغندا الخاوية تملأ سطور الرواية، وتضج كلمات بها مثل «نيوزبيك» وتعني عند أورويل خطاب السلطة الخاوي الاستبدادي الخالي من المعنى والساذج في الفكر (صورته مطابقة لإعلامنا العربي الرسمي الحكومي وإعلامنا الخاص التابع)، ثم هناك الوزارات، مثل وزارة الحب المحصنة بأسوار عالية وهي المسؤولة عن الأمن، ووزارة الوفرة المسؤولة عن الاقتصاد… وتمضي الرواية في وصف حياة البائس ونستون في دولة «اوسنيا» العظمى، شعار «الأخ الأكبر يراقبك الآن» تجده في كل مكان، ينزل الرعب بقلبك إن أردت أن تعبر عن رأيك أو حتى تكتب بعض كلمات في السر، ونستون بدأ أول كلماته في دفتره الخاص بكلمة 1984.
نشرت الرواية بعد الحرب الكونية الثانية، وكان يقصد أورويل جل النظم الشمولية، لكنه حسب كلماته، وهو الاشتراكي الحر الذي حارب مع الاشتراكيين التروتسكيين في الحرب الأهلية الإسبانية، وأصابت رصاصة من فاشيستي فرانكو حنجرته، أراد بها روسيا الخارجة من الحرب، والتي كان ينظر إليها بقداسة من شيوعيي أوروبا وغير قابلة للنقد لا من هذه الأحزاب ولا من الدول المتحالفة معها في الحرب مثل إنكلترا، ورواية أورويل السابقة «مزرعة الحيوان» تنهض دليلاً على الخنق الفكري لها من وزارة الإعلام البريطانية لبعض من الوقت.
انتهى الأخ الأكبر تقريباً من أوروبا، إلا أن أشباحه المرعبة تهيم في سماء المنطقة تحمل صور صدام مرة والآن لها عدة أسماء وعدة أشكال تسعى، ليس حسني مبارك ولا زين العابدين آخرها، فالقائمة طويلة للأخ العربي الأكبر، فيها رؤساء وملوك وأمراء… وأخطرهم وأمضاهم اسمه التخلف الفكري والجهل الإنساني وغياب العقلانية… أحد إخواننا الكبار اسمه المجتمع الأبوي المتسلط، واسمه العادات والتقاليد المحنطة، واسمه الخرافات، واسمه الخوف من الجديد… أخوك الأكبر عدا أنظمة حكمنا الموميائية هو داخلك يحيا معك في أغوار جوفك واللاوعيك، ويكبر معك وأنت تهرم وتشيخ، أما هو فمثل صورة دوريان غراي لا يشيخ أبداً… هو يراقبك الآن فلا تتكلم ولا تكتب، عش بصمت في دول الصمت.

مبارك الدويلة

هذه المرة.. غير

نعم.. هذه الحكومة يجب ان تكون غير في تشكيلها، لانها تمر في ظروف غير..!
لا أحد ينكر حساسية الظرف السياسي الذي تمر به المنطقة وتتأثر به دول الخليج، لذلك يجب ان تأتي حكومة تستوعب هذا الظرف، وتدرك تداعياته على الداخل وتأثيره على أمن البلد واستقراره، حكومة تبني وتعرف كيف تهندس البناء وتحافظ عليه، حكومة تنشغل بتنفيذ برنامجها وتتعاون مؤسساتها لتحقيق ذلك، حكومة تعمل كفريق واحد برأس واحد وقلب واحد، فهل سمو الشيخ ناصر المحمد قادر على ان يأتي بمثل هذه الحكومة؟ ستواجه سموه مشاكل كثيرة قد تعرقل طموحاته في تشكيل حكومة قوية ومتجانسة، ولعل من أهمها:
ــــ انها الحكومة السابعة..! في أقل من ست سنوات، وهذه كافية لزعزعة الثقة في النوخذة الذي سيدير الفريق!
ــــ الظرف السياسي للمنطقة يجعل مسؤولية النواب كبيرة في تقدير هذا الظرف ومراعاة تداعياته، وبما ان النواب بادروا منذ اليوم الأول للتكليف الى اطلاق قذائفهم الصاروخية تجاه شخص الرئيس المكلف، لذلك نحن على اعتاب بوادر أزمة في نسختها السابعة قد تعجل في عمر هذه الحكومة ان لم يكن المجلس كذلك، لذلك لن تجد متحمسا للمشاركة هذه المرة.
ــــ لا يبدو في الافق اي حل للمشاكل الداخلية لأسرة الحكم، وبالتالي قد يستمر انعكاس آثارها على اداء هذه الحكومة، وبالنظر الى هذه الآثار على الحكومات السابقة نجد انها عوامل قاتلة وكافية لجعل الحكومة مهترئة من الداخل وتنشغل بنفسها عن البناء والتنمية.
ــــ النظرة للديموقراطية على انها مكسب للشعب والدولة يجب ان تسود بدلاً من التعامل مع هذه الممارسة الديموقراطية على انها نقمة ورطهم بها الشيخ عبدالله السالم، هذه النظرة جعلت مبدأ التعاون بين السلطتين مفقوداً وحبراً على ورق، لذلك شاهدنا كيف كانت الحكومة تتمنى فشل المجلس في تحقيق اهدافه وتسعى لافشال كل مشاريعه.
لهذه الأسباب سنجد الاعتذارات عن المشاركة كثيرة، وستكون حال الحكومة مثل راية الشر التي رفعت فانبرى لها اشرارها وابتعد عنها اخيارها، مع اني لا أتمنى ان نصل الى هذه الدرجة، بل أتمنى ان تنزل السكينة على سمو الرئيس ويهديه الله الى تحجيم تدخلات الآخرين من ابناء عمومته، وفي المقابل يتوقف هو عن التدخل في شؤون الوزراء في وزاراتهم، وأتمنى ان يختار الوزير النظيف في سمعته والمشرق في تاريخه والكفوء في تفكيره وادائه، عندها سنقول نحن لنوابنا: كفى.. كفى.. اعطوا هذه الحكومة فرصتها التي نتمنى ألا تكون كسابقتها.