سامي النصف

خلعهم من أوصلهم

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وتجربة الغرب المريرة مع النازية التي سمح بوصولها وتسليحها ثم دفعت البشرية 50 مليون ضحية لخلعها، قرر قادة العالم الحر عدم السماح للتوجهات السياسية المتأزمة والمتطرفة والعدوانية بالوصول لسدة الحكم في العالم، وتم بناء عليه «طبخ» انقلابات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، كما أتى في كتاب مايلز كوبلاند الشهير «لعبة الأمم»، الهدف منها محاربة الشيوعية في أقصى اليسار والتوجهات الدينية في أقصى اليمين.

كانت باكورة تلك الأفكار انجاح انقلاب يوليو 1952 على الملك فاروق، حيث وُجد ان الأنظمة الملكية إنسانية ولا تتميز بالعنف المطلوب لمواجهة تلك التيارات المؤدلجة القوية، لذا كان العمل الأول لذلك الانقلاب هو إعدام العمال الشيوعيين في كفر الدوار أغسطس 1952 ثم تلا ذلك سريعا أحكام الإعدام التي صدرت عام 1954 بحق الإخوان المسلمين، واستمر تصدي النظام العسكري الناصري للشيوعيين والإخوان المسلمين وعمليات قتلهم وإعدامهم (قتل الشيوعي شهدي عطية وسجن صحبه، وإعدام الإسلامي سيد قطب وجمعه) حتى نهاية حكم عبدالناصر عام 70.

تكررت تجربة إعداد وإنجاح الانقلابات العسكرية التي يوصل من خلالها العالم الحر الى لحكم أنظمة عسكرية في منطقتنا، فنجحت انقلابات حزب البعث في العراق وسورية (68 – 70) وتلاها محاربتهم الشديدة للشيوعيين في البلدين والتيارات الإسلامية الشيعية في العراق كحزب الدعوة، والسنية في سورية كحزب الإخوان المسلمين وهو أمر أقر به البعثي العراقي الكبير حردان التكريتي قبل مقتله في الكويت، والبعثي السوري الكبير صلاح البيطار قبل مقتله في باريس.

واستمرت تلك التجربة الناجحة في دول عربية أخرى مثل انقلاب النميري مايو 69 الذي تلاه ضرب الإسلاميين بالطائرات في جزيرة ابا عام 70 وإعدام القادة الشيوعيين ومنهم هاشم عطا وبابكر النور صيف 71 والذي ساعده فيه العقيد القذافي بعد نجاح انقلابه العسكري في سبتمبر 69 عندما أنزل الطائرة التي تقل القادة الشيوعيين بالقوة في ليبيا، ولم تكن اليمن بعيدة عن ذلك المسار ولم يتوقف الرئيس صالح عن محاربة الإسلاميين السنة والشيعة (القاعدة والحوثيين) والحال كذلك مع الحكم العسكري للرئيسين مبارك وزين العابدين واستمرارهم حتى النهاية في محاربة القوى الإسلامية ومن تبقى من القوى اليسارية والقومية.

لقد تسبب سقوط الشيوعية في عدم حاجة العالم الحر لأنظمة قمعية في منطقتنا فتركها تتساقط.

تقرير «النيويورك تايمز» أقر بقيام مؤسسات أميركية ضخمة بدعم عمليات إسقاط الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط وهو أمر استمعنا لمثله من قيادات خليجية بارزة كان اعتقادهم أن ما يشاهد من تحركات تقوم على التكنولوجيا المتطورة وأعمال لوجستية غير مسبوقة، لا يمكن أن يكون عمل مجاميع شبابية صغيرة السن، لذا فإن خلاصة المشهد السياسي بالمنطقة هي ان من عيّن وأعان تلك القيادات العسكرية في السابق يقوم بخلعها هذه الأيام ومن ثم أصبح كشف حساب المجتمع الدولي نظيفا أمام شعوبنا التي أصبح بإمكانها أن تقرر مستقبلها، فإما التحول إلى الأسوأ متى ما اختارت الجهلاء – وما أكثرهم – وإما الى الأفضل متى ما وصل العقلاء… ويا لندرتهم في منطقتنا.

آخر محطة:

بكل واقعية، هناك حرب أهلية قائمة في ليبيا وتوازن قوى خطير ومدمر بين بنغازي وطرابلس لا يسمح بانتصار سريع لإحداهما على الأخرى، لذا فإما أن يسمح العرب بحرب أهلية طويلة تتحول الى حالة «صوملة» كما تنبأ بذلك موسى كوسا، وإما ان تلجأ ليبيا بدعم عربي وغربي لأبغض الحلال وتنقسم الى ليبيا شرقية وليبيا غربية وتتوقف الحرب الأهلية سريعا كما حدث في قبرص أوائل السبعينيات ويتم توفير الدماء والأموال انتظارا لفرصة وحدوية أخرى في المستقبل بعد ان دمر وحدتها الحالية.. الوحدوي معمر القذافي.

احمد الصراف

الأسد والطائفة وسوريا

يبلغ عدد العلويين في سوريا مليوناً و400 ألف نسمة، وهم الأكبر بعد السنّة، وهناك ما يماثلهم من الشيعة والاسماعيلية، اضافة إلى 2.2 مليون مسيحي. يعود تاريخ العلويين، كتجمع منغلق، الذين يزيد عددهم في تركيا على 15 مليونا، الى ما قبل المسيحية، التي تأثروا فيها ولم يعتنقوها وربما لهذا سموا بالنصيريين، وما زالوا يحتفلون مثلا بعيدي الميلاد والفصح، كما أخذوا عن الاسماعيلية، اثناء فترة حكمهم، الكثير من طقوسهم واصبحوا بعدها أكثر قربا إلى الاسلام وعرفوا بالعلويين، نسبة الى علي بن أبي طالب، صاحب القدسية الأعلى لديهم. وبالرغم من تاريخهم الطويل وعددهم الكبير فإنهم قاسوا دائما من سوء معاملة الحكومات لهم، وكانت أوضاعهم المادية سيئة على مدى تاريخهم، ولكن كل ذلك تغير مع وصول الرئيس حافظ الأسد الى الحكم في 1970، حيث تحسنت أحوال الطائفة بشكل ملموس، وأصبح أفرادها من كبار رجال الأعمال وقياديي الجيش وامتد نفوذهم الى كل قطاع، بعد ان كانوا الطبقة الأدنى في المجتمع السوري.
ما يرعب نظام الحكم في سوريا حاليا ويدفعه الى مقاومة أي اصلاحات سياسية، ليس فقط تخوفه من أن أي تراخ أو تنازل سيؤدي في النهاية الى فقد العلويين لمكانتهم وامتيازاتهم وسيطرتهم على مقاليد الأمور، بل ما يحتمل وقوعه من أعمال انتقام بحقهم! وهنا نعتقد، أو نأمل، في أن الرئيس بشار الأسد يبحث عن مخرج مناسب للوضع الحالي المشتعل، فالوقت ليس في مصلحته، فمن الواضح أن لا مخرج مناسبا بغير اجراء تغييرات دستورية شاملة، وهذا لا يمكن أن يتم بغير التنازل عن سياسة الحزب الواحد أو الطائفة الواحدة، وبالتالي يمكن القول ان حصافة الرئيس الأسد ستظهر في قدرته على الاستمرار في الحكم ديموقراطيا، أو تسليمه للغير بطريقة شرعية سلسة، مع حفظ حقوق جماعته ومكانتهم وكرامتهم، وابعاد شبح ما قبل 1970 عنهم، والأهم من ذلك ابقاء سوريا مجتمعا أقرب للعلمانية، كما هي عليه الآن، لتجنب انزلاق الوضع الى صراعات طائفية قد تحرق المنطقة برمتها، فهل ينجح الرئيس السوري في ذلك؟

***
ملاحظة: نتقدم بأحر تعازينا لأسرة فقيد الكويت المرحوم ناصر الخرافي، الذي لا أنسى شخصيا دماثة خلقه وكرمه في أكثر من مناسبة.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ناصر الخرافي وحزب الله

انتقل ناصر الخرافي الى الرفيق الاعلى، وبقي موقفه من حزب الله اللبناني مثاراً للجدل بين الناس! والمطلع على كتابات الفقيد يتبادر الى ذهنه للوهلة الاولى ان للكاتب مصالح تجارية في جنوب لبنان، وان هذا الاطراء لزعيم النصر الالهي لا يخلو من مجاملة تقتضيها المصلحة، أما أنا فلم أكن اعرف الفقيد عن قرب، ولم أجالسه كما جالست شقيقه، ولم أتعامل معه، لكنني عندما كنت أقرأ ما يقوله عن المقاومة اللبنانية كنت أشعر أن هذا الكاتب صادق في مشاعره، وانه صادق مع نفسه، وان ما يشعر به في داخل خلجات قلبه هو ما يسطره قلمه، لذلك بادرت أقرب الناس اليه بالسؤال عن استثمارات الفقيد في لبنان، وبالاخص في الجنوب، حيث السطوة لحزب الله، فكان الجواب الصاعقة الذي يجهله الكثير من الناس: لا توجد للفقيد اي استثمارات في الجنوب، كما لا يوجد للفقيد شيء يذكر في لبنان!! هذا الجواب ينسجم مع ما شعرت به من صدق مشاعر الرجل في كتاباته، فهو يكتب ليس حباً في شخص نصر الله، وليس دعماً للمذهب الشيعي، وليس قناعة بايديولوجيات حزب الله، بل ـــ كما يقول احد المقربين اليه ـــ شعور بأن هذا القائد قادر على ان يضر اسرائيل ويزعجها ويقلقها وهو ما عجزت عنه الدول العربية مجتمعة.
أنا لا اكتب هذا المقال دفاعاً عن رجل غادرنا الى الملأ الاعلى، فعنده من الذرية من هو اقدر مني على ذلك، كما انني لا أدافع عنه توخياً لمصلحة من أهله وذويه، فأنا لم أتعامل معه حياً كي استفيد منه ميتاً، كما انني لا أرتبط اليوم بأي عمل تجاري مع مؤسساته، لكنني أكتب بعد ان علمت بان مصالحه في مصر وليس في لبنان، وكان اولى ان يدافع عن حسني مبارك ونظامه، حيث جل استثماراته هناك وليس في لبنان، حيث لا يملك الا منزلا وعقاراً.
إن غياب المقاومة الحقيقية للاحتلال الاسرائيلي، وتخاذل دول المواجهة عن القضية، ورواج الروح الاستسلامية عند شباب الامة، جعلت ناصر الخرافي وغيره من الغيورين على قضية الاسلام الاولى أن يتشبثوا باي واجهة تعلق جرس الجهاد والمقاومة.
غفر الله لناصر الخرافي.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله الصبر والسلوان.
***
الروح البطولية والرجولية التي نزلت فجأة على مؤسسات مجلس التعاون الخليجي تجعلنا نتساءل: ما الذي حصل؟ وفي مَن شادين الظهر؟ وماذا خلف الكواليس؟ نحن كشعوب خليجية مرتاحون لهذه الانتفاضة التي ترجع لنا شيئا من الكرامة، لكن نريد ان نطمئن الى انها انتفاضة طبيعية، وانكم درستم كل الاحتمالات والمخاطر، وانكم مستعدون لكل شيء!! بس يا خوفي من التخطيط الخليجي، خاصة اذا كنتم معتمدين على اللي كان معتمدا عليه حسني مبارك؟!!

محمد الوشيحي

حنا العرب… حنا البدو

بعض المدن الألمانية تمنع الاستحمام وسحب سيفون الحمام (أجلكم الله) بعد الساعة العاشرة مساء. ليش؟ خشية إزعاج الجيران… وفي فيينا، عاصمة النمسا، كنت خارجاً من أصانصير البناية فإذا بخناقة بين رجل سحنته عربية ورجل آخر معه زوجته، العربي يصرخ بالإنكليزية والنمساوي الذي ازداد احمراره يصرخ بلغة الدوتش، ولم يلتقيا على لغة في الوسط… سألته: «عربي؟»، فأجاب: «نعم»، فبدأ الحوار بيني وبينه: ما الحكاية؟ / يا سيدي هظول (هؤلاء) عنصريين ولاد كلب بدهمش (أي لا يرغبون في) عربي يسكن معهم، مفهمتهمش كلامهم بس حسيت إنهم بيقولوا غور عن بنايتنا.

وبعد جهد جهيد ولأي شديد عرفنا أن النمساوي وزوجته لا يعرفان ما هو أصل هذا الجار أو عرقه، ولا يريدان أن يعرفا، بل كانا غاضبين لأن أخانا العربي نزل من شقته وفي يده كيس قمامة أراد أن يضعه في إحدى حاويات البناية في توقيت غير مناسب، إذ تنص قوانين البناية على أن لرمي القمامة توقيتاً محدداً من الساعة الفلانية إلى الساعة الفلانية، وأن تركل أحدهم على معدته أهون عليه من أن تكسر قوانين النظافة في البناية! لم يسكت النمساويان رغم كل هذا التقريع لصاحبنا العربي، بل تقدموا بشكوى إلى رئيس الحي، أو رئيس البلدية، ولا أدري ما الذي حدث بعد ذلك، فقد غادرتُ فيينا، وودعت جاري العربي وهو يشتمهم «يلعن أبوهم ما أسخفهم يعملوا من الحبة قبة… عندنا في البلد نرمي الكيس من البلكونة وما حدا بيقول النا ليش وقدّيش».

وفي سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية التي يكره سكانها جورج بوش الابن، أرادت الحكومة أن تطلق اسم «جورج دبليو بوش» على أحد مرافق المدينة، فرفض السكان واقترح بعضهم أن يُطلق اسمه على محطة الصرف الصحي، فرفض البعض بحجة أن اسمه سيلوث الصرف الصحي، وكتبوا رسالة بعنوان «ارحموا الصرف الصحي من نتانة بوش»، وبالفعل لم يوضع اسمه على أي مرفق في المدينة. ولك أن تتخيل أن كل هذا حدث أثناء رئاسة بوش الابن، أو «بشبوش المربوش» على رأي الكاتب السوداني الساخر، جعفر عباس.

السكان هناك لهم كلمتهم، والعصمة في يدهم.

وفي المنطقة التجارية في «الفحيحيل»، في الكويت العربية، إذا كنتَ رجلاً من ظهر رجل فحاول أن تجد موقفاً لسيارتك خلال نصف ساعة. دع عنك أكياس القمامة الملقاة هنا وهناك، فالنظافة ملحوق عليها… وفي المنطقة التجارية في «حولي»، في الكويت الديمقراطية، إذا كنت «سند أختك» فحاول أن تدخل إلى المنطقة وتخرج من الجهة المقابلة من دون حبوب ضغط، معلش يا صاحبي «دخول حولي ليس كالخروج منها».

وفي السالمية والمنقف والمهبولة والشعب البحري ووو، ستستأجر شقة في بناية فخيمة لكنك لن توقف سيارتك إلا في الشارع، وبلا مظلة، وإذا وجدت موقفاً في الظل فـ»بوس إيدك معدة وظهر».

أنا لا أتهم بلدية الكويت بتلقي «البخاشيش» للموافقة على بناء المجمعات التجارية والسكنية من دون اشتراط وجود مواقف سيارات… معاذ الله أن أتهمها بذلك، أنا أتهمها فقط بتلقي الرشاوى. وأن تكون مسؤولاً قيادياً ألعباناً في بلديتنا أجدى لك وأنفع من أن من تمتلك صالة قمار في «مونت كارلو». وعليّ اليمين لو أن سحرة بلدية الكويت وحواتها تسلموا بلدية فيينا لعلّقهم السكان، قبل الحكومة، من أرجلهم على أعمدة كاتدرائية القديس ستيفن، ليتقربوا بهم إلى الله، قبل أن يسألوهم: ليش وقدّيش؟

اسمع اسمع… «حنا العرب يا مدّعين النمسا… حنا الطرب يهل(1) الوجيه العمسا… حنا سمار الزند وأنتم شقاره، حنا تتن غليون وأنتم زقارة… حنا الأصل، حنا الفصل، وأنتم كما قشر البصل… حنا بدو نأكل مصارين القطو، أنتم مجانين الفضا، وحنا سلاطين السدو… حنا الشموخ، حنا الدلوخ(2)، ندوّخ اللي ما يدوخ… ولا نحاسب ربعنا، حشا مهو من طبعنا، لأن من عاداتنا ما نعترض درب الشيوخ»… الدلة يا ولد.

***

1- يا أهل

2- الأغبياء

احمد الصراف

تمنيات العزيز أحمد

يتمنى السيد أحمد بشارة، أمين اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية، أن يكون مشروع قانون إنتاج الطاقة النووية جاهزا مع نهاية العام، وهذا يعني أن 3 سنوات ستمر قبل أن يُدق اول مسامير المشروع، هذا إن أقر مجلس الأمة القانون في حينه، ولكن بالرغم من قناعتنا بإخلاص الرجل فإننا نجد أن هناك ما يحتاج إلى التوضيح. ففي التقرير الذي نشرته القبس عن اجتماع لجنة شؤون البيئة البرلمانية بالسيد بشارة، ورد على لسانه أننا سنوفر 13 مليار دولار نتيجة بيع مئات آلاف براميل البترول التي تستهلك محلياً كوقود، إن استبدلناها بطاقة نووية، وهذا كلام جميل، لكن التقرير لم يتطرق إلى كلفة إنشاء المفاعلات النووية، وكلفة إدارتها من خلال عمالة مستوردة بالكامل، إضافة إلى تكاليف الصيانة العالية والطرق الخاصة بتخزين قطع غيار المفاعلات، هذا بالاضافة الى تكاليف التأمين الخيالية وغيرها، فمن الواضح أن هذه التكاليف لم يتم اخذها في الاعتبار، ولم يرد ذكر للجهة العالمية التي قامت بدراسة الجدوى الاقتصادية وتوصلت لمبالغ الوفر الخيالي هذا!
ما نتمناه على السيد بشارة هو الالتقاء ببعض كبار مهندسي البترول الذين تركوا الخدمة قبل سنوات، وسؤالهم عن أوضاع المنشآت البترولية في أيامهم ومقارنتها بما هي عليه الآن وسيكتشف العجب، فقد تردت أوضاعها نتيجة ضعف بعض الإدارات وعجز القوي منها عن التصدي لمطالب السياسيين المتعلقة بتوظيف المتردية والنطيحة في أعلى المراكز بسبب علاقتهم بهذا النائب أو تلك الجهة المتنفذة، فهل بإمكان السيد بشارة أن يضمن أن التدخلات النيابية، والتعيينات العشوائية لن تطال المفاعلات النووية، حتى بعد تركه لها؟ وما العمل إذا رأى الوزير المختص أن تعيين مهندس فاشل في المفاعل سيجنبه الصعود إلى المنصة؟ ولو علم السيد بشارة أن مصير المفاعل الكويتي لن يكون أفضل من مصير جهات تقنية عدة لدينا، نتيجة التدخلات النيابية، فهل سيقبل أن تكون بيوت أحفاده بجانبها؟ ولو أخذنا صغر مساحة الكويت في الاعتبار فهل تضمن أن لا أحد سيحتج على إقامتها قريبا من «مزرعته» أو منطقته الانتخابية؟ وفي هذا السياق ذكر لي خبير أميركي ان فرنسا وغيرها بدأت بمشروع أوروبي ضخم يكلف مئات مليارات الدولارات لسحب الطاقة الشمسية من صحراء الجزائر، خلال السنوات العشرين المقبلة، وهذا يعني أننا سنبدأ باستخدام الطاقة النووية في الوقت ذاته الذي ستتخلّص فيه الدول الأوروبية منها! وإذا كانت الكويت، بكل تاريخها النفطي، غير قادرة على السيطرة على الحوادث المتكررة التي تقع في منشآتها النفطية، فكيف سنستطيع مستقبلا التحكم بالمحطات النووية؟ ولو فرضنا عدم وقوع أي حوادث، فإن تشغيل المحطة النووية سينتج عنه مخلفات نووية، فكيف سنتخلص منها بطريقة آمنة؟
***
ملاحظة: اعتبر العالم فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في جامعة بوسطن، أن مصر غير مؤهلة لخوض تجربة الطاقة النووية للأغراض السلمية! والسؤال هو لماذا نحن مستعدون، واكثر من 85 دولة قادرة ماليا وفنيا للدخول في التجربة، على غير استعداد؟

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

هذا نهج يا نهج

– لا نتدخل في شؤون الكويتيين الخاصة وفق الحدود التي يبينها القانون؛ حجاب، نقاب، «شورت»، «مايوه» ليس من شأننا ذلك.

– لا نسلب الفرد أو الجماعة حريتهم في التفكير والاعتقاد فهي مطلقة، فإن أُعجب مثلا بالإسلام وشخوصه فهو حر، وإن لم يُعجب بهم فهو حرٌ أيضاً وله الحق في نقد أي فكرة أو شخص وفق الأطر الدستورية والقوانين التي لا تتعارض معها فقط.

– التعليم حر، وكل فرد له الحق في التعليم ونوع التعليم الذي يتلقاه، ولن نفرض على أي عنصر من عناصر المجتمع نوع التعليم وشكله الذي يريد، وسنعمل على إتاحة التعليم المشترك والمنفصل، وللفرد حرية الاختيار كما نص دستور الدولة.

– لا نقبل بأي شكل من الأشكال أي انتخابات خاصة قائمة على أساس عرقي أو مذهبي أو فئوي، وإن رأينا ذلك فسنعمل على ردع هذا المسلك بكل أدواتنا الرقابية.

– لا نبدد ثروات الدولة كهبات وعطايا وقتية للشعب، بل سنعمل على إصلاح النظم والمؤسسات التي تجبر المواطن على العيش عيشة ضنكة.

– لن نسمح أبدا بالتعدي على القانون من أي فرد أو جماعة تعيش على هذه الأرض ووفق قوانينها ودستورها مهما كبر حجم ونفوذ ذلك الفرد أو الجماعة.

– لن نمنع أحدا من دخول الكويت لمجرد أنه لا يوافق أهواءنا ومعتقداتنا.

– لا نسمح بتجاوز الدستور واستحداث مفردات لا علاقة لها بدولة المؤسسات كطاعة ولي الأمر.

– لا نوافق على أي تعديل للدستور ينتقص من حرياته، وبالتالي ينافي الحق في تعديله من الأساس، كتعديل المادة الثانية من الدستور وتقليص الحريات من خلالها.

– نعمل على استقلال القضاء درءاً للشبهات.

– نرسخ شتى أنواع العلوم والفنون والآداب ونرعاها، كما نص الدستور، ولن نعمل أبداً على إغلاق أبواب تلك المجالات.

– الناس سواسية ولا تمييز بينهم أبدا أمام القانون، ولا نشرع أي قرار أو قانون يعارض ذلك.

– لن نخرج من إطار الدستور الكويتي مهما تعارض مع آرائنا وأفكارنا ومعتقداتنا.

لم أقدم في الأسطر السابقة سوى نصوص بدهية يفترض أن تطبق، فإن قبلت حركة «نهج» النيابية المزعومة بها فلن يستطيع شخص أن يحيد عنها، ولكنهم لن يقبلوا بها قطعاً بناء على ممارساتهم طوال السنوات الماضية والحالية.

ذلك هو النهج المفروض، وليست ثلاثة حروف كل طموحها تغيير فرد إن رحل أو بقي لن يغير من الأمر شيئاً في ظل الظروف والتصرفات الحالية.

فإن كانت حركة «نهج» المزعومة ستوافق على ما سبق، فحينها فقط نستطيع القول إنها حركة ذات نهج فعلا، أما إن كان ما يدعون هو مجرد موقف لتغيير شخص، فإن حركتهم منتهية الصلاحية قبل مولدها، فردّوا بضاعتهم إليهم.

خارج نطاق التغطية:

كلمات محمد الصقر حول صفقة «زين» في لقاء «الراي» الخميس الماضي تشبه في جمالها هدف جاسم يعقوب على روسيا، أنصحكم بمشاهدة اللقاء.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

مصر الطلابية ومصر الطلبانية!

وصلت الى مطار القاهرة وقد لاحظت ان قلة السائحين قد تسببت في وفرة المهللين من رافعي الشعار الشهير «السائح العبيط اهوه» فقد تناوب 8 اشخاص بالتمام والكمال على حمل شنطتي اليتيمة الخفيفة التي لم اطلب من احد حملها، بل خُطفت خطفاً من يدي، وقد التقطت صورة طريفة لأربعة رجال طوال ملتفين حول السيارة وأربعة آخرين ملتمين حول الشنطة احدهم يرفعها من الارض الى ارتفاع 10سم، والثاني من 10 الى 20 وهكذا حتى تستقر الشنطة المدللة في العربية، ارجو عودة السائحين والمغتربين سريعا كي يتوزع حمل السياحة على القبائل ولا ينفرد به شخص واحد.

ركبت الليموزين وقد اعتقد البعض بسبب الزحام الشديد حولي انني المبعوث الدولي القادم بالمليارات المسروقة، تحركت السيارة وسألت السائق كعادة كل اعلامي عن الاحوال فأجاب الحمد لله نعمة فلم يعد شرطي المطار يأخذ مني 5 جنيهات عمولة، قلت لقد حُلت مشكلتك وبدأت في الوقت ذاته.. مشكلة شرطي المطار!

الزميل د.مأمون فندي كتب قبل مدة مقالا رائعا كعادته قال فيه: ان ما حدث في مصر اشبه بمن استبدل سائق سيارة تاكسي عطلانة ومهلهلة ثم اعتقد ان ذلك الاستبدال السهل سيحل المشكلة في وقت يحتاج الامر فيه لأعمال واصلاحات مضنية وجادة في السيارة ذاتها (مصر) كي تبدأ بالعمل وتوفير الموارد المالية التي توفر الحياة الكريمة لاصحابها، ولا يُكتفى باستبدال السواق في كل مرة والذي ثبت انه لا يحل شيئا.

رحب رجل الدين المصري المعروف محمد حسان بالسياحة الاجنبية والعربية الا انه اصر على التحول بمصر للدولة الدينية ومنع المسارح والسينمات والمايوهات والمشروبات الروحية على الاجانب والاقباط وليس على المسلمين فقط (خووش تسامح وخووش سياحة)، الغريب ان الاخوان الذين كانوا قبل الثورة يتحدثون عن التسامح والاقتداء بالمثال التركي، قرروا بالامس في اجتماع حاشد عقدوه في امبابة تحدث فيه د.محمود عزت نائب المرشد العام وم.سعد الحسيني عن السعي لاقامة دولة دينية وتطبيق «الحدود» ورفض الدولة المدنية ما يبشر حال حدوثه، لا سمح الله، بانضمام مصر مستقبلا للخراب القائم في افغانستان وايران والسودان تحت مسمى مصرستان او خرابستان أو بؤسستان ومن ثم تحويل حالة مصر الطلابية القائمة الى مصر الطلبانية القادمة.

أصطحب بشكل دائم الاصدقاء الى المطاعم القائمة على بحيرات «السليمانية» ذلك المنتجع المليء بالناس وملاعب الغولف، ذهبت بالامس بصحبة مدير كونا في القاهرة محمد البحر الى السليمانية فإذا بالمطاعم قد اغلقت والاعمال والمكاتب قد توقفت بسبب القضايا التي رفعت على صاحب المشروع وعلى المئات من اصحاب المشاريع الكبرى ممن جل ذنبهم انهم حولوا الصحاري الصفراء الى جنات خضراء استقطبت ملايين المصريين والسائحين عبر استثمار اموالهم في بلدهم لا خارجها، وفي مشاريع لا يستطيع احد ان يأخذها معه عبر المطار أو يودعها في بنوك سويسرا.. وعجبي!

اصدر المدعي العام المصري قرارا بمنع السفر لرئيس الوزراء السابق عاطف عبيد ولرجل الاعمال الملياردير احمد محمد حسنين هيكل شقيق الملياردير الآخر حسن هيكل ابني الكاتب الثوري المعروف محمد حسنين هيكل الذي طالب عام 90 بتوزيع اموال الخليج على الفقراء العرب.

مجلة «ارابيان بيزنس» الاقتصادية المختصة نشرت قبل مدة قائمة بأسماء اغنى 50 مليارديرا عربيا ضمت اسماء الاخوين احمد وحسن هيكل أصحاب شركتي القلعة وهيرميس، فهل سيقوم والدهما بإثبات مصداقيته عبر توزيع جانب من ثروته الفاحشة وثروات ابنائه على ابناء قريته «البسوس» الذين شبعوا شتما فيه كونه لم يساعدهم ماليا قط، كما اتى في كتاب الباحث مرسي النويشي، ولم يقم بأعمال خير كالتي كان يقوم بها غريمه الفقير مصطفى امين؟!

اشارت بعض التقارير الى ان الاخوين هيكل كانا شريكين بالخفاء للأخوين مبارك وكانا يحصلان عن طريق نفوذ جمال مبارك تحديدا على شركات القطاع العام بالملاليم لبيعها للاجانب بالمليارات، ونفوذ هيكل سيجعلهما يخرجان من تلك التهم كخروج الشعرة من العجين والأيام بيننا..!

آخر محطة:

العزاء الحار لآل الخرافي وآل الرفاعي الكرام وللكويت قاطبة في وفاة الراحل الكبير ناصر محمد الخرافي.

للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

«إنا لله وإنا إليه راجعون»

احمد الصراف

التعامل مع الحصان النافق

تقول استراتيجيات الحرب إنك عندما تكتشف أن الحصان الذي تمتطيه قد نفق فعليك استبداله بآخر، ولكن في البيروقراطيات الحكومية يتم اتباع استراتيجيات مختلفة تماما مثل التفكير في شراء سوط أقوى، لعل ذلك يجدي، أو تغيير الفارس بآخر أكثر قوة أو تعيين لجنة لدراسة وضع الحصان النافق واقتراح البدائل، او تشكيل وفد لزيارة الدول الأخرى والاطلاع على تجاربهم في مجال التعامل مع الأحصنة النافقة، أو جعل الاشتراطات أكثر مرونة بحيث يتم قبول استخدام الحصان النافق بطرق مختلفة غير الحمل والجري والكر والفر، أو الاستعانة بمقاولين من خارج الحكومة أكثر دراية بطريقة التعامل مع الأحصنة النافقة، أو تسريج أكثر من حصان نافق لزيادة السرعة، أو عرض محفزات أو دورات تدريب مكثفة لزيادة أداء الحصان الميت، أو التفكير فيما إذا كانت هناك جدوى من الاستعانة بفارس ذي وزن أقل لرفع اداء الحصان النافق، أو الإعلان عن أن الحصان أصبح بغير حاجة لغذاء، وبالتالي حققت موازنة التغذية وفرا، واخيرا رفع مرتبة الحصان النافق إلى وظيفة إشرافية داخل المكتب، بسبب عجزه عن أداء أي عمل خارجه.
ولو أمعنا النظر في كل هذه البدائل والحلول، بالرغم من طابع السخرية فيها، لوجدنا أنها تنطبق كثيرا على نماذج لا تحصى داخل الهرم الحكومي في أية دولة وبدرجات متفاوتة، وهي تمثل حقا التفكير البيروقراطي الذي يعمل بمعزل عن مبادئ الربح والخسارة. ولو نظرنا لقضايا الاعسار، أو الافلاس، التي تعرض لها عدد من المواطنين منذ ما قبل التحرير وحتى الآن، وما جنته جهات معينة من اتعاب نتيجة الاشراف على حسابات هؤلاء وإدارة أملاكهم ومصالحهم لوجدنا أن المطمطة وتغيير البدائل وتجربة حلول جديدة لم تتوقف على مدى عقدين، مع شبه انعدام الرغبة في الوصول لنتائج حاسمة بشأن الكثير منها، لما يدره إبقاء الوضع على ما هو عليه لأطول فترة من فوائد على «القائمين والمشرفين» على ثروات هؤلاء المعسرين. فإبقاء ملفات هؤلاء مفتوحة كل هذه السنوات لا يزال يدر الخير على الكثير من المحامين والمحاسبين القانونيين وموظفي الجهاز الحكومي المعني بمثل هذه القضايا، ولا يضر غير أصحاب المصلحة، ومن الواضح أن لا أحد يود الاعتراف بان الحصان قد نفق وأن من الأفضل استبداله بآخر.

أحمد الصراف

سامي النصف

حكومة التحديات غير المسبوقة

قام انجاز الستينيات والسبعينيات الكويتي على نظرة سياسية وإستراتيجية ثاقبة بعيدة النظر تم من خلالها الاستعانة بالأكفاء ورجال الدولة لتولي المناصب القيادية، وقام هؤلاء بالتبعية باختيار أفضل وأذكى العقول العربية والأجنبية لمساعدتهم في عملهم، فظهر للعيان الانجاز الكويتي الكبير في جميع القطاعات والأنشطة الاقتصادية والعلمية والأدبية والفنية والإعلامية والسياسية والرياضية.. الخ.

في السبعينيات وما بعدها وبسبب الوفرة المالية والنزاعات السياسية، وكوسيلة للترضية تم الابتعاد عن نهج اختيار الأكفأ والأذكى وتم توزير خريجي معاهد قد يصلح أصحابها للوعظ والإرشاد الا انهم لم يكونوا على الإطلاق قادرين على الحفاظ على نهج الريادة الكويتي في القطاعات المختلفة كونهم لا يؤمنون بالكثير منها، في حين بدأ الجيران والأشقاء الخليجيون ينهضون ويأخذون بالليبرالية الاقتصادية والاجتماعية التي ابتعدنا عنها ويستعينون بأفضل العقول المحلية والعربية والأجنبية كحالنا قبل ذلك.

وامتد ترهلنا من العام إلى الخاص، خاصة بعد تحولنا الى نهج الدولة الريعية (المرض الهولندي)، واختفى بالتبعية الجيل الاقتصادي الذي تسببت شطارته المالية وروحه المبادرة الوثابة وقدرته الفائقة على اقتناص الفرص في السمعة الطيبة للتاجر الكويتي والتي كانت تخلق موارد بديلة للدولة، واستبدل ذلك كله بطبقة اقتصادية جديدة تعتمد على الربح السهل والسريع عبر المضاربات بالأسهم وعمليات الاحتيال على البسطاء من المساهمين والمتعاملين دون حسيب او رقيب حتى أضحت أسواقنا المالية الأكثر انهيارا في العالم.

ان الكويت بحاجة حقيقية لحكومة تضم أفضل وأكفأ وأذكى العقول الموجودة في البلد لمواجهة تحديات الأسابيع والأشهر والسنين القادمة، وهي تحديات غير مسبوقة في تاريخ البلد منذ نشأته الأولى حتى انه تصغر أمامها تهديدات قاسم وغزو صدام كونهما قاما على معطى أمور سهل اتخاذ القرار الصائب فيها، أما ما هو قادم فقضايا وأحداث كبرى شديدة التعقيد ترتبط بالداخل الكويتي والخارج والمنطقة والإقليم ولا تحتمل لجسامتها الخطأ في القراءة او القرار.

آخر محطة:

 (1) بودنا ان ترشح كتلة العمل الوطني وبقية الكتل البرلمانية والسياسية أسماء للوزارة ولبقية المؤسسات والشركات الحكومية تقوم على الكفاءة والاقتدار، فالانجاز والاخفاق هما في النهاية منتجان بشريان ولا يصح الانتظار حتى اختيار زيد أو عمرو ثم تضييع الوقت بمحاسبتهما، وقديما قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج.

(2) فاتنا ان نثني في معرض حديثنا عن اختيار الأطباء للوزارة والإدارة على اختيار الدكتور الطبيب عبدالرزاق النفيسي لادارة المعهد التطبيقي الذي يزيد عدد منضويه عن اعداد الكثير من الوزارات.

(3) ضمن حفل عشاء أقامه الزميل ماضي الخميس استمعت لأحد كبار المختصين في قطاع الاتصالات من غير الكويتيين يبدي استغرابه الشديد من دفع شركة كويتية لـ 23 مليار ريال للحصول فقط على «رخصة» شركة اتصالات تعمل في بلده، وتساءل: كيف يمكن لمن يدفع مثل هذا المبلغ ان يتوقع الربح؟!

(4) مثل هذا الكلام استمعت له من رجل اقتصاد كبير حول شراء شركة كويتية لوكالة سيارة فخمة خاسرة ويقول: إذا كان البائع وهو احدى كبرى شركات السيارات في العالم لم يستطع تسويق تلك السيارة وتحويلها من الخسارة الى الربح، فكيف يمكن لمسؤول الشركة الكويتية ان يفعل ذلك؟! أرجو ألا يكون السبب هو المقولة اللاذعة للوزير البحريني المرحوم يوسف الشيراوي حول حقيقة «غفلة أهل الكويت»!

احمد الصراف

الذرية مرة أخرى

سبق أن ناشدنا زميلنا السابق الأخ أحمد بشارة إبداء رأيه في موضوع التخلي عن البرنامج الحكومي المتعلق باستخدام الطاقة النووية في الكويت، وحيث اننا لم نسمع أو نتلق رداً منه، فإننا نوجه له، ولو بطريقة غير مباشرة، نداء آخر وجهه الكاتب الأردني أحمد الزعبي لرئيس هيئة الطاقة الذرية في الأردن، السيد خالد طوقان، حيث يقول فيه: باسمي وباسم من أمون عليهم من الأردنيين، نسوق عليك الله، ونرجوك رجاء حاراً ان «تمطمط» في تنفيذ مشروع الطاقة النووية قدر الإمكان، وإذا تمكّنت من صرف النظر عنه كلياً تكون قد عملت معنا معروفاً لن ننساه ما حيينا. يا معالي الوزير، إذا كانت اليابان «أم الهمايم» لم تستطع ضبط مخاطر التسرّب، فكلما رقعتها من جهة انفلتت من جهة اخرى، فهل تريد ان تقنعنا أننا قادرون على إحكام مخارج وثقوب «المحروس مفاعلنا» ونحن دولة على البركة؟ يا سيدي الوزير، أنت تعرف أن مجرد إصلاح حنفية، أو استبدال كوع مغسلة، نظل نعاني من التسريب والتنقيط شهراً كاملاً تحت اشراف ثلة من المواسرجية «الخبراء» من دون ان نتمكن من السيطرة عليه.. حتى يتجمع الكلس الطبيعي ويغلق التسريب ذاتياً.. مجرّد تسريب «قلوب» حنفية أو كوع مغسلة «يعجقنا» وننهزم امامه، فكيف لو كان تسريباً نووياً، كمفاعل «فكو ـــ شيما» لا سمح الله.. أي «فكونا» وخلّي بالنا هادئاً.
صحيح، قبل ان اختم.. سمعنا ان مفاعلنا العزيز سيستهلك اكثر من 8 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، مما يعني أننا اذا باشرنا بالانتاج ـــ على خيرة وهداة بال ـــ فإننا لن نتوضأ ولن نشرب بس بــ «نبورد» عاليورانيوم، يا ترى الا يوجد، معاليك، في العروض التي استدرجتموها «مفاعل دراي كلين» هون ولا هون؟
قال «فكو ـــ شيما».. «فكو ـــ نا» عاد!! امر الله امضينا عمرنا «منقوعين» في الفقر والطفر.. هل نختمه.. بجلسات كيماوي.. وأمراض «صدرية» و«داخلية» وغيراته؟
***
ويبقى الأمل في تسلم رد أو تعليق من الأخ أحمد بشارة باقيا، وفي الوقت نفسه نتساءل: لماذا لا نتجه للاستفادة من الطاقة الشمسية، وهي الأكثر توافرا ورخصا وأمانا، ولدينا منها ما يكفي طوال السنة لإضاءة كل دول العالم؟ ومعروف أن بعض الدول الاوروبية ذهبت إلى الصحراء الأفريقية الغنية بالطاقة الشمسية ونقلتها لها لمختلف الاستخدامات!!

أحمد الصراف