احمد الصراف

أفضل الأعداء

عدوان، فلسطيني وإسرائيلي، تقاتلا قبل أن يتعارفا ليرويا تجربتيهما المنفصلتين- المتصلتين في كتاب واحد!».
***
انضم بسام ابو شريف إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أوائل السبعينات، وقبل ان ينهي دراسته في الجامعة الأميركية ببيروت، وأصبح مع الوقت الناطق باسمها قبل أن ينتقل مع نهاية الثمانينات ليصبح مرافقا لـ«ياسر عرفات» ومتحدثا باسمه في ما يتعلق بخطط السلام مع إسرائيل، ولكنه لم يصبح عضوا في فتح أو المنظمة، ويعتقد انه اقنع عرفات بقبول الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، مما أدى تاليا الى اعتراف أميركا بالمنظمة، وهو الذي اقنعه بالدخول في مباحثات السلام في أوسلو مع إسرائيل.
أما الآخر فهو العسكري وضابط الاستخبارات الإسرائيلي «عوزي منحايمي»، المثقف والصحافي وداعية السلام الذي يتقن العربية كأهلها، والذي ينحدر من أسرة هاجر أولها لفلسطين مع بداية القرن العشرين وكان من أوائل المهاجرين الصلبين.
كتب «الإثنان» كتاب The best of Enemies، الذي ترجم للعربية بعنوان «أفضل الأعداء»، واحتل قائمة أكثر الكتب مبيعا في أميركا وأوروبا، واحتوى على كم كبير من المعلومات، التي كانت غائبة عني، ولم أكن أعرف عنها شيئا سواء ما تعلق بحركة القوميين العرب ونشأة الجبهة الشعبية وتاريخ الإرهابي سانشيز، أو كارلوس، وعلاقة جماعة «بادر- ماينهوف» بالجبهة الشعبية، والخطط التي اتبعتها إسرائيل للتخلص من عدد من القيادات العسكرية والفكرية الفلسطينية كأبو إياد وأبو جهاد وغسان كنفاني والعشرات غيرهم، والطريقة التي يعمل بها جهاز «الشين بيت»، وغزو إسرائيل للبنان عام 1982 وما تبع ذلك من خروج عرفات ومقاتليه إلى تونس، ومجازر صبرا وشاتيلا، والأهم من ذلك ما جاء على لسان عوزي منحايمي من روايات تبين كذب ما حاولت إسرائيل ترويجه على مدى قرن من أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب وأصبحت أرضا لشعب بلا وطن، وربما لهذا السبب، ولأسباب أخرى لم يروج للكتاب في إسرائيل. المهم أنه «أفضل الأعداء» كتاب جدير بالاطلاع، وهو من منشورات دار الساقي.
***
ملاحظة: ورد في «الراي» أن وزير البلدية، السيد فاضل صفر، رفض قرار المجلس البلدي تسمية شارع الصحافة، غير الرسمي، في الشويخ بشارع «محمد مساعد الصالح»! إن صح الخبر، فإنه معيب حقا، فلم يبذل أحد جهدا في نصف القرن الماضي في دعم الصحافة والنهوض بها كما دفع المرحوم محمد مساعد، وذكراه بالتالي تستحق تكريما كهذا، فليس هناك اسم أكثر مناسبة من اسمه لإطلاقه على تلك الساحة التي تتضمن شارعين قصيرين ومواقف سيارات.

أحمد الصراف

سامي النصف

إشكالية مصر.. الانتقام وبيع الأحلام!

ما جرى بين المصريين حكاما ومحكومين خلال الثلاثين عاما الماضية لا يصل الى واحد من مليون مقارنة بما حدث بين الهوتو والتوتسي في رواندا، أو البيض والسود في جنوب أفريقيا، ومع ذلك قام البلدان بعمليات تسامح وتصالح ومغفرة للأطراف المعنية أدت في النهاية الى تحرك سريع لعجلة الاقتصاد بعد أن تفرغ الناس للحب والتعمير لا للحقد والتدمير.

عادت مصر 2011 الى مسار مصر 1952 ودعاوى التطهير والانتقام من رجال العهد السابق (محكمة الغدر) وبيع الأحلام التي أدت في النهاية الى كل النكبات والنكسات التي أصابت العهد الناصري. ان التاريخ ما خُلق إلا لتعلم الدروس والعبر منه، وواجب مصر أن تتسامح مع أبنائها، فقد تسامحت قبل ذلك وعبر معاهدة كامب ديفيد مع أعدائها، وان توقف عمليات «التأميم» الجديدة التي صودرت الثروات والممتلكات الخاصة من خلالها وأودع أصحابها السجون، كما يجب احترام العقود التي وقعتها الحكومة مع المستثمرين والمطورين المصريين قبل الخليجيين والعرب والأجانب، فالأرض دون تعمير أو تطوير لا قيمة لها على الإطلاق وجميع الأديان والقوانين الوضعية تصل الى حد تمليك الأرض لمن يعمرها.

ومن روح الانتقام المتفشية الى بيع الأحلام الوردية الكاذبة كحال التسويق لدعاوى نصيب الفرد من الأموال التي سيتم استردادها، والأفضل منها خلق ثقافة واقعية جديدة تحث الناس على المزيد من العمل واتقانه، والمزيد من احترام الوقت واحترام قوانين الدولة وقوانين المرور وأعراف الاصطفاف بالدور، فبمثل هذه القيم والأعمال تنهض مصر وتغتني لا بفوانيس علاء الدين السحرية التي يسوّق لها الإعلام غير المسؤول هذه الأيام.

ومن بائعي الأحلام هذه الأيام د.فاروق الباز الذي رأى ان حل الزيادات السكانية و60 مليون مصري جدد ممن سيولدون حتى عام 2050، يكمن في خلق «ممر جديد» مواز للنيل يمتد في الصحراء الغربية من جنوب مصر حتى العلمين في شمالها يتم جلب الماء إليه من بحيرة ناصر عبر الأنابيب وتنشأ له طرق سريعة وسكك حديد و200 مدينة كبرى ونصف مليون قرية بكلفة إجمالية قدرها 24 مليار دولار (يا بلاش)، للمعلومة كلفة نقل المياه من جنوب ليبيا الى شمالها، أي نفس المسافة والمسمى النهر العظيم، أكثر من 25 مليار دولار، فكيف يتم توطين 60 مليون إنسان بكلفة أقل؟! وكيف يمكن التغلب على إشكالية العيش في الصحراء التي لم تتمكن حتى أميركا من التغلب عليها؟! ومن أين المياه ونصيب مصر يقل كل عام مع كل سد يقام في دول حوض المنبع؟!

ولا تقل عن غرابة المشروع وكلفته المتهاودة الا كيفية توفير الأموال اللازمة لذلك «الحلم»، حيث يقر د.الباز بعدم قدرة الدولة على تمويله وبعدم قبول القطاع الخاص لذلك التمويل، نظرا لعدم وجود مردود مالي له ـ كحال خطة التنمية الكويتية المتعثرة بسبب التمويل ـ ولا أعلم لماذا لا يتقدم د.الباز بفكرة أفضل وأسهل مجربة وقائمة ومعمول بها في كل الدول الغنية والمتقدمة وهي الحد من الانفجارات السكانية التي لم تعد تحتملها أرض مصر الصحراوية وثرواتها المحدودة؟! والحال كذلك مع كل دولنا العربية الأخرى.

آخر محطة:

 (1) أنصح رئيس وزراء مصر د.عصام شرف بأن يقرأ أو يعيد قراءة كتاب «فلسفة الثورة» وسيجد أن مشكلته اليوم هي نفس المشكلة التي واجهها الرئيس عبدالناصر قبل 60 عاما، فالجميع يعيب وينتقد أفكار الجميع والكل يعرف حلولا لمشاكل الكل.

(2) من يتساءل عن ثروات أبناء «الرئيس» السابق التي تبلغ مئات ملايين الجنيهات من أعمالهم الحرة، عليه ان يسأل كذلك عن مصدر ثروات أبناء «الصحافي» السابق محمد حسنين هيكل، أطال الله في عمره وزاد من مصادر رزقه والتي تبلغ مليارات الدولارات!

(3) ثورة 25 يناير يجب أن تتحول سريعا الى متغير «موجب» لا «سالب» كما هو الحال القائم، فعندما تسأل عن تاريخ ضعف الإجراءات الأمنية أو هرب الاستثمارات العربية والأجنبية أو تفشي ظاهرة البلطجة أو توقف أعمال المسرح والسينما الفنية، أو تعطل أعمال البناء وتوقف مشاريع الصناعة والزراعة التنموية، أو ضعف العملة وظهور العجز في الميزانية، أو حتى تأخر ترتيب الكرة المصرية، تأتيك الإجابة دائما وأبدا بأن تلك المتغيرات حدثت بعد يوم 25 يناير!

(4) مصر ربع الأمة العربية، إن ضعفت ضعفنا وإن ضاعت ضعنا، والواجب على الجميع إخلاص النصح لها لا المجاملة والكلام الذي «لا يودي ولا يجيب»!

(5) فاتنا أن نذكر في مقال أمس فقدان الكويت لرجل الأعمال الكبير المرحوم وائل الصقر في ديسمبر الماضي، فله وللآخرين الرحمة والمغفرة «إنا لله وإنا إليه راجعون».

حسن العيسى

الله بالخير على مسرح القرود

«مشكورين وجزاكم الله خير» بالكويتي الفصيح نقولها لوزير الأشغال د. صفر في حكومة تصريف العاجل من «الخمول»، شكراً يا معالي الوزير حين اعترضت واستكثرت على المرحوم محمد مساعد الصالح أن يسمى شارع الصحافة (وكأن لديكم صحافة حقيقية وأصيلة) باسمه، وألغيت قرار المجلس البلدي، المثل الكويتي يقول «إذا ما تستحي سو ما تشتهي»، ولا يبدو أن لدينا في هذه الحكومة من يستحي ويخجل من سواد الوجه. اكتب الآن هذا المقال وأنا جالس على كرسي محمد مساعد وعلى طاولته وأشاهد ذكراه تعبر خيالي وتحفر كلمات الحزن على شريط ذكرياتي. أراه يجلس محدب الظهر قليلاً من وطأة المرض ويسحب ورقة ويكتب مقال «الله بالخير»، يكتبه كل يوم وفي مثل هذا الوقت، لم يكن يطلب أجراً من جريدة القبس، ولم يكن ليسأل عن نفع له، كان يعبر عن ذاته بحروف لا أكثر. ذاته كانت مهمومة بالفكر القومي، وكان له إيمان مطلق بقوميته العربية مهما اتفقنا أو اختلفنا معه في محتوى وأبعاد هذه القومية. ذاته كانت تحمل ثقلاً كبيراً لأحزان أمته العربية ووطنه الكويت وقبلهما كان الهم الإنساني أكثر وطأة على قلبه.
لأكثر من خمسين عاماً ظل محمد يكتب ويسجل لنا رؤيته لكل ما يحدث في الوطن الكويتي أو العربي أو الوطن الإنساني الكبير، وكان يسخر من نفسه إذا استأذن القراء للتوقف عن الكتابة في إجازة الصيف، ويختم مقاله بعبارة «رافقتني السلامة في حلي وترحالي»، فقد كان يتصور أنه لا أحد سيكترث لغياب عموده اليومي…! اليوم ليس قراؤك والناس هم الذين نسوك، بل السلطة الحاكمة تناستك مع سبق الإصرار، وتريد أن تفرض علينا أن ننساك، «مو عيب» يا حضرة الوزير أن تستكثر على محمد اسم شارع هو خلقه بداية بقلمه قبل أن تولد أنت بعقود…! أم أنك مغلوب على أمرك في هذا، وكان قرار شطب اسم محمد من على أسفلت الصحافة الكويتية قد أملي عليك سلفاً من كبار في السلطة «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر»!، مثلما أملت عليك قبل ذلك تناسي وضع النقاط على الحروف في تحديد مسؤولية كارثة محطة مجاري مشرف حين أزكم آسنها أنوفنا كما خنقنا (ومازلنا) بروائح نتن الفساد في هذا البلد.
أكتب الآن بصفتي أحد أفراد أسرة محمد مساعد، وأقول لك يا معالي الوزير ولمن هم أعلى منك بأننا لسنا بحاجة كي تخلد ذكراه على شارع أو سكة سد. لا نريدكم أن تتذكروه، انسوه، وزيادة مني أقترح عليكم أن تغيروا اسم مدرسة والدي وجده لأمه يوسف بن عيسى، فلسنا بحاجة إلى مثل هذا التكريم ولا لأي فضلة منكم، فأنا حين أتجول في ضواحي وشوارع وطني أطالع أسماءها، وابتسم ثم أضحك بمرارة على «عطاء» أصحابها الراحلين لهذا البلد… وأظل أسأل نفسي إن كنا في وطن له تاريخه الكبير أم أننا في مسرح للمهرجين… ارفعوا الستار كي نشاهد مسرحيتكم السمجة… وسنصفق لكم ولعبث قدرنا معكم.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

يا د. هلال.. انتبه للاحتكار

قام محاسب في «جمعية إعانة المرضى»، التي تخضع لجهة دينية متشددة، وعلى مدى أربع سنوات، بسرقة حوالي 14 مليون دولار من أموال الجمعية من دون ان ينتبه أحد من مدققي حسابات الجمعية وأعضائها «الأفاضل» للسرقة بالرغم من كبر المبلغ وطول المدة.
وبالرغم من تعهدات الجمعية بأنهم ستسترد ما تم اختلاسه، وان المحاسب جار «ضبطه واحضاره»، فان شيئا من هذا لم يحدث، حيث اختفى المبلغ مع صاحبه، وسكتت الجمعية بعد أن تنفست الصعداء، فإحضار المحاسب وتقديمه للمحاكمة سيكشفان أمورا ربما لا تريد الجمعية كشفها.
نكتب هذا بمناسبة توسع هذه الجمعية في «أعمالها التجارية» التي لا يسمح لها لا العرف ولا القانون ولا نظامها الأساسي بالعمل فيها، فمن يقم بمراجعة الكثير من مستشفيات الكويت ومراكزها الطبية يجد أن هذه الجمعية، وليس أي جمعية أخرى، قد حصلت بطريقة أو بأخرى على حق فتح اكشاك وزوايا ومطاعم ومقاه داخل وخارج المستشفيات والمراكز الطبية، ربما من غير دفع إيجار حتى، واصبحت تتاجر ببيع المرطبات والمشروبات الساخنة والأطعمة والمواد الغذائية الأخرى وحتى الألعاب والزهور، وأصبحت تنافس الـ«ستاربكس» و«كوستا» و«سكند كب» وغيرها من السلاسل التي أنفق أصحابها الملايين عليها.
ومن الواضح أن هذا الامتياز لم يمنح لهذه الجمعية بطريقة سليمة وأن في الأمر شيئا ما، فالطريقة الاحتكارية التي تدار بها هذه المحال من قبل جمعية غير متمرسة أو مصرح لها بمزاولة الأعمال التجارية تشي بالكثير، وهنا نتمنى على الدكتور هلال الساير التحقيق في هذه المهزلة والبحث عن الجهة التي سمحت لهذه الجمعية وليس لغيرها بالبيع بمثل هذه الطريقة في مستشفيات الكويت، علما بأن أنشطتها في توسع مستمر، وكأنها شركة مساهمة. كما أنها قامت اخيرا باحتكار بيع مستلزمات الفم والأسنان في بعض مراكز طب الأسنان الحكومية، ولا اعلم حقيقة كيف منحت ترخيصا بذلك.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«المداوي»… لن يقتله الداء العضال

 

أصاب الحادث الآثم الذي تعرض له الشاعر الصديق عبدالعزيز المداوي مساء يوم الخميس (21 أبريل/ نيسان 2011) في مدينة حمد من يعرفه ومن لا يعرفه بالألم والحزن والقلق والخوف من المجهول… ذلك أن مثل هذا الحادث وحوادث أخرى مفجعة تهدف الى النيل من أمن واستقرار بلادنا، بالإقدام على جرائم نكراء تفوح منها روائح الطائفية البغيضة والعداوة الخبيثة في مرحلة يسعى فيها المخلصون الى الحفاظ على بيت الأسرة البحرينية، فيما يحاول آخرون تدمير بنيانه من الأساس.

الشخصان اللذان هاجما المداوي عند دوار 19 بآلة حادة وألحقا به اصابات في أنحاء مختلفة من جسمه ولاذا بالفرار هما نموذج شرير من نماذج الجريمة المنكرة الدخيلة على المجتمع البحريني، ولعل أهالي المحافظة الشمالية ومنهم محافظ الشمالية جعفر بن رجب، بل وعموم أهل البحرين الطيبين حين يستنكرون هذه الجريمة في حق الأبرياء بالأيدي والنفوس الدموية التي تهدف الى تقويض الأمن… أقول إن المواطنين حين يستنكرون هذه الجريمة، إنما يعلنون لكل الحثالات الإجرامية، أن شعب البحرين لن ينحني الى دعوات القتل والدمار والفتن الطائفية وتدمير قلب المجتمع البحريني بنشر حالة من الذعر وانعدام الأمن وبالتالي استهداف السلم والأمن الاجتماعي، وهو واحد من الثوابت التي لا يمكن أن يساوم عليها أبناء البحرين، مهما اشتد الخطاب العدواني المحرض، بل أجزم بأن الشرفاء والمخلصين من أبناء البلد سيتصدون لمثل هذه الخطابات والممارسات ولابد أن يشارك الجميع في وأدها والقضاء عليها.

وأجدني أعود مرة أخرى الى القضية التي أصبح رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود يحملها كمسئولية، ويطرحها في خطب الجمعة أسبوعاً تلو الآخر بجامع عائشة أم المؤمنين في الحد، وآخرها تحذير الشيخ (بووليد) من اتهام الناس جزافاً، أو الانتقام منهم وهم أبرياء، لم يرتكبوا أي جرم أو خطيئة، وقد كرر دعوته إلى من يرسل رسائل تنتشر بين الناس مفادها: «لا تتهموا الناس جُزافاً، ولا تجعلوا أيام الفتنة وسيلة للتشفي ومحاولة النيل ممَّن بينكم وبينهم عداوات لتنالوا منهم في ظنكم وتنتقموا منهم وهم أبرياء»، فمن الواضح أن الشيخ كان يتابع باستمرار ويدرك مخاطر استمرار هذا السلوك العدواني المقيت، وهو ونحن جميعاً معه، ندرك أن أصحاب ذلك النهج الأسود المخالف للدين وللإنسانية، مستمرون في عملهم الجبان.

بالنسبة لأخي الشاعر عبدالعزيز المداوي، فقد عرفته منذ أكثر من عشر سنوات… بحرينياً أصيلاً ليس في قلبه ولا نقطة واحدة من سواد الطائفية الإجرامي، فهو يشارك في الفعاليات الوطنية من جهة، ويسارع الى المشاركة في المناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية من جهة أخرى دون النظر الى اللون الطائفي لهذه المنطقة أو تلك… فهو شاعر يحمل الكلمة الصادقة الطيبة لجميع أهله، وأتذكر كم كان المداوي يعتب علينا حين ننظم فعاليات في بعض القرى لأننا لم ندعه مثلاً الى المشاركة بقصيدة، أو حتى اذا لم نوجه له دعوة للحضور… كان ولايزال يريد أن يكون موجوداً بين الجميع.

الداء العضال، هو ذلك المرض الذي لا علاج له أبداً على ما يبدو في نفوس المصابين به وفي قلوبهم… وهو داء الطائفية والأحقاد والعدوانية الآثمة التي ما عرفها أهل البحرين من أبناء الطائفتين الكريمتين… ذلك الداء الخبيث لن يقتل أمثال الشاعر الصديق عبدالعزيز المداوي ولن يقتل أي بحريني مخلص يرفض كل أشكال الفتنة والجريمة والنيل من تكاتف أبناء المجتمع مع بعضهم البعض في أكثر الظروف شدة

سامي النصف

حماقة أم وراء الأكمة ما وراءها؟!

الكلام المفيد هو نتاج معلومة مؤكدة يبنى عليها رأي سديد، في عام 1986 ـ والمخاطر تحيط بالكويت من كل جانب كحالنا هذه الايام ـ اعلن نائب دكتور ان الظروف المحيطة لا تسمح بإعادة تجربة حل مجلس عام 1976، وقد اخذ بعض النواب الآخرين ذلك الرأي، شديد الخطأ بمحمل الجد وبالغوا في الشطط السياسي وبعدد الاستجوابات المقدمة، مما ادى الى حل عام 1986 الذي يحاسب عنه دائما من قام «برد الفعل» ولا يحاسب من قام بـ «الفعل ذاته» كحال ذلك النائب الدكتور.. المختص!

في لقاء اخير لذلك الدكتور على فضائية اجنبية تجاوز خلاله كل حدود المعقول واصول النقد البناء الذي يخدم المصلحة العامة، وبدأ بالتحريض غير المسؤول على وحدتنا الوطنية وهيبة السلطة في البلد التي ان ضاعت ضاعت الكويت معها، ومعروف انه حتى الانبياء والرسل يختلف الناس عليهم وان الحس السياسي السليم ـ لا المحرض والمخرب والعقيم ـ يوجب ان يحظى من يتم اختياره لرئاسة الوزراء دائما بالدعم والمساندة حتى تصح محاسبته بعد ذلك، فنجاحه نجاح للكويت كلها واخفاقه هو اضرار بنا جميعا، فنحن في النهاية ركاب سفينة واحدة ان غرقت غرقنا جميعا.. سفهاؤنا قبل عقلائنا!

وكان الدكتور قد ظهر قبل ذلك على قناة فضائية محلية، واللقاء موجود كحال سابقه على اليوتيوب، ومما قاله فيه على سبيل المثال لا الحصر انه نشر عام 1978 كتابه «الكويت الرأي الآخر» ردا على حل مجلس 1976 وانه خط في صفحة 149 من ذلك الكتاب رسالة للامير آنذاك الشيخ صباح السالم رحمه الله قال له فيها انه اخطأ بذلك الحل الذي لا يملكه، وعاد بعد ذلك لتكرار المقولة «الغوبلزية» من ان مندوب بريطاني اسمه جورج ميدلتون زار الكويت عام 1961 «ليفرض» على شيخها الجليل الاخذ بالمسار الديموقراطي واطلاق الحريات الاعلامية منعا، حسب قوله، لوصول نيران ثورتي ظفار وعدن القائمتين آنذاك للكويت، وان ذلك المندوب خرج من بلدنا للخليج وقام بتغيير الانظمة التي رفضت طلبه في قطر وعمان وابوظبي، فأين الحقيقة؟ وهل يستطيع احد ان يكذب من يستشهد بكتاب هو كاتبه؟!

كتاب «الكويت الرأي الآخر» ذو الطبعة الواحدة موجود واتحدى ان يجد احد كلمة واحدة تتعرض فيه لحل عام 1976، او رسالة من كاتب الكتاب للامير انذاك الشيخ صباح السالم، فصفحة 149 تتحدث عن قانون الجنسية، اي ان هناك من يتخيل امورا ثم يصدق تخيلاته! وللمعلومة ثورة ظفار قامت عام 1962 وثورة عدن عام 1965، اي ان المندوب حذر الشيخ من ثورات لم تحدث بعد! وللمعلومة ايضا تغيير الانظمة حدث في الاعوام التالية: ابوظبي عام 1966 وعمان عام 1970 وقطر عام 1972، اي ان ذلك المندوب بقي في الخليج 11 عاما ليقوم بتلك التغييرات! والتي لم ينتج عنها فرض الديموقراطية او الحريات الصحافية في تلك البلدان!

ان اول المكذبين لمقولة فرض الانجليز للديموقراطية والحريات الاعلامية على الشيخ عبدالله السالم التي تجانب الحقيقة وتضيع جهد شعب وتفهم قائد تاريخي هو القائل نفسه، ففي الكتاب نفسه الذي لم يقرأه على الارجح من كتبه عدّد 6 اسباب لاخذ الكويت بالمسار الديموقراطي ليس بينها فرض الانجليز لها ممن لم يعرف عنهم قط تشجيع الحريات في البلدان التي يستعمرونها، كما لا توجد وثيقة واحدة من وثائق الخارجية البريطانية او الاميركية تثبت تلك المقولة ويمتد التكذيب لمقولته الاخرى ان وزيرة الخارجية الاميركية ذكرت في جلسة استماع بالكونغرس انها تنوي استبدال الانظمة التقليدية الصديقة بأنظمة اخرى، فمحاضر الكونغرس موجودة ولا يوجد بها شيء حتى قريب من ذلك «التهيؤ»، وتلك الامور للمعلومة «تفعل» ولا تقال في جلسات استماع، كما ان السياسة الخارجية الاميركية مناطة برئيس الجمهورية لا بوزير الخارجية كما يعلم اي مبتدئ علوم سياسية!

آخر محطة:

1 ـ من محاولة هدم رموزنا السياسية الى محاولة هدم رموزنا الاقتصادية ومقال لكاتب كويتي في صحيفة مصرية ينتقد فيه اعمال الراحل الكبير ناصر الخرافي بشدة ويدعو لإيداعه سجن طره! ومعروف ان هناك دعوة مصرية وعربية دائمة لاستثمار الخليجيين اموالهم في بلدان العرب لا الغرب، وهذا ما قام به الوطني الكبير ابومرزوق حيث احال صحاري مصر الصفراء الى جنات خضراء يعمل بها عشرات الآلاف من المصريين وتستقطب ملايين السائحين، فأين الخطأ في هذا؟ وهل من مصلحة مصر 25 يناير تطفيش المستثمرين الخليجيين والعرب والاجانب؟! الاجابة واضحة، ومرحبا بالدكتور عصام شرف في زيارته غدا للكويت وللدول الخليجية لاستقطاب الاستثمارات لا لمحاربتها.

2 ـ في اقل من ثلاثة اعوام، تفقد الكويت اربعة من اكبر رجال الاعمال والاقتصاد فيها، فمن جاسم البحر الى سامي البدر الى خالد المرزوق الى ناصر الخرافي، لهم جميعا الرحمة والمغفرة ولبلدهم الكويت الصبر والسلوان.

احمد الصراف

عليكم بـ«لوياك»

تعاني الكويت و«شقيقاتها» تطرف شبابها وضياعهم نتيجة سوء مخرجات المدارس الحكومية، ولا يمكن إخلال مسؤولية الأحزاب الدينية التي شارك ممثلوها على مدى عقود في وضع مناهج التربية من المسؤولية المباشرة عن هذا الوضع المؤسف والخطر، فهذه المناهج والمقررات، وغالبية هيئة التدريس، لم تحترم يوما ذكاء وعقول طلبة المدارس ولا احتياجاتهم النفسية، من خلال طرق التعليم التلقيني التي اتبعتها، فالتفكير، كما تقول الاستاذة المساعدة في كلية التربية الأساسية، إقبال العثيمين، ممنوع على طلبة المدارس، فكيف نريدهم ارتياد المكتبات وتطوير ملكات تفكيرهم باستقلالية؟
ولو نظرنا في ما تقوم به «لوياك»، وما تعطيه من أهمية لعملية الإصغاء للشباب والتحاور معهم وتلبية احتياجاتهم، لعلمنا مدى أهمية دور هذه المؤسسة التربوية وتأثيرها الإيجابي وما تدفع به نحو إبعاد الشباب، والمبدع منهم بالذات، عن طريق الغلو ومهاوي التطرف. فخلال عشر سنوات استطاعت هذه الجمعية غير الربحية تحقيق انجازات خارقة وسمعة طيبة تمثلت في الاعداد المتزايدة من الشباب الراغبين في الانتساب لها، والذي تجاوز الألف في السنة، ولتشمل فئة عمرية عريضة تمتد من 6 الى 28 سنة. كما اصبح لـ«لوياك»، كما كتبت السيدة فارعة السقاف، مشاريع مرادفة، كأكاديمية كرة القدم للجنسين واكاديمية الفن المسرحي، وباشرت مؤخرا في تأسيس فروع في كل من الأردن ولبنان، ولاقت الفكرة دعما ماليا وتشجيعا داخليا وخارجيا.
«لوياك» هي التي تستحق الدعم والتشجيع المادي والمعنوي من المحسنين، وليس تلك الجمعيات التي لا أحد يعلم اين وكيف تصرف أموالها، فيا خيّري الكويت، وما اكثركم، عليكم بـ«لوياك» فهل أمل الكثير من اصحاب المواهب من شباب هذا الوطن الجميل في حيوية «لوياك» وما يماثلها؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لا فيدرالي ولا فيدرالك

نحن كده حلوين، كما يقول المصريون. و»نحن» المقصود بها الشعوب الخليجية… أقول ذلك رداً على المطالبين بأن يعز الله دول الخليج بأحد الاتحادين، إما اتحاد فيدرالي أو اتحاد كونفيدرالي، كي تجتمع «العيدان» الخليجية الصغيرة وتشكل عموداً كبيراً يفقأ عين إيران التي لا يملأها إلا التراب.
والفيدرالية باختصار كما يعرف الجميع هي اتحاد دول وأقاليم تحت نظام عام واحد لتتحول إلى دولة واحدة بعَلَمٍ واحد ورئيس واحد، كالولايات المتحدة الأميركية وسويسرا ودولة الإمارات العربية المتحدة ووو، أما الكونفيدرالية فكما هو حال الاتحاد الأوروبي، لكل دولة عَلَمها ورئيسها، لكنها متحدة في السياسة الخارجية والاقتصادية والجمركية والأمنية ووو، على أن تحك كل دولة ظهرها بظفرها داخلياً. وإذا نشبت حرب بين دولتين أو ولايتين متحدتين فيدرالياً، مثل أوهايو ونيويورك الأميركيتين، فهي حرب داخلية أو أهلية، أما إذا نشبت حرب بين دولتين متحدتين كونفيدرالياً، مثل فرنسا وألمانيا، فهي حرب دولية.
خلاص؟ طيب السؤال هنا: «ما هو نوع اتحاد دول الخليج العربي، فيدرالي أم كونفيدرالي؟» الجواب: «هو اتحاد غشمرالي» من «غشمرة» التي تعني المزاح باللهجة الخليجية… نحن نمزح يا صاحبي، فعمرُ اتحادنا الخليجي ثلاثون عاماً بالتمام والرفاء والبنين، استطعنا طوال هذه المدة أن نعمل بطولة رياضية خليجية عرفية «داخل الحوش» غير معلنة، وقّع عليها شاهدان، مثل الزواج العرفي، ومازلنا نناقش توحيد العملة ولون جوازات السفر.
وفضلاً لا أمراً، ألقِ نظرة على طريقة دخول وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى قاعة اجتماعاتهم، وستشاهد كل وزير يحمل حقيبته بنفسه ويمشي وحيداً بسرعة وجدية، ثم ارفع بصرك إلى طريقة دخول وزراء خارجية الخليج قاعة الاجتماعات، وسينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وستبهرك مناظر ألف ليلة وليلة، وستذهلك الوفود المرافقة بكبرها وحجمها، وستصعقك الكراسي الإمبراطورية، وسيزدحم المكان بحملة الحقائب والبشوت والعطور ووو.
صحيح أننا كخليجيين شعب واحد بثقافة واحدة وعادات متشابهة، فكل من يتزوج فينا لا بد أن يقضي شهر العسل في ماليزيا، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، وكل من يتم توزيره منا لا بد أن يحفظ ويسمّع جملة «إننا في هذه المرحلة الحرجة»، وأشياء أخرى، إلا أن ذلك لا يعني أن مستوى الديمقراطية في دولنا واحد، وسقف الحرية واحد. نحن الكويتيين الأعلى والأفضل بلا نقاش ولا هواش، ونحن أصلاً مللنا صغرَ هامش الديمقراطية والحرية عندنا في الكويت، ونريد أن ندخل إلى منتصف الصفحة، فتعرضون علينا الوحدة مع دول لا تعترف حكوماتها لا بالصفحة ولا حتى بالهامش؟ يفتح الله يا سيدي، لا نريد اتحاداً خليجياً ولا شكوراً، «لا فيدرالي ولا فيدرالك أنا لحالي وأنت لحالك». ثم إن ما فينا من الفساد يكفينا، ولم تعد أكتافنا تحتمل المزيد… شكر الله سعيكم.
إذا كنتم ترغبون في اتحاد فابحثوا لنا عن دولة مثل هولندا، نتحد معها ولو عن طريق «الوايرلس»، وعليّ النعمة لأتكفلن بمصاريف العشاء والسهرة إذا وافقت هولندا على الاتحاد معنا، أو السويد مثلاً، أو فنلندا، أو أي دولة لا يتسابق شعبها على تقبيل الأيادي والكتوف. معلش الزعل ممنوع يا أمة والعتب مرفوع بالضمة، واللي يستحي من بنت عمه ينام بلا عشاء. ومتى ما دخل وزراء الخليج قاعات الاجتماعات يحمل كلّ منهم حقيبته بيده، وجلسوا على كراسي كالمعروضة في السوق، ومتى ما أقرت الدساتير، فنحن من الخليج العربي وإليه. وإلى أن يتم ذلك، فلنوقّع مع عمتنا وتاج رأسنا أميركا معاهدة «لجوء عاطفي».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

هذا الشرع يا أسيل

سألت النائبة أسيل العوضي (غير المحجبة) الوزيرة في وزارة تصريف العاجل من الأمور الدائمة موضي الحمود (غير المحجبة أيضاً) عن معنى قيام ملالي الدين مثل الداعية نبيل العوضي وغيره بزيارات «دعوية» لمدارس البنات، وما إذا كانت مثل تلك الزيارات «الفكرية العميقة» تتسق مع برامج وأهداف التربية في وزارة التربية (وتلك الوزارة تاريخياً أضحت مختصة بالتربية الأصولية وليست لها علاقة بالتعليم).
النائبة العوضي تعترض على حفلات غسل العقول للجيل القادم التي تجرى على قدم وساق منذ زمن طويل، تربع فيه مشايخ الصحوة على وسائد الوزارة هانئين مستريحين مهما تغيرت الأسماء «الليبرالية» على كراسي وزارة التربية، بدءاً من د. حسن الإبراهيم حتى د. موضي الحمود. فمناهج التربية التي تحض على كراهية الآخر غير المسلم أولاً ثم يأتي الدور ثانياً على المسلم الذي ليس من أهل «السنة والجماعة»، وتصف طائفتهم بالمارقين الخارجين عن الملة والعقيدة، وتمضي عمليات الاستبعاد المبرمج دينياً «للآخر» إلى ما لا نهاية، وتضيق دائرة الفرقة الناجية شيئاً فشيئاً على «الغير» كي لا يبقى فيها آخر الأمر «غيرهم» هذه المناهج ثابتة كالجبال مهما تفجرت وتشققت حناجر المعترضين. ولا يمكن بالتالي عبور الجسور للجنة الموعودة بغير كروت الإقامة المختومة من دائرة التصديقات في وزارة الحقيقة الخاصة بهم. وتعبير وزارة الحقيقة خلقه جورج أورويل بروايته تحت عنوان ١٩٨٤، وهو (أورويل) وإن قصد به قبل ستين عاماً الأنظمة التسلطية، فإن وصفه يصدق اليوم على كل جماعة تستبعد الآخر وتمارس سلطة «الأخ الأكبر» على الآخرين.
الداعية والكاتب في الصحافة المكتوبة والتلفزيون وفي عوالم الإنترنت الشيخ العوضي يطمئن ويغيظ النائبة د. أسيل بأن الحجاب من أمور الشرع، وهو يزيد يوماً بعد يوم عند بنات أمتنا الكويتية التي تنحي في الإنتاج جانباً كل «كوادر» الأمتين الصينية واليابانية مجتمعتين. كأن الشيخ العوَضي يهمس لقريبته بأن الحجاب فرض من فروض الشرع، وما دام هو من الشرع «فالكل ياكل تبن» مثلما قالها حسين عبدالرضا رئيس محكمة الفريج الكويتية.
أين نجد في رد الشيخ نبيل مكاناً للحوار والرأي الآخر ما دام هذا رأي الشرع! وأين مكان العقل النقدي والجدلي ما دام هذا رأي الشرع! وإذا كان هذا «رأي الشرع» فكيف يمكن أن تنهض هذه الأمة لعوالم المعرفة والعلم والشك الوجودي وتقلع من جمود الخرافة و»العقل الأوحد»، وهو أصل السلطان الأوحد «ظل الله في الأرض» كما عبر أحد خلفاء عصرنا الغابر، نقلع لسماء الحريات والنقد لكل فكر أياً كان من دون رقابة ولا إرهاب «الأخ الأكبر» وولاية مشايخ أهل الشرع. ربما هناك بصيص من الأمل قادم مع ثورات الشباب!
وربما هناك أبواب لجحيم الفكر الإقصائي ستفتح للقادم في عذابات الحروب الطائفية والقبليات التي نشهدها اليوم. «ربما» تعني كلمة احتمال، والمستقبل كله احتمالات، وحتى الغد المجهول، ليس لي غير القول لأسيل إننا ننفخ في قربة مقطوعة ونؤذن في مالطا مع هذا الحكم السياسي، وهذا الفكر المتزمت الرافض لحركة الزمان وتغير المكان، ونحن محشورون بين فكي تلك الرحى ما دام هذا الشرع كما يريده الشيخ نبيل ومن هم على شاكلته وما أكثرهم…!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

المذمة من ناقص

كتب النائب السابق احمد المليفي مقالا ذكر فيه عن احدهم انه بدأ حياته بالتزوير عندما انكر جنسيته واخفى حقيقة جنسية والده، واختط خط الدين لانه اسهل الطرق الى الشهرة والكسب المادي وجمع الاموال من المبرات وتوزيع الاشرطة والاحاديث التلفزيونية لزوم الشهرة والمزيد من المال، وليقيم المسابقات المشبوهة على مستويي الكويت والخليج، كما قام، بجانب التزوير واصطناع المبرات لجمع المال، بدخول عالم السحر ليجني الربح بأقصر الطرق للوصول الى علية القوم، ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة، فارتكب الخطأ الذي كاد ان يزج به في السجن، فابتعد عن هذه المهنة وعاد الى الاعلام.
ورغم ان جنسيته مزورة وأخذها بغير حق وأكل من خير هذا الوطن ونبتت اضلاعه وانتفخت جيوبه كما انتفخ باقي جسده من خير هذا البلد الذي اطعمه من جوع وآمنه من خوف، ورغم انه لا يزال في فترة التجربة ولم يجف حبر جنسيته بل ان حبرها لن يجف، ويجب سحبها في اي وقت لانها نشأت وقامت على معلومات مزورة باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، الا انه مارس ساديته وحقده الدفين على الكويت وشعبها، فأصبح همه ان يرد الجميل لهذا الوطن بالشر والقبح بتسليط الضوء على الظواهر الفردية السيئة للمجتمع ويكبرها ويضخمها وكأن الكويت بلد الشر، كل ذلك حبا في الشهرة وامعانا في ايذاء الوطن الذي استضافه واكرمه، بل ان الكثير من الحوادث والاتصالات التي يتلقاها من الجمهور مفبركة ومعدة من طاقمه غير الكويتي! انتهى.
والحقيقة التي فاتت ع‍لى ذلك الشخص كما فاتت ع‍لى «احمدي نجاد» ونظامه، ان شيعة الكويت كويتيون اولاً وثانيا وثالثا، ولا يوجد شيعي كويتي واحد يتمنى ان يهاجر الى ايران او ان يحصل على الجنسية الايرانية، ولا نظن ان التاريخ يذكر قصة واحدة عن شيعي كويتي او خليجي حاول السباحة الى الشواطئ الايرانية محبة في العيش هناك او اكتساب الهوية الايرانية، واذا كان ذلك الشخص يريد سماع الصوت الشيعي معارضا لايران، رغم انه صوت مسموع يوميا على اي حال، فان ما نحتاجه حقا ليس اثبات الشيعة لولائهم، فهذا امر لا نشك فيه، ولكن المطلوب هو كتم انفاس بعض اصحاب اللحى المباركة عن الحديث في الشأن الطائفي، فهم، وبلا اي تجن، قوم مؤججون ومتاجرون بالطائفية، كما انهم يمثلون الوجه الطائفي الاسود عند عامة الشيعة، وليسوا مؤهلين للتحاور مع المعتدلين من الشيعة دع عنك المتعصبين منهم.انتهى.
وهنا نضيف ان من سخريات القدر مطالبة البعض لأمثالي، ومن هم افضل مني بكثير ان يثبتوا ولاءهم لوطنهم، علما‍ بأنهم هم الذين تدور الشبهات حولهم منذ اول يوم وطئت فيه اقدامهم تراب هذه الارض التي لا نحتاج الى شهادة احد لنثبت عشقنا لرائحتها، وهو الاحوج بالتالي لشراء صكوك الغفران وليس التصدي لمهمة توزيعها ع‍لى الغير.

أحمد الصراف